41 - في العالم الحقيقي من جديد(١)

"لقد انتهيت من اصلاح الأسلاك المرتبطة بهارو"

تحدث آرثر بتعبير فخور أثناء وضع الجهاز برفق على الأرض.

رداً على ذلك حولت يوي بصرها إليه ثم تحدثت أثناء الاشارةإلى الجهاز الذي كانت تمسك به.

"وأنا قاربت على الانتهاء من اصلاح أسلاك كايا!"

"إذا نحن تقريباً انتهينا منهم جميعاً"

"أجل تقريباً...رغم أنه مازال علينا اصلاح الأسلاك الخاصة بيونا"

علمت يوي عن التحالف المؤقت الذي عقدوه مع الأميرة المزيفة من آرثر لذا وبموجب هذا التحالف كان عليها على الأقل اصلاح الأسلاك الخاصة بها لاخراجها.

"لكن المشكلة أننا لا نعلم مكانها حتى"

كانت المشكلة انها حتى وان ارادت فعل ذلك لم تستطع، لأنها لم تعلم مكان وجود يونا حالياً.

وبالتأكيد لم يكن هناك شيء مثل اصلاحها عن بعد لذا كان هذا يمثل مشكلة في الوقت الحالي.

فكرت يوي لفترة في المكان الذي من الممكن أن تتواجد به يونا ثم خطرت في بالها فكرة ما.

"بما أن العجوز قام بقطع أسلاكها أثناء وجودها داخل القصة ألا يعني هذا أنها موجودة بالقرب منه؟في منزله مثلاً؟"

كان من الممكن أن يهدي العجوز ليونا الجهاز ويخبرها بكيفية عمله حتى لو لم يكن قريباً منها ولكن كانت مسألة قطع أسلاكها شيء مختلف.

ففي ذلك الوقت عندما كانت يونا على وشك اعادة امتصاص الطاقة السحرية فقدت السيطرة على جسدها فجأة مما يعني أن العجوز قام بقطع أسلاكها والذي عنى بطبيعة الخال أنها كانت قريبة منه.

كان من الغير من الممكن أنه قام بالتسلل كاللص إلى منزلها فقط من أجل قطع أسلاكها لذا كان الاحتمال المتبقي هو أنها موجودة في منزله.

لكن وحتى وان كان الأمر كذلك فمازال هناك مشكلة.

"لكن المشكلة أننا لا نعلم موقع منزله حتى"

"أنا أعلم"

"هاه؟"

تحدثت يوي بنبرة مريرة لكن آرثر قال بأنه يعلم لذا لم تستطع سوى فتح عينيها على مصراعيها بتعبير مذهول كما لو أنها لم تتوقع ذلك أبداً.

"حقاً؟؟!!!!"

"أجل، لقد ذهبنا إليه أنا ورين ذات مرة"

"هل حقاً؟اذا هذا يجعل الأمر أسهل!"

ابتسمت يوي بسعادة عندما أكد آرثر ذلك ثم تابعت الحديث.

"فلنذهب اذاً لاحضار يونا"

"بخصوص هذا..أنا سأذهب وحدي"

"..."

بسماع ذلك صمتت يوي لفترة كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم لم كان يقول ذلك فجأة ولذا بعد فترة من الصمت فتحت فمها وتحدثت أولاً كما لو كانت لا تستطيع منع نفسها من السؤال.

"لماذا؟"

"حسناً أنتِ عليكِ اكمال إصلاح أسلاك كايا"

"هذا صحيح ولكن..من الخطير أن تذهب لوحدك!"

بالرغم من أن آرثر قال ذلك كما لو كان خائفاً على الوقت حقاً فقد كان من الواضح أنه كان يكذب.

على الأقل بالنسبة ليوي.

لذا لم تستطع تركه يذهب لوحده عندما فكرت في السبب الذي دفعه للكذب.

والذي في الغالب كان لأن الذهاب إلى منزل العجوز كان حقاً خطيراً.

كان الأمر ليكون مختلفاً لو كان ذلك داخل القصة لكن على الأقل الآن كانوا مجرد الأطفال.

مهما حاولوا فلم يكن من الممكن التغلب على العجوز في معركة في القوة، وكان ذلك صحيحاً بشكل خاص بالنسبة لها ولآرثر اللذان لم يقوموا بقتال جسدي حتى داخل القصة.

لذا في مواجهة ضد العجوز كانت نتيجة واضحة.

كان هذا هو السبب الذي جعل آرثر يريد الذهاب لوحده بالرغم من أن ذهابهم معاً سيكون أكثر فعالية.

