فتحت ريا عينيها.

هذه المرة كان ما واجه بصرها مشهد مألوف.

لقد كانت السماء التي رأتها عندما أغمي عليها بعد قتال الكائنات المتفجرة.

نظرت ريا حولها، كانت على السطح كما كانت من قبل.

عندما كانت على وشك التساؤل عن مقدار الوقت الذي مضى أثناء نومها، شعرت بشيء بارد على وجهها.

لذا وبلا وعي لمست وجهها بيدها.

'دموع؟'

في تلك اللحظة فقط، لاحظت أنها كانت تبكي.

مسحت ريا دموعها بساعدها على عجل.

يبدو أنها تأثرت بشدة بالذكريات التي حصلت عليها لذا كانت تبكي دون أن تدرك ذلك.

'على أي حال لم يستمر أولئك الأشخاص بإعطائي ذكرياتهم؟'

تساءلت ريا أثناء تجعيد حاجبيها.

اذا استمروا على هذه الحال فقد كانت متأكدة من أن رأسها سينفجر.

لديها ذكريات ٢٥ عاماً في هذا العالم.

وذكريات أحداث القصة.

ثم ذكريات يوي منذ قدومها إلى الأحياء الفقيرة إلى وقت دخولها القصة أي حوالي ثلاث سنوات.

وأيضاً بعض ذكريات يوي في هذه الجولة.

وذكريات ملخصة للسيدة التي عرفت نفسها على أنها روح هذا العالم.

ثم بعد أن تعود إلى عالمها ستستعيد ذكريات حياتها البالغة ١٥ عاماً أيضاً.

ماذا كانوا يظنون عقلها بحق الجحيم؟

حتى الروبوت كان سيشتكي من كثرة المعلومات ويطالب بإفراغ بعض المساحة بحلول الآن.

ريا التي أرادت ضرب الجميع بمطرقة على رأسهم هزت رأسها في النهاية.

كان من الأهم الآن الإلتقاء بالجميع واخبارهم بما عرفته لمناقشة خططهم المستقبلية.

بمجرد أن فكرت في ذلك، خرجت ريا من قصر وبدأت بالبحث عنهم.

***

"اه..ها هم هناك"

ريا التي كانت تبحث عن الآخرين منذ ما يقارب نصف ساعة وجدتهم أخيراً في مكانٍ غريب.

لقد كانوا في المقبرة الموجودة خلف القصر والتي يتم عادة دفن أفراد العائلة المالكة الذين فارقوا الحياة فيها.

'ما الذي يفعلونه هنا بحق الجحيم؟'

هل كان هناك سبب لزيارة المقبرة في وقت مهم كهذا؟

بالتأكيد لن يأتوا لتقديم عزاءهم للموتى أو شيء من هذا القبيل؟

اذا كان من الأمر كذلك فستشك ريا في صحتهم العقلية التي تقوم بذلك لأشخاص ليسوا شخصيات حتى.

"اوه؟آنسة ريا هل استيقظتي أخيراً؟"

لاحظ رين ريا التي كانت تقترب منهم ولوح لها بيده اليسرى.

ربما لأنه كان يمسك بمجرفة في يده اليمنى.

ثم تابع الحديث كما لو كان لديه المزيد لقوله.

"لقد كنت نائمة لأكثر من عشر ساعات!"

"اوه..حسناً هذا بسبب أنه كان لدي حلم طويل"

دافعت ريا عن نفسها كما لو كانت مظلومة.

أليس من الطبيعي أن تنام لهذه الفترة اذا كانت تحلم بذكريات حياة طويلة لشخص آخر؟

لذا كان من الطبيعي أنها نامت بهذا القدر.

في الواقع لن يكون غريباً لو نامت أكثر من ذلك لذا كان من الطبيعي أنها شعرت بالظلم.

ريا التي كانت على وشك أن تقول ذلك توقفت فجأة ونظرت إلى الحفرة التي كان رين وكايا يملؤونها بالتراب بعيون غريبة وسألت أثناء تضييق عينيها.

"ما الذي تفعلونه يا رفاق؟"

"اه هذا.."

"نحن نصنع قبراً"

كان رين على وشك الاجابة لكن هاروكي أخذ زمام المبادرة وأجاب بدلاً عنه.

عند سماع ذلك أمالت ريا رأسها إلى الجانب وسألت كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم.

"قبر؟لماذا؟"

"من أجل الأمير!"

"ها؟"

"لقد لاحظنا هذا فقط عندما استيقظنا...أن الأمير فارق الحياة.."

"ربما لو كنا أكثر انتباهاً لمَا حصل هذا...كل اللوم يقع علينا!"

تحدث رين وكايا كما لو كانوا لا يستطيعون أن يكونوا أكثر ندماً.

