اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡
.
.
طخ!!
تناثر الدماء في أنحاء الزنزانة الحديدية ، لا يضيئها سوى تلك الشمعة التي وُضعت بين أدوات حادة ملوثة بالدماء السوداء.
"يبدو انك لا تزالين تقاومين."
"هاهاهاهاها! ، هل تعتقدين أن مثل هذه الأمور ستؤلمني وتجعلني أبكي؟"
ابتسمت سيرا ضاحكة وهي مكبلة بالسلاسل المثبتة على الجدران.
نظرت اليها المتحولة بخوف فقالت لنفسها 'هل هي مجنونة؟'
نظرت سيرا الى الأسفل ، حيث ساقيها اللتان تستخدمها للوقف ملطخة بدماء بها ثقوب عديدة اسفنج بحر، تمزق فستانها الأسود فاختلطت الدماء معه … حزينة؟ ، لم تكن كذلك ابتسمت وقالت.
"اتعلمين ، ان اللون الأحمر مثير .. من كان يتوقع أنني سأجرب هذه الشعور مرة اخرى؟"
ازداد ارتباك المتحولة ، صفعتها بالمطرقة الحاد ، وجهها التي كانت خالية من الشوائب اصبحت مليئة بالبقع الزرقاء.
بصقت سيرا دماء على الأرض ، خرج منها سن صغير يكاد لا يلاحظ بسبب الدماء التي تغطيها.
"اصمتي ، اصمتي!!"
اخذت المتحولة تطعن ساقيها مئات المرات ، ربما تبدل وجه سيرا قليلا من الالم الا انها لا تزال تبقي ابتسامتها كما هي.
نظرت اليها المتحولة وقالت " لما لا تخبرينا بما تعلمينه! ، لما لا تموتين فقط."
"هههه ، اتعلمين ما يضحكني في قولك؟ ، كان عليك فقط غرس السكين التي على يدك وسط قلبي حينها سأموت في تلك اللحظة دون عناء ، لكن ما يعجبني فيك انني لا افهم لما يسقط الدموع من عينيك."
"هاه؟" ، اشاحت بنظرها عن سيرا ونظرت الى قطرات الماء التي تسقط على كيفيها التي امتلأت بالدماء فقالت. " انا ابكي؟"
صرير!
فُتح بوابة الزنزانة. تحرك أحدهم بهدوء حيث وقفت المتحولة من اجل تحيته ، عينيه الرماديتين قد أخبرت سيرا بعدم الحديث. ارتسم على ملامح سيرا ابتسامة عريضة وبدلا من البقاء هادئة تحدثت بمرح وقالت ، " يبدو أن الفأر قد قرر المجيء."
***
'حسنا ، لا يزال نفسها .. مظلمة وكئيبة.'
بين شجيرات الغابة جلستُ مع ايان الذي بالقرب مني وايثان الذي خلفي ينظر الى المتحولين الذين يقفون امام سور القصر الاسود .
"إذا ماذا نفعل؟" ، تحدث ايان.
جلستُ افكر قليلا … تذكرت حينها ما أخبرتني الاميرة يور عنها ، 'ان كنت ستدخل الى عرين النمر ، فعليك الحذر.' ، نظرت الى يدي وقلت لنفسي ' اظن ان اختباره هنا سيكون جيدا.'
التفت نحو ايان وقلت ، " دعنا نذهب."
وعندما كنت على وشك الوقوف ، امسك ايان ذراعي وتحدث وهو يهمس. " مهلا! ، أهكذا سنذهب فقط؟ ، دون خطة؟."
"اجل، وما الأمر في ذلك؟"
عدت الى الجلوس لاقابل وجهه أمامي فقال لي ، " هل انت غبي؟ ، انت لا تعلم مدى خطورة داركولاين … بقاؤك لسنة كاملة دون التعرض لاذى كان مذهلا ، ولم يكن ذلك سوى بسبب سيرا ، المتحولون الذين قابلتهم قد كانوا حشرات لا اكثر."
" لن يختلف النتيجة ، هدفنا هي البحث عن سيرا ليس قتالهم جميعا."
