43 - في العالم الحقيقي من جديد(٣)

"كما توقعت..لقد تم اعادتهم"

تمتمت يونا بصوت منخفض أثناء النظر إلى الجثث الأربعة.

"لماذا أنا الوحيدة التي بقيت؟

هل سيقومون باعادتي أساساً..؟"

تساءلت يونا أثناء تجعيد حاجبيها ثم دفنت وجهها في ركبتيها.

"هذا ليس عدلاً...لقد ساعدتهم أيضاً...لذا كان عليهم الالتزام بالاتفاق في المقابل..!"

رفعت يونا رأسها ونظرت ثانية إلى الجثث الأربعة، ثم وبعد التحديق لفترة، تحدثت بتعبير معقد.

"كما توقعت الجميع هو نفس الشيء...ليس هناك اي شخص جيد بينهم"

'حسناً..أنا بنفسي لست شخص جيد لذا ليس وكأني كنت أتوقع أن يكون هناك أشخاص جيدون في هذا العالم'

"..."

'مع ذلك..'

"هذا ليس عدلاً...أن يذهبوا ويتركوني خلفهم.."

[هل تشعرين بالخيانة؟]

عندما كانت يونا منغمسة تماماً في مشاعرها تحدث صوت ما لها فجأة.

نظرت يونا حولها بذهول ومع ذلك لم تستطع العثور على مصدر الصوت.

"من أنت؟"

لذا وبدلاً من الاجابة ردت بسؤال آخر بتعبير حذر.

[أنا روح العالم]

"روح العالم؟...اوه..هل أنت زوجة الرجل العجوز الذي تحدثت عنها ريا؟"

[أجل]

رداً على سؤال يونا أومأت روح العالم برأسها، أو على الأقل بدا أنها تومأ برأسها ثم أجابت بأجل وتابعت التحدث.

[هلَّ أجبتي عن سؤالي؟]

"..."

ترددت يونا في البداية عما اذا كان عليها الحديث مع الشخص الذي من الممكن أن يكون عدوهم.

حتى لو قالت ريا أنها لم تكن كذلك وأنها كانت ضحية أيضاً فقد كان من الممكن أنها كانت تخدعهم فقط وفقاً لخطة الرجل العجوز لذا كان من الواضح أنها لم تملك مشاعر ايجابية تجاهها.

لكن في النهاية وبعد بعض التفكير قررت الاجابة مذ أنها لا تملك شيئاً لتخسره على أي حال.

"انه ليس وكأني أشعر بالخيانة...

انه فقط أنني غاضبة لأنهم لم يلتزموا بالاتفاق الذي بيننا"

[ههه هل هذا صحيح؟]

بالرغم من أن يونا أجابت بذلك فقد ضحكت روح العالم فقط وتحدثت بنبرة مرحة كما لو كانت لا تصدق ما قالته ثم تابعت التحدث.

[بالنسبة لي تبدين حزينة ومحبطة أكثر من كونك غاضبة]

"هاا؟حزينة؟لم قد أكون حزينة؟"

عند سماع ما قالته روح العالم فتحت يونا عينيها على مصراعيها وسألت بنبرة سخيفة كما لو كانت تظن أن روح العالم قد فقدت عقلها.

لكن روح العالم فقط أجابت سؤالها كما لو كان السبب بسيطاً جداً.

[لأنهم تركوكِ وذهبوا؟]

"هذا ليس صحيحاً!"

[حسناً أنا أتفهم شعورك..

أي شخص سيشعر بالاحباط بسبب ما حصل]

بالرغم من انكار يونا فقد تجاهلت روح العالم ذلك فقط وتحدثت كما لو كانت تفهم مشاعرها.

[لكن لا تقلقي أنا متأكدة من أنهم سيعيدونك!]

"ولم قد يفعلون ذلك؟"

[لأنكِ صديقتهم؟]

"نحن لسنا أصدقاء!!!!"

رداً على ما قالته روح العالم صرخت يونا بصوت عال بتعبير مضطرب إلى حد ما وأنكرت ما قالته انكارا تاماً.

لكن روح العالم التي سمعت انكارها تحدثت فقط بنبرة محيرة.

[حقاً؟بالنسبة لي بدوتم تماماً كالأصدقاء]

"ربما نظركِ يعاني من مشكلة"

[ههه ربما أكون مجرد امرأة مسنة لكن يمكنني معرفة ذلك على الأقل]

بالرغم من اهانة يونا المباشرة لها فقد ضحكت روح العالم فقط وتحدثت بنبرة واثقة.

