"اجتمعنا اليوم لنتناقش ب'ما الذي سنفعله من الآن فصاعداً'"

تحدثت ريا أثناء النظر إلى جميع الأشخاص الموجودين في الغرفة.

كان الهدف من هذا الاجتماع هو وكما ذكرت ريا سابقاً أن يقرروا ما سيفعلونه.

لأنه في الواقع لم يكن الخروج من القصة هو خيارهم الوحيد بل كان لديهم خيار آخر لاتباعه ان أرادوا والذي كان..

العيش في هذه القصة إلى الأبد.

"حالياً جميعنا يعلم أنه داخل قصة وكلنا لدينا تفكير مستقل خاص بنا

لذا هنا يظهر لنا خياران..

اما ان نكمل العيش داخل هذه القصة إلى الأبد أو نفكر بطريقة للخروج منها

كما تعلمون جميعاً فالعجوز لم يعد يستطيع التحكم بنا بعد الآن ولكن!

هذا لا يعني أنه لا يستطيع التحكم بالبيئة المحيطة بنا!

لذا نحن الآن مخيرون بين العيش مطاردين في قصة خيالية أو عيش جحيم في الحياة الواقعية

ما هو خياركم؟"

"..."

بالرغم من أن ريا سألتهم سؤالاً فلم يفتح أحد فمه بالاجابة.

لا لم يستطع أحد فعل ذلك.

فاجابتهم الآن ستحدد مصيرهم لبقية حياتهم.

لذا بالتأكيد لم تكن شيئاً يمكن تقريره بهذه السهولة.

'كما توقعت هم لا يعلمون ما يختارون'

فهمت ريا صمتهم.

حتى هي نفسها لم تكن تعلم ما هي الاجابة الصحيحة عندما كان الخياران أسوء من بعضهما.

لقد كان أشبه بالسؤال عما اذا كانوا يريدون أن يُطعنوا أو أن يُشنقوا لذا كانت ردة فعلهم طبيعية تماماً.

لكن حتى لو كان الأمركذلك فمازالت ريا تريد أن تخبرهم.

بالطريق التي ستختاره.

حتى لو لم يكن صحيحاً.

فمازالت ستختاره.

لأنها تعلم.

أنهم لا يمكن أن يكونوا سعيدين في هذه القصة بعد الآن.

في القصة التي سلبت منهم أكثر مما سلبته منهم الحياة الواقعية.

هم بالتأكيد..

لن يستطيعوا أن يكونوا سعيدين فيها.

"اسمع-"

بووم

في اللحظة التي فتحت ريا فمها بها لتخبرهم بذلك.

سُمِع صوت انفجار قوي.

"ما الذي يحصل؟!"

أدارت ريا التي كانت تقف أمام النافذة جسدها للنظر من خلالها.

من خلال النافذة كان من الممكن رؤية دخان كثيف يتصاعد.

ومصدر هذا الدخان كان...

"هل هذه كائنات متفجرة؟!!"

كائنات متفجرة.

الكائنات المتفجرة هي أيضاً شيء من صنع الساحرات والذي هو عبارة عن كائنات ليس لها شكل محدد حيث تقوم الساحرة بتشكيلهم كما تريد.

تتحرك هذه الكائنات عن طريق الطيران ثم تنفجر اذا ما أصطدمت أو لمست شيئاً ما.

قتالها خطير بالتأكيد على المبتدئين ولكن لحسن الحظ فهي لا تجدد عكس الدمى البشرية.

لكن ذلك بالتأكيد لا يعني انها كانت خصماً سهلاً.

"تباً لذلك العجوز!!هو لا ينوي تركنا نرتاح حتى!!!"

شدت ريا قبضتها أثناء التفكير في العجوز الذي كان الآن يقوم بارسال كائنات متفجرة للتخلص منهم ثم أدارت جسدها ثانية لمواجهة البقية وتحدثت إليهم.

"جميعاً استعدوا للقتال!

خصمنا كائنات متفجرة!!

وأيضاً يبدو أن هناك غاز من نوع ما يتم اطلاقه لذا من الأفضل أن نرتدي أقنعة الغاز بما أننا لا نعلم تأثيره!

أيها القائد هل يمكنك أن تخبر كل واحد منا بما يجب عليه فعله؟

ان ذهبنا للقتال بعشوائية فسنعيق بعضنا البعض فحسب"

"حسناً!"

