" هل ما يقوله الاطفال صحيح؟ "
" غ غير صحيح "
بدأ المربيين الاخرين يشكون فيه لقد علموا سابقا ان المربي الذي قتل قد ذهب للحاق بطفل بعد ان تم اكتشاف ما كانوا يفعلونه لذا ارادوا ان ينهوا الامر دون الكشف عن اعمالهم.
" لماذا انت متردد وخائف ايضا؟ "
"ه هذا.."
" حضرة الضابط هل وجدت اية ادلة في مسرح الجريمة؟ "
اجاب الضابط على سؤال المربي وقال.
" وجدنا سكينا هناك ، تم اخذه الى المغفر بالفعل "
" هل هناك اي طريقة لمعرفة القاتل من قبله؟ "
" حسنا سيفحص بصمات السكيت وسيتم تحليل دم الذي عليه لكنه سيحتاج الى وقت قليلا."
" حسنا شكرا ايها الضابط. "
" اذا الوداع "
خرج رجال الشرطة بعدها ما لم يكن يعلمه الفتى ان الاسوأ قادم..
***
" قاتل"
" قاتل ، لقد قتلت من نحبه "
بدأ الاطفال بتوجيه التهم نحو الفتى ما كان اسوأ انه بدأ من كان يعتني فيه بكرهه ايضا وتوجيه التهم له ، اراد ان يخبرهم بالحقيقة لكنه علم انه لن يصدقه احد مهما حدث.
ومرت يومين بعد مجيء الشرطة في الميتم وعادوا اليوم ونتائج معهم..
" اسف يا فتى ، لكن يجب عليك القدوم معنا "
وضع الاصفاد على يديه وعندما نظر الى الخلف كان نظرات الاطفال والمربيين نظرات حقد وكره وكأن نظراتهم تقول ' اخيرا تخلصنا منه ' ، عاد ينظر الى الامام وذهب مع الشرطة بلا حول ولا قوة.
***
"اذا يا صغير هل انت من قتلته"
" لقد كنت ادافع عن نفسي !! "
صرخ الفتى محاولا ضحد الاتهامات الموجهة نحوه لكن لم يعد ذلك بفائدة.
" هل تقول انه من كان يعتني بك شخص سيء ، ان كان امر كذلك فلما خرجت سالما ؟. "
" هذا.."
لو علم الفتى بأن خروجه سالما من الموقف سيؤدي دخوله في موقف صعب لكان طعنه بعد ان يتأذى.
" تنهد ، ستدخل السجن بتهمة القتل "
"!!"
نظر الفتى الى اسفل بعد سماعه ذلك ثم امسك به احد الرجال لادخاله السجن.
عاش الفتى بعده طفولته المؤلمة داخل السجن يتم التنمر عليه من قبل المجرمين والرجال ، لم يتم الدفاع عنه من قبل الشرطة ونظروا اليه وكأنه فأر قذر وفي احد الايام بعد سنتين من الجحيم وبعد ان اصبح عينيه لا تضيئان بالامل تم اخراجه من قبل شخص اعترف برؤيته لما حدث ، وبعد ذلك بدأ يعيش مع ذلك الشخص بعد قرر ان يتكفل به.
لقد اعطى في تلك الليلة املا جديدا للفتى واصبح يشعر بالدفء لاول مرة.
***
استيقظت من نومي بعد ان حلمت بحلم جعلني اشعر وكأنني عشت لسنين.
" ابي.. "
اعلم ، اعلم انني عشت حياتي يتيما في عالمي السابق وحتى هنا ، لكن لقظ كنت ممتزا بشدة لمن اعتنى بي ، في تلك السنتين الذي شعرت ان الضوء انغلق على وجهي رأيته كالنور يشع في وجهي ..
*قرقرة*
سمعت صوت معدتي وهي تصرخ طلبا للطعام لكن كلما فكرت في الذي يقدمونه لي… يبدأ شهيتي بالانخفاض.
***
[ بعد اسبوع ]
قرقرة~قرقرة
لم اعد اتحمل !! لم كل طوال الاسبوع الماضي شيئا حرفيا ، بقيت اشرب الماء الذي كان فاسدا!!.
اقترب أحد من الباب وبدأ بفتحه.
'انه اليوم؟'
طوال الايام السابقة لم أذهب إلى تلك المرأة المجنونة ولم يعد يأتي في تلك اللحظة الاحلام المزعجة ، بدأت أشعر أن لذلك علاقة ولكن لم اركز في الامر كثيرا.
" فلتتقدم. "
ذهبت نحو المتقدم ليضع على يدي الأصفاد ويأخذني الى مكان ما.
…
" اوه مرحبا ، كيف تشعر الان؟ "
" حسنا .."
