"..."
"لذا أنتي تقولين أنني وكاي..ا إخوة؟
"أجل"
"وهاروكي هو أخوك الصغير؟"
"هذا صحيح"
"والأمير والآنسة يوي أقارب؟"
"نعم"
"وأيضاً كنا نعيش في نفس المنزل؟"
"تماماً"
"..."
"..."
"أجد صعوبة في تصديق ذلك"
استمر رين بطرح الأسئلة بعدم تصديق.
والذي كان طبيعياً.
فكيف سيكون شعورك عندما يأتي شخص فجأة ويخبرك بأنك ونائبك في الواقع اخوة؟
ليس هذا فحسب بل أنت أيضاً فقير وكنت تعيش مع الخادمة التي كنت مهتماً بها مؤخراً والتي هي في الواقع الأخت الكبرى لمرؤوسك.
ورئيسك والذي هو أمير المملكة هو في الواقع ابن عم شبح ظهر من العدم وهو أيضاً كان يعيش معك في نفس المنزل وكان أيضاً فقيراً.
الأمير كان فقيراً..
كان من الطبيعي أنه وجد صعوبة في تصديق ذلك.
في الواقع كان من المذهل أنه مازال يستطيع الكلام لأن الآخرين كان يحدقون في الهواء فقط بنظرة فارغة على وجوههم.
ربما كانوا يحتاجون المزيد من الوقت لاستيعاب وضعهم الحالي والذي لم يكن بأي حال من الأحوال وضعاً طبيعياً.
"حقاً؟"
لكن ريا فقط أمالت رأسها رداً عليه وتحدثت بنبرة متفاجئة إلى حدٍ ما.
"لقد بدا الأمر منطقياً بالنسبة لي"
اه أجل هذا الفتاة أيضاً لم تكن طبيعية..
فكر رين بذلك لكنه لم يقله بصوت عال لأنه بالتأكيد لم يُرِد التعامل مع غضب ريا في الوقت الحالي.
ريا التي لم تعلم مشاعره استمرت في الحديث.
"فلطالما شعرت أني وهارو لدينا نوع من العلاقة
ألم يكن الأمر نفسه بالنسبة لك؟مع كايا"
"..."
أجل بالطبع كان يعامل كاي مثل شقيقه الأصغر.
ولكن هذا وذاك كانا أمرين مختلفين تماماً.
كان السبب في أنه يعامل كاي بهذه الطريقة هو لأنه عرفه لأكثر من أربع سنوات لذا كان من الطبيعي أنهم اقتربوا من بعضهم خلال تلك الفترة.
باختصار هو لم يشعر برابطة مع كاي منذ اول لقاء له بل فقط بعد فترة من معرفته له لذا لم يكن هناك وجه للمقارنة بين ما شعر به تجاه كاي وما شعرت به ريا تجاه هاروكي الذي عرفته منذ أقل من شهرين.
لكن مجدداً لم يرغب رين في الجدال لذا في النهاية أومأ برأسه كما لو كان مقتنعاً بكلامها.
'إذا أنا وتلك الفتاة أقارب..
حسناً هذا يجعل الأمر منطقياً.
عندما رأيتها تنفجر شعر بألم شديد كما لو كان قلبي يعتصر...
ظننت أنه أمر غريب لشعوري بهذا الشكل تجاه شخص أراه للمرة الأولى ولكن هذا يجعل الأمر منطقياً'
بعد سماع تفسير كايا فقد ظن انه شعر بهذه الطريقة لان تلك الفتاة كانت روح الاميرة التي من المفترض انه احبها.
لكن الآن وبعد سماع ما قالته ريا فقد بدا أنه سيكون أكثر منطقية للتفكير بأنه شعر بهذا الشكل لأن تلك الفتاة كانت قريبته التي نشأ معها في حياته السابقة.
فهل كان من الممكن الشعور بحلقه يحترق ووقلبه يعتصر ومعدته تلتوي وعينيه تؤلم كما لو كانت ترغب في البكاء فقط بسبب روح الأميرة التي أجبرته القصة على حبها؟
كان ذلك مستحيلاً.
