"..."

"هل جننتي؟"

"لماذا؟هل هي ليست فكرةً جيدة؟"

نظرت يوي إلى ريا كما لو كانت مجنونةً ولكن ريا فقط ابتسمت كما لو أنها ليست بالمشكلة الكبيرة.

"هل أنتي تفهمين معنى ما تقولينه؟

أنتي تخبرينها أن تدخل عرين الأسد بقدميها!!"

"اييه هذه ليست مشكلة كبيرة

فكايا قوية وأيضاً هم لا يعرفون شكلها وهي فتاة!

أنا أرى أن هذا حلٌ جيد"

كان هذا صحيحاً حيث استخدمت كايا السحر لتغيير مظهرها وعلى وجه الخصوص وجهها إلى شكلٍ رجولي.

بالطبع لم يستطع السحر تغيير الكثيير وفقط تحول وجهها من وجه فتاة إلى وجه فتًى ذو طابعٍ أنثوي ولكن ذلك كان كافياً بالإضافة إلى تجميد تعابيرها وعدم اظهار مشاعرها لمحاولة الظهور بمظهرٍ ذكوريٍ قدر الإمكان.

وهذا كان كيف استطاعت كايا خداع الآخرين والتحول إلى كاي.

بالطبع ربما لم يكن ذلك لينفع لو كان هذا العالم الحقيقي ولكن كانت هذه قصة خيالية حيث كان كل شيءٍ ممكناً لذا نعم بفضل ذلك كانت كايا قادرة على العيش كفتًى دون أن يتم اكتشافها، بالرغم من النهاية المأساوية.

"هل تظنين أنهم أغبياء حتى لا يميزوها لمجرد أنها أزالت سحر التحول وارتدت ملابس الفتيات؟"

"أجل؟"

تحدثت يوي بسخرية ولكن ريا أجابت أثناء إمالة رأسها كما لو كانت تعتقد ذلك بصدق ما دفع يوي إلى التنهد بما يكفي لإسقاط السماء.

"أنتي تدفعينني إلى الجنون

هذا الفكرة غبيةٌ تماماً!

أنا متأكدةٌ من أن كايا تشاركني نفس الرأي"

"أنا موافق"

"أرأيتي هي أيضاً تظن أن-"

"..."

"ماذا؟"

كانت يوي متأكدة من كون كايا توافقها الرأي ولكن بشكلٍ غير متوقع كانت كايا موافقةً على هذا الاقتراح السخيف، ما دفع يوي للنظر إليها بغباءٍ كما لو أنها لا تفهم اللغة التي تتحدث بها.

"أنا أعتقد أنها فكرة جيدة"

"هاااااااه؟؟؟

هل جننتي أنتي أيضاً؟"

نظرت يوي بعينيها مفتوحةً على مصراعيها إلى كايا التي أكدت للتو أنها موافقةٌ على الفكرة.

حتى لو تظاهرت بأنها لم تفهم ما قالته في المرة الأولى فلم يكن لديها خيارٌ سوى قبوله عندما تكرره للمرة الثانية لذا كانت متفاجئة للغاية.

كانت فكرة ريا هي دخول كايا كخادمة إلى القصر الملكي ولكن كايا وافقت على الفكرة وأعتقدت أنها كانت فكرةً جيدة؟

كيف كان ذلك ممكناً؟

وكما لو أن ريا توقعت ذلك فقد أومأت برأسها بابتسامةٍ وتحدثت إلى يوي.

"أرأيتي هي أيضاً تظن أنها فكرةٌ جيدة!"

"كايا هل أنتي بخير؟هل انتقل غباء ريا إليك؟؟؟"

"سأقتلك!!!"

تجاهلت يوي ريا ونظرت إلى كايا بقلقٍ أثناء إهانة ريا لذا لم يكن لدى ريا خيارٌ سوى التحدث مع وريدٍ على جبهتها وهي تحدق بنية قتلٍ في يوي.

"أعرف أنها فكرةٌ خطيرةٌ ولكن انها الحل الوحيد الذي نملكه حالياً لذا ليس لدي خيارٌ سوى قبوله"

"هذا صحيح.."

وضحت كايا وجهة نظرها وأومأت يوي برأسها بتعبيرٍ مؤسفٍ كما لو أنها فهمت، عند سماع ذلك صافحت ريا يديها وتحدثت.

