39 - هل تريدين أن أجعلكِ الشخصية الرئيسية؟

"اغغ"

سقطت الفتاة ذات الشعر الأسود الداكن المربوط لأسفل على الأرض مع تأوه منخفض.

لكن الأشخاص أمامها والذين كانوا سبب سقوطها لم يهتموا بما شعرت به.

"لماذا تأخرتي في احضار الغداء لنا اليوم؟"

تحدثت الفتاة ذات الشعر الوردي والعيون الزرقاء السماوية بتعبير منزعج أثناء التحديق في الفتاة ذات الشعر الأسود الساقطة أمامها.

"بسببك انتهت استراحة الغذاء دون أن نأكل شيء!

كيف ستعويضين ذلك!

شخص وضيع مثلك!!"

صرخت الفتاة ذات الشعر الوردي في الفتاة ذات الشعر الأسود أثناء شدِّ مقدمة شعرها.

"لقد كانت الكافيتريا مزدحمة لذا..اغغغغ"

حاولت الفتاة ذات الشعر الأسود قول شيء ما لكن الفتاة ذات الشعر الوردي ركلتها في معدتها قبل أن تكمل ما أرادت قوله.

"لا تجادلي!!

كيف يجرؤ شخص مثلك على جدالي؟!

اذا ماذا؟

هل تقولين انه خطأي!!

لقد اشترى الجميع من نفس المكان وعاد لكنك الوحيدة التي تأخرت

لماذا؟

هل تحاولين التمرد؟؟؟!!!!"

"لي..س..كذ..لك..ايكك"

حاولت الفتاة ذات الشعر الأسود التي كانت ممسكة بمعدتها من الألم النفي لكن الفتاة ذات الشعر الوردي ركلتها من جديد.

هذه المرة استمرت بضربها لفترة كما لو كانت تفرغ غضبها.

وبالرغم من أن جسدها امتلأ بالكدمات فلم يبدو أن الطرف الآخر ينوي التوقف.

في النهاية كان ما أوقفها هو أحد الفتاتين اللتان كانتا معها.

"مهلاً ايما لقد تأخر الوقت، علينا العودة إلى المنزل"

عند السماع ذلك توقفت الفتاة ذات الشعر الوردي أو ايما عن ضرب الفتاة ذات الشعرت الأسود.

"صحيح..فعلى عكس هذه المعتوهة سيقلق والدي اذا تأخرت في العودة إلى المنزل"

نفضت ايما الغبار عن جسدها ثم همَّت بالمغادرة لكنها توقفت فجأة كما لو كانت قد تذكرت شيئاً ما.

"مهلاً أنتي"

تحدثت ايما أثناء النظر إلى الفتاة ذات الشعر الأسود لكن لم يُسْمَع الجواب.

فقط حدقت الفتاة بها بعينيها الأرجوانيتين بصمت.

عند رؤية تلك الأعين تحدق بها لم تستطع ايما احتواء غضبها وتوجهت إلى الفتاة ذات الشعر الأسود وأمسكت بشعرها.

"ما خطب هذه النظرة؟؟!!!هل تنظرين لي باستصغار؟؟!"

في الواقع لم تفعل الفتاة ذات الشعر الأسود ذلك لكن ايما اعتقدت ذلك على الأقل.

"ماذا؟هل تظنين أنك الأفضل فقط لأن لديك عينان أرجوانيتان؟!

اذا كنت تظنين ذلك فأنتِ مخطئة!!!أنت فقط تبدين كعاهرة!!أيتها اللعينة!!!"

لم تظن الفتاة ذات الشعر الأسود أبداً ذلك لكن ايما التي كانت تشعر بالغيرة من اللون الجميل لعينيها قالت ذلك على أي حال.

"اغغغ"

صفعت ايما الفتاة ذات الشعر الأسود من جديد أثناء الإمساك بشعرها ثم دفعت رأسها ضربته بالحائط عدة مرات.

"مهلاً ايما..علينا التوقف هنا..ستقتلينها ان استمريت بذلك!"

"ما المشكلة بقتل حشرة لعينة مثلها!"

"ايكك"

حدقت ايما بالفتاة التي حاولت ايقافها بنظرة قاتلة لذا لم يكن لدى الفتاة خيار سوى أن تتراجع للخلف.

