اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡

.

.

نظرت الى السماء الصافية … مرتديا معطفا خفيفا منذ أن الجو لم يكن باردا كثيرا، و رغم ان الجو معتدل دائما الا ان الاكاديمية قد وضعت في الحسبان تغيرات الجو ، سيكون من السيء اعتياد الجسم على حرارة ثابتة بعد التخرج.

لم يكن هنالك الكثير من الدروس لنا نحن السنة الثالثة ، وبدلا من ذلك كنا نذهب للاستطلاع أو حتى مساعدة المعلمين على تدريب الطلاب و تصحيح علاماتهم الورقية ..

'اشعر وكأنني صافي الذهن.' ، لم اعد استطيع استخدام سحر الظلام بالفعل ، الكوابيس لم تعد تأتني .. أخبرتني الاميرة يور سابقا ان المفتاح لاستخدام قوتي هي أن يبتعد المانا الظلامية مني .. من توقع ذلك؟ ، وسبب ذلك أن الظلام والنور لا تمتزجان ابدا.

صرت امضي بعدها اغلب وقتي فوق السطح انظر الى الجميع من الاعلى .. الضوضاء التي يمكن سماعها في الاسفل يذهب عندما اجلس على اعلى جدران المباني ، و بعد ذلك العب مع ريكس في الصباح حيث يكون في ذلك الوقت الناس نيام والمكان خالٍ من البشر .. بالنسبة لايان فيأتي حينا الى هنا او يبقى بمفرده.

'هل الوقت للدرس؟' ، قصدت بذلك الاميرة يور ، فبعد تلك اللقاء دخلت يوميا إلى عقلي اتدرب ….. الذي لا افهمه هي ان كانت تجدي نفعا ، اقصد تضعني جالسا دون حراك اتأمل ومن ثم تطلب مني أن أتخيل تقطيعي لحيوان وحشي أو إغلاق جسد أحدهم بقوة.

لم يكن للدرس وقت محدد لذا ادخل عندما ارى الامر مناسبا.. في بعض الأحيان اتخطى الدروس الاكاديمية من اجل ذلك.

'لن يهتم للأمر احد على اي حال.'

نزلت من على السطح لاعود الى غرفتي.

***

"كيو~"

"ليس الآن." قلت لريكس بعد ان داعبت رأسه قليلا.

نظرت الى ايان الذي يستلقي فوق سريره يحدق على جدران السقف بهدوء.

"ماذا تفعل؟"

"كنت افكر ، لما لا نهرب من الاكاديمية؟"

"ولما؟"

"لم يعد بالفعل ما نفعله هنا ، وايضا لا اعلم اين هي سيرا او حتى اخي!!" ، نظر الي وكأنه جاد بحديثه لذا جلست افكر ثم قلت.

"...دعني افكر اذا ، سأذهب للنوم."

"الست كثير النوم هذه الأيام."

"ليس كذلك ، ألا ترى أن هالات بدأت تتكون عيني؟"

"هذا ما يريبني ، لما تظهر هذه الهالات وانت نائم؟"

"لأنني لست نائم ، دعك من الأمر .. في الساعتين القادمتين لا تفعل شيئا ، اقصد بذلك لا توقظني."

أومأ ايان برأسه لاستلقي على السرير مباشرة والوسادة خلف رأسي.

***

"يبدو انك اتيت اخيرا."

"حسنا؟"

ارتدت الاميرة فستانا اقصر هذه المرة لها شريط وردي باهت يحيط بخصرها ، ابتسمَت وهي تربط شعرها الذهبي ثم تقول.

"بخصوص فكرة صديقك ، اعتقد من الممتع قبولها"

"ولما؟"

"حسنا .. الوحوش و المتحولون هم من سيكونون اعداءك الاولى.

بقاؤك داخل هذه الاكاديمية لن يعمل سوى في حد قدراتك..

