"أين أنا..؟"
فتحت ريا عينيها في مكان غير مألوف.
كان آخر ما تتذكره هو أنه أغمي عليها بعد قتال الكائنات المتفجرة لعدة أيام ولكن الآن وعندما فتحت عينيها كانت في مكان غريب لم تره من قبل.
كان كل شيء حولها أبيض اللون لدرجة أنها لم تستطع أن تعلم ماذا كانت تقف على الأرضية أم على السطح أو اذا كانت تنظر لليسار أم لليمين، جعلها ذلك تشعر بالدوار بطريقة ما.
وفي وسط تفكيرها في كيف انتهى بها الأمر في هذا المكان.
سمعت صوت شخص ما.
[مرحباً]
"من أنت..؟"
بالرغم من أنها سمعت صوتاً فلم تجد مصدره.
بدا أن الصوت يأتي من جميع الاتجاهات لذا لم تستطع تحديد مكانه.
رداً على سؤالها أجاب الصوت كما لو أنه لا ينوي اخفاء هويته.
[أنا هي روح هذا العالم]
"روح العالم؟"
تحدثت ريا بنظرة محيرة كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم.
روح العالم؟
هل كان هناك شيء مثل روح للعالم؟
تساءلت ريا عن ذلك ولكن وكما لو كان ينوي الشرح على أي حال، فقد تحدث الصوت إليها ثانية.
[نعم، فكما تم ادخالك إلى هذه القصة لتصبحِ روح شخصية ما، تم ادخالي لأصبح روح هذا العالم]
"هل الرجل العجوز هو من أدخلكِ أيضاً؟"
[الرجل العجوز...إذا كنت تقصدين جيم فأنتِ محقة]
سألت ريا وأجابت روح العالم بنبرة مريرة لكن ريا التي لم تلاحظ ذلك تابعت طرح الأسئلة فقط.
"جيم؟هل هذا هو اسمه؟"
[ههه...لقد كنتِ تعيشين معه لسنوات ومع ذلك لا تعرفين اسمه..]
بالرغم من أن روح العالم كانت تضحك، فلم يكن هناك أي تعبير لسخرية في نبرتها حيث كانت ما تزال تتحدث بنبرة مريرة.
عند سماع ذلك أجابت ريا أثناء تجعيد حاجبيها كما لو كانت مظلومة.
"حسناً أنا مازلت لا أملك ذكريات حياتي السابقة بعد..
أما بالنسبة لذكريات الآنس..يوي التي تم نقلها إلي، فلا شيء فيها يحتوي على اسم العجوز الحقيقي"
[فهمت..]
كان ذلك صحيحاً بالتأكيد.
فريا لم تستعد ذكريات حياتها السابقة بل فقط تم نقل ذكريات يوي منذ قدومها إلى الأحياء الفقيرة إلى وقت دخولها القصة إليها.
لذا ما تعرفه هو فقط ما تعرفه يوي والتي يبدو أنها لا تعلم اسم الرجل العجوز.
ربما لأن رين قام بتقديمه لها باسم الرجل كبير السن الذي هو بمثابة الجد للجميع ولم يقل اسمه الحقيقي.
وجميعنا كنا نناديه بجدي لذا بالتأكيد لم يكن لديها طريقة لمعرفة اسمه.
بالطبع كان من الممكن أنها ورين في الواقع لا يعرفون اسمه لكنها أرادت تجنب اعتقاد ذلك عند التفكير بأنهم عرفوا بعضهم لست سنوات.
هل هناك شيء أسوء من أنك لا تعرف اسم شخص عشت معه لسنوات؟
كان سيئاً لدرجة أنها لم ترد التفكير فيه لذا انتهى بها الأمر بهز رأسها للتخلص من أفكارها والتركيز على الشخصية المسماة بروح العالم.
لذا فتحت فمها مجدداً وطرحت المزيد من الأسئلة.
"بالمناسبة بما أنكِ روح هذا العالم فهل تعلمين ما الذي حصل للآ...ليوي؟
الجميع يظن بأنها ماتت لكني أشعر بأن الأمر ليس كذلك"
[معكِ حق..!
تلك فتاة لم تمت بل عادت فقط!]
أومأت الروح برأسها كما لو كان كلام ريا صحيحاً.
بالطبع لم تومأ برسها حقاً حيث لم يكن لديها جسد حتى بل تم سماع صوتها فقط لكن ريا شعرت بأنها كانت كذلك.
على أي حال عند سماع كلمة 'عادت' فتحت ريا فمها بذهول كما لو كانت تريد تأكيد شكوكها.
"عادت..؟إلى أين؟!"
[إلى جسدها الأصلي]
والتي سرعان ما تم اثبات صحتها.
"هل استطاعت العودة؟؟!!
كيف؟؟؟!!!"
[أنا آسفة ولكني لا أعلم..]
سألت ريا بصوت مرتفع كما لو كانت لا تستطيع السيطرة على رغبتها في المعرفة لكن ما عاد كان فقط اجابة روح العالم بنبرة إعتذارية أنها لا تعلم.
عند سماع ذلك تحول تعبير ريا إلى خيبة أمل ولكن وكما لو كان لديها المزيد لقوله، فقد استمرت روح العالم في الحديث.
[كل ما أعلمه هو أنها وذلك الفتى قد عادوا]
"ذلك الفتى؟من تقصدين؟"
عند سماع ما قالته روح العالم ومضت عينا ريا وسألت بصوت مرتفع من جديد.
