20 - أشياءُ لا يمكن إصلاحها..(٢)

"أنا ممتلئةٌ تماماً"

ربتت ريا على معدتها وتحدثت بتعبيرٍ منتعش، كما لو كانت قد نسيت كل همومها السابقة.

"ماذا علينا أن نفعل الآن؟"

"ماذا عن الذهاب إلى مقهى؟"

"اوه هذه فكرةٌ جيدة!!"

اقترح رين الذهاب إلى مقهًى وأومأت ريا برأسها بحماسٍ كما لو كانت أحبت الفكرة.

"أعرف مقهًى جيداً، ما رأيكم بالذهب إليه؟؟!

انه قريبٌ جداً من هنا، علينا فقط السير في خطٍ مستقيمٍ ثم الانعطاف يميناً!"

"أنا أوافق"

"لا مانع لدي أيضاً.."

اقترحت ريا زيارة مقهًى تعرفه، لقد كان مقهًى تعرفت عليه عندما قابلت هاروكي للمرة الأولى، في ذلك الوقت وقبل أن تزور متجر الحلوى عندما كانت ماتزال تقوم بالتسوق مرت بجواره ولَفَتَ الاسم الغريب له انتباهها.

لقد كان اسمه'السعادة الحقيقية'.

لماذا كان هذا الاسم غريباً؟

بالطبع كان ذلك بسبب أن اسم القصة هو وهم السعادة، فكيف سيكون الأمر عندما يكون هناك مقهًى في هذه القصة ذو اسمٍ معاكسٍ تماماً لعنوانها؟

فقط انه يشعرك بالتناقض.

لكن الغريب أن ريا شعرت بالألفة لهذا المقهى، ربما كان هناك مقهًى مثلهُ في حياتها السابقة؟

لم يكن لديها طريقةٌ لمعرفة ذلك عندما لم تحصل على ذكرياتها لكن شعورها كان بالتأكيد حقيقياً.

لذا حتى لو لم يقترح رين زيارة مقهًى فقد كانت تنوي الذهاب إليه على أيَّة حال، حيث شعرت أنه سيكون من الجيد لكايا زيارته أيضاً لجعلها تشعر بالراحة.

ومن هذا القبيل اقترحت الذهاب إليه ووافق رين وهاروكي على ذلك، لكن كما لو كان يملك شيئاً اضافياً لقوله، فقد نظر هاروكي إلى كايا ثم تحدث.

"ماذا عن الآنسة؟"

"هاه؟ماذا!!؟أنا!؟

اه!!حسناً!لا بأس معي بذلك!!"

تفاجئت كايا التي كانت ماتزال تخفض رأسها من تحدث هاروكي المفاجئ معها لذا رفعت رأسها وأجابت بشكلٍ أخرق.

'هذه الفتاة..

عليها أن ترخي أعصابها قليلاً'

"حسناً هل نذهب؟"

فكرت ريا بتعبيرٍ معقد ثم سرعان ما صححت تعابيرها وأعطت ابتسامةً وتحدثت أثناء النظر إلى الجميع.

أومأ الآخرون برأسهم إجابةً لسؤالها ثم بدأوا التحرك خارجين من المطعم بهدف التوجه إلى المقهى الذي أشارت إليه ريا سابقاً.

'لقد كان الهدف من هذا كله هو مساعدة هاروكي وكايا ولكن..

يبدو أن الأمر أسوء مما توقعت..

هل أنا أضغط عل كايا كثيراً يا ترى..؟

فالصدمة التي حصلت عليها في ذلك اليوم ليست شيئاً يمكن تخطيه بسهولة..

هي لا تظهر ذلك لكن أنا متأكدةٌ من كونها تتألم..

هل أنا فقط جعلت الأمر أسوء يا ترى..؟'

فكرت ريا بتعبيرٍ حزين على وجهها، كان الهدف من جعل كايا تخرج رفقة هاروكي ورين هو مساعدة الطرفين، وخصوصاً كايا التي لم تكن تبدو بحالٍ جيدةٍ مؤخراً، صحيحٌ أنها كانت تتصرف كالمعتاد ولكن ريا علمت، أن كايا لم تكن على ما يرام.

وقد كان السبب واضحاً، كان بالتأكيد بسبب ما حدث في ذلك اليوم، وبالطبع لم يكن ذلك بسبب أنهم قاموا باحراقها حية، بل بسبب شعورها بالخيانةِ من عدم تصديقهم لها.