ثم وبعد ضرب رأس الفتاة ذات الشعر الأسود عدة مرات قامت بتركها في النهاية.

"اسمعي أيتها العاهرة!!كعقاب لك على سلوكك السيء اليوم عليك تنظيف الفصل بمفردك!!"

"..."

"هل أنا أتحدث مع الحائط؟؟!!فلتجيبي حينما أتحدث معك!!"

"..."

"تلك اللعينة!!"

عند رؤية أن الفتاة ذات الشعر الأسود تتجاهلها حاولت ايما الذهاب وضربها من جديد لكن احد الفتاتان اللتان كانتا معها أمسكت بها.

"ايما...هذا يكفي لنعد"

"تشه حسناً!

اسمعي ايتها اللعينة اذا لم يكن الفصل يلمع بحلول الغد...

فربما سيكون عليكِ المرور بتلك الحادثة مرة أخرى..

أنت لا تريدين أن يحصل ذلك صحيح؟

اذا انصحك بالعمل بجد!"

ارتجف جسد الفتاة ذات الشعر الأسود التي لم تكن تتفاعل حتى الآن عند سماع ذلك.

عند رؤية ذلك ابتسمت ايما بخبث على نطاق واسع ثم غادرت.

حاولت الفتاة ذات شعر الأسود التي تركت في الخلف الوقوف لكنها لم تستطع ذلك لفترة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها شيء كهذا لكن كان من الممكن القول أنها لم تقم بضربها بهذه القسوة منذ فترة.

"اغغغ تلك المجنونة..

أنا لا أستطيع الوقوف فكيف تريد مني تنظيف الفصل...اوتش!"

مسحت الفتاة الدم الذي يقطر من جبهتها ثم وقفت بمساعدة الحائط وارتكزت عليه أثناء المشي.

"هذا مؤلم..اغغغغ"

أمسكت الفتاة بمعدتها كما لو كانت لا تستطيع التحمل ثم وقبل أن تدرك ذلك كانت قد تقيأت.

"تباً..سيكون علي تنظيف هذا أيضاً"

أحضرت الفتاة الممسحة مع دلو مملوء بالماء ثم بدأت التنظيف.

أثناء ذلك سقطت عدة مرات كما لو كانت لا تستطيع حمل جسدها لكنها استمرت بالوقوف من جديد بالرغم من ذلك كما لو كانت لا تملك خياراً.

وبحلول الوقت الذي انتهت فيه، كانت الشمس قد غربت بالفعل.

سحبت الفتاة جسدها المتهالك على طول الطريق إلى المنزل.

عندما وصلت أخيراً، وقفت أمام الباب لفترة ثم ابتلعت لعابها وفتحته بيد مرتجفة.

"ل.لقد..ع..دت"

"لماذا تأخرتِ؟"

وكما هو متوقع كان والدها ينتظرها في الداخل"

"هذا..لقد كان لدي واجب التنظيف..!"

سلاب!

"كاذبة!"

صفعها والدها أثناء الصراخ في وجهها بتعبير غاضب.

"لقد اتصلت بمعلمكِ وأخبرني أنكِ قد غادرتي منذ وقتٍ طويل!"

أمسكها والدها من ياقتها وتحدث بعينيه مفتوحة على مصراعيها.

أخبريني أين كنتِ؟!!

ان كنتِ صادقة فوالدك سيخفف العقوبة!"

"كما أخبرتك لقد كنت أقوم بتنظيف الفص...ارغغغ"

"لا تكذبي!"

والد الفتاة الذي كان يمسك بيافتها قام برميها فجأة.

اصطدمت الفتاة بحافة الطاولة لذا لم يسعها سوى أن تتأوه من الألم الذي شعرت به في جانبها أثناء محاولة حبس دموعها.

"أنا..لا..أكذ-"

تقيأت الفتاة التي كانت تتحدثت فجأة الدماء من فمها لكن والدها لم يهتم بذلك واقترب منها مع قارورة زجاجية في يده.

"ان لم تقولي الحقيقة بسرعة فوالدك سوف يصبح قاسياً"

"م.مالذي تفعله..أ.أنت لست تنوي-"

"،ان لم تقولي الحقيقة فأنا سأفعلها حقاً!"

