40 - مازال الطريق طويلاً

"..نا"

"..."

"..ونا"

"..."

"يونا!!!!"

'من..؟'

فتحت يونا عينيها ببطئ على الصوت الذي يناديها.

"ريا..؟"

كان ما رأته عندما فتحت عينيها هو مظهر ريا الذي كان يوقظها.

"اوه!لقد استيقظتي أخيراً!"

عند رؤية أن يونا قد استيقظت توقفت ريا أخيراً عن هزها ثم جلست على كرسي قريب.

يونا التي كانت مستلقية على السرير عدلت وضعيتها إلى الجلوس ثم نظرت إلى ريا بتعبير منزعج وتحدثت.

"ما الذي تريدينه؟"

"أليس هذا واضحاً؟

لقد كنت أقوم بإيقاظك!"

أجابت ريا بتعبير سخيف كما لو كانت يونا تسأل عن أوضح شيء في العالم لكن حتى بعد سماع الاجابة لم يختفي الانزعاج من على وجهها.

"أعلم ولهذا أنا أسألك عما تريدينه"

"اه.."

كانت يونا الآن تسأل عن السبب الذي دفع ريا إلى ايقاظها وعما اذا كان شيء ما قد حصل لكن ريا فقط خدشت وجهها وأجابت أثناء تجنب النظر في وجهها قدر الإمكان.

"لا شيء على وجه الخصوص.."

"اذا لم يكن لديك شيء تريدينه فلماذا قمتي بإيقاظي!"

"هذا لأنك نمتِ لأكثر من اثنتا عشرة ساعة!"

عند رؤية يونا التي كانت تصرخ في وجهها دافعت ريا عن نفسها كما لو كانت مظلومة لكن يونا فقط تجاهلت ذلك وتحدث اثناء اطلاق الرصاص من عينيها.

"وما شأنكِ بهذا؟"

"هل أنتِ بخير؟"

"ماذا؟"

بالرغم من أن يونا سألت سؤالاً فما عاد من ريا لم يكن الاجابة بل كان سؤالاً لا علاقة له بالموضوع الذي يتحدثونه عنه لذا سألت يونا أثناء تجعيد حاحبيها كما لو كانت لا تفهم.

"لقد بدا أنكِ تحظين بكابوس"

"هذا ليس من شأنك"

قالت يونا ذلك أثناء شد قبضتيها على البطانية التي كانت موضوعة فوق ساقيها.

"يا لكِ من باردة، بالرغم من أني كنت قلقة عليك"

عند سماع ذلك عضت يونا شفتها بتعبير معقد لكنها سرعان ما صححت تعبيرها لأنها لم تُرِد من ريا رؤية ذلك.

"حسناً حسناً، أياً يكن.."

اذا كان هدف ريا من السؤال عن حالها هو تغيير الموضوع فقد أرادت اخبارها بأنها قد نجحت وبشدة لكنها بالتأكيد لم تقل هذا وبصقت سؤالاً بدلاً من ذلك.

"هل حصل أي شيء مهم أثناء نومي؟"

"أجل لقد حصل الكثير"

أومأت ريا برأسها بتعبير جاد على سؤال يونا ثم بدأت تخبرها بكل ما أخبرته لرين وكايا وهاروكي.

***

"لقد تأخرت الآنسة ريا كثييراً ألا تظنون ذلك؟"

"أجل..اه؟"

تحدث رين أثناء النظر إلى الشخصين الجالسين أمامه.

عند سماع ذلك أومأت كايا برأسها كما لو كانت توافقه الرأي لكنها ما سرعان ما أطلقت تعجباً عند رؤية الصورة الظلية لشخصان يتجهان نحوهم.

"ها هم قد أتوا!"

قالت كايا ذلك وفي نفس الوقت تقريباً وصلت ريا ويونا إلى حيث كانوا.

"لماذا أخذتم وقتاً طويلاً؟"

"لقد كنت أخبرها بآخر المستجدات لذا أخذ ذلك بعض وقت.."

"فهمت"

أومأت كايا برأسها كما لو أنها فهمت لكنها رفعت رأسها فجأة ونظرت إلى يونا بتعبير غريب.

