اللهم صل وسلم على نبينا محمد~
.
.
'ها قد عدت الى المكان المشؤوم..'
دخلت الى الغرفة التي قد سكنتها في مقر داركولاين سابقا وعند النظر إليها لم يتغير شيء منذ ذهابي ، شديد السواد والظلمة لا يدخل منها الضوء الا من النافذة ، كان من المزعج النظر إليها ولكن بعد ان نظرت الى الاسفل..أظن أنه يمكنني التحمل منذ ان ريكس كان بالقرب مني.
'يجب علي النوم.'
قد حل الليل عندما وصلت بالفعل وقبل ان ادخل غرفتي طلبت مني سيرا الذهاب الى المنطقة الذي قد حبست فيها سابقا من اجل شيء مهم.
ذهبت لتغيير ثيابي ثم انطلقت نحو سريري الذي جلس فيها ريكس ينتظرني.
امسكت بملاءة السرير واستلقيت لانام بعمق بالقرب من ريكس.
***
صباح اليوم التالي..
انظر الى الغابة المليئة بالثلوج البيضاء التي قد رسمت اثاري في الخلف ، فالجو بارد في الخارج لكنني استطيع تحمله بعد ان ارتديت ثيابا سميكة لدرجة انني اشعر بالدفء بدلا من البرد.
لم تتساقط الثلوج كالامس وبدلا من ذلك اصبح السماء صافية يمكن رؤية الشمس وهي تنشر ضوئها الدافئ في جميع أنحاء الغابة.
"يبدو انك قد اتيت مبكرا."
ترتدي سيرا ملابس صوفية وبيدها سيف داخل غمده ، لم تكن سيفها التي استخدمتها سابقا في مملكة تيلا بل كانت اصغر حجما وأكثر سمكا.
وقفت امامي على مسافة مترين وهي تبتسم دون قول شيء لذا بدأت الحديث اولا.
" إذا ما الذي احضرنا الى هنا."
" خذ."
رمت السيف نحوي لاوجه نظراتي الى السيف وهي تقول.
"سأدعك تختبئ في ثلاث دقائق حينها سأبدأ باللحاق بك معصوبة العينين لذا حاول تجنب لمسي لك ، يمكنك استخدام هذا السيف اذا شئت والا سينتهي اللعبة حين المسك."
لم افهم الهدف من ذلك ولكنها دون انتظار بدأت في عصب عينيها لذا انطلقت هاربا دون النظر الى الخلف.
'الثلوج تعيق الحركة قليلا.'
كان قدمي يسقط إلى الأسفل بسبب امتلاء المكان بالثلوج تاركا أثرا خلفي مما جعل الأمر يزيد صعوبة من ناحيتي في الحركة.
اذا اردت وصف المكان الذي انا به فستكون أرض مسطحة ومجموعة أشجار ، فلم يكن هناك سوى هذان امامي لذا كان علي الاختباء اما فوق الاشجار او خلفها.
توقفت عن الحركة وبقيت واقفا خلف احد الاشجار صامتا بلا حراك.
تك!!
انظر الى سيرا وهي معصوبة العينين توجه يدها نحوي ولحسن الحظ صدّيتها قبل أن تتمكن من لمسي.
'كيف لها أن تتحرك بسلاسة دون التوقف للحظة.'
انظر اليها وهي تهاجمني وكأنني شيء يمكن رؤيتها بعينيها المعصوبتين ، حتى طريقتها في تجنب الأشجار مذهلة.
تك! تك!
"هل ستسقط بهذه السهولة؟ اردت اللعب اكثر من هذا بقليل."
'يا للازعاج.'
بدأت اشعر انه كان من الأفضل أن انطلق للنوم.
***
"اوتش~"
سقطت على الأرض الباردة وانا انظر الى سيرا وهي تنزع العصبة من عينيها.
"يا لك من ممل."
"أليست فارق القوى بيننا كبيرة؟"
عقدت سيرا بذراعيها لتقول.
"ليس سببا لخسارتك ، لما لا تفكر اولا في إخفاء الهالة التي تخرج منك؟"
ابتعدت سيرا حينها وبقيت جالسا على الارض أضع يدي على الثلج الباردة وانا انظر الى السماء الصافية التي لا تتحرك فيها الطيور وكأنها لم تعد موجودة.
وقفت من على الأرض لاعود الى ريكس.
***
بعد أسبوع..
"همم ، يبدو أنك قد استطعت اخفاءها الان."
تك! تك!
في الأيام السابقة بقيت اخرج كل صباح باكر مع سيرا للعب لعبة الهروب الخاصة بها وفي الحقيقة بدأت ارى تحسنا في قدراتي.
طق!
"أك"
سقطت على الارض امام سيرا وهي تنزع بعصبة العين الخاصة بها وهي تقول.
"الهروب في ساعة..يبدو أنك سريع التعلم."
ابتسمت هذه المرة وهي تنظر الي ، فتبتعد من المكان مرة أخرى.
لم انتظر وقتا طويلا حتى وقفت لاعود الى الغرفة.
***
بعد شهر..
'لا يوجد شيء اليوم..'
انظر الى سقف الغرفة السوداء وانا مستلقٍ على سريري فلم يعد لدي ما أفعله اليوم بعد ان اصبح الجو مضطربا في الخارج..
