"..."

"لما..تتحدثين عن القتل فجأة..؟"

[آسفة هل فاجأتك؟]

"أجل"

'بالطبع قد فاجأتني!'

أليس من الطبيعي أن يصاب الانسان بالذعر عندما يخبره شخص ما فجأة بأن يقتله؟

كانت ريا تفكر بجدية في ما نوع الطلب الذي ستقدمه ولكن ماذا؟

تريد منها أن تقتلها؟

هل هي جادة؟

لن يطلب الشخص الطبيعي من شخص آخر فعل ذلك.

لذا كما هو متوقع هذا الشخص لم يكن طبيعياً أيضاً.

نعم بالتأكيد هل كان هناك شخص متورط في هذه القضية وكان عاقلاً؟

لقد تفاجأت ريا في البداية لأنها بدت شخصاً لطيفاً وطبيعياً على عكس الأشخاص الذين قابلتهم حتى الآن ولكن كما هو متوقع لقد كانت أيضاً شخصاً فاقداً لعقله.

على أي حال ريا التي حاولت التفكير بأن الأمر لم يكن كذلك سألت ببعض الأمل.

"هل كانت مزحة؟"

[لا...أنا جادة تماماً]

وكما هو متوقع تم تحطيم أملها تماماً.

"لماذا...تريدين...مني قتلكِ..؟"

قررت ريا السؤال عن السبب.

فبتأكيد لن تطلب منها قتلها بلا سبب أليس كذلك؟

لذا قررت الاستماع أولاً قبل الاجابة على طلبها غير المعقول.

لكن الاجابة التي جاءت كانت مختلفة تماماً عن توقعاتها.

[وجودي الحالي لا يختلف عن جثة على أي حال]

"ماذا تقصدين..؟"

سألت ريا كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم ما تتحدث عنه.

ما الذي تعنيه بجثة؟

هل هذا يعني بأنها شخص ميت؟

أم أنها مريضة لدرجة أنها تبدو كجثة؟

تساءلت ريا أثناء انتظار الإجابة.

لكن وبالرغم من سؤالها فلم تعطي روح العالم اجابة، وأخبرتها بشيء مختلف بدلاً من ذلك.

[سأنقل إليكِ ذكرياتي الآن

ستجيب على الكثير من أسئلتك..

أرجو أنكِ بعدها..

ستحققين لي أمنيتي]

وبمجرد أن قالت ذلك.

غطت ريا في نوم عميق على نغمة الصوت المريرة لروح العالم.

>>>>>

١٩٩٨ : لقد طلب جيم مني الزواج ووافقت.

لقد شعرت وكأني سأطير من السعادة لأني لم أتوقع أن الشخص الذي أعجبت به كان معجباً بي أيضاً.

ربما زيارتي كل يوم للمقهى الذي يديره آتت ثمارها؟

هيهي لا يهم السبب، المهم فقط هو أني لا يمكن أن أكون أسعد مما أنا عليه الآن.

>>>>>

٢٠٠٠ : لقد علمت اليوم أني لا أستطيع الإنجاب.

لفد علمت أنه كان غريب كوني لم أحمل ولو لمرة واحدة بالرغم من مرور سنتين على زواجنا ولكن لم أتوقع أن يكون الأمر كذلك.

أو ربما لم أُرِد التفكير في ذلك لأني كنت خائفة من أن يتركني جيم؟

ما الذي يمكنني منحه له اذا لم استطع حتى منحه أطفالاً؟

وعلى الرغم من ذلك قال جيم أنه لن يتركني وأنه سيبقى معي دوماً.

بجدية هذا الشخص ما الذي يجعله يتمسك بشخصٍ مثلي؟

أحياناً أشعر بأني لا أستحق شخصاً طيباً مثله.

لكن وان يكن؟

طالما جيم يريد البقاء معي فليس لدي شيء للتذمر بشأنه.

شكراً لك جيم.

أنا سعيدة حقاً بفضلك.

أتمنى لو تستمر هذه السعادة إلى الأبد.

>>>>>

٢٠٠٥ : لقد أصبت بمرض.

في البداية وبالرغم من شعوري بالدوار عدة مرات في اليوم فقد تجاهلت الأمر على أنه مجرد ارهاق.

لكني سرعان ما اكتشفت أن الأمر لم يكن كذلك عندما بدأت أفقد القدرة على تحريك جسدي تدريجياً.

أصبح من الصعب حتى الاحساس باطراف أصابعي.

فبالرغم من أن جيم يمسك يدي الآن فلست أستطيع الشعور بلمسته.

حتى وجهه بدأ يصبح ضبابياً بطريقة ما.

ربما سأفقد بصري قريباً أيضاً..؟

اه..

لقد فقدت القدرة على الكلام أيضاً..

أنا آسفة جيم..

كان علي مناداة اسمك أكثر عندما كنت لاأزال أستطيع الكلام.

لكن ما فائدة الندم الآن؟

لقد فات الآوان على أي حال.

•••

أنا الآن أعيش على المحلول.

جيم يعتني بي كل يوم.

كما أنه يتحدث معي في كثير من الأوقات.

أنا سعيدة لأني مازلت أمتلك حاسة السمع.

ما الذي كنت سأفعله لو لم أستطع سماع صوته حتى؟

أنا آسفة جيم.

لأني لا أستطيع الاجابة بالرغم من كونك تتحدث معي.

أنا آسفة.

لأني لم أكن سوى عبىء عليك منذ زواجنا.

أنا حقاً آسفة.

أتمنى لو كنت قد فعلت شيئاً من أجلك عندما كنت لا أزال أملك القدرة على الحركة.

سامحني لكوني عبئاً عليك حتى النهاية.

أرجوك سامحني.