"هممم...يونا أنت متعرقة كثييراً، هل تشعرين بالحر؟"

"هاه؟اه..أجل..نوعاً ما.."

في الواقع كان السبب في تعرقها هو الكابوس الذي حظيت به لكنها بالتأكيد لم تقل ذلك.

لأنها وبكل تأكيد لم ترد أن يعلم هؤلاء الأشخاص بكونها حظيت بكابوس.

ألم يكفي أن ريا اكتشفتها فكيف سيكون الأمر إن علم الآخرون أيضاً؟

لحسن الحظ لم تبدو ريا من نوع الأشخاص الذي يثرثرون في شؤون الآخرين لذا ربما كان من الممكن الاعتقاد أنها لن تخبر شخص آخر عن ذلك.

كان ذلك ما كانت تفكر فيه لكن كايا التي لم تعلم مشاعرها تحدثت إليها بتعبير جاد.

"كان عليكِ أخذ حمام إن كنتِ تشعرين بالحر لهذه الدرجة!"

"من المجنون الذي قد يأخذ حماماً في وضع كهذا!؟"

نظرت يونا إلى كايا كما لو كانت مجنونة لكن كايا تحدثت فقط أثناء إمالة رأسها كما لو كانت لا تفهم سبب ردة فعلها هذه.

"جميعنا ما عدا ريا قد أخذ حماماً بالفعل"

"أعلم أعلم انهم مجانين صحيح؟"

عند سماع ذلك لم تستطع يونا سوى التفكير في أن الأشخاص أمامها كانوا أكثر جنوناً مما تخيلت، ريا التي رأت ذلك وضعت يدها على كتف يونا وتحدثت كما لو كانت تفهم مشاعرها.

شعرت يونا بالراحة لأنه كان هناك شخص واحد على الأقل مازال يتمتع بالحس السليم بخلافها لكن جملة ريا التالية حطمت أفكارها.

"من الذي يقوم بغسل جسد سيخرج منه بعد وقت قصير؟"

"هذه ليست مشكلة!!!"

صرخت يونا في وجه ريا التي كانت بعيدة تماماً عن الاجابة الصحيحة.

لكن ريا نظرت إليها بتعبير محير كما لو كانت لا تفهم لم تفعل ذلك لذا لم يكن لديها خيار سوى وضع يدها على وجهها والتنهد بما يكفي لإسقاط السماء.

"هذا لا يهم الآن، اسمعوا لقد كنت أنا وكايا وهاروكي نتحدث عن ما الذي سنفعله بعد أن نعود إلى عالمنا الحقيقي"

"هيه هل هذا صحيح؟"

تحدث رين لتغيير الجو وردت ريا بنبرة متفاجئة إلى حدٍ ما كما لو أنها لم تتوقع ذلك لكن رين الذي لم يلاحظ مشاعرها تابع حديثه.

"أجل لقد كنا نفكر بالذهاب في جولة حول المدينة ثم زيارة متاجر الحلوى المشهورة"

"بالرغم من أننا فقراء ولا نملك نقود؟"

"اغغ لا تذكرينا بذلك أنتِ تفسدين متعتنا!"

بالرغم من أن رين كان يتحدث بتعبير سعيد إلى حد ما فقد قامت ريا بضرب الوتر الحساس بلا مبالاة لدرجة أن تعبير رين تحطم في لحظة ولم يستطع قول شيء.

لذا وبدلاً عنه وبخت كايا ريا بانزعاج لكن ريا لم تهتم بذلك واستمرت.

"هناك الوباء أيضاً"

"عاااا لقد أخبرتكِ ألا تذكرينا بذلك ريا الغبية!!"

وضعت كايا يديها على أذنيها وصرخت كما لو كانت لا تريد الاستماع أكثر.

"هاهاها..آسفة"

عند رؤية ذلك خدشت ريا رأسها وتحدثت بتعبير اعتذاري.

"ولكن من الجيد سماع أنكم قد اتخذتم قراركم..

لقد كنتم مترددين في وقت سابق"

تحدثت ريا بابتسامة باهتة لذا نظرت إليها كايا لفترة ثم تحدثت نيابة عن الجميع.