حتى لو حاولت إقناع نفسها بكونهم فعلوا ذلك بسبب تأثير القصة عليهم، أو بسبب ظنهم أنها الساحرة فلم تستطع أن تسامحهم.

لا،

لم ترد أن تسامحهم.

وفي نفس الوقت أرادت مسامحتهم.

لقد كانت تعاني من الشعورين المتضاربين داخلها، وفي النهاية كل ذلك اختفى بمجرد مقابلتهم ثانيةً.

والشيء الوحيد الذي بقي،

كان شوقها للقائهم وغضبها لرؤيتهم.

كان شعورها متناقضاً حتى النهاية.

وفي وسط انغماسها بأفكارها، قابلت عينا ريا عربة مثلجات، ما لفت انتباهها على وجه الخصوص كان المثلجات بنكهةِ العنب الموجودة فيها.

'هممم مثلجات...

لا شيء أفضل من المثلجات لرفع المعنويات!

سأشتري واحدةً لي ولكايا'

ودون تفكير ركضت ريا بسرعةٍ نحو عربة المثلجات، حتى لا تفقدها ثم تحدثت إلى صاحب العربة.

"اثنان بنكهة العنب من فضلك"

"في الحال"

أجاب صاحب العربة بابتسامةٍ ثم بدأ بإعداد المثلجات حسب طلب ريا، وبعد أن انتهى، قام بإعطائهم لها.

"عودي ثانيةً"

"شكراً لك"

دفعت ريا ثمن المثلجات ثم أخذتهم واستدارت عائدةً إلى حيث كان رفاقها لكن-

'هيهي أنا متأكدةٌ أن المثلجات بنكهة العنب ستعدل مزاجها..!

ومزاجي أيضاً

مهلاً..

أين الجميع..؟'

لم تجدهم في أيِّ مكان.

'هل يعقل أني..

انفصلت عنهم..؟'

نظرت ريا إلى المكان حيث اختفى رفاقها بتعبيرٍ فارغٍ على وجهها، لفترةٍ من الزمن.

***

"ريا، ريا، إذا كنتي تسمعينني فأجيبي!

'تباً، متى انفصلت عنا!؟

لو أني كنت أكثر انتباهاً فقط!!'

نادت كايا ريا أثناء شدِّ قبضتها بتعبيرٍ محبط، كان اليوم هو الأسوء بالنسبة لها حتى بالرغم من انها تستطيع القول بكل فخرٍ أنها عانت الكثير من الأشياء في فحياتها.

فلم تكتفي فقط بمقابلة هاروكي ورين عندما لم تنظم مشاعرها فيما يتعلق بهم بعد بل أيضاً أضاعت ريا، كان هذا أسوء الأسوء بالنسبة لها.

ليس فقط بسبب أنها تشعر بالسوء لانها لم تنتبه لريا بشكلٍ صحيحٍ بل أيضاً لأنها الآن مضطرةٌ للبقاء مع هذين الاثنين بمفردها، لكنها لم تكن تعلم.

أن الأسوء في الواقع قادم.

"لا فائدة من مناداتها بشكلٍ عشوائيٍ هكذا

سأذهب للبحث عنها، أنتما الاثنان اسبقانا إلى المقهى

سألحق بكم عندما أجدها"

"حسناً، مهلاً ماذا؟"

لكن قبل سماع اجابتها كان رين قدر غادر بالفعل.

حدقت كايا في ظهره بتعبيرٍ فارغ حيث كانت جميع أنواع الأفكار تدور في رأسها حالياً.

'هل هذا يعني أني سأبقى بمفردي معه؟

معه هو؟

هو من بين الجميع؟

آااااه اللعنة!إنه آخر شخصٍ أريد البقاء معه حالياً!!

يا له من حظٍ سيء!!'

نعم بالتأكيد لقد أرادت أن تسحب فكرتها بكون موقفها السابق هو الأسوء.

لقد كان هذا هو الأسوء.

في الواقع لقد كان أسوء بكثيير إلى الدرجة التي لا يمكن بها وصفه.

حيث أكثر من رين فقد شعرت بعدم الارتياح مع هاروكي.

السبب؟

كان ذلك لأن جملته الأخيرة لها أبت أن تفارق دماغها بالرغم من أنها حاولت نسيانها.

وعلى وجه الخصوص تعبيره الأخير لها

فالبرغم من أنها بذلت قصارى جهدها لنسيانه، لم تستطع ذلك.

حينما تنام وحينما تستيقظ، حينما تفكر وحينما تشرد، حينما تستريح وحينما تعمل، مهما كان ما تفعله فقد فكرت به.

لذا فقد عرفت..