جيم.

>>>>>

٢٠٠٦ : أصبح جيم مشغولاً مؤخراً.

وأصبح من النادر سماع صوته.

يعود فقط لساعتين بعد منتصف الليل ثم يخرج ثانيةً.

أتساءل ما الذي يفعله..

ربما قد سئم مني..؟

أعتقد أن هذا طبيعي.

في الواقع كان من المذهل أنه استمر إلى هذا الحد.

للتحدث معي كل يوم ولمدة سنة دون اجابة..

من الذي يستطيع تحمل هذا؟

جيم هو حقاً شخص مذهل.

أتمنى...

أتمنى..

أتمنى...حقاً لو أموت قريباً.

عندها ربما سيستطيع جيم الحصول على حريته.

•••

أنا آسفة جيم.

مازالت على قيد الحياة.

أتساءل لما لم تتحقق أمنيتي؟

ربما لأن نوايايَ ليست صادقة بعد كل شيء؟

فالبرغم من أني أتمنى أن أموت لأجلك فمازال هناك ركن في قلبي يتمنى البقاء معك.

هااه هذا سيء.

أنا آسفة جيم.

لأني مازالت أنانية حتى في وقت كهذا.

استمر جيم بالعودة لساعتين بعد منتصف الليل..

للعشر سنوات التالية.

>>>>>

٢٠١٦ : أصبح جيم يخرج من المنزل مساءً ويعود في الصباح الباكر.

لقد قال بأنه يعتني ببعض الأطفال الذين لا أهل لهم.

ربما هي مخيلتي لكنه بدا سعيداً بعض شيء عندما كان يتحدث عنهم.

يجب أن يكونوا أطفال لطفاء اذا استطاعوا جعل جيم هكذا.

أتمنى أن يعرفني عليهم يوماً ما.

لكن حتى ان لم يفعل.

فطالما هو سعيد فأعتقد أن كل شيءٍ بخير.

نعم جيم مثل هذا...

أتمنى أن تبقى سعيداً هكذا إلى الأبد.

ويا أيها الأطفال اللطفاء الذين لا أعرفهم.

أرجوكم اعتنوا بجيم من أجلي.

>>>>>

٢٠٢٢ : جاء جيم إلى المنزل مع جهاز غريب في يده ثم قام بوضعه على رأسي.

وبعدها أصبحت فجأة في عالم خيالي أراقب قصة تحدث أمام عيني.

لقد ظننت أنه يحاول تجربة شيء ما عندما أدخلني إلى هنا ولكن...

يبدو أن الأمر ليس كذلك..

على أي حال كان من الجيد الرؤية بعد فترة.

لقد ظننت أنني لن أرى السماء مرة أخرى ولكن للتفكير بأني سأستطيع ذلك..

حقاً يا لها من سماء جميلة.

لكني أتساءل..

لماذا بالرغم من أني أرى هذا السماء الجميلة..

فأنا...

لا أشعر بأني سعيدة..؟

أتساءل لماذا..

جيم..

هل تعرف السبب؟

اذا كنت تعرف فأرجوك أخبرني..

لماذا أبكي الآن؟

•••

لقد مرت مدة طويلة مذ كنت هنا.

لا أعلم كم من الوقت مر بالضبط في العالم الحقيقي ولكني أشعر أني كنت هنا منذ سنوات.

لقد كنت أشاهد نفس القصة تعاد مراراً وتكراراَ لدرجة أني قد سئمت منها.

بدلاً من رؤية هذا أتمنى لو استطعت رؤية وجه جيم.

كان ذلك ليكون أكثر متعة.

جيم.

إلى متى ستجعلني أبقى هنا؟

جيم ألن تخرجني؟

إذاً ألن تأتي لرؤيتي؟

ماذا عن محادثتي؟

ألن تكلمني بعد الآن؟

لماذا؟

هل تكرهني؟

جيم؟

جيم؟

مهلاً جيم؟

أرجوك أجبني.

هل أنت..

تكرهني؟

•••

لقد مرت فترة طويلة ثم فجأة بدأت القصة بالتغير.

اوه؟

انهم يتحدثون عن كيف أن شخصاً ما أدخلهم إلى هذه القصة.

مستحيل..هل هو جيم..؟

اذا هل كان الاعتناء بالأطفال لهذا الغرض؟

لماذا؟

لماذا تفعل هذا لأطفال أبرياء؟

هل فقدت حسك السليم مع مرور السنوات؟

أم ربما جننت فقط؟

أو...

مستحيل..

هل كان هذا بسبب تلك المحادثة التي دارت بيننا منذ سنوات؟

عندما قلت أنه سيكون من الرائع لو دخلت احدى قصصك وشاهدتها عن كثب؟

هل ظننت بعدها أني أريد الدخول إلى قصة؟

لا تخبرني أنك كنت تعمل طوال تلك العشر سنوات في صنع هذا الجهاز؟

ما هذا الهراء!

لا تعبث معي!!!

هذا ليس صحيحاً أليس كذلك؟!

أرجوك أخبرني بأنه ليس صخيحاً!.

مهلاً أيها الغبي!!

فلتخبرني بأن ذلك ليس صحيحاً!!

جيم..

هل أنت حقاً غبي؟

ألا تعلم بأني كنت لأكون سعيدة لو أمضيت هذا السنوات في التحدث معي بدلاً من صنع هذا الجهاز الغبي؟!

تباً لك!!!

جيم الغبي!

غبي غبي غبي غبي غبي!!!!!!

فلتذهب إلى الجحيم!

أكرهك!!

...

ومع ذلك..

مازلت أتمنى رؤيتك.

ولو لثانية واحدة فقط.

2022/06/14 · 116 مشاهدة · 1186 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025