لذا فالخيار الثاني كان الأكثر منطقية.
شعوره بهذا الشكل.
كان لأنه لم يتحمل موت ابنة عمه التي في الغالب كانت قريبة جداً منه في حياته السابقة.
***
"لقد كان هذا حقيراً منك جدي
أن تفعل هذا بأطفال اعتبروك بمثابة جدهم"
طوت يوي ذراعيها وتحدثت إلى الجد دون تغيير ابتسامتها.
عند رؤية ذلك ابتسم الجد ابتسامة قبيحة وأجابها دون محاولة اخفاء عدم اهتمامه.
"وما الذي ستفعلينه بشأن ذلك؟"
"هممم..
في الوقت الخالي سأصلح هذا..
هل لديك مشكلة مع ذلك؟"
أشارت يوي إلى الجهاز الذي كان الأطفال يرتدونه على رؤوسهم والذي قُطِعت أسلاكه الثلاثة وقالت بأنها ستصلحه.
بسماع ذلك عبس الرجل وتحدثت بنبرة منزعجة.
"هل تحاولين اخراجهم؟"
"وماذا سأفعل غير ذلك؟"
الطريقة الوحيد للخروج من القصة كانت باصلاح هذا الجهاز ثم ايقاف تشغيله.
عرفت يوي ذلك بشكل غريزي.
ربما لانها كانت من عائلة تعمل في صناعة الأجهزة.
لذا كان من البديهي ان ما ستقوم به الآن هو اصلاح هذه الأجهزة واخراج الأشخاص الموجودين داخلها.
وبالتأكيد العجوز عرف ذلك أيضاً.
لكن معنى سؤاله بالرغم من معرفته بذلك هو تهديدها.
"هل تعتقدين بأني سأسمح لك بذلك؟"
"هوه؟وما الذي ستفعله لايقافي؟"
"أستطيع قتلك اذا أردت!"
"لقد اتصلت بالشرطة مسبقاً
لذا ان قتلتني سيُزَجُّ بك في السجن"
كانت هذه كذبة.
لم تقم يوي والتي عادت لتوها بالاتصال بالشرطة.
لكن حتى وان كانت كذبة فقد كانت كافية لاخراجها من سيناريو يتم قتلها فيه على يد هذا العجوز.
لذا كان من الجيد أن خلايا دماغها وجدت عذراً لاستخدامه في هذه الفترة الزمنية القصيرة.
أرادت يوي التصفيق لنفسها على ذكائها لكنها قررت تأجيل ذلك لانه كان عليها التعامل مع هذا العجوز المزعج في الوقت الحالي.
عند سماع ما قالته ابتسم العجوز كما لو أنه توقع ذلك ثم تحدث بنبرة استفزازية.
"مازلت طفلة ذكية كعادتك..
حسناً لا بأس..
لن أقتلك ولكن..
سأقتل رفاقك قبل أن تستطيعي اصلاح الأجهزة واخراجهم!"
"حقير!!"
نظرت يوي بعينين محتقنة بالدماء إلى الرجل العجوز أمامها لكنه فقط تابع حديثه كما لو أنه لم يشعر بأي نوع من التهديد منها.
وكان من الطبيعي أنه شعر بذلك.
فيوي الحالية لم تكن أكثر من مجرد طفلة.
حيث لم تعد تملك طاقتها السحرية بعد الآن.
ولم تكن لديها طاقة جسدية.
ولا حتى خبرة.
فعلى عكس رين وكايا وهاروكي وربما ريا الذين حتى وان كانوا يفتقرون إلى قوتهم الجسدية بعد العودة لأجسادهم فمازال لديهم خبرتهم من القتال الحقيقي الذي اختبروه في القصة.
ولكن ماذا كان يوي؟
لقد كانت الأميرة التي لم تستعمل جسدها للقتال أبداً.