نظرتُ الى ايثان ، بقي هادئا دون الحديث إلا أن بعد مرور الوقت قد وافقا على الأمر لذا وقفت مرة الاخرى للتوجه مباشرة.
.
.
يتثاءب أحد المتحولين بكسل ، اغمض عينيه حينها رأى أمامه فرد .. لا ثلاثة أفراد يرتدون القناع ، الثعلب والأرنب ووجه فارغ.
اشار المتحولون جميعهم باسلحتهم نحوهم ، رفع احد الافراد الذي يرتدي قناع ثعلب يده … حينها أصبح رؤيتهم ضبابية.
.
.
.
"ما الذي تفعله ، الن نواجههم؟" ، سأل ايان.
"لسنا بحاجة لذلك ، سنصدر ضجة كبيرة."
بعد أن سقط المتحولون على الارض فتح أحدهم عينيه ، فنظر الى رفاقه ثم الى يديه وكأنه قد استيقظ لاول مرة بعد مئة عام ، رفع رأسه نحو الأفراد الذين يرتدون القناع ليشعر بالرهبة.
جلس ذو القناع الثعلب وقال ، " اعتقد انك عدت الى وعيك ، لذا لديك خياران فقط .. البقاء في صفهم والموت ، او أن تساعدنا لتبقى حيا."
عيناه البنية وبشرته القمحية ، شعره الأسود الذي رُبط بسبب طوله .. بقي صامتا ينظر إلى ويليام .. حينها قال.
"سأساعدكم."
***
ممرات طويلة مظلمة حتى الشموع لم تساعد في اضائتها ، تحركت مع ايان وإيثان خلف المتحول .. نظر الي ايان وهمس في أذني.
"ما الذي فعلته بالضبط ، هل يمكنك التحكم بالمتحولين اما ماذا ؟"
التفت الى جهته قليلا ونحن نتحرك وقلت " قصة طويلة لن يفهمه عقلك الصغير."
"..!! " ، فتح فمه لكي يدحض ذلك ولكن الكلمات لم تساعده لذا لم يقل سوى " انا اكبر منك ! ، عليك احترامي."
"احترامك وانت لا تزال تبدو كطفل صغير ، اعتقد ان ذلك سيكون مريبا."
شعرت ان تحديق احدهم كان شديدا لكنني تجاهلت ذلك.
"هاه… لما علي البقاء مع شخص مثلك؟" ، تحدث ايان..
"لم يجبرك احد على القدوم."
وكأن ايان قد حشر في زاوية الغرفة … في كل مرة يتحدث بها كنت ارد عليه بمنطقية لدرجة أنني بدأت أخاف أنني سأجعله يبكي لذا توقفت عن ذلك وانا اضحك بداخل رأسي.
فتح المتحول احد الابواب ، اخرج صوت صرير ليظهر درج طويل يتجه الى الاسفل.
قال المتحول،" انزل الى اخر طابق يمكنك رؤية سيرا هناك…" ، توقف عن الحديث وقال ، "ارجوك فلتنقذها وتنقذنا!"
'يبدو كشخص طبيعي بالفعل الآن.'
اومأت على ما قاله ثم اتجهت مع ايان و ايثان الى الداخل.
"انقاذهم؟ ، ما الذي يقصده."
"لن تفهم الأمر ، دعنا من ذلك .. علينا التركيز على ما نحن متجهون نحوه."
نزلتُ بهدوء حينها معهما.
.
.
"..."
شعر أشعث أحمر اللون عيون رمادية داكنة .. يرتدي ثيابا ملطخا بالدماء. ابتسم بهدوء وهو يسند جانبه الأيمن على الجدار وخلفه بوابة مفتوحة .
نظرة الارتباك في عينَيْ ايان والحذر الذي يظهره إيثان … حسنا أنا متفاجئ ايضا ولكن .. إظهار ذلك يعني أنك تقر بضعفك.
"ويليام ، كيف حالك؟" ، تحدث اشير.
"اوه ، يبدو أنك تتذكرني."
"حسنا؟"
صرخ ايان حينها مقاطعا حديثنا وهو يقول. " اين سيرا!؟"
أراد إيثان ايقافه لكنه تركه يفعل ما يريد.
