رمي
فجأة وبلا سابق انذار قامت ريا برمي السكين على الباب.
"هل يمكنكِ التوقف عن التنصت؟"
وبالرغم من ان لا أحد استطاع الشعور بحضور من خلف الباب فقد تحدثت ريا كما لو كان هناك شخص يقف خلف الباب.
وكما لو كان لاثبات ذلك فقد فتح شخص ما الباب ودخل.
"منذ متى لاحظتني؟"
كانت الأميرة.
كان من غير المفهوم لم لم يستطع أفضل ثلاثة سيافين في المملكة الشعور بحضور شخص ما ولكن سيكون ذلك منطقياً عند التفكير في أن الأميرة ربما استخدمت تعويذة سحرية لاخفاء حضورها.
لذا كيف استطاعت ريا ملاحظتها عندما لم يستطع الآخرون ذلك؟
كان ذلك بسبب أن ريا في الواقع لديها حساسية عالية للطاقة السحرية وهو ما جعلها تشعر بوجود الأميرة أو بشكل خاص بطاقة الأميرة منذ البداية.
مرة اخرى كان من غير المفهوم لم كان لخادمة مثل هذه القدرة ولكن في النهاية كانت هذه قصة خيالية حيث كان كل شيء ممكن لذا لم يفكر أحد كثييراً في ذلك.
رداً على سؤال الأميرة قامت ريا بطي ذراعيها ثم أجابت كما لو لم يكن بالأمر الجلل.
"منذ البداية"
"لم لم تقولي شيئاً اذا كنتي قد لاحظتني؟"
سألت الأميرة كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم.
اذا كانت قد لاحظتها فهل كان هناك سبب لتتركها تتنصت عليهم؟
كان ذلك غير منطقي مهما فكرت بالأمر لذا كان من الطبيعي انها شعرت بالحيرة.
لكن ريا هزت كتفيها فقط وتحدث بنفس نبرتها السابقة.
"أردت التأكد من هدفك...
هل كان حديثنا يهمك لهذه الدرجة؟
لقد بدا أنكِ تستمعين بأنصات"
"حسناً لقد كنت فقط فضولية قليلاً"
"وهل أُشْبِع فضولك الآن؟"
"نوعاً ما.."
"لذا ما الذي تريدينه؟
لقد أتيتي إلى هنا لأن لديكِ ما تخبريننا به صحيح؟"
سألت ريا بنبرة جدية أثناء التحديق في الأميرة.
هذه الأميرة التي حاولت تفجيرهم منذ فترة قصيرة.
الأميرة التي أصبحت مثلهم محبوسة في قصة.
ماذا كانت تريد منهم الآن يا ترى؟
كان من الطبيعي انها لم تستطع اخفاء فضولها.
عند رؤية ذلك أومأت الأميرة برأسها ثم تحدثت.
"هذا صحيح..
دعوني أساعدكم"
"هاه؟"
حتى ريا في العالم لم تستطع اخفاء ذهولها.
ماذا قالت للتو؟
دعوني ماذا؟
أساعدكم؟
تريد مساعدتنا؟
الأميرة التي حاولت تفحيرنا للتو فقط؟
حدقت ريا بذهول في الأميرة لكن سواء لاحظت ذلك أم لا فقد استمرت الأميرة في الحديث فقط.
"هدفكم هو الخروج من هذه القصة صحيح؟
اذاً نحن نتشارك نفس الهدف لذا أليس من الأفضل أن نتعاون؟"
كان هدفها في الأصل هو تدمير سعادة شخص ما وبدت أميرة قصة هدف مثالياً لذلك لكن الآن شعرت بأن كل ذلك بلا فائدة.
لم يعد هناك سعادة لتدميرها.
روح الأميرة الأصلية قد ماتت.
والأشخاص الذين أمامها لم يبدوا كما لو كانوا سعداء بأي شكل من الأشكال لذا لم يكن من الممكن تحقيق هدفها هنا بعد الآن.
في الواقع هي حالياً متفاجئة جداً لأنها لم تتوقع بأي شكل من الأشكال أن هؤلاء الأشخاص قد دخلوا القصة مثلها أيضاً.
لقد ظنت أنها وتلك الشبح كانوا الوحيدين الذين كانوا كذلك.
لذا أرادت التنصت لفترة لتعلم المزيد عن ذلك ثم تغادر لكن ريا اكتشفتها وسألتها اذا ما كان لديها شيء لقوله.
والذي لم يكن موجوداً لذا حاولت اختلاق اي شيء لقوله وكان ذلك هو ما خرج في النهاية.
لذا في الواقع كانت متفاحئة أكثر منهم بما قالته.
ولكن من كانت؟
لقد كانت الشخص الذي مثل لمدة شهرين انه الأميرة لذا لم يكن من الصعب استعادة رباطة جأشها والتحدث كما لو كان ذلك معداً منذ البداية.
وهكذا انتهى به الأمر في الوضع الحالي.
بالطبع الآخرون والذين لم يعلموا مشاعرها حدقوا بها كما لو كانت مجنونة.
"ربما تكونين محقة ولكن كيف يمكننا الثقة بك؟
فكما تعلمين أنتِ نفس الشخص الذي كان يحاول تفحيرنا منذ وقت ليس ببعيد"
"أنا لا أطلب منكم الثقة بي!
أنا أقول فقك أننا سنعمل معاً من أجل تلبية مصالحنا المشتركة!"
"الأمر ليس بتلك السهولة!
لا يمكننا العمل مع شخص ونحن لا نعلم متى سوف-"
"حسناً أنا موافقة!"