عندما سماع ذلك كانت ريا هي الأكثر حيرة.

'لا لماذا يموت الشخص الذي لم يقاتل حتى؟'

تساءلت ريا بجدية.

فعلى عكسهم، الأمير لم يفعل شيئاً.

حرفياً.

لقد وقف فقط على السطح وشاهدهم.

لذا لما قد يموت هذا الشخص عندما كانوا هم الذين خاطروا بحياتهم لعدة أيام أثناء قتال الكائنات المتفجرة على قيد الحياة؟

عندما كانت ريا على وشك السؤال عن سبب الوفاة تذكرت فجأة ما قالته روح العالم لها.

'كل ما أعلمه هو أنها وذلك الفتى قد عادوا'

'ذلك الفتى؟من تقصدين؟'

'أنا أقصد الشخص الذي يمثل دور الأمير في هذا العالم'

لقد كانت على وشك أن تنسى ذلك بسبب الذكريات الكثيرة التي حصلت عليها ولكن الآن وبعد التفكير بالأمر فقد أخبرتها روح العالم أن آرثر قد عاد أيضاً.

لذا كان من الطبيعي أن الجسد الذي تركه بدا كجثة بالنسبة للآخرين.

عند تذكر ذلك حاولت ريا تهدئة الآخرين الذين استأنفوا بالفعل عملية دفن جسد الأمير.

في الواقع كانوا قد دفنوه بالفعل وكل ما تبقى هو وضع التراب فوقه.

لكن ريا قررت عدم التفكير في ذلك.

"الأمير لم يمت!

هو فقط عاد إلى جسده الأصلي!"

"عاد إلى.."

"جسده الأصلي؟"

"ما الذي يعنيه هذا؟؟"

تحدث هاروكي وكايا ورين على التوالي.

كانت ريا على وشك أن تسأل لم كانوا يتحدثون بهذه الطريقة الغريبة لكنها قررت في النهاية تجاهل ذلك والتركيز على الأشياء المهمة التي كان عليها قولها.

"حسناً هذه...

قصة طويلة إلى حدٍ ما.."

فتحت ريا فمها وتحدثت عن كل المعلومات التي حصلت عليها لفترة من الوقت.

***

"لقد انتهيت!"

تحدث آرثر بتعبير سعيد أثناء تمديد ذراعيه.

لكن يوي نظرت إليه للتو وتحدثت بتعبير متفاجئ.

"هل انتهيت من اصلاح الأسلاك المرتبطة برين بالفعل؟؟

أنا مازلت لم أنتهي من خاصتي.."

بالرغم من أنها وآرثر بدأوا في نفس الوقت تقريباً لكن آرثر انتهى من خاصته بالفعل بينما كانت لاتزال تصلح في السلك الثاني فقط لذا كان الطبيعي أنها كانت متفاحئة.

لكنها هزت رأسها في النهاية عند التفكير في أنه لطالما كان كذلك.

انها ليست حقيقة جديدة انه كان متوفقاً عليها في هذا المجال.

وقد قبلت يوي هذا الحقيقة بالفعل منذ وقت طويل لذا لم يكن لديها أي مشاعر خاصة بخصوص ذلك.

"بما أني أنهيته هل أضغط على زر الاستعادة؟"

"لا لا تفعل!"

تحدت آرثر أثناء توجيه يده إلى حيث كان الزر لكنه توقف عند الصراخ المفاجئ ليوي.

"من الأفضل استعادة الجميع دفعة واحدة"

"ما السبب؟"

سأل آرثر أثناء امالة رأسه لذا تركت يوي الأسلاك التي كانت في يدها وبدأت الشرح.

"لنفترض أننا بعد أن أعدنا رين قام الجد بارسال أعداء لمهاجمة البقية

عندها ألن يكون من الصعب عليهم محاربتهم بمفردهم؟"

كان هذا صحيحاً بالتأكيد.

اذا استمروا باعادتهم الواحد تلو الآخر فقد كان من الواضح أن القوة الهجومية للباقين ستقل.

وسيكون الأمر أسوء عندما يبقى شخص واحد فقط.

لقد كان من الصعب عليهم القتال عندما كانوا جميعهم موجودين فكيف سيكون الأمر عندما يكون المتبقي هو شخص واحد فقط؟

لقد كان أشبه بموت محتم.

"لذا من الأفضل أن نعيدهم جميعاً معاً!"

"فمهت..هذا منطقي"

آرثر الذي فهم ما كانت يوي تحاول قوله أومأ برأسه ثم اقترب من الجهاز التالي.

"سأبدأ باصلاح الأسلاك المرتبطة بهارو"

"أعتمد عليك"

قال آرثر ذلك وبدأ باصلاخ الأسلاح.

