80 - قصر الدوق سيلان - اميرة الجنوب - 2 -

اللهم صل وسلم على نبينا محمد~♡

.

.

بعد نصف ساعة..

رُفِعت الأبواق ، لتصدر حينها بألحان تقشعر له الابدان.

صرخ أحد الأفراد الذين يرتدون الزي الملكي للفرسان قائلا.

"تم الاعلان عن وفاة ولي العهد!!!"

"..."

جمع أنحاء القاعة بهمسات النبلاء والهدوء الشديد … كان هدوء ما قبل العاصفة.

"ما الذي تقصده!!!؟؟ ، ولي العهد مات؟ .. إذا من سيحمي الشعب؟"

صرخ أحد الرجال الذي في القاعة غضبانا ، وبعد النظر إليه يبدو كشخص فاحش الثراء .. قوته الوحيدة هي سلطة عائلته.

جلستُ في احد المقاعد البعيدة بهدوء ، لذا لم يتم ملاحظتي بسبب اجتماعهم نحو الزاوية الاخرى. قلت لنفسي حينها ' سيكون عليهم فقط تقبل الواقع.'

وافق أحدهم على ما قاله صاحب القوة المزيفة ، " صحيح!!، إن الملك بالفعل طريح الفراش .. من سيقود المملكة منذ إعلان تلك الحرب؟!"

بدأ احتجاج النبلاء ، موت الامير؟ ، مستحيل!! .

'اليس موقفهم بتافه؟'

غالبا ما كان النبلاء يعيشون داخل كهوفهم والكنوز حولهم ، المال ، السلطة .. الخدم ، إن كان الأمر فسيتمنون البقاء داخل عشهم فقط.

والآن منذ أن المملكة ستحتاجهم… بدلا من الهدوء والتفكير بشكل صحيح ، يتم الاحتجاج على موت احدهم لم يكن باستطاعة أحدهم أن يغير النتيجة.

حسنا ، لست لتعميم ذلك على الجميع فلكل قاعدة شواذ ، اخذت مشروبا وُضع على الطاولة. وكأنني في مسرحية خيالية ، النساء يتهامسن مع بعضهن ، ولكن مع تحدثهم في الوقت ذاته أصدر للقاعة ضجيجا.

حينها تحركت امرأة ذات شعر أحمر قصير الى منتصف المجموعة لتُحَدثهم بصوت يمكن لجميع من في القاعة سماعه.

" ارجوا من الجميع الهدوء!!..

إن البكاء على ما حدث لن يغير من النتيجة النهائية!!"

عم الهدوء ، لتلتفت يمينا ويسارا تراقب أعينهم ثم تكمل حديثها.

"إن موت الأمير أمر صادم بالفعل ،ولكن..!!!!" ، ارتفع صوتها لتجعل الجميع ينتبه اليها.

"نحن النبلاء!!

نحن من سيحمي مملكتنا ، و من سنقود الشعوب حتى وإن بقي القليل منا!!

حينما يبدأ الحرب ، انا .. بل نحن ! من سنقود الجيوش للانتصار.

إن الانتكاسات أمر مفروغ منها ، سنواجهها عاجلا ام آجلا .. لذا إن الهلع الان لن يفيدنا بشيء ..وشيء آخر وهو أنه لا يزال لدينا الوقت الكافي للاستعداد لذا دعونا نتكاتف من أجل ذلك.!"

استمعت في الخلف لأحدث نفسي 'يجب على الجميع التصفيق من أجل هذا الخطاب.'

حينها ظهرت سيلفيا امامي ، لم تقل شيئا وبدلا من ذلك تحركت للجلوس بالقرب مني فقط.

"ارتداء الكعب يجعل قدماي يتألمان بشدة."

نظرتُ اليها دون اجيب على حديثها وهي تحاول تدليك قدمها ، توقفت عن ذلك ثم قالت ، "أشعر أن هذه هي الحدث الرئيسي"

"هممم؟" ،حدقت في عينيها.

ابتسمَت ، "قبل نصف ساعة اخبرتني عن انتظارك للحدث الرئيسي … خبر صادم مثل هذا يجعل الأمر مشكوكا."

"حسنا" ، أجبتها بعدم مبالاة أهز كتفي بها لا أكثر.

"الست مرتعبا مثلهم؟"

رغم أن خطاب اميليا قد انتهت وجعلت الجميع يهدؤون قليلا ، إلا أنه لا يزال البعض يتحدث عن ذلك ، فأجبتها.

"لن يغير ذلك نتيجة ما حدث."

"ربما."

***

بعد ثلاثة أشهر…

"هاه… ويليام ، لما علي فعل الأمر بمفردي؟"

جلس جاك يضع رأسه على الطاولة متذمرا.

" لانك الوريث ، وايضا لانني لست براغب لذلك."

رفع رأسه قليلا لينظر الى عيني.

"اليس عليك على الاقل ان تساعد أخاك؟"

"لا"

"اعععع" ، بعثر شعره بيديه.

لست ألوم جاك ، فبقاؤه حيا بعد أن كان داخل مكتبته لثلاثة أيام متواصلة دون الخروج منها ، أمر مذهل.

