"إذا أنتِ تريدين أن نستأنف التدريب؟"

"أجل"

"بالرغم من أني معك وأستطيع حمايتك؟"

"أعرف أن كايا قويةٌ ولكن...

لا أستطيع فقط الإعتماد على قوتك!

فمن يدري ربما أوضع في موقفٍ لا تستطيعين حمايتي فيه

لا أريد أن أقف وسط المعركة مرتجفةً أنتظر من الآخرين حمايتي!!

أريد أن أحمي نفسي والأشخاص المهمين بالنسبة لي بيدي!

لذا سأقاتل!...

حتى آخرِ رمقٍ في حياتي"

نظرت ريا إلى كايا بتعبيرٍ جاد وأوضحت وجهة نظرها، فريا لا تريد الاستمرار بتلقي الحماية من كايا التي من الممكن القول أن حياتها كانت في خطرٍ أكثر منها حالياً.

وفي نفس الوقت وبالرغم من أنه لم يكن بقدر كايا، فقد كانت حياتها مهددةً أيضاً، ليس فقط من قِبَلِ الأميرة ولكن من قِبَلِ الشخص الذي وضعهم في هذه القصة أيضاً.

وهي لا تعلم متى قد يضطرون إلى قتاله لذا يجب عليها أن تكون مستعدةً في أي وقت، لذا سواء أرادت ذلك أم لا لم تستطع أن تكون ضعيفة.

لأن الآن، وفي وضعهم الحالي، الضعف يعني الموت.

"لقد أصبحتِ قوية..

لم أتعرفت عليك لوهلة.."

"هيهي"

شعرت كايا بالإعجاب بصدقٍ لريا التي قررت أن تدافع عن نفسها بنفسها دون انتظار حماية الآخرين، وخدشت ريا رأسها بخجلٍ أثناء الابتسام.

"فهمت...لنستأنف تدريبنا ابتداءاً من الغد"

"حقاً؟؟!!شكراً كايا أنت الأفضل!"

عانقت ريا كايا بتعبيرٍ سعيد، وابتسمت كايا بتكلفٍ إلى ريا أثناء محاولة إخفاء أفكارها الداخلية المليئة بالقلق.

'أرجو أن يسير كل شيءٍ على ما يرام'

فكرت كايا في نفسها ولم تقله بصوتٍ عالٍ.

مر الوقت وصباح اليوم التالي قد أتى.

***

"لذا..

لم تقطعين البطاطا؟

هل طلب منكِ أحدهم إعداد الطعام؟"

نظرت كايا بحيرةٍ إلى ريا التي كانت تقوم بتقطيع البطاطا بلا سبب، كانت متأكدة من أن شخصاً لم يطلب منها فعل ذلك حيث كانت برفقتها طوال الوقت، ما جعلها تزداد حيرةً.

لم قد تقوم ريا بتقطيع البطاطا فجأةً بدلاً من القيام بعملها؟

لكن ريا فقط ابتسمت لكايا وأجابتها كما لو كانت تنتظر السؤال.

"اه هذا؟، أنا تدرب!"

"تتدربين؟"

ازداد تعبير كايا حيرةً، هل كانت هناك علاقةٌ بين تقطيع البطاطا والتدريب؟

تساءلت كايا بجديةٍ، لكن ريا أومأت برأسها فقط ثم تابعت التحدث.

"أجل!

ألم أخبركِ بهذا من قبل؟أني كنت أتدرب سراً في المطبخ؟

هذا كان نوع التدريب الذي كنت أقوم به"

شرحت ريا بتعبيرٍ فخورٍ كما لو كانت راضيةً عن نفسها لكن كايا أمالت رأسها بتعبيرٍ لا يفهم ثم سألت.

"لذا لمَ البطاطا؟"

"حسناً...

هذا لأنها أرخص شيءٍ أستطيع شراءه"

"هذا منطقي"

أجابت ريا بتعبيرٍ فارغٍ على سؤال كايا، ففي النهاية كانت مجرد خادمة، حتى لو كانت خادمةً في القصر الملكي فهذا لا يغير حقيقة كونها مجرد خادمة.

لذا كان من الصعب القول أن راتبها كان بالشيء الجلل.