لن اخبرك بعدم قتلهم ولكن حينما يحين الوقت لن تستطيع قتل الملك سوى عن طريق ختمه - ارتفع الابتسامة على وجهها - وايضا ربما قد تصنع حليفا في الطريق."

'منطقي.' ، اومأت على ما قالته لذا بدأت الفكرة تصبح أفضل خيار لفعلها.

"إذا ما الذي سنفعله اليوم."

"كالعادة ، اعنفك ..اقصد ادربك."

"اشك في انها تعنيف بالفعل."

"ليست سوى زلة لسان." جلست تضحك علي.

***

بعد أربع ساعات ( ساعتان في الواقع)..

"هي ويليام .. ، ويليام ، أصبح الوقت ساعتان بالفعل وانا اشعربالملل."

يضغط ايان على خدي وكأنها كرة مطاطية لافتح عيني واما أبعد يده عني.

"لقد استيقظت." ، ابتسم ايان.

"ألم أقل لك الا تزعجني؟"

"قلت في الساعتين القادمتين."

"ولم اقل ان تفعلها بعد ذلك مباشرة."

"حسنا لقد مللت" وقف على قدميه بعد ان كان جالسا فوق سريري.

"بشأن ما تحدثتَ عنه سابقا ، انا موافق."

"حقا!!"

"أجل."

***

اليوم التالي..

"هل تقولها بجدية ؟" تحدثت سيلفيا.

"أجل"

لا زلت اقابلها في بعض الأحيان عند الصباح الباكر وكأنها تصبح عادة بعد مرور الوقت.

اخبرتها بالفعل بشأن ذهابي ، على الأقل سيكون من الجيد معرفة أحدهم لذلك.

هبّ الرياح مما أدى إلى دخول خصلات من شعري على عيني ، علمت حينها أنها قد طال مرة اخرى لكنني قررت أن ابقيها كما هي.

الصمت الذي طال بيننا قد انتهى بمجرد حديث سيلفيا حيث قالت.

"دعني اذهب معك ."

"ماذا؟" ، ردة فعل سريعة جعلني أقول ذلك بعد سماعي للامر مباشرة.

"دعني اذهب معك."

"اعلم ، اقصد لماذا؟"

"حسنا… استطيع تفهم الامر انك لم تعد تشعر بالراحه هنا ، ولكنني لم ارد منذ البداية البقاء هنا.

الن يكون من الممتع رؤية ما ستفعله؟"

"وماذا عن عائلتك؟"

" بالنسبة لهم رميي كالقمامة لا بأس بها إن لم أكن فردا مفيدا لهم ، مثلما فعلوا باخي."

'..تتحدث وكأن الأمر لا شيء.'

التفت نحوي وقالت. " ربما لم أرد البقاء هنا .. لكن كان من الممتع الوجود مع البقية ، أليس .. دان وهاين ، وايضا مقابلتك في تلك الحفلة كانت مذهلة."

"مذهلة؟"

"....." ، احمر وجنتاها وتحدثت وصوتها مليء بالارتباك. - يونا :ابعدي عن ويليام!! -

"اقصد ان طريقة رقصك كانت مذهلة ! ، وأيضا … لم تنظر الي كالبقية وكأنني جوهرة ما فلدي القوة ، الجمال ، والمال."

'تبدو مغرورة بقولها بهذه الطريقة.' ، نظرت اليها وهي تبعد شعرها الى الخلف.

"لا بأس يمكنك المجيء ، غدا قبل منتصف الليل بنصف ساعة.. في الحديقة الرئيسية."

اثار الامر صدمتها ، 'ربما لم تتوقع اجابة مثل نعم؟' ، لتسعد بالأمر وتوافق على الأمر.

وقفتُ من مقعدي ، و نظرت الى الشمس التي أشرقت وقلت لها.

"سأذهب الان."

"اذا الوداع."

"كيو!"

"هههه، وداعا ريكس ايضا." داعبت سيلفيا برأسه لاسير بعيدا عنها.

.

.

.

