'هذا لا يهم بعد الآن
لقد انتهى الأمر
...
أتمنى لو استطعت توديع ريا على الأقل'
أغمض كاي عينيه أثناء سماع صوت النار التي بدت مستعدةً لالتهام كل شيء.
لكن كان الغريب أنه لم يشعر بأي ألم، بدلاً من الألم فقد كان من الممكن القول أنه شعر بالسلام.
كان هذا بالتأكيد شعوراً غريباً لشخصٍ كان يتم إحراقه حياً لذا فتح كاي عينيه أثناء التفكير في أنه بالتأكيد لم يكن مازوشياً.
وقد صُدِم في تلك اللحظة.
"ما الذي يحصل؟؟!!!
انه يبدو كما لو أن الزمن قد توقف!!'
نظر كاي حوله، إلى المشهد الذي تحول إلى اللون الرمادي بعينيه مفتوحةً على مصراعيها من العبثية.
لوهلة ظن أنه ربما مات بالفعل لكن سرعان ما تم إثبات خطأِ أفكاره.
"كاااااي!!!!"
سمع كاي صوت شخص ينادي باسمه، كان صوتاً مألوفاً له.
"هاه؟هل هذه ريا؟؟!"
كان صوت ريا.
'ما الذي يحصل؟
هل بدأت أهلوس؟
فريا التي أعرفها...
لا يفترض أن تستطيع الطيران!!!'
كانت ريا الآن تحلق إلى حيث كان كاي بأقصى سرعتها.
رمَشَ كاي عينيه عدة مرات لكن المشهد أمامه لم يتغير، لقد كان بالتأكيد مشهداً لا يصدق.
في هذه الأثناء وصلت ريا إلى حيث كان كاي وحررته من الحبال بسرعةٍ ووضعت وهماً مشابهاً له في مكانه ثم حملت كاي وحلقت من جديد.
كاي الذي لم يستطع فهم ما كان يجري الآن وجَّه سؤالاً إلى ريا بتعبير محيرٍ على وجهه.
"اييه هل أنت ريا حقاً؟؟؟
ما الذي يحصل هنااا؟؟؟!!!"
"سأشرح في وقتٍ لاحق!
في الوقت الحالي.."
تجنبت ريا التي لم يكن لديها متسعٌ من الوقت للتحدث إلى كاي الإجابة وزادت سرعتها.
"علينا الهرب بسرعة!!!!"
وبمجرد أن اختفى كاي وريا في الأفق.
عادت الألوان إلى العالم الذي امتلأ باللون الرمادي.
***
"وصلنا!"
وصلت ريا إلى المكان الذي أحضرها إليه المجهول x في المرة السابقة رفقة كاي، نظر كاي حوله لفترة ثم تحدث إلى ريا.
"ما هذا المكان..؟"
"لا أعلم!"
"هاه؟"
سأل كاي بجدية لكن ريا أجابت بأنها لا تعلم لذا لم يكن أمامه خيارٌ سوى التحديق بغباءٍ فيها.
"إذا كان لديك أي سؤالٍ فلتسأل الآنسة x"
"الآنسة x من هذه؟"
تحدثت ريا التي قررت مناداة المجهول x بالآنسة x لمراعاة الجنس بتعبيرٍ ذو مغزى، لكن كاي قام فقط بالنظر إليها في حيرةٍ كما لو أنه لم يفهم ما الذي كان يعنيه الاسم، وقبل أن تستطيع ريا إجابة سؤاله تحدث صوت شخصٍ اقترب منهم دون أن يلحظوا ذلك إليها.
"لقد أخبرتكِ ألا تنادريني بهذا الاسم!"
كان صوت الآنسة x
"لكن أنتِ ليس لديك اسم!"
"هذا صحيح ولكن هذا لا يعني أن تناديني باسمٍ قبيحٍ كهذا!"
يبدو أن الآنسة x كانت تكره هذا الاسم كثيراً لأن تعابير وجهها كانت مشوهةً بوضوح.