أومأت كايا بتعبيرٍ إعتذاري لأنها شعرت بأنها قد لمست وتراً حساساً، لم يكن عليها أن تقلق أبداً بشأن المال عندما كانت تعمل كنائب الجيش الملكي لذا سألت سؤالاً وقحاً كهذا دون قصد.

بالرغم من أنها فهمت الأمر جيداً، وبالطريقة الصعبة خلال الأسبوع الماضي الذي بدأت فيه تعمل كخادمةٍ في القصر الملكي.

"في الواقع عندما قلتي أنك تتدربين لوحدك ظننت أنكِ تتدربين على التلويح أو ما شابه

لم أتوقع أبداً أنكِ تتدربين من خلال تقطيع البطاطا"

"ألن يجعل تقطيع البطاطا كل يوم يدي أسرع..؟"

"هذا صحيح ولكن..."

أجابت ريا أثناء إمالة رأسها وتحدثت كايا بتعبيرٍ معقد عن كون اعتقاد ريا لديه نصيبه من الصحة بالرغم من الكثير من المشاكل الأخرى لكن قبل أن تكمل جملتها قاطعها صوت شخصٍ ما.

"ريا هل تقطعين البطاطا ثانيةً؟"

"ميرا.."

كانت ميرا، خادمةٌ انضمت للعمل في القصر في نفس الوقت مثل ريا تقريباً وقد نجت من حادثة القاتل مثل ريا أيضاً لذا كانت من الأشخاص القلائل الذين يعرفون عن كون ريا بدأت بتقطيع البطاطا لفترةٍ قبل وقوع حادثة مقتحم القصر التي مات فيها الكثير من الخدم.

"ظننتكِ توقفتي عن ذلك بعد الحادثة ولكن ها أنتِ تقومين بذلك ثانيةً..

هل أنتي مهوسة تقطيعٍ أم ماذا؟"

"اييه حسناً هذا..."

حاولت ريا التفكير بعذر أثناء تجنب النظر في عيني ميرا ثم كما لو كانت قد وجدت، صافحت يديها معاً ثم تحدثت بتعبيرٍ مقتنع.

"تقطيع البطاطا ممتع يجب أن تجربيه أيضاً!!"

"سأرفض ذلك..

على أي حال يبدو أن ليلا غاضبةٌ لتأخرك لذا فلتذهي لرؤيتها حالاً"

"ح.حاضر"

أجابت ريا بتعبيرٍ مفزوعٍ كما لو أنها تذكرت للتو أن ليلا طلبت منها فعل شيءٍ ما.

كما هو متوقع حتى لو واجهت ريا القاتل والأميرة وكادت تفقد حياتها عدة مرات، ما زالت لا تستطيع التغلب على خوفها من كبار الخدم.

ربما بسبب سوزان؟

بعد سماع إجابة ريا غادرت ميرا المطبخ عائدة إلى عملها وتركت خلفها ريا الواقفة بتعبيرٍ فقد كل شيء.

"تباً ستوبخني ثانيةً"

"لا أستطيع لومها على ذلك"

هزت كايا رأسها كما لو كانت تستطيع أن تفهم ما شعرت به ليلا بسبب ريا لكن ريا نظرت إلى كايا بتعبيرٍ غاضبٍ كما لو كانت تعرضت للخيانة.

"أيتها الخائنة!في صف من أنتِ؟!"

"اييه؟أنا أقول الحقيقة فقط.."

"كايا الغبية لن أتحدث معكِ ثانيةً!"

خرجت ريا من المطبخ أثناء مدَّ لسانها نحو كايا، كايا التي تركت في الخلف نظرت إلى ظهر ريا المختفي وتمتمت بعدم تصديق.

"هاا؟هل هي طفلة؟"

كانت مشاعرها الحقيقية التي شعرت بها في تلك اللحظة.

***

"كايا الغبية!

لن أكلمها ثانيةً!!"

شتمت ريا كايا أثناء توجهها إلى غرفة الأميرة لمقابلة ليلا واستمرت في ذلك لفترة، لكنها توقفت عن ذلك عندما رأت شخصاً لم تتوقع رؤيته.

"مرحباً هارو لقد مر وقتٌ طويل!

ما الذي تفعله هنا؟"

ابتسمت ريا أثناء التحدثِ إلى الشاب ذو الشعر البني، والذين كان هاروكي.

"اه ريا، لقد طُلِب مني تسليم بعض الأشياء للأميرة"

"هكذا إذاً"

"..."