'مذهل؟ ، مذهل! .. فقط اصمتي يا لساني .' - ما كان يحدث من صراع بداخل رأسها. -

***

في الليل ، تحديدا ، منتصف الساعة الحادية عشرة ليلا…

[داخل غرفة أليس وسيلفيا.]

خشخشة!

"همم ، سيلفيا." جلست أليس على فراشها تفرك عينيها.

"اوه ماذا؟"

"ما الذي تفعلينه … وفي وقت متأخر أيضا."

نافذة الغرفة مفتوحة تهب منها رياح باردة ورغم ان الوقت ليل والظلام يعج المكان إلا أن ضوء القمر ينتشر في أنحاء الغرفة.

"هذا.."

اسرعت سيلفيا نحو أليس ، كانت ترتدي ثياب الخروج بالفعل بلون أسود براق مع حذاء طويل يصل الى ركبتيها.

امسكت سيلفيا بكتفي أليس وقالت بصوت منخفض يكاد لا يسمع.

" اسمعي ، سأهرب اليوم من هنا .. مع ويليام؟"

" ماذا؟ .. - همست بتفاجؤ - هل جننتي؟ …. هل ستصبحين مثل تلك القصص اللذان يهربان من القصر من أجل الزواج؟"

"هل انت غبية؟ ، ليس كذلك!!... ارجوك فقط لا تفعلي شيء وابقي نائمة حسنا؟"

"ماذا تقولين؟ ، هروب ؟ وكيف ذلك؟"

"فقط استمعي الي!!" وكأن صويتهما أزيز نحلة في الغرفة.

.

.

.

"ويليام ، لما تأخرت تلك الفتاة؟"

"وما ادراني؟"

"ربما قد اعادت النظر في الأمر ولا تريد القدوم ، لما لا نتركها."

نظرت الى ساعتي حيث يشير الى 11:45 ليلا ، عندها قلت.

"دعنا ننتظر قليلا."

لم يمر بعدها سوى بضع ثوانٍ حتى ظهرت ، قبعة صغيرة وفستان سوداء تمسك بيدها حقيبة بيضاء.

"اسفة على التأخير.."

"لا بأس لا يزال لدينا الوقت الكافي."

بدأتُ بالسير مباشرة معهما بعيدا.

***

" اذا كيف نهرب؟"

نظرت الى ساعتي حيث بقي دقيقتان ليحل منتصف الليل لذا قلت لها.

"اسمعي جيدا عندما اقول - الان - ضعي كل سرعتك في تلك اللحظة.. وعليك البقاء واقفة بالقرب منا حسنا؟"

"حسنا؟"

كنا بين الجدار الذي يفصل بين الاكاديمية و حدود مملكة ايسا.

كنت أهدف في الوقت الحالي الذهاب نحو القصر منذ انني قد وعدت جاك بعدم الهروب فجأة ، ثم الانتقال الى مملكة تيلا -مملكة الأقزام- ، حيث انني اردت مقابلة ثيو مرة اخرى.

"الآن!."

نظرت الى اسفل قدمي حيث العشب الاخضر ، هواء ابرد من التي في الاكاديمية .. تغير الجذري بين المظهر التي كانت هنا وهناك ، كنا لا نزال في الصيف لذا أشعر أن الوقت مناسب … على عكس مملكة تيلا التي ستكون أكثر حرارة في هذا الوقت.

التفت الى يميني حيث سيلفيا وايان قد خرجا ايضا لذا قلت لهما "دعنا نذهب."

"ما الأمر؟ ، هكذا فقط؟" تساءلت سيلفيا.

"تحتاجين لثانية واحدة من أجل الهروب اليس الامر مذهلا؟"

"لم اكن اعلم بذلك.."

"بالطبع الجميع لن يعلم بذلك."

"اوه وكيف علمت؟"

"انه سر."

ابتسمَت ردا على ذلك فقط.

***

"هاه سيدي؟" تفاجأ الحارسين ، رغم أن الوقت لا يزال منتصف الليل الا انهما يبدوان كاشخاص يعملان بجدية تامة.