"أجل في الواقع لقد كنا مترددين في الاختيار ولكن عند التفكير بالأمر"

أخذت كايا نفساً ثم تابعت التحدث بتعبير فارغ.

"أفضل الموت بالوباء على أن أقاتل كائنات متفجرة ودمى بشرية كل يوم"

"أجل"

"نعم.."

"معكِ حق"

أومأ رين وهاروكي وريا برأسهم بنظرة فارغة كما لو كانوا يوافقونها الرأي.

ثم تابعت ريا التحدث أثناء امساك يديها بنظرة مرعوبة.

"أصبحت أخاف من النوم مؤخراً"

"تقولين هذا بالرغم من أنكِ نمتِ لأكثر من عشر ساعات!"

"أيها الوغد!!!"

سخر رين من ريا لذا نظرت إليه ريا كما لو كانت ستقتله ثم دافعت عن نفسها كما لو كانت مظلومة.

"لقد كان هذا بسبب اني كنت أحلم بذكريات السيدة!"

"هل هذا صحيح حقاً؟"

"ما الذي تقصده؟!!!"

بالرغم من ذلك أعطاها رين نظرة غير مصدقة لذا تحدثت ريا أثناء اطلاق النار من عينيها.

'مزعج'

نظرت يونا إلى المشهد بتعبير معقد.

كان من الصعب معرفة ما كانت تفكر به من تعبيرها لكنه بالتأكيد لم يكن على الجانب الإيحابي.

'رؤيتهم هكذا حقاً مزعج'

حدقت يونا في مشهد ريا ورين اللذان كان يتشاجران وبكايا وهاروكي اللذان يحاولان تهدئتهما بانزعاج.

شعرت كما لو أنها كانت طالبة جديدة تم ادخالها قسراً إلى مجموعة طلاب كانوا معاً منذ السنة الأولى لذا أعطاها ذلك شعوراً مزعجاً كما لو كانت في غير مكانها.

'هذا يسبب لي الصداع

ضغطت يونا على رأسها لمحاولة تخفيف صداعها.

'هل عليَّ العودة إلى غرفتي؟'

"ألا تظنين ذلك أيضاً يونا!؟"

في الوقت الذي كانت تفكر فيه في ذلك نادى شخص ما باسمها فجأة.

"يونا؟"

"هاه؟ماذا؟!!؟"

شعرت يونا بالارتباك إلى حد ما لأنها لم تعلم إلى أين وصلت المحادثة لذا سألت بصوت أخرق لكن لم يعلق أحد على ذلك.

"ألا تظنين أن رين يقول هذا لأنه يشعر بالغيرة من أني أكون دوماً الشخص الذي يتم إعلامه بالأشياء المهمة؟"

"هيه حسناً ربما؟"

أجابت يونا بشكل أخرق كما لو كانت لا تفهم كيف وصلت المحادثة إلى هنا لكن ريا التي لم تلاحظ ذلك تحدث بتعبير منتصر أثناء النظر إلى رين.

"أرأيت حتى يونا تعتقد ذلك"

"هي فقط لا تريد أن تجادلكِ لأنكِ مزعجة!"

"هذا ليس صحيحاً!!

يونا أنتِ فقط كنتِ تقولين الحقيقة صحيح!!؟"

حولت ريا نظرها إلى يونا وسألت بشرر في عينيها لذا لم يكن لدى يونا خيار سوى الاجابة بالرغم من أنها مازالت لا تفهم ما يدور حوله كل هذا.

"هاه؟حسناً أعتقد..؟"

"لا تقولي أعتقد!عليكِ أن تجيبي بجواب حازم!!"

"اييييه"

وبالرغم من أنها أجابت كما أرادت ريا فيبدو أن ريا لم تكن راضية لذا خدشت وجهها كما لو كانت لا تستطيع فهم ما تريده.

"توقفي عن اجبار رأيكِ عليها!"

"أنا لا أفعل!"

تحدث رين إلى ريا أثناء تجعيد حاحبيه لكنها صرخت فقط كما لو كانت مظلومة ثم بدأت بشتمه.

"أيضاً توقف عن التدخل في محادثتي كالأحمق!"

"من الذي تنعتينه بالأحمق أيتها الحمقاء!!"