أنها ربما لن تستطيع أن نسيانه لبقيةِ حياتها.

لكن كما لو أنه لم يعرف مشاعرها فقد تحدث إليها هاروكي كما العادة.

"هل نذهب؟"

"ايه؟اه!أجل لنذهب"

أعادها صوت هاروكي من انغماسها العميق بأفكارها ثم ومن هذا القبيل توجهوا إلى مكان المقهى الذي وصفته ريا.

كان عليهم البقاء فيه بمفردهم حتى يعثر رين على ريا.

لم تعرف كايا إذا ما كانت تستطيع الصمود حتى ذلك الوقت.

***

"في الوقت الحالي سأجلس لتناول المثلجات

لا يمكنني السير طوال الطريق إلى المقهى وأنا أحمل اثنين من المثلجات بيدي"

بالطبع أمكنها ذلك ولكن كان عليها أن تضحي بالمثلجات التي ستذوب طوال الطريق مقابل ذلك لذا بالطبع اختارت الخيار الأول.

وبمثل هذا الفكر جلست على مقعدٍ في حديقةٍ قريبة، وبدأت في تناول المثلجات.

"اااه يا له من حظٍ سيء..."

'أرجو أنهم لا يضيعون وقتهم بالبحث عني'

وفي نفس الوقت الذي فكرت به في ذلك، سمعت صوتاً ينادي باسمها.

"ريا!"

"القائد..؟"

كان صوت رين.

وبمجرد أن وجد ريا اتجه نحوها، كان مليئاً بالعرق، ربما كان يركض لفترة أثناء التجول في المدينة للبحث عن ريا.

وبمجرد أن وصل إلى حيث كانت تحدث رين إليها أثناء التقاط أنفاسه.

"أخيراً وجدتك!"

"ال..قائد...هل كنت تبحث عني؟"

"أجل"

تحدثت ريا بتعبيرٍ متفاجئٍ إلى رين الذين كان مغطاً بالعرق، لكن كما لو أنه لم يكن بالأمر الجلل، فقد أجاب سؤالها بابتسامةٍ مشرقةٍ أثناء مسح العرق عل جبينه.

"لم يكن هناك حاجةٌ لذلك..

أنا أعرف الطرقات هنا جيداً"

تحدثت ريا بصوتٍ منخفضٍ كما لو كانت محرجةً من حقيقة أن الشخص الذي لديه أكبر قدرةٍ على التحمل كان مغطاً بالعرق للبحث عنها هي التي قررت عدم التوجه إلى المقهى فقط حتى لا تذوب مثلجاتها.

"لا أحد يعلم ما يمكن أن يحصل!ماذا لو تم اختطافك!؟"

"هذا مستحي-

لا في الواقع هذا ممكن..!"

كانت ريا على وشك قول أن هذا مستحيلٌ لكنها وافقت على ذلك في اللحظة التالية فقط عندما فكرت في أن هذه كانت قصة خياليةً حيث كان من الممكن لأي شيءٍ أن يحصل.

وكما لو أنه عرف ذلك، فقد أومأ رين برأسه أثناء النظر إليها

"أرأيتِ؟أنا سعيدٌ لأنكِ لم تصابي بمكروه"

"ش.شكراً"

خفضت ريا رأسها بتعبيرٍ خجول، ثم كما لو أنها تذكرت شيئاً ما، فقد أعادت رفع رأسها.

"اه!ماذا عن كايا وهاروكي"

شعرت ريا بالقلق من حقيقة أن هاروكي وكايا لم يكونا من الموجودين لأن هذا كان يعني شيئاً واحداً-

"اه بخصوص هذا، لقد أخبرتهما أن يسبقاني إلى المقهى"

"..."

وهو أنهما كانا معاً بمفردهما.

"إذاً أنت تقول أنك تركتهما معاً.."

"أجل"

"بمفردهما؟"

"أجل"

"هما الإثنان فقط وحدهما..؟"

"أجل؟"

'هذا سيء

أو ربما جيد..

هذا صحيح!

أنا متأكدةٌ أن كل شيءٍ سيكون على ما يرام!

ربما..'

تمنت ريا بشكلٍ يائسٍ أن يبلي كلٌ من هاروكي وكايا بلاءً حسناً.

وربما بسبب أنه لم يكن لديها سجلٌ جيدٌ منذ معرفتها عن كون عالمها هو قصة.

فأمنيتها قد عبرت خط العالم الآخر كما لو أنها لا تفكر حتى بالتحقق.

2022/05/27 · 144 مشاهدة · 1337 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025