أومأ رين برأسه بناءً على طلب ريا ثم تابع الحديث بعد أن فكر لبعض الوقت.

"الخطة ستكون كالآتي.."

بدأ رين بشرح خطته لجميع المتواجدين.

وبعد أن سمعوا ما قاله، انطلق كل منهم لينفذ ما قيل له.

***

"هل الجميع في مواقعهم؟"

"نعم!"

"اذاً فلتبدأ عملية مسح العدو!"

"حاضر!"

تحدث الأمير من خلال جهاز قمعي الشكل يشبه مكبر صوت.

بفضل ذلك وصل صوته للجميع بالرغم من انهم كانوا مشتتين في أماكن مختلفة.

كان من غير المفهوم لم يوجد مكبر صوت في هذا العصر لكن لم يعد أحد يسأل عن ذلك.

كان من الممكن الاستنتاج في هذه المرحلة أن مؤلف القصة لا يملك الكثير من المعلومات عن هذه الفترة أو ربما قرر تجاهل ذلك فقط.

في كلتا الحالتين لم يكن الأشخاص الموجدين في حالة مزاجية جيدة للتفكير في ذلك.

ومجدداً كان من غير المفهوم لم كان الأمير يجلس على سطح القصر ويتحدث فقط من خلال مكبر الصوت دون فعل أي شيء ولكن في الغالب كان ذلك لأنه لا يملك أي مهارات قتالية.

لذا في هذا الصدد كانت حتى ريا التي دخلت عالم القتال منذ شهرين فقط أكثر افادة منه لذا جلس طواعية على السطح بعيون دامعة.

وبالطبع لم يهتم أحد بذاك.

"بجدية لماذا تعلمت القتال بالسكين اذا كنت سأقاتل باستخدام مسدس؟!"

اطلاق

اطلاق

اطلاق

تذمرت ريا التي طُلِب منها القتال باستخدام مسدس يطلق شيء أشبه بالليزر من صنع كايا أثناء التصويب على الكائنات المتفجرة.

"لا تتذمري"

اطلاق

عند سماع كلامها طلبت منها يونا التي كانت معها في نفس الموقع والذي هو السطح ألا تتذمر.

اذا كنت تسأل عن سبب وجودهم على السطح فقد كان ذلك بسبب طلب رين من كل منهما القتال من على السطح بسبب أنهم من مقاتلي المدى البعيد.

"أنا لا أتذمر!"

اطلاق

اطلاق

"بل أنتِ كذلك!"

اطلاق

"لقد قلت أني لست كذلك!"

اطلاق

"أنتما الاثنتان هذا ليس الوقت المناسب للشجار!"

"نحن لا نتشاجر!"

استمرت ريا ويونا بالشجار بصوت عال أثناء الاطلاق على الكائنات المتفجرة.

عند سماع ذلك طلب منهم رين الذين كان يركض في الأرجاء ويقطع الكائنات المتفجرة التوقف عن ذلك لكنهم أجابوه في وقت واحد بأنهما لا يتشاجران.

لو كان هذا وقت آخر لقام شخص ما بالتعليق على تناغمهم المثالي لكن بالتأكيد لم يكن اي شخص لديه وقت للتفكير في ذلك عند القتال مع كائنات متفجرة.

"لماذا تتصرفون كالأطفال في وقت كهذا ااه!مهلاً ماذا تفعلين؟!!"

كانت كايا تسأل بنبرة منزعجة لكنها فجأة قفزت إلى الخلف لأن ريا قامت بالاطلاق عليها دون سابق انذار.

"أيتها الغبية لا تطلقي علي!!!"

"أنا آسفة لم أتعمد ذلك"

"أيتها الكاذبة مهمتك هي الاطلاق في الجهة المعاكسة تماماً!"

كان هذا صحيحاً بالتأكيد حيث تم توزيع منطقة لكل شخص للاهتمام بها وكانت المنطقة التي على ريا الاهتمام بها بعيدة تماماً عن كايا لذا كان من الواضح أنها كانت تكذب.

لكن من كانت ريا؟

هل كانت الشخص الذي سيعترف بهذه السهولة؟

بالتأكيد لا.

لذا استمرت فقط بخلق الأعذار بلا خجل.

"اوه؟هل هذا صحيح؟!لقد نسيت!"

"أنتي!!!"

"اهدؤوا يا رفاق"

طلب رين الهدوء عندما شعر أن المشكلة كانت تتصاعد ولكن..