"الآن بما أننا اتفقنا فعلينا البدء بتجهيزك

فموعد التوظيف سيكون الأسبوع المقبل"

"سأكون ممتناً لذلك"

"ولكن قبل هذا..

هل يمكنكِ تغيير صيغة المذكر التي تتحدثين بها؟"

***

"هؤلاء هم الخدم الجدد، سيعملون معنا من الآن فصاعداً

اعتنوا بهم وساعدوهم إذا احتاجوا شيئاً ما"

"حاضر"

تحدثت كبيرة الخدم، الخادمة الشخصية للأميرة فأجاب باقي الخدم بما في ذلك ريا باحترام.

"عرفوا عن أنفسكم"

"اسمي *** تشرفت بمعرفتكم"

"اسمي *** تشرفت بمعرفتكم"

"~~~~"

أمرت كبيرة الخدم الخادمات الجدد بالتعريف عن أنفسهم لذا واستجابةً لأمرها بدأت الخادمات بفعل ذلك.

استمر ذلك لفترة وأخيراً جاء دور الأخيرة، كانت خادمة بشعرٍ أبيض وعيونٍ بلون السماء ذات بشرةٍ بيضاء نقية، امتد شعرها الحريري القصير إلى أسفل رقبتها، أعطت عيناها الحادة انطباعاً بالسكون والكبرياء.

كانت فتاةً جميلة لدرجة انها قد تنافس الأميرة إذا كانت ولدت في بيئة مختلفة.

"اسمي كايا أتطلع للعمل معكم من الآن فصاعداً"

كانت كايا.

"اسمي ليلا وهذه ريا و***و~~~~"

عرفت كبيرة الخدم المسماة ليلا عن نفسها وعن باقي الخدم القديمين للخدم الجدد ثم بدأت بسرد القواعد.

وهكذا انتهى التعريف الطويل وذهب كلٌ منهم إلى عمله.

***

كنس

أخذت الخادمة الشقراء والخادمة الجديدة ذات الشعر الأبيض مهمة التكنيس لذا قاموا بمهمتهم بلا قول أي كلمةٍ لفترة قبل أن تفتح الخادمة الشقراء فمها مع تنهدٍ طويل.

"أخيراً وصلنا إلى هذا الحد"

"أجل من الجيد أننا تخطينا المرحلة الأولى"

"كان هذا بفضلي لاني استطعت تحويلكِ إلى هذا الشكل، إذا قمتي بذلك بنفسك لتم امساككِ قبل دخول بوابة القصر"

"اممم أجل شكراً لمساعدتك..."

مدحت الخادمة الشقراء نفسها بتعبير مغرور، لكن الخادمة ذات الشعر الأبيض وبالرغم من أنها أرادت، لم تستطع إنكار ذلك حيث ساعدتها الخادمة الشقراء كثيراً بتصفيف شعرها ووضع المساحيق لتخلص من أدنى فرصةٍ للتعرف عليها، ما أدى إلى صورة الفتاة الجميلة الحالية.

وأثناء استمرار الخادمة الشقراء بمدح نفسها، قاطعهم صوت شخص ما.

"ريا وكايا اذهبا لإخراج القمامة"

"حاضر"

كان صوت ليلا كبيرة الخدم التي وجهت الأوامر للخادمة الشقراء والخادمة ذات الشعر الأبيض، اللتان كانتا ريا وكايا.

***

"انتهينا!

لنعد بسرعةٍ وإلا تم توبيخنا!"

ألقت ريا كيس القمامة الأخير في سلة المهملات ثم بدأت بالتوجه إلى القصر على عجل وذلك بالتأكيد لكي لا يتم توبيخها من قِبَلِ ليلا.

يبدو أن تجاربها مع سوزان والتي يبدو أنها قد أصبحت صدمة، قد حُفِرت في عقلها بشدة.

في هذه الأثناء كايا التي كانت تحدق حولها لفترةٍ تحدثت.

"نوعاً ما كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يرتدون ملابساً سوداء

هل هناك جنازةٌ أو شيءٌ من هذا القبيل؟"

"أجل..

انها جنازتك"

"هاااه؟؟؟جنازتي؟؟؟"

أجابت ريا بتعبير فارغ على وجهها كما لو كان من السخيف قول ذلك لكن كايا صرخت بمفاجئة كما لو كانت لا تستطيع الفهم.