*قرقرة~ قرقرة*
'...لما الآن؟'
شعرت بالاحراج قليلا بعد ان اخرج بطني طبلات من الموسيقى وكأنها تطالب الطعام!!
" همم هل لا يحضرون لك الطعام؟ وبعد النظر اليك…"
في الايام السابقة لم اذق طعاما واحدا سوى طعم الماء الذي لا اريد تذكره حتى ، وبسبب ذلك بدأ جسدي يصبح هزيلا ، لا زلت قويا لكن لم يكن باستطاعتي التحمل دون ان اخذ الطاقة الكافية .. احم اعلم انني متطلب ولكن حتى في حياتي السابقة عندما كنت في السجن لم يكن الطعام بهذا السوء!!
" لم آكل بإرادتي "
" اوه حقا؟ "
*تصفيق*
صفقت المرأة فظهرت متحولة هذه المرة .
" هل هناك امر انستي؟ "
"لتحضير الطعام "
نظرت اليها بتشكك ، هل ستعذبني وهي تأكل الطعام؟
***
" فلتأكل "
" ماذا؟ "
هل سمعت بالخطأ ؟ ، هل طلبت مني أن آكل؟ ، لم اقابلها سوى يومين لكنه كان كفيلا لاعرف انها ليست بهذا اللطف.
" هل تريد ان اطعمك؟ "
بدت من صوتها وكأنها تضحك ، شعرت يرتجف قليلا حتى بدأت أمسك الملعقة لاخذ قضمة من الطعام
'لذيذ!!'
كلمة لذيذ لم يكن كافيا لوصفه شعرت أن مذاقها تذوب في فمي ، لم يكن سوى طبق حساء لكنني شعرت وكأنها طبق اسطوري!! ، بدأت اكلها بسرعة و دون ان اشعر انتهى الطبق بالفعل… اردت ان اكل المزيد لكن لا اريد طلب العون من هذه المرأة.
" خذ هذا ايضا "
نظرت الى الطبق التي كان اللحم موضوعه عليها و الصوص مزينة فوقها، لم افكر في الرد عليها واخذت الطبق منها وبدأت آكله.
…
" هل شبعت؟ "
اومأت على رأسي مجيبا على سؤالها لقد كنت راضيا وبعد ذلك قالت.
" هل نبدأ الآن؟ "
"من انت؟ ولما انت في صف المتحولين؟ "
لقد كان سؤالا يدور في ذهني طويلا، لم افهم كيف لبشري أن يكون في صف العدو.
" يمكنك دعوتي بالثعلبة البيضاء وايضا ، لست في صفهم ، انها فقط مجرد تبادل منافع"
"اوه"
" وبعد ان اصبح لديك الوقت للكلام اظن انه يجب ان نبدأ "
امسك بي متحولان ليثبتانني كي لا أتحرك ثم احضرت الثعلبة الحقنة التي حقنتني بها سابقا ووضعت على ذراعي.
" اااه "
خرج من فمي صرخة مرة اخرى وها قد بدات دورة الالم تعود من جديد.
…
اليوم الثاني
" ااااه"
…
اليوم الثالث
" ااه اااه "
.
.
.
***
"كيف حالك اليوم؟"
"..."
" حسنا ، لم احضرك اليوم من أجل تجاربي لقد وصلتني رسالة. "
"..."
اكملت الثعلبة كلامها دون الاهتمام الى منظر ويليام البائس وعيونه الفارغة التي اصبح غير مهتم لما يجري حوله فلقد مر ثلاث اسابيع بالفعل منذ أن كان هنا ، كان الثلاث الاسابيع الماضية كافية ليصبح عينيه مظلمة بالفعل ، لم يعد البريق الاخضر يظهر منه حتى ان مظهره أصبح كارثيا وشعره الاشقر كان فوضويا، بعد ان وجهت عيونه عليه ثم قالت.
" انه من جاك "
رفع ويليام رأسه لتنظر اليها ، هل نظر اليها لأنه يريد أن ينقذه ام لانه اراد قتله ؟ ، لم يكن واضحا على وجهه ، ترك المتحولان يديه وخرجا من الغرفة بدأ ويليام يحاول الوقوف على قدميه ثم فتح شفتيه و كأنهما صحراء القاحلة لم ينزل المطر عليها لسنين ثم قال لها.
" فلتخبريني ما كُتب عليها "
بدا من صوت ويليام جفاف حلقه ويأس صوته والم جسده نظر اليها منتظرا ما ستقوله لتنزع القناع من على وجهها لتظهر عيونها القرمزية المتلألئة وشعرها المنسدل على ظهرها والابتسامة الظاهر على شفتيها…