عند سماع ذلك أومأت يوي برأسها رداً ثم أمسكت الأسلاك التي وضعتها للتو واستأنفت اصلاحها أثناء تمني أن لا شيء سيء سيحصل للأشخاص الذين يعتمدون عليها.

***

"فهمت..

هذا يفسر لما هو مهووس جداً بفكرة ادخالنا للقصة"

"أجل"

تحدث رين الذي كان يجلس القرفصاء أثناء طي ذراعيه معاً وأومأت كايا التي كانت تجلس على ركبتيها كما لو كانت توافقه الرأي.

"اذا ما الذي ستفعلينه بشأن الطلب؟

هل ستنفذينه..؟"

"لا أعلم"

كان رين الآن يسأل عما اذا كانت ريا تنوي تنفيذ الطلب المتمثل بقتل السيدة بعد العودة إلى العالم الحقيقي لكن ريا هزت رأسها فقط وقالت أنها لا تعلم.

لم تعلم ريا ما الذي كان عليها فعله.

هل كان من الجيد تنفيذ هذا الطلب؟

صحيح أن هوس العجوز الغريب في الغالب سينتهي بعد فعل ذلك ولكن هل كان هذا هو الخيار الأفضل حقاً؟

تساءلت ريا.

لكنها لم تحصل على جواب.

لذا في النهاية هزت رأسها وقررت عدم التفكير بالأمر.

على الأقل ليس في الوقت الحالي.

"لست متأكدة ما هو القرار الصحيح لاتخاذه

هل سيكون قتلها حقاً هو الخيار الصحيح؟

في الوقت الحالي لا أريد التفكير في ذلك

لذا لنركز حالياً فقط على حماية أنفسنا إلى حين خروجنا من هذه القصة اللعينة"

"حسناً"

أومأ رين برأسه رداً على ريا.

ثم وكما لو أنها تذكرت شيئاً ما، فقد رفعت ريا رأسها فجأة وتحدثت بصوت مرتفع إلى حد ما.

"بالمناسبة أين هي يونا؟؟!"

"ما تزال نائمة"

"إلى الآن؟؟!!!!"

فتحت ريا عينيها على مصرعيها.

في الواقع كانت تشرح ما حصل لأكثر من ساعة ونصف.

لذا اذا حسبنا أن ريا كانت نائمة لأكثر من عشر ساعات ثم استيقظت وبحثت في الأرجاء لنصف ساعة وأخيراً تحدثت لمدة ساعة ونصف فقد عنى ذلك أن يونا كانت تنام منذ ما يقارب اثنتا عشرة ساعة.

هل كان من الجيد لشخص ما أن ينام بهذا القدر؟

رين الذي فهم ردة فعلها تحدث كما لو كان مذنباً.

"لقد كنا نخطط لايقاظها بعد أن ننتهي من الدفن ولكن.."

"جئتي أنتي وبدأتي بسرد هذه القصة لذا.."

"نسينا أمرها.."

تحدثت رين وكايا وهاروكي على التوالي لذا نظرت إليهم ريا بتعبير منزعج إلى حد ما وسألت أثناء تجعيد حاجبيها.

"لم تكملون جمل بعضكم البعض؟"

"ماذا تقصدين.."

"بهذا؟"

"هذا ما أقصده تماماً!"

مجدداً تحدث رين بنصف الجملة وقامت كايا بإكمالها لذا لم يسع ريا سوى السؤال بوريد على جبينها كما لو كانت لا تستطيع التحمل.

"هل أصبحتم يا رفاق مرتبطين روحياً أثناء غيابي أو ما شابه؟!"

"مرتبطون.."

"روحياً..؟"

"ما الذي تعنينه؟"

"لقد بدأ هذا يغضبني!"

تحدثت كايا ثم هاروكي ورين على التوالي.

عندما رأت ريا أنهم كانوا مسترين باكمال جمل بعضهم البعض صرخت بصوت غاضب ثم قامت من مكانها وأدارت جسدها وبدأت بالتوجه نحو القصر.

"استمروا بما تفعلونه أنا ذاهبة لايقاظ يونا!!!"

كان هذا آخر ما قالته ريا التي كانت متوجهة إلى قصر أثناء شد قبضتيها بخطوات قاسية عبرت بوضوح عن مدى غضبها.

رين وكايا وهاروكي الذين شاهدوا ذلك تمتوا بلا وعي عند رؤية أن ظهر ريا اختفى تماماً.

"لما هي.."

"غاضبة.."

"يا ترى..؟"

تساءل الأشخاص الثلاثة بصدق عن ذلك، لكن لم يكن هناك أحد ليخبرهم الجواب.

والذي كان واضحاً تماماً..

2022/06/15 · 118 مشاهدة · 1480 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025