"اخفضي صوتك، قد يسمعكِ شخصٌ ما!"

"اه آسف...ة"

وضعت ريا إصبعها على فمها أثناء النظر حولها خوفاً من أن شخصاً ما قد سمع ما قالته كايا.

عندما لاحظت كايا أنها صرخت بصوتٍ عالٍ وضعت يديها على فمها أثناء دحرجة عيناها يميناً ويساراً.

"أنسيتي أنكِ ميتةٌ بالنسبةِ لهم؟

من الطبيعي أن يقيموا جنازةً لك!"

"معكِ حق"

أوضحت ريا وخدشت كايا رأسها كما لو كانت محرجةً من نسيانها لشيءٍ كهذا.

استمرت الأجواء لفترةٍ قبل أن يقاطعها صوت شخصٍ جعل كلتيهما تجفل.

"هممم؟أليست هذه الآنسة ريا؟"

"ا.القائد ما الذي تفعله هنا؟"

كان صوت رين.

'لماذا أقابل هذا الشخص دائماً بالقربِ من مكبِ النفايات؟'

فكرت ريا بذلك بجدية، صحيح انها لم تعد في مكب النفايات تماماً لكنها لم تسر بعد مسافة كبيرة عنه، لدرجة أنه سيكون على مرمى بصرها إذا أدارت رأسها.

مما جعلها تبدأ بالشك بجديةٍ مما يفعله رين دائماً في مكب النفايات.

"لقد كنت في طريقي إلى المكتب ثم لحظتك فأتيت لإلقاء التحية"

"هيه هل هذا صحيح؟"

شرح رين أثناء خدش رأسه فتحدثت إليه ريا بابتسامةٍ غريبة كما لو لم تكن مقتنعة، ثم فجأة توقف رين عن خدش رأسه ونظر إلى ريا بتعبيرٍ جادٍ وتحدث.

"هل أنتي لا تنوين الذهاب إلى الجنازة؟

لم تحضري في أول يومين أيضاً"

"لا أستطيع

مجرد تذكره يفطر قلبي

لن أستطيع بكل بساطةٍ الهدوء أمام قبره"

تحدثت ريا بتعبيرٍ حزين كما لو كانت بالكاد تكبح دموعها أثناء النظر إلى رين، أومأ رين برأسه كما لو أنه فهِم مشاعرها ووضع تعبيراً مؤسفاً على وجهه ثم تحدث إلى ريا.

"هل هذا صحيح..

احرصي على الإرتياح جيداً

الحزن ليس جيداً لصحتك"

"فهمت"

"..."

"..."

مر الصمت لفترة ثم تحدثت ريا التي لاحظت أنها قد تأخرت كثيراً وأنها قد تتعرض للتوبيخ.

"اعذرني عليَّ الذهاب الآن"

"اه أجل تفضلي"

تحدث رين بتعبيرٍ اعتذاري كما لو أنه متأسفٌ لإضاعة وقت ريا، في هذه الأثناء التفتت ريا إلى كايا وتحدثت إليها.

"لنذهب كايا"

"ح.حسناً"

تحركت ريا أولاً ثم تبعتها كايا بتعبيرٍ متردد واستمرت بالتفات إلى الخلف أثناء سيرها حتى اختفت عن أنظار رين.

رين الذي تُرِك في الخلف حدق لفترةٍ في مشهد ظهرهم المختفي وفكر.

'لقد ذهبت..

....

بالتفكير بالأمر تلك الفتاة التي كانت برفقة ريا..

أشعر بأني رأيتها في مكانٍ ما من قبل.'

دحرج رين عقله لفترةٍ لمحاولة التذكر لكن لم يخطر شيءٌ محددٌ في باله، بالتأكيد ذكره الشعر الأبيض بكاي لكن هذا كان كل شيء.

لم يعتقد ولو للحظةٍ أن تلك الفتاة قد تكون كاي.

في المقام الأول كانا مختلفين كلياً، ليس فقط بالمظهر بل بالجنس أيضاً.

لذا بالتأكيد لم يكن لديه طريقةٌ لمعرفة ذلك.

بأن تلك الفتاة.

كانت كاي.

2022/05/18 · 140 مشاهدة · 1249 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025