أمسك والد الفتاة يدها بيده الفارغة ثم رفع اليد التي تحمل القارورة عالياً.

"ل..لاااا

أبتعد عنييييي!!!!"

ركلت الفتاة والدها في معدته ثم قفزت من مكانها بسرعة وهربت باتجاه الباب.

"أيتها الشقية!!هل تحاولين الهرب!!!"

رمى والد الفتاة القارورة التي كانت بيده على ابنته التي كانت تفتح الباب الآن للهرب.

اصطمدت القارورة بكتف الفتاة وتحطمت لكنها لم تلتفت بل قامت فقط بالهرب بسرعة خارج المنزل واستمرت بالركض لفترة أثناء الامساك بكتفها.

"اغغ مؤلم..مؤلم..مؤلم..أيها المجانين"

كانت رؤية الفتاة ضبابية بسبب الدموع في عينيها لكنها استمرت في الركض على أي حال لأنها لم تُرِد أن يلحق بها والدها.

ثم أخيراً وبعد أن بدا أنها قد قطعت مسافة كبيرة توقفت وجلست على مقعد قريب.

"تباً..اوتش هذا مؤلم حقاً أيها الأوغاد!!"

لمست الفتاة جانبها الذي كان ينزف بيدها لكنها صرخت فقط لأنها لم تستطع تحمل الألم.

لم يكن جانبها فقط بل كان كتفها الذي ضربته القارورة ينزف أيضاً بالاضافة إلى أن وجهها كان مليء بالكدمات.

لم تستطع رؤية معدتها لكنها كانت تؤلمها كثييراً أيضاً.

لقد تعرضت لهذا النوع من العنف في كثيير من الأوقات لكن بدا أن الجميع جن بشكل خاص اليوم.

"هل يتآمرون معاً أم ماذا هؤلاء الأوغاد..تباً أشعر بأني سأموت..لا في الواقع ألن يكون من الأفضل الموت..؟"

وبينما كانت تفكر في ذلك لاحظت الفتاة فجأة أن هناك كتاب بجانبها لذا أخذته وقرأته بدافع الفضول.

وأثناء قرآته تشوه تعبيرها مرات لا تحصى كما لو كانت غاضبة.

"هل جميع القصص هكذا؟

يمكن فيها للشخصيات الرئيسية دوماً العيش بسعادة في النهاية؟

لماذا؟

لماذا يمكنهم أن يكونوا سعداء بينما أنا لا؟

هل هم أفضل مني؟أم هل أنا أرتكبت خطأ ما؟!

كل ما أطلبه هو أن أكون سعيدة لذا لمَ يستطيعون هم ذلك بينما أنا عليَّ الاستمرار بالمعاناة..!؟"

تحدثت الفتاة أثناء مسح الدموع التي تتساقط على خديها.

"أنا أحسدهم..!!

أنا أحسدهم بشدة!!!

لو كنت شخصية في قصة...

هل يمكنني العيش بسعادة أيضاً..؟"

تساءلت الفتاة فجأة عن ذلك لكنها سرعان ما هزت رأسها لأنها شعرت بأنها كانت تفكر في أشياء سخيفة.

"بفف كما لو أن هذا ممكن"

"انه ممكن"

"ها؟"

وفجأة تحدث إليها الرجل العحوز الذي كان يجلس بجانبها.

'منذ متى وهذا الشخص هنا؟'

كانت متأكدة من أنها كانت الشخص الوحيد الذي يجلس على المقعد لكن وقبل أن تدرك ذلك كان هناك رجل عجوز يجلس بجانبها لذا كان من الطبيعي أنها شعرت بالحيرة.

لكن الرجل العجوز الذي ظن أنها لم تسمعه جيداً أعاد ما قاله من جديد.

"انه ممكن"

"ما هو؟"

"أعني أمنيتك"

"أمنيتي..؟"

"أجل"

أومأ الرجل العجوز برأسه ثم لفه لتقابل نظرته عيني الفتاة ثم تحدث.

"هل تريدين أن أجعلكِ الشخصية الرئيسية؟"

كانت تلك هي اللحظة التي ولدت بها الأميرة المزيفة.

يونا.

2022/06/16 · 132 مشاهدة · 1228 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025