منذ أن الحرب كان قريبا ، بالنسبة لمملكة ايسا كان علينا اتخاذ بعض الإجراءات التي قدمها الدوق.

لذا جمعني انا وجاك في مكتبته قائلا ، 'جاك ، ستقود جنود الشمال في الحدود قريبا .. بالنسبة لك ويليام ، افعل ما تراه يناسبك.'

"علي ان اطالب بحقوقي!! ، لما دائما علي تحمل العديد من المهام."

"ألستُ أخاك اللطيف؟" ، انظر إليه ببراءة حيث اعطاني نظرة اشمئزاز.

"كفاك مزاحا!! ، انا اعاني وانت تعاملني هكذا."

تنهد جاك في النهاية ، وابتسمت ضحكا أنا على ذلك.

***

في مكان اخر..

[ النقابة الفضية - نقابة سيلفر ]

"مرحبا."

"لقد عدتي إذا؟"

"تنهد~ ، صحيح .. لقد كان من المتعب التجوال انحاء المملكة حقا."

جلست امرأة بعيون وشعر بني ، رُبط على شكل ذيل حصان لتفكه وتجعله ينسدل فوق كتفيها.

ارتدت ثيابا شبيها بالفرسان الا انه كان اكثر اريحية و غير رسمية.

"هل علمتِ بمكانهم إذا؟"

" تقريبا."

جلس هاين وسط مكتبه حيث الاوراق والاقلام ما كان يحيطه ، شعره مبعثر بطريقة فوضوية.

نظرت أليس اليه بفضول ثم قالت.

" تبدو كشخص أكثر هدوءا الآن ، هل تفاهمتَ مع ويليام؟"

نزع ناظريه عن الأوراق ، وقال " اجل ، التفكير فيما فعلته سابقا يشعرني وكأنني اريد دفن نفسي حيا."

"ههه، فضولية بما حصل."

دق دق دق

يدق احدهم الباب ، ليجيب هاين عليه بالدخول.

صرير~

فُتح الباب ليظهر فتى بعيون زمردية وشعر اشقر ، ارتدى ثيابا يظهر عليه ملامح شخص نبيل .. لم تكن بارزة إلا أن مظهره كان كفيلا ليبرز جماله.

"اوه ويليام."

.

.

دخلتُ الى الغرفة بعد ان فتحت الباب حيث ظهر لي شخصيتان ، أولهم كان هاين والآخر التي كانت بالقرب منه .. أليس التي لم اقابلها منذ فترة.

ألقيت التحية ثم جلست على الكرسي المقابل لاليس.

"إذا ، ما الذي اتى بك الى هنا اليوم؟" سأل هاين.

"الستَ من كان يبكي من اجل عدم تركه؟" ، اضحك عليه.

" توقف عن المزاح .. كنت حزينا بالفعل."

"حسنا حسنا ، اردت الحديث بشأن عائلتك."

" ما بهما؟"

نظرتُ الى انحاء الغرفة قبل الاجابة على سؤاله ، الغرفة يشبه مكتبة قديمة يمكن رؤية العديد من الكتب حولنا ، الضوء لم يخرج من فتحات نافذتها حيث كان الستائر يغطيها..الجدار والارضية قد بني من خشب.

أشعل هاين شمعة معطرة يخرج منه رائحة الفراولة حينها.

" انهم قريبون من الحدود ، سيكون قريتك أول من يهاجم حينها ، الن يكون من الافضل ابعادهما؟"

جلس حينها هاين يفكر قليلا ، ولكن اليس اجابت مباشرة .

"هل الأمر يستحق التفكير!! ، علينا ابعادهما من هناك."

"اعلم ، ولكن .. كنت افكر بالذكريات التي صنعناها هناك."

"تنهد~ ، أشعر وكأنني من يعتني بك."

ضربت اليس كتف هاين بخفة ثم قالت " ما فائدة ذلك أن اختفيا من العالم."

"ههه ، صحيح ، ولكن اين سنضعهما؟"

اجبت عليه "في أكاديمية تريا."

***

اليوم التالي..

حيث المكان كان مزدحما من قبل العديد من الجان والاقزام والبشر أيضا وهم يُقبلون على مكان واحد.

ولان المكان لم يعد ضيقا كآخر مرة ، دخلت بهدوء وسرت نحو الدرج حيث يعيش ثيو في الطابق الثاني.

رغم أن البعض تساءلوا عن فعلتي الا انني تجاهلتهم فقط.

يدخل الضوء من النوافذ و ينعكس على الخشب الأبيض الذي في المكان ،نظرت الى ثيو الذي جلس على الطاولة نائما.

'تنام ، والكثير من الطلبات ينتظرونك في الاسفل ها؟.'

سرت نحوه حينها لإيقاظه.

فتح عينيه الخضراوين وبعد لحظات قصيرة تفاجأ من قدومي ليقول "ويليام!"

"مرحبا."

وقف من مقعده مسرعا وبسبب ذلك شعر وكأنه سيسقط على الأرض ليتكئ على الطاولة ، وهو يبتسم ضاحكا على ما فعله.

.

.

شكرا على القراءة~♡

2023/09/02 · 93 مشاهدة · 1098 كلمة
Darkiona
نادي الروايات - 2025