"سيرا ، همم … ان اردت يمكنك مقابلتها."
اشتعل ايان غيضا ، فرؤية أشير يبتسم أثناء حديثه وكأنه يسخر منه.. مثير للأعصاب.
اقترب نحونا عندها ، و قال ، "ما رأيك ان تأتي معي أثناء حديث صديقك مع سيرا."
***
مكان آخر..
جلست على المقعد الذي يقابل أشير ، احضَر فنجان شاي وبدأ باحتسائه ، نظرت إلى الكوب الذي امسكه فينعكس وجهي عليه بطريقة متموجة .. لم تكن غرفة سوداء.. كانت بيضاء ، يمكنني القول انها غرفة سيرا سابقا.
"يمكنك شربه ، ليس مسموما."
'وكيف لي أن أصدقك.' ، احدث رأسي.
"إذا؟" ، تحدثتُ اولا منذ أن الوقت يمضي ولم يتحدث بكلمة واحدة.
وضع الكوب على الطاولة التي أمامنا ثم قال.
"كنت أشعر بالفضول ولكنني قد تحققت بالفعل."
'تحقق؟' ، ما الذي يقصده؟
"ماذا تقصد؟"
" سلالة غلاس - ارتفع حواف شفتيه - سيكون من الرائع قتالك اذا. "
"..."
رفع يده ، حينها شعرت بسلاسل تعصرني .. حاولت اخراج نفسي ولكن الأمر انتهى بفقدان وعيي.
.
.
.
"يور!"
فستانها البيضاء التي تتحرك كأمواج البحر بسبب الرياح التي تهب عليها ، التفتت الاميرة يور تنظر إلى فتى ذو شعر أحمر وعيون رمادية ، ابتسمتْ اليه ونادت باسمه بلطف ، "اشير."
كان ملامح اشير يوضح مشاعره الدفينة ، القلق ، الخوف ، والعجز .. صرخ بصوته نحوها. " فلتذهبي معي! ، لما عليك التضحية بنفسك من اجل هؤلاء البشر!؟"
"اشير ، لا زلت صغيرا… لن تفهم ذلك الآن."
"ولكن…ان موتك تعني موتي!!"
شدت بقبضتها وهي تمسك فستانها تقول بغضب ، " يمكنك العيش بدوني ، فلست امك في النهاية."
"...."
جعل حديثها يبقي أشير صامتا.
.
.
.
"اهلا."
جلست الأميرة يور على مقعد خشبي بيضاء اللون و السلاسل يقيد جسدها.
جلست على المقعد المقابل … رؤية الموقف السابق تعني ان اشير هو شخص كان له علاقة ب يور.
ابتسمتْ ثم قالت ،"حسنا ، رغم انك فتى مزعج وبطيء إلا انني سأخبرك بذهابي اليوم."
"..."
"اشير…انه طفل صغير يبدو غبيا ولكنه قد مر بالكثير." ، هزت برأسها ، " لا يبرر ذلك ما سيفعله في النهاية ولكن.."
نظرَت الي بجدية قائلة " إن كان نادما ، فلتبقيه حيا.." أنزلت رأسها وقالت بصوت خافت "ربما بهذه الطريقة ، سيرى الحياة بزاوية اخرى."
لم اكن مهتما بقصة أشير ، رؤية أن الأميرة يور تتلاشى أمامي كشظايا زجاج مكسور كان شعورا معقدا.
"لذا .. ربما هذه هي النهاية بالنسبة لي."
تحرك شفتيها دون اي يصدر صوتا ، حينها اختفت بالكامل من أمامي واختفى العالم الذي حولي.
***
[ في القبو..]
"سيرا.." تحدث ايان ، واقترب إيثان منها تزيل القيود عنها .. لم تكن مستيقظة لذا لم تستطع الاجابة على قول ايان.
امسك إيثان بسيرا بين حضنه قبل أن تسقط فاتسخ ملابسه بالدماء لكنه لم يهتم ، اقترب عندها ايان منه لتفقد حالة سيرا حيث بدأ عينيها بالانفتاح.
.
.
شكرا على القراءة~♡