[لذا ثقي بهم!هم بالتأكيد..]

ابتسمت روح العالم، أو على الأقل هكذا شعرت يونا ثم تابعت الحديث.

[لن يتركوكِ وحيدة!]

***

"اوه؟هارو هل عدت!"

استقبلت ريا هارو الذي عاد إلى الغرفة واقتربت منه بابتسامة ثم سألته.

"كيف جرى الأمر؟"

"لقد نجح"

رداً على سؤال ريا أحضر هاروكي الرجل العجوز الذي كان قد تركه أمام الباب لأنه كان ثقيلاً عن طريق جره ووضعه أمام ريا.

"اوه!كما هو متوقع من أخي الصغير!!"

برؤية جثة الرجل العجوز التي تستلقي أمامها ابتسمت ريا على نطاق واسع أثناء التربيت على رأس هاروكي ثم حولت نظرها إلى يوي وتحدثت إليها.

"بما أننا قد انتهينا من مشكلة الرجل العجوز فهل يمكنك البدأ باصلاح أصلاح أسلاك يونا؟"

"حسناً!"

في الأصل كانوا ينوون تأجيل هذا الأمر لوقت لاحق ولكن لن يضر فعل هذا الآن بما أنهم قد تغلبوا على العجوز على أي حال لذا توجهت يوي إلى حيث كان رين بما أنه كان يحمل يونا على ظهره ثم أخرجت أدواتها وبدأت عملية الإصلاح.

برؤية ذلك أومأت ريا برأسها ثم نظرت إلى رين الذي أنزل يونا من على ظهره وقالت بابتسامة شريرة أثناء الاشارة باصبعها السبابة الى الرعل العجوز النائم على الأرض أمامها.

"رين فلتقم بربط هذا العجوز"

"حسناً"

اقترب رين من الرجل العجوز ثم انحنى وبدأ بربطه بحبل أخرجه من ملابسه(؟)

برؤية رين الذي كان يقوم بربط الرجل العجوز ابتسمت ريا ابتسامة شريرة وقالت.

"أرجوك اربطه جيداً بحيث لا يستطيع الحراك أبداً مجدداً"

"هذا ما كنت سأفعله!"

قال رين ذلك بابتسامة مماثلة لابتسامة ريا.

'بدأت أخاف من هذين الاثنين!'

كايا ويوي اللتان شاهدتا ذلك فكروا في هذا أثناء الشعور بالقشعرية تسري أسفل عمودهم الفقري.

وبالتأكيد لم يقولاه بصوت عال.

ريا التي لم تعلم مشاعرهما تحدثت فجأة ألى كايا.

"كايا هل يمكنكِ الذهاب إلى منزلنا واحضار أحد الأجهزة من هناك؟"

"يمكنني ذلك ولكن بم ستستخدمينه؟"

بسماع ما قالته ريا أمالت كايا رأسها بتعبير محير كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم سبب طلب ريا لذلك فجأة.

اجابة على سؤال كايا وضعت ريا ابتسامة مريرة على وجهها ثم تحدثت أثناء خدش رأسها.

"في الحقيقة لقد فكرت كثيراً بشأن الطلب الذي طلبته السيدة مني

ومها فكرت بالأمر فهو فعلاً الحل الأفضل!

فبموتها سينتهي هوس العجوز بادخالنا القصة"

طبعاً كان من الممكن أن يسبب موتها هوساً جديداً له ويبدأ بمحاولة اعادة احيائها بدراسة السحر الأسود ثم في النهاية يكتشف أن السحر الأسود موجود في هذا العالم ويمكنه إحياء زوجته.

لكن عليه دفع ثمن استخدامة والذي سيكون التضحية بأرواح بشرية لذا سيبدأ التجول بالليل وخطف الأشخاص ثم سيستخدمهم وسيستطيع اعادة احياء زوجته.

لكن سيكتشف أن زوجته التي عادت للحياة ليست مثل زوجته التي عرفها وأنها في الواقع أصبحت مهووسة دماء وكانت تقوم بقتل البشر وتقطيعهم إلى أشلاء وشرب دمائهم فيشعر بالذنب لأنه بسببه وبسبب استخدامه للسحر الأسود أصبحت زوجته التي تكره الدم الآن قاتلة لذا وللتكفير عن ذنبه سيقوم بالانتحار.

وبعد ذلك زوجته التي رأت جثته ستستعيد مشاعرها البشرية ثم ستقتل نفسها لأنها لا تريد ايذاء البشر بعد الآن.