"لا تنعتي بالحمقاء يا أحمق!!"

"لقد أخبرتكِ ألا تنعتيني بالأحمق سأقتلك!!"

"ماذا قلت؟؟؟!!!"

"بففففف"

عند النظر إلى ريا ورين اللذان كان يتشاحران كما لو كانوا أطفالاً لم تستطع يونا منع نفسها من الضحك.

"هاهاها ما هذا يا إلهي هل أنتم أطفال؟؟هاها"

كان هذا غريباً بالتأكيد لقد شعرت بالانزعاح للتو عند رؤيتهم لكن الآن بدا ذلك مضحكاً بدلاً من مزعج لذا لم تستطع منع نفسها من الضحك بالرغم من أنها لم تعلم سبب شعورها بهذه الطريقة.

"هاها...؟"

"..."

"..."

"..."

"..."

"ماذا..؟"

لكنها سرعان ما توقفت عندما لاحظت أن الآخرين كانوا يحدقون بها بنظرة غريبة.

"لقد...لقد ضحكت!!!"

"اوه اذاً لم أكن الوحيدة التي رأت ذلك!"

عندما تحدثت ريا بنبرة متفاحئة ردت كايا بنفس النبرة كما لو كانت تشك في عينيها.

"ماذا ألا يمكنني الضحك؟"

يونا التي رأت ذلك تحدثت أثناء العبوس لكن ريا فقط تمتمت بعينيها مفتوحة على مصراعيها.

"ليس وكأنه لا يمكنك ذلك ولكن..

بالنسبة لشخص بوجه متجهم مثلك..

أن تضحكي هو أمر غير معتاد"

"أنا لست شخص بوجهٍ متجهم!!"

عند سماع تمتمة ريا صرخت يونا مع وريد على جبينها لكن ريا لم تهتم بذلك وأومأت برأسها فقط ثم تحدثت بابتسامة.

"حسناً هذا يعني على الأقل أنكِ تستمتعين"

قالت ريا ذلك ثم اقتربت من يونا ووضعت يدها على رأسها.

"هذا جيد لك"

"لا تلمسيني!!"

للحظة ومضت عينا يونا لكنها سرعان ما صفعت يد ريا أثناء الصراخ.

ريا التي تم صفع يدها نظرت إلى يدها لفترة ثم تحدثت بابتسامة كما لو كانت تستمتع بذلك.

"لا تخجلي!"

"لست كذلككككك!!!!!"

وبالرغم من قولها لذلك فمازالت ريا تقترب منها وتربت على كتفها أثناء الضحك.

بالنسبة لريا شعرت بأن الطريق الذي بدا طويل جداً أصبح من الممكن رؤية نهايته الآن.

العجوز وزوجته ويونا.

كان عليها الانتهاء من مشاكل الأشخاص الثلاثة ان كان تريد انهاء هذا القضية إلى الأبد وشعرت بأنها تستطيع أن تقول الآن بأنها قد أنهت مشكلة يونا على الأقل.

أما عن العجوز وزوجته...

فربما عليهم حل مشاكلهم بأنفسهم.

لم تكن مشكلتهم شيئاً بامكانها حله.

قتل السيدة لن ينهي القضية.

لذا فالحل الوحيد المتبقي كان..

ترك الرجل العجوز وزوجته يجدون بأنفسهم حلاً لمشكلتهم.

كان لدى ريا بالفعل فكرة عن كيفية جعلهم يفعلون ذلك لكنها قررت عدم قولها في الوقت الحالي

كان من الأفضل ترك عنصر المفاجئة يلعب دوره أيضاً لذا وفي حال كان الرجل العجوز يشاهدهم فقد ابتسمت ريا بخبث أثناء النظر إلى السماء

لو رأى العجوز ذلك لكان قد شعر بقشعريرة في أسفل عموده الفقري لكن لحسن أو لسوء الحظ لم يكن يفعل ذلك في الوقت الحالي.

ضرب!

لأنه كان يقوم بالتخلص من الجرذ الصغير الذي تسلل إلى منزله.

والذي كان ينزف بشدة حالياً.

2022/06/17 · 115 مشاهدة · 1705 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025