"هل هناك شخص آخر عاد إلى جسده الأصلي؟!"
هل كانت تقول بأن هناك شخص غير الآنسة x قد عاد؟
اذا كان الأمر كذلك فسيكون من الصحيح القول بأنه قد تم اكتشاف طريقة تمكنهم من العودة لذا كان من الطبيعي أنها لم تستطع المحافظة على هدوئها.
رداً على ذلك أجابت روح العالم بعد التفكير لفترة.
[أنا أقصد ذلك الفتى الذي كان يمثل دور الأمير بهذا العالم]
"آرثر؟؟؟!!
كيف عاد؟؟؟!!"
[لقد أعادته تلك الفتاة]
"كيف؟!!"
استمرت ريا التي لم تستطع الحفاظ على هدوئها طرح الأسئلة.
'اذا كانت تلك الفتاة فهل كانت تعني الآ..يوي؟'
اذا كان الأمر كذلك فقد عنى ذلك أن يوي قد اكتشفت طريقة لإعادتهم.
ليس أي شخص ولكن يوي.
لذا سألت ريا للتأكد مما اذا كان هناك شروط معينه للعودة عند التفكير بأن يوي قامت بإعادة آرثر أولاً.
لكنها سرعان ما قامت بتضييق عينيها.
'مستحيل...هل من الممكن أنها قامت باعادته أولاً بسبب مشاعرها؟'
اذا كان الأمر كذلك فقد نوت ريا أن تقوم بضرب يوي على رأسها بمجرد رؤيتها.
'كيف تجرؤ على تقديم الحب على الصداقة؟!'
اشتعلت عينا ريا بالغضب.
وفي الوقت الذي كانت تفكر فيه بما اذا كان عليها ضرب يوي بعصا ام بمطرقة قاطع أفكارها صوت روح العالم.
[حسب ما فهمته فقد أصلحت الأسلاك المرتبطة به]
"فهمت.."
لحسن الحظ ستستطيع يوي النجاة ليوم آخر.
"اذا كانت طريقة العودة هي من خلال اصلاح الأسلاك فلن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى نعود نحن أيضاً
فبعد كل شيء ذلك الفتى ماهر بالتصليح!"
حسب ما تعرفه ريا فقد كان آرثر ويوي أبناءً لأشخاص يعملون في ذلك المجال لذا كان من الطبيعي أن أطفالهم كانوا ماهرين فيه أيضاً.
وبشكل خاص كان آرثر متفوقاً في هذا المجال حتى على يوي بالرغم من أنها تلقت تعليماً أفضل منه.
لقد كانت الموهبة بعد كل شيء..
'على أي حال قبل أن يتم اعادتنا عليَّ اكتشاف هدف العجوز'
ريا التي فكرت بذلك تحدثت فجأة بتعبير جاد.
"المعذرة هل تسمحين لي بسؤال؟"
[تفضلي..]
"ما علاقتك بذلك العجوز؟"
تنبأت ريا بأن لهذه الروح علاقة ما بذلك العجوز.
والتي كانت على الأرجح علاقة خاصة.
وكما لو كان لتأكيد شكوكها فقد أجابت روح العالم بإجابة كانت في نطاق توقعاتها.
[أنا هي زوجته]
"هل هو يملك زوجة؟لم أكن أعلم ذلك..."
مجدداً لم يكن هناك معلومات عن وجود زوجة للعجوز في ذكريات يوي التي حصلت عليها.
لذا فقد عنى ذلك أن يوي لم تعلم بهذا وفي الغالب ربما هي نفسها لم تعلم به.
لم يبدو أنهم يعرفون الكثير عنه حقاً بالرغم من معرفتهم له لسنوات لذا لن يكون غريباً للتفكير بأنه أخفى كونه يملك زوجة عنهم.
لسبب ما جعلها التفكير في ذلك تشعر بالغضب لكنها سيطرت على مشاعرها وبصقت السؤال الذي تريد المعرفة عنه أكثر.
السؤال الذي سيوضح كل شيء.
"لذا بما أنكِ زوجته هل تعلمين ما هو هدفه بفعل كل هذا؟
أنا لا أستطيع أن أفهم لم يبالغ إلى هذا الحد"
[اه...في الغالب هذا بسببي]
"بسببك؟"
سألت ريا بنبرة محيرة.
لم تستطع أن تفهم ما كنت علاقتها بهدف العجوز؟
هل كانت هي من أخبرته بأن يقوم بفعل كل هذا وهو فقط كان يتبع أوامرها؟
كان هذا ممكناً لكن لم تبدو هذه الروح وكأنها هذا النوع من الأشخاص لذا تساءلت عما اذا كانت تعني شيئاً آخر بما قالته.
[قبل أن أخبرك بذلك هل يمكنني أن أطلب منكِ شيئاً؟]
لكن وبدلاً من الاجابة على سؤال ريا فقد سألتها عما اذا كان من الممكن أن تطلب منها شيئاً.
ترددت ريا لفترة بما عليها قوله لكنها وافقت في النهاية.
"بالطبع...تفضلي.."
[عندما تعودين إلى جسدك..]
بدأت روح العالم بالتحدث.
وبالرغم من أن صوتها لم يكن مختلفاً فقد بدا أن الجو حولها قد تغير بطريقة ما لذا ابتلعت ريا لعابها دون ان تدرك ذلك بانتظار كلماتها التالية.
والتي كانت صادمة أكثر مما تخيلت.
[أرجوكِ اقتليني]
كان طلب روح العالم من ريا.
هو أن تقتلها.