كانت كايا تقوم بالجدال مع الأميرة لكن قاطعها صوت شخص ما فجأة.
"ريا ما الذي تقولينه؟"
كان صوت ريا.
نظر الجميع إلى ريا كما لو كانوا لا يستطيعون فهم ما تفكر فيه.
هل كانت الآن توافق على التحالف مع الأميرة والتي كانت عدوتهم؟
الأميرة التي حاولت قتلهم أكثر من مرة؟
هل كان ذلك منطقياً؟
بالطبع لا ولكن منذ متى كانت الفطرة السليمة تعمل مع ريا؟
أو على الأقل مع ريا الحالية..
"عليكِ اعادة التفكير بالأمر!"
"هيا الآن لا بأس بذلك صحيح؟
ان أقدمت على فعل شيء ما يمكننا قتلها فقط"
"لا تجعلي الأمر بهذه البساطة!!"
"أظن أنه لا يجب علينا التقرير الأمر بهذه السرعة أيضاً"
أضاف هاروكي بأنه ضد ذلك أيضاً ولكن من كانت ريا؟
هل كانت الشخص الذي سيتنازل فقط لان اثنين اتحدا ضدها؟
لذا بالتأكيد...
تجاهلت رأيهم.
"أنتما تقلقان كثيراً..
لا بأس لا بأس"
"ولكن.."
"حسناً انتهينا لليوم!
فليعد كل منا لغرفته ويرتاح
ولنؤجل الحديث عن هذا الموضوع لوقت لاحق
سأعود أولاً.."
حاولت كايا قول شيءٍ ما لكن ريا تجاهلتها فقط وطلبت من الجميع الذهاب للراحة ثم غادرت.
دخلت ريا غرفتها ثم تحدثت إلى الشخص الذي تبعها طوال الطريق إلى هناك.
"هل تريدين شيئاً؟"
"لماذا وافقتي؟"
كانت الأميرة.
سألت الأميرة كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم.
لما وافقت ريا على التعاون معها؟
هي التي من المفترض أن تكون عدوتهم؟
صحيح أنها من طلبت ذلك لكنها لم تتوقع الموافقة أبداً لذا كان من الطبيعي أنها كانت متفاجئة.
"هل كنتِ تريدين أن أرفض؟"
"لا ولكن أرى أن رفض رفاقك كان أكثر عقلانية"
لو كانت هي مكانهم لم تكن لتوافق أبداً.
من المجنون الذي سيتحد مع عدوه؟
'اه هناك واحداً هنا..'
كان ذلك الشخص المجنون واقفاً أمامها.
"معك حق"
"إذا كنت تعلمين ذلك فلما وافقتي؟"
"هذا بسبب.."
'اني رأيت محادثتك مع الآنسة x'
ما الذي يجب على الإنسان أن يمر به ليجعله يحسد شخصية خيالية؟
ما الذي مرت به ليجعلها تصبح هكذا؟
لم تستطع ريا أن تتخيل.
ولم تُرِد أن تتخيل.
لذا ربما كانت موافقتها مجرد نزوة ولكن ماذا يعني ذلك؟
لطالما كانت ريا هي الشخص الذي تحرك بناءً على مشاعره اللحظية.
ولم تنوي انكار أو تغيير ذلك.
'أياً يكن دعونا فقط نرى إلى أين سيأخذنا ذلك..'
كان ذلك هو ما فكرت به لكنها بالتأكيد لم تقله بصوت عالٍ.
"أنا فقط اعتقدت أننا سنكون بحاجةٍ لقواك السحرية"
"ربما أقوم باستخدامها ضدكم!"
"إذا كنتِ ستقومين بذلك فستفعلين سواء اتخذناك إلى جانبنا أو لم نفعل"
"هذا صحيح ولكن..
......
لا تهتمي.."
حاولت الأميرة قول شيءٍ ما لكنها في النهاية أدارت جسدها للمغادرة بتعبير غريب.
"اه انتظري..!"
"ماذا؟"
"..."
"لماذا توقفين الآخرين اذا لم يكن لديك شيء لقوله؟"
عند رؤية ذلك نادتها ريا دون أن تدرك ذلك وأجابت الأميرة بانزعاج كما لو كانت غاضبة من ايقاف ريا لها دون قول شيء.
"اه..هذا..
صحيح!..أردت أن أعرف ما هو اسمك الحقيقي!"
"اسمي؟"
"أجل!"
حدقت الأميرة بذهول كما لو أنها لا تستطيع أن تفهم لما كانت ريا تسأل عن اسمها فجأة لكنها أجابت في النهاية بعد ترددٍ طويل.
"انه يونا لماذا..؟"
"لا شيء فقط لأدعوك بك"
سألت الأميرة بريبة لكن ريا هزت أكتافها فقط وقالت أنه فقط من أجل أن تدعوها به.
وبالطبع لم يكن ذلك هو السبب الحقيقي.
قررت ريا اتخاذ الخطوة الأولى.
للتعرف على هذا الأميرة.
تماماً كما يتعرف شخصان على بعضهم البعض للمرة الأولى بذكر أسمائهم.
"بالمناسبة اسمي هو ريا"
"أعلم ذلك"
قررت ريا أن تبدأ من هناك.
ثم شيئاً فشيئاً..
ربما يمكنها في النهاية التعرف على قصة الفتاة الصغيرة التي تحسد الأميرة الخيالية.
الفتاة التي تظن بأنها ستكون سعيدة بتدمير سعادة الآخرين ولا تعرف حتى ما هي السعادة الحقيقة.
قررت ريا اتباع نزوتها الصغيرة بالتعرف عليها.
بالرغم من أن الطريق سيكون طويلاً.