ثم أصبحت شبحاً واستخدمت فقط طاقتها السحرية عند القتال.
لذا بدون طاقتها السحرية لم تكن تملك شيئاً.
لهذا تحدث العجوز بلا قلق.
لأنه كان يعلم ذلك أكثر من أي شخص آخر.
"سمني ما شئت هذا لن يغير الحقيقة
هذا منافسة بيني وبينك
موت رفاقك من عدمه يعتمد عليك
حسناً الآن أنا ذاهب أراك لاحقاً"
"انتظر!"
قال العجوز هذه الكلمات وخرج.
لا.
حاول الخروج.
لكنه توقف وأدار رأسه عند النداء المفاجئ ليوي.
"ما الأمر؟"
"أخبرني!لما تفعل كل هذا!"
"..."
"مهما فكرت بالأمر فأنت لن تستفيد شيئاً من حبس أطفال داخل قصة!
لذا ما الذي تحاول فعله؟!"
"..."
"ما هو الشيء الذي يستحق أن تبالغ إلى هذا الحد لأجله!!"
"هذا ليس من شأنك"
لم يجب العجوز على سؤال يوي وأدار رأسه واستأنف السير.
'أنتِ تسألينني لماذا؟
بالطبع أنا أفعل كل هذا لأجعلها سعيدة!
وطفلة مثلك لن تفهم ذلك..!'
فكر العجوز بذلك أثناء توجهه إلى منزله.
لذا بالتأكيد يوي لم يكن لديها طريقة لسماع ذلك.
***
"ذلك العجوز اللعين!
يستمر بالثرثرة كما يريد لكنه لا يجيب بالشكل الصحيح عندما تسأله عن شيء ما!!
اغغغغ أتمنى أن يتعثر ويسقط على وجهه في طريق عودته!!"
يوي التي تُرِكت في الخلف استمرت في شتم الرجل العجوز لفترة.
"بالمناسبة لقد كنت أفكر في هذا منذ مدة ولكن..
لماذا عدت؟"
لقد ظنت في البداية أن السبب هو موتها ولكن بعد التفكير في الأمر ثانية تذكرت أن أغلب شخصيات القصة ماتت عدة مرات.
فاذا ما كان السبب هو الموت فألم يكن من المفترض أن يعودوا ايضاً منذ وقت طويل؟
اذاً هل ربما كان السبب هو أنها ماتت خارج أحداث القصة؟
سيكون ذلك جيداً لو كان الأمر كذلك لأن هذا يعني أنها لا تحتاج إلى اصلاح هذه الأجهزة بل فقط إلى اخبار الأشخاص الموجودين داخل القصة أن يموتوا.
بالطبع هم لن يوافقوا على ذلك لكن سيكون من الممكن اقناعهم اذا علموا بأنها الطريقة الوحيدة للعودة.
ولكن ماذا لو كان السبب في عودتها هو ليس لأنها ماتت خارج أحداث القصة بل لأنها ماتت كشبح؟
ربما كان الأمر يتعلق بالروح بعد كل شيء؟
دخلوا القصة كأرواح لذا ربما الطريقة الوحيدة لمغادرتها هو أيضاً كالأرواح؟
"ااااااااااااااه لا أعلم!!
لا يهم سأركز الآن فقط على اصلاح هذه الأشياء..!!
علي أي حال سيأخذ هذا وقتاً طويلاَ!!"
نظرت يوي إلى الخمسة أجهزة التي تحتاج إلى الإصلاح أمامها بنظرة فارغة.
'أتمنى لو أن آرت هنا فهو أفضل مني في اصلاح الأشياء'
فكرت يوي بابن عمها الذي كان متفوقاً عليها في هذا المجال ثم تنهدت بما يكفي لإسقاط السماء.
وقامت بمسح الأفكار من عقلها للتركيز على ما تقوم به حيث كان عليها الاسراع والانتهاء في أقرب وقت ممكن.
لأنها ان لم تفعل..
فقد يتمكن ذلك العجوز اللعين من النيل من رفاقها.