"أجل."

" انه سيدي!!"

بدا الحارسين سعيدين بذلك ، فُتح الابواب لذا اومأت لهما حيث القوا التحية كالجنود واضعين يدهما على جانب رأسيهما ثم دخلت مع سيلفيا و ايان.

كانت الحديقة هادئا لذا وصلت الى القصر بهدوء.

***

صباح اليوم التالي..

"ويليام!!!"

"اك ، ألا يمكنك الدخول بهدوء." اسكبت بعضا من الشاي من الصوت الدوي المفاجئ.

"لا ، ما الذي تفعله هنا!؟"

"جئت لزيارتك منذ ان قلت الا اهرب دون اخبارك بشيء."

نظر الي وكأنه قد تأثر من كلامي … عندها لاحظ سيلفيا وايان اللذان يجلسان معي.

"ما الذي اتى بالانسة سيلفيا اوركيديا الى هنا." ، تحدث جاك برسمية.

وقفت سيلفيا وانحنت لتقديم التحية ثم قالت. "احيي الوريث التالي لدوقية ستيرن ، قدِمتُ مع ويليام بعد أن وافق على ذلك."

عقد بذراعيه ونظر الى ايان وقال. "الست الطالب ايان؟ ، مالذي تفعله هنا ايضا."

"صديقه ، لذا أتيت معه."

على عكس سيلفيا بدا أكثر راحة ، عادت سيلفيا بعدها إلى مقعدها وأخذ جاك مقعدا للجلوس عليه ثم قال.

"تنهد~ ، وهاين ما الذي حصل له؟"

"لم أخبره بذلك؟"

"اليس حارسك الشخصي؟"

"لم يعد."

تفاجأ جاك من قولي وظن أني قد اغلقت علاقتي معه فسألني مفجوعا لاوضح انني لم اعد اعتبره كحارس لي بل كصديق ورفيق طفولة أكثر.

تنهد براحة ثم قال ، " ماذا ستفعلون إذا؟"

"سأذهب الى مملكة تيلا؟"

"مملكة تيلا؟ ، اليس الحرارة هناك مرتفعة؟"

"استطيع تحمله."

"...الن تقابل والدي ، اقصد الدوق؟"

"سأفعل."

***

طق! طق! طق!

طرقت الباب ثلاثا لادخل دون اذنه ، شعره الاشقر بدأ يشيب عن اخر مرة قد رأيته فيه ، التجاعيد الذي بوجهه بدأ يزداد إلا أن تلك الأوراق التي تتراص على مكتبه لا يزال نفسها.

"جاك ، ما الذي اتى بك الى هنا؟"

"لست جاك."

التفت مباشرة ينظر الي بحدقتيه الصغيرتين اللتين تلمعان ككريستالة الماسية وقال ، " ويليام؟ ، ما الذي أتى بك؟ ، لما لم اسمع خبرا عنك؟"

"اوه بشأنك ذلك أتيت ليلة الأمس فقط."

وقف من مقعده واقترب مني ، امسك بذراعي ينظر الى حالة جسدي وقال.

"اصبحت قويا ، ما الذي فعلتَه في رحلتك إذا؟"

"ذاك..-ابتسمت- حسنا زرت العديد من الأماكن."

"هكذا اذا.. ماذا بشأن الأكاديمية؟"

"هربت منها"

يدور الحديث بيننا من سؤال الى جواب انتهى الأمر بتنهد الدوق وقوله "افعل ما تريده ، اعلم فقط انك تقلقني وتقلق جاك كثيرا .. لا اريد ايضا ان تموت مقتولا."

"بعد التفكير .. لدي ما اقوله لك لذا هل يمكننا الجلوس؟"

.

.

.

شكرا على القراءة~♡

اتمنى متابعتكم لي في الانستغرام على حسابي : dar_kiona@

2023/08/23 · 95 مشاهدة · 1695 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025