"إذاً بماذا تريدين مني أن أناديك؟"
"اممم ماذا عن يوي؟"
"لماذا تريدين أناديك بيوي عندما لم تعودي الأميرة؟"
كان يوي بالتأكيد اسم الأميرة والشخصية الرئيسية لهذه القصة لذا شعرت ريا بالغرابة من كون الآنسة x تطلب منها أن تناديها بذلك.
صحيح أنها كانت روح الأميرة ولكن بالتأكيد لم يكن من المفترض أن يكون لديها ارتباطٌ وثيق بالشخصية التي تم حبسها فيها لوقتٍ طويل.
لكن الآنسة x وضعت تعابير معقدة إلى حدٍ ما وأجابت على تساؤلات ريا.
"لدي شعورٌ أن هذا كان إسمي في حياتي السابقة"
"هممم"
"..."
"..."
مر الصمت لفترة حيث لم يتحدث أيٌ من الاثنتين، من كسر الصمت هذا المرة-
"المعذرة..
أعتذر لكسر الجو ولكني مشوشٌ وأحتاج إلى فهم الوضع"
كان كاي.
"اوه!أنا آسفة لقد نسيت أمركِ!!"
تحدثت الآنسة x أو يوي بتعبيرٍ اعتذاري أثناء النظر إلى كاي.
"سأبدأ بشرح الوضع الحالي لكِ حالاً..
ولكن قبل ذلك.."
رفعت يوي يدها قليلاً ثم خرج ضوء ذهبي صغيرٌ منها وعندها-
سقوط!
سقط جسد كاي على الأرض.
"هممم إذاً هذه هي تقنية فصل الروح عن الجسد"
نظرت ريا بإعجابٍ إلى جثة كاي الساقطة على الأرض.
"تبدو خطيرة..
رغم أني لم أرى ما حصلَ حقاً لكني شعرت لوهلةٍ بأني أمام جسدٍ ميت"
"هممم"
"..."
"..."
حل الصمت من الجديد، حدقت ريا ويوي في جسد كاي لفترةٍ ثم كسرت ريا الصمت وتحدثت.
"يبدو أن هذا سيأخذ وقتاً طويلاً...
لذا ما رأيكِ باحتساء كوبٍ من الشاي؟"
"بالطبع"
ابتعدت ريا ويوي عن جثة كاي المستلقية على الأرض لمسافةٍ معينة، ثم بدأوا بشرب الشاي الذي أعدته يوي من خلال سحرها أثناء التحدث عن مختلف الأمور.
***
فتح كاي عينيه بتثاقل.
"ما الذي حصل..؟"
'اه
لقد كنت على وشك أن أُحْرق ثم أنقذتني ريا وقابلت فتاةً غريبةً و...
أنا الآن أعلم...أني داخل قصة...
بعيداً عن هذا كله..'
"لماذا أنتم تحتسون الشاي بكل هدوء!!!"
صرخ كاب بغضبٍ على مشهد ريا التي كانت تقوم باحتساء الشاي رفقة يوي بكل هدوءٍ بالرغم من كل ما كانوا يمرون به في الوقت الراهن.
لكن ريا ويوي الذي لم يبدو أنهم يعانون من أي ضغط استقبلوا كاي بكلِ بساطة.
"اوه كايا هل إستيقظتي؟"
"كاياا؟؟؟؟!!"
تفاجئ كاي من مناداة يوي له بكايا، والذي كان في الواقع اسمه الحقيقي الذي تحول إلى كاي لأنه كان من الأسهل حذف حرفٍ واحدٍ من وثيقة الهوية على تغيير الاسم بالكامل وذلك عندما قام بتزوير هويته كفتًى للانضمام إلى الجيش الملكي.
"همم؟ألا يمكنني مناداتكِ باسمكِ؟"
"ليس كذلك ولكن..."
أجاب كاي أو كايا بحرجٍ لأنه لم يكن معتاداً على اسمه لكن يوي ابتسمت له فقط وتابعت الحديث كما لو أنه لم يكن بالأمر الجلل.