على أي حال وبالرغم من رفض يوي الفكرة تماماً فقد لوح آرثر بيده فقط كما لو لم يكن بالأمر الجلل.

"لا بأس سأكون بخير"

"...فهمت"

عند سماع ذلك لم تستطع يوي الاصرار اكثر لذا أومأت برأسها في النهاية.

"اذا أنا ذاهب"

"اعتني بنفسك"

"حسناً"

وبهذه الكلمات، ترك آرثر يوي واتجه إلى منزل الرجل العجوز.

***

"حسب ما أذكر فقد كان في الأنحاء"

نظر آرثر حوله وعبث بذاكرته الضبابية لمحاولة التذكر.

صحيح أنه كان يعرف أين يوجد منزل الرجل العجوز لكن مرت فترة منذ ان جاء الى هنا لذا كانت ذاكرته بخصوص ذلك ضبابية إلى حدٍ ما.

"اه!ها هو ذا!"

لكن ولحسن الحظ سرعان ما قابل منزل مألوف.

والذي كان بالتأكيد منزل الرجل العجوز.

فتح آرثر الباب بهدوء ثم تسلل إلى الداخل بخطوات خفيفة.

وبمجرد دخوله قابله ممر طويل يوجد في نهايته درج يؤدي إلى الطابق الثاني.

أما على يمينه فقد كان هناك باب يؤدي إلى غرفة الضيوف.

وفي منتصف الممر تقريباُ كان هناك باب على اليسار يؤدي إلى المطبخ حسب ذاكرته.

قرر آرثر التحقق من غرفة الضيوف أولاً لذا فتح بابها بهدوء ودخل.

"اه!!..انها هنا!"

ولحسن حظه كانت يونا هناك.

بالطبع لم يكن متأكدة مما اذا كان هذا الجسد يعود الى يونا ولكن كم شخص في العالم سيرتدي نفس الجهاز الذي كانوا يرتدونه على رأسه؟

لذا اعتقد انه سيكون من الصحيح القول ان هذه الفتاة هي يونا.

'عليَّ أخذها والعودة بسرعة!'

وبمثل هذا الفكر اقترب من يونا وحملها.

لا..حاول حملها.

لولا شعوره بأن العالم كان يهتز في اللحظة التالية.

لم يستطع آرثر الوقوف وانهار على الأرض أثناء الامساك برأسه الذي كان يؤلمه كما لو كان سينقسم.

"لن أسمح لك بأخذها"

كان هذا آخر ما سمعه قبل أن يفقد وعيه.

"هؤلاء الأطفال الأشقياء هل أصبحوا الآن يتسللون إلى منازل الآخرين؟"

قال العجوز ذلك بتعبير منزعج أثناء النظر إلى آرثر الذي كان مستلقياً على الأرض أمامه.

"من الجيد أني كنت قد نزلت من الطابق العلوي للحصول على بعض الأشياء من المطبخ وإلا لكان هؤلاء الأوغاد قد استطاعوا الحصول على هذه الفتاة"

فكر العجوز عما اذا كان عليه نقلها إلى الأعلى لكنه هز رأسه في النهاية.

"لنتركها كطعم لجذب باقي الجرذان"

ابتسم العجوز بخبث ثم نظر إلى آرثر ثانية.

'حسناً ما الذي عليَّ فعله مع هذا الشخص؟'

"هممم...سأتركه فقط"

هز العجوز أكتافه ثم لف جسده وبدأ السير خارجاً من الغرفة.

"فلتأمل أن يأتي أصدقاؤك لانقاذك وإلا ستنزف حتى الموت أيها الجرذ المسكين"

قال العجوز ذلك بابتسامة خبيثة قبل أن يصعد الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني.

عائداً إلى حيث توجد زوجته.

***

"انتهيت!"

تحدثت يوي بسعادة أثناء تمديد جسدها.

"تبقى اصلاح الأسلاك الخاصة بيونا ثم سيكون باستطاعتنا إعادتهم جميعاً معاً!

ولكن بالتفكير بالأمر...ألم يتأخر آرت كثييراً..؟"

سرعان ما تحول التعبير السعيد على وجهها إلى الجدية عند التفكير في آرثر الذي مازال لم يعد بالرغم من أنه غادر منذ ما يقارب ساعة.

لذا كان من الطبيعي أنها شعرت بالقلق.

"سأذهب لتفقده!"

وبمجرد أن قررت ذلك قامت من مكانها وتوجهت إلى خارج المنزل.

لقد انتهت من اصلاح كايا لذا لم يكن لديها شيء لتفعله على أي حال.