"..."

وقف الاثنان يحدقان في بعضهما البعض لفترة.

'لا توجد مواضيع للمحادثة..'

فكرت ريا في ذلك بصدق، ففي النهاية كان هاروكي أقل الأشخاص حديثاً ممن تعرفهم.

"اممم...أنا ذاهبة أيضاً إلى غرفة الأميرة، هل تريد أن نذهب معاً؟"

"..."

سألت ريا لكن لم يُسمع الجواب.

'ماذا؟هل أنت لا تريد ذلك؟أعطني جواباً!'

فكرت ريا أثناء شد قبضتها بسبب الشعور بالغضب من كونه يتم تجاهلها حالياً لكنها حاولت السيطرة على نفسها وعدم الغضب.

"امم إذا كنت لا تريد ف-"

"حسناً.."

"..."

عندما كانت ريا على وشك أن تقول'إذا كنت لا تريد فلا بأس'أجاب هاروكي على سؤالها، تفاجأت ريا من الجواب المتأخر لذا صمتت لفترةٍ لكنها سرعان ما استعادت رشدها وتحدثت.

"اوه؟اه!حسناً إذاً هيا بنا"

سار الإثنان معاً عل طول الممر، لكن لم ينطق أيٌ منهما بكلمة، في المقام الأول ما الذين كان من المفترض أن يتحدثوا بشأنه؟

القاسم المشترك الوحيد بينهم كان كاي لكن كان من الصعب الحديث عن ذلك، لأن كاي قد مات، والشيء الوحيد الذي بقي منه هو كايا التي لا يعلم هاروكي بشأنها لذا بطبيعة الحال كان هذا الصمت طبيعياً.

'لقد كان دوماً شخصاً قليل الكلام ولكن..

الآن أصبح من الصعب جعله ينطق بكلمة..

هل هذا تأثير موت كاي عليه؟

ماذا حصل لهاروكي في القصة بعد موت كاي؟

هممم أذكر أنه ظل مكتئباً طوال الوقت ولم يكن يأكل جيداً، حتى أن مهاراته تزعزعت ثم نُحِيَ عن منصبه وأصبح مجرد جنديٍ في الجيش

بالطبع لم يكن هذا بسبب موت كاي فقط بل بسبب الأفكار التي تراود بالإضافة إلى ذلك

على أيِّ حال..

من المفترض أن هذا ليس من شأني ولكن...

لم قلبي يؤلمني هكذا؟'

وضعت ريا يدها على صدرها لمحاولة تخفيف الألم الذي شعرت به.

لم يكن من المفهوم سبب شعورها بهذه الطريقة عندما لم تكن حتى بهذا القرب من هاروكي.

لكن حتى بالرغم من ذلك، كان الألم الذي شعرت به بالتأكيد حقيقياً، ولم تحاول ريا أن تنكره لذا توقفت عن السير فجأةً وتحدثت إلى هاروكي.

"المعذرة هارو...

هل أنت متفرغٌ غداً؟

بالطبع أعني بعد ساعات العمل

إذا كنت كذلك فلنخرج لتناول شيءٍ ما معاً..!"

"...

لماذا فجأة..؟"

نظر هاروكي بتعبيرٍ محيرٍ إلى ريا التي كانت تدعوه فجأةً للخروج معها ولكن كما لو أن ذلك لم يهمها تابعت ريا حديثها أثناء السير.

"سأدعو صديقتي للقدوم أيضاً

يمكنك دعوة القائد إذا أردت

اتفقنا؟حسناً أراك غداً"

لوحت ريا بيدها ثم غادرت أولاً دون سماع إجابة هاروكي، هاروكي الذي تُرِك في الخلف تمتم أثناء خدش رأسه.

"لكني لم أوافق بعد..."

'حسناً ربما لا تكون فكرةً سيئة..'

"..."

"اه نسيت الذهاب لرؤية الأميرة"

هاروكي الذي كان واقفاً في مكانه لفترة، تذكر أنه نسي القيام بمهمته لذا وعلى عجل، توجه إلى غرفة الأميرة.

ففي الغد سيكون أول لقاءٍ له مع كاي منذ وفاته

وبالطبع،

هو لم يكن على علمٍ بذلك.

2022/05/21 · 179 مشاهدة · 1292 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025