جلست اتربع على فراشي انظر الى ريكس الذي يبدو أنه قد استيقظ أيضا.
'لا يزال الساعة في الثامنة..'
تحركت لاقف على الأرض ذاهبا للاستحمام.
***
امام غرفة سوداء ضخمة به طاولة في المنتصف كنت اجلس في حافته وسيرا ايضا.
قدّم المتحولون الطعام لذا بدأت في تناول الطعام.
"أليس من الغريب عدم مقابلتي لأحد الشخصيات المهمة هنا؟"
"العديد منهم في مهمته الخاصة ، هل تريد ان احضرهم اليك."
"لا شكرا."
رغم المسافة البعيدة التي بيننا كنت استطيع سماعها وهي الاخرى كذلك.
لم اتحدث بعدها وبقيت اركز على إكمال تناول الطعام.
***
"اريد منك التسلل الى الاكاديمية."
"ماذا؟"
اجلس أمام سيرا احتسي الشاي في غرفتها البيضاء وهي تجلس بساقين متقاطعين مرتدية فستانا أحمر تناسب عينيها الحمراوتين.
"بعد اسبوع من الان احتاج منك ان تذهب الى الاكاديمية وان تحضر لي شخصا ما."
"ولما قد افعل ذلك؟"
"قد يموت الكثيرون إن لم تفعل."
"اليس هنالك من هم اقوى مني؟"
"حينما يصلون قد تضرر العديد من الأمور."
'هل هي تهتم حقا بهم؟'
لا افهم الهدف من ذهابي الى هناك بعد أن ابعدتني عنه لذا قلت.
"هل تهتمين لأمرهم؟"
بابتسامة ساخرة قالت.
"اهتم؟ ، ربما لكنني اريد امساك بدميتي الجديدة."
"اتقصدين متحولا آخر؟"
لم أفعل منذ حديثي معها سوى طرح الأسئلة حتى مر الوقت وعدت الى غرفتي او ربما لم افعل..
سقطت على الأرض فجأة اسمع سيرا قبل ان اغلق عيني وهي تقول.
"اراك قريبا."
***
[ في الحاضر..]
داخل غرفة بها سريرين واربعة اشخاص اثنان منهم كانا من الجان والآخران من البشر.
جلس ثلاثة منهم بالقرب من بعضهم اما الاخرى فكانت فتاة ذات شعر فضي واذان طويلة تجلس بمفردها في سرير خشبي.
"اذا ما الامر؟" ، تحدثت أليس.
"صحيح كدتي تعاقبين بسبب جنونك المفاجئ." ، تحدث هاين وملامح القلق على وجهه ولكن سيلفيا لم تنطق بكلمة واحدة الى الان وبقيت ساكتة تنظر الى يدها.
بقي دان ينظر إليهم دون الحديث وهو يلعب بتيكي منتظرا حديث سيلفيا ، فقد كانت حتما في حالة يرثى لها رغم المظهر الجميل التي تظهره.
وبعد مرور خمس دقائق من السكوت تحدثت سيلفيا اخيرا.
"في الحقيقة لدي اخ اكبر مني.."
"هل حصل له مكروه؟!" انتبهت أليس حيث كان بإمكانها معرفة ما ستقول من ردة فعلها السابقة معها.
"لا اعلم ذلك.. لقد ارسل الي رسالة مضمونها عن اختفاء أخي منذ شهر تقريبا."
"أليس اكبر منك؟ ، اي ان باستطاعته الخروج والاعتناء بنفسه؟."
لم يتحدث هاين ودان وبقي يستمعان الى أليس و سيلفيا وهما تتحدثان وكأنهما ينظران إلى عرض ما أو ما شابه.
"ليس كذلك ، فهو مريض منذ أن كنت صغيرة ولم يخرج من القصر من القبل."
"..."
كان وجه سيلفيا قلقة بشدة وكأنها ام قد فقدت طفلها.
سبب ما قد أحدثته سابقا من اجل مقابلة المدير كي يجعلها تخرج لكن القوانين صارمة حيث لا يمكن خروج الطلبة مهما كان.
"سيلفيا..انه كبير ثقي به قليلا ، يمكنه الاعتناء بنفسه."
"..."
***
'المكان بارد..'
فتحت عيني لاجد نفسي بين جدران حديدية اسمع صوت تقطر المياه ، ارض باردة متسخة و سقف حديدي صدئ..
'اين انا؟'
مكان مألوف بشكل كبير و رائحة مألوفة يمكنني استنشاقها.
'هل كنت احلم؟'
انظر حول المكان الذي أتذكر بشكل تام انها المكان الذي مت فيه.
اقف على قدمي فأجد الدماء ملطخة على ملابسي اتحرك الى جهة الباب الضخم التي كانت امامي آملا أن يكون ما أراه حلما.
صرير..
بسبب ان الباب متصدئ ، صدر منه صوت صرير قوي جعل اذني ينزعج حينها.
"انت!"
صوت اجش لرجل ذو شعر اشقر أشعث وقصير بالقرب منه امرأة جميل ذات شعر بني وعيون واسعة ترتدي قميصا قصيرا مع بنطال جينز.
'روزا!...'
انظر الى حقيقة اتمنى الا يكون فعلا كما اعتقد..
.
.
شكرا على القراءة~♡