تم تجاهله فقط.

"ريا فلتتوقفي عن العبث!"

"أنا لا أعبث!"

"يا رفاق.."

"يا لكِ من جبانة!

لا أصدق أنكِ تهاجمين فتاة أصغر منكِ من الخلف!"

حاول رين التدخل ثانية لكن قاطعه صوت يونا.

"ماذا قلت؟!"

"تستحقين ذلك!"

"لا تتدخلي أيتها الطفلة اللعينة!"

عند رؤية أن يونا كانت بصفها مدت كايا لسانها باتجاه ريا وقالت بأنها تستحق ذلك وكانت ريا على وشك الاطلاق عليها من جديد لأنها شعرت بالاستفزاز لكن الصوت القادم أوقفهم جميعاً.

"اهدؤوا جميعاً وإلا قتلتكم"

تحدث رين بصوت هادئ أثناء الدوران وقطع عشرات الكائنات التي تقترب منه في أقل من نصف دقيقة.

وبالرغم من أن نبرته كانت هادئة.

فقد كانت نظرته التي ظهرت لثانية فقط قبل أن تغطيها عشرات الانفجارات مرعبة.

لذا لم يكن أمام الجميع خيار سوى الاستماع بخنوع.

"حاضر.."

أجاب الجميع ثم استمروا بمحاربة الكائنات المتفجرة بصمت لفترة طويلة.

***

"وأخيراً انتهينا..

لم أعد أستطيع تحريك اصبعي"

تحدثت ريا أثناء الاتكاء على سور السطح.

"لقد استنزفت كل طاقتي السحرية"

"لم أعد أستطيع تحريك قدماي"

"نفس الشيء هنا"

ثم تحدثت يونا وكايا وهاروكي على التوالي كما لو كانوا يفهمون مشاعرها.

"أنتم يا رفاق ضعفاء جداً لتتعبوا من شيء..

سقوط

كهذا.."

رين الذي كان يحاول السخرية منهم سقط بالفعل أثناء حديثه.

"لم أعد أستطيع التحمل سأنام في مكاني"

"أنا أيضاً"

تحدثت ريا وكايا أثناء السقوط كما لو أنهم لا يستطيعون دعم جسدهم بعد الآن وتبعهم الباقون أيضاً كما لو كانت عدوة.

"مهلاً فلتذهبوا إلى غرفكم ان كنتم تريدون النوم"

عند رؤية ذلك اخبرهم رين بالنوم في غرفهم لكن الأشخاص الذي كانوا قد غطوا في النوم بالفعل لم يكن لديهم طريقة لسماع ذلك.

***

فتح آرثر عينيه على السقف المؤلف وغير المؤلوف.

'هذا المكان..'

"أهلاً بعودتك آرت"

وبمجرد استيقاظه، استقبله صوت شخص يعرفه جيداً.

"يوي"

لقد كان صوت يوي.

"هل أخبرت الآخرين بأني سأعيدك؟

قد يقلقون اذا وجدوك جثة هامدة فجأة"

سألت يوي آرثر.

في الواقع بعد أن انتهت من اصلاح أسلاك جهازه أخبرته بأنها ستقوم باعادته ثم قامت بذلك.

لذا كانت الآن تسأل عما اذا كان قد أخبر الآخرين بذلك لأنه وبدون روح سيبدو جسده بالتأكيد كجثة.

"لا تقلقي لقد تركت ملاحظة"

أجاب آرثر بابتسامة كما لو كان يظن أنه من السخيف أن تعتقد يوي بأنه قد ينسى أمراً كذلك.

لم يستطع اخبار الآخرين بذلك مباشرة لأنه لم يُرِد تشتيتهم حيث كانوا منغمسين في القتال لذا قام بترك ملاحظة مكانه.

"إذن لا بأس

بما أنك قد عدت الآن فلنبدأ باصلاح أجهزة الآخرين بسرعة!"

"حسناً"

تحدثت يوي بابتسامة كما لو كانت مطمئنة ثم طلبت من آرثر مساعدتها بسرعة ووافق آرثر على ذلك دون جدال.

بالطبع أي منهم لم يعلم.

أن تلك الملاحظة كانت الآن تطير بسعادة في السماء متجهة في رحلة طويلة حول العالم.

بالتأكيد لم يكن لديهم طريقة لمعرفة ذلك.

2022/06/12 · 125 مشاهدة · 1358 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025