"من الجيد أني أجبرته على اخباري بالعنوان قبل ذهابه"

فكرت يوي بالمحادثة التي دارت بينها وبين آرثر قبل مغادرته المنزل.

'اه انتظر لحظة!'

آرثر الذي كان على وشك المغادرة توقف عند كلمات يوي.

'ماذا الآن؟'

'أخبرني بالعنوان!'

'لماذا؟'

نظر آرثر إلى يوي بنظرة شك كما لو كانت مريبة لكن يوي تجاهلت نظرته وتحدثت بابتسامة متكلفة.

'حسناً فقط في حال حدوث أي مشكلة!'

'مشكلة مثل ماذا؟'

'فقط أخبرني!!!'

عند رؤية يوي التي كانت مصرة جداً تنهد آرثر في النهاية وأخبرها.

'سأخبركِ لكن عديني ألا تلحقي بي!'

'أعدك!'

وهكذا غادر آرثر المنزل بعد اخبارها بعنوان منزل العجوز.

"هل هذا يعني خنثاً للوعد؟"

تساءلت يوي.

فالبرغم من أنها وعدته ألا تلحق به فقد كانت الآن تتجه بالفعل إلى حيث كان لكنها سرعان ما هزت رأسها.

"انها حالة طارئة لذا لا بأس"

بالطبع كان هناك بأس لكن يوي قررت تجاهل ذلك على أي حال.

وأثناء ذلك وصلت أخيراً إلى منزل الرجل العجوز.

"وصلت!"

فتحت يوي الباب بهدوء ثم دخلت دون اصدار أي صوت.

وبمجرد دخولها استطاعت شم رائحة مؤلوفة.

'هل هذه رائحة دم..؟'

كانت رائحة الدم.

لم تستطع يوي منع الشعور المشؤوم الذي شعرت به لذا سارعت بالذهاب إلى مصدر الرائحة.

"آ.آرت..؟"

وهناك كان آرثر الذي كان فاقداً للوعي ينزف من رأسه.

اقتربت يوي بسرعة من آرثر وجلست بالقرب منه ونادته.

"مهلاً آرثر آرثر ما الذي يحصل!!؟؟؟"

لكن بالتأكيد لم يكن هناك جواب.

وفجأة شعرت بشعور مشؤوم جعلها تتدحرج دون أن تدرك ذلك.

ضرب

ولحسن الحظ أنها فعلت ذلك.

لأن عصًا ضربت الأرض بقوة في المكان الذي كانت جالسة فيه.

كان الشخص الذي كان ممسكاً بالعصا..

"أيها العجوز الحقير هل أنت من فعل هذا به!!!"

هو الرجل العجوز.

قامت يوي من مكانها وتراجعت للخلف أثناء الصراخ بعينيها محتقنة بالدماء.

"هذا صحيح وقريباً سوف تصبحين مثله"

قال العجوز ذلك ثم ركض نحوها.

"لا تقترب أكثر!!!!

أنا أحذرك!!!"

استمرت يوي بالتراجع أثناء تحذير الرجل العجوز إلى أن اصطدمت بحائط.

الرجل العجوز الذي لم يهتم بتحذيرها رفع العصا عالياً بمجرد أن وصل إلى حيث كانت.

وفي تلك اللحظة.

رش!

دخل مسحوق ما عينيه جعله يفلت العصا من يده ويضعها على عينيه من الألم الذي شعر به.

"أيتها اللعينة!"

يوي التي كانت الجاني خلف ذلك خرجت من الغرفة بسرعة ثم خرجت من المنزل وركضت بأقصى ما لديها.

ورائها، استطاعت سماع خطوات شخص يلحق بها.

والذي كان بالتأكيد الرجل العجوز.

'تباً ان يلحق بي..انه يلحق بي!!!!!'

استمرت يوي بالركض إلى أن وصلت منزلها ثم دخلته بسرعة وأغلقت الباب بالقفل.

بوم!!

ضرب الرجل العجوز الباب المغلق لفترة كما لو كان ينوي كسره.

يوي التي سمعت الصوت دارت في دوائر كما لو كانت لا تعلم ما عليها فعله.

"ماذا علي أن أفعل...ماذا علي أن فعل؟؟؟!!!!!!!"

ثم في النهاية، ومع توترها من صوت ضرب الباب الذي كانت تسمعه.

ضغطت الزر الذي لم تكن تنوي ضغطه.

على الأقل ليس حالياً.

وبمجرد ضغطها له.

فقد أربعة أشخاص وعيهم في نفس وقت.

وعادت أرواحهم إلى مكانها الأصلي الذي تنتمي له.

2022/06/18 · 116 مشاهدة · 1436 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025