"إذاً هذا جيد"
"لا انتظري!هناك أمر أهم للتحدث عنه!"
تحدث كاي أو كايا فجأةً كما لو أنه تذكر شيئاً مهماً، وأومأت يوي برأسها كما لو أنها فهمت ما كان يعنيه.
"معكِ حق
إذاً هل تعلمين الحقيقة الآن؟"
"أجل...أنا الآن أعلم..
بأني داخل قصة"
تكلمت كايا بتعبير معقدٍ إلى حدٍ ما ثم تابعت.
"لكنه أمرٌ غريب...بدلاً من أن أكون مصدوم..
أشعر وكأنه شيءٌ عرفته دائماً...
انه شعورٌ غريبٌ جداً..."
"اه هذا بسبب"
نظرت يوي إلى كايا كما لو أنها فهمت ما كانت تقصده ثم بدأت الشرح.
بعد سماع الشرح، تجمدت كايا في مكانها لفترة، كما لو أنها فقدت وعيها.
ربما، صُدِمت أكثر من المتوقع.
***
"مرحباً هل انتي حية؟"
"..."
سألت ريا كايا لكن لم يُسمع الجواب.
"هل ماتت من الصدمة؟"
"لا، يبدو أنها مازالت على قيد الحياة
انه فقط...
أعتقد أنها تلقت الكثيير من الصدمات دفعةً واحدة
لذا عقلها يحاول استيعاب الأمر"
سألت ريا وأجابت يوي مع قليلٍ من الشرح، لكن كما لو أنها لم تكن راضية، أمالت ريا رأسها إلى الجانب وتحدثت.
"لكني لم أصدم لهذه الدرجة..؟
هل هذا يعني أني لست طبيعية؟"
"ربما..."
"..."
"..."
"على أي حال ماذا سنفعل حيال كاي؟
اه أعني كايا..
على عكسي فهي لا تستطيع العودة إلى عملها بكل بساطة
فالجميع يظنها ميتةً...وأيضاُ ان علمت الأميرة أنها ما زالت على قيد الحياة.."
إذا كانت الأميرة قد استعملت أحد صلاحياتها المحدودة للتخلص من ريا والتي لم تكن سوى مجرد خادمة لأنها خرجت عن توقعاتها قليلاً فماذا ستفعل عندما تعلم بأن كاي والذي كان شخصيةً مهمةً بقي على قيد الحياة بدلاً من الموت؟
سيكون بالتأكيد شيئاً سيئاً.
"أوافقك الرأي
لقد كنت أفكر في اخفائها هنا في الوقت الحالي
أعتقد أن هذا سيكون أفضل لها"
"أنا معك في هذا"
أومأت ريا ويوي لبعضهما البعض كما لو أنهما إتخذتا قراراً، لكن قاطعهم صوتٌ غير متوقع.
"أنا أرفض هذا"
كان صوت كايا، التي بدت أنها قد عادت لوعيها لتو.
"وفقاً لما قلتيه فالأميرة تخطط لأمرٍ ما، ربما يكون من الخطير بالنسبة لي الخروج الآن ولكن..
أنا لا أريد أن أختبىء بكل بساطةٍ وأنا أعلم أن الأشخاص الذين أهتم بهم سيتأذون
فأنا أملك أشياءً سأضحي بحياتي إن كان من أجل حمايتها"
"كايا..."
نظرت يوي بتعبيرٍ معقدٍ إلى كايا، لكن لم تستطع قول أي شيء وفقط استمرت بالتحديق بها في صمت.
"إذا ماذا عن هذا؟"
في الصمت العشوائي، تحدثت ريا بابتسامة.
-هؤلاء هم الخدم الجدد الذي سيعلمون معنا من الآن فصاعداً
"إذا كنتِ لا تريدين الإختباء فلم لا.."
-اعتنوا بهم وساعدوهم إذا إحتاجوا لشيءٍ ما
"تعملين كخادمةٍ في القصر الملكي؟"
-اسمي هو كايا، أتطلع للعمل معكم من الآن فصاعداً!