وبعدها في الصباح سيكتشف الناس الجثتين وسيقومون بدفنهم بجانب بعضهم تحت شجرة قديمة وسيكتبون على قبرهما 'الزوجان اللذان قاما بانتحار مزودج' وهكذا سيعيشان بسعادة إلى الأبد وتصبح دراما سوداء.

لكن ريا التي لم ترد التفكير في ذلك قررت أن قتل السيدة العجوز هو الحل الأفضل وتمنت في قلبها أن شيء مثل السحر الأسود ليس موجوداً في العالم وأن الرجل العجوز ليس مجنوناً لهذه الدرجة وبالطبع لم يعلم أحد مشاعرها.

على أي حال ريا التي شعرت بأنها ذهبت بعيداً تابعت حديثها.

"لكن..

ولو لمرة واحدة أنا أريد منهم الحديث بشكل لائق!

العجوز لم يتحدث مع السيدة بشكل لائق منذ ١٧ عشر عاماً

هي لم تكن تستطيع الكلام لذا طوال الوقت هو كان يضع افتراضات بنفسه لما سيجعلها سعيدة

وانتهى به الأمر بادخالها داخل القصة ظناً منه أن هذا سيجعلها سعيدة دون علمه أنه كان مخطئاً تماماً

لذا أنا سأجعلهم يجرون هذا المحادثة التي ستصحح سوء الفهم لدى كل منهم!

والتي..

ربما تكون المحادثة الأخيرة"

علمت ريا من خلال ذكريات السيدة العجوز أنها كانت تشعر بأن وجودها يتلاشى تدريجياً.

والذي عنى في الغالب..

أنه ستموت قريباً.

لذا أرادت ريا أن تفعل ذلك من أجلها هي التي سترحل قريباً لتحقق أمنيتها الأخيرة بالحديث مع العجوز.

لذا لم يكن هذا من أجل العجوز بل من أجلها.

الأشخاص الذين سمعوا كلامها حدقوا لفترة في ريا ثم كانت كايا أول من تحدث.

"فهمت...في الواقع كنت أفكر في شيء مشابه

لم أُرِد أن ترحل السيدة قبل أن تجري محادثة لائقة مع هذا الرجل!

سأذهب الآن لاحضار الجهاز"

قالت كايا هذه الكلمات ثم اندفعت بسرعة خارج الغرفة.

***

"أحضرته!"

عادت كايا بعد فترة قصيرة من رحيلها بالجهاز في يدها.

"قلتنقلوا روحه لجسد...امم الأمير على سبيل المثال؟

وأنا سأذهب لنقل روح السيدة لشخصية ما"

"حسناً"

قالت ريا ذلك ثم خرجت من الغرفة دون انتظار اجابتهم وصعدت الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني ودخلت غرفة بدت بارزة بشكل خاص.

في الداخل استطاعت رؤية المرأة ذات البشرة الشاحبة التي كانت ترتدي جهاز على رأسها.

حدقت بها ريا لفترة ثم وضعت يدها على جهازها.

"همم أي شخصية أختار؟"

نظرت ريا إلى الخيارات أمامها وتساءلت.

بالطبع كان بإمكان السيدة اجراء محادثة مع العجوز حتى لو كانت ماتزال تمثل روح العالم لكن ريا اعتقدت انه سيكون من الأفضل منحها جسد مادي.

"الأميرة هي أفضل خيار ولكن المشكلة أن روح يونا موجودة فيها"

اذا كانوا سيضعون العجوز في جسد الأمير فقد اعتقدت ريا أنه سيكون من الأفضل وضع السيدة العجوز في جسد الأميرة لكنها ترددت في فعل ذلك بما أن يونا موجودة هناك.

لكنها سرعان ما هزت رأسها وتحدثت بنبرة تبدو وكأنها اتخذت قراراً.

"حسناً لا بأس!

هذا تضحية ضرورية من أجل سلام العالم!"

أومأت ريا برأسها ثم حركت يدها وضغطت على خيار الأميرة.

"اختيار الشخصية و...اضغط"

ضغطت ريا على الزر ثم حدقت في الجهاز بنظرة جادة وقالت.

"أرجو أن تنهي هذه المحادثة معاناتنا جميعاً"

تمنت ريا ذلك حقاً من كل قلبها.

***

"أين أنا؟"

فتح جيم عينيه في مكان غير مألوف.

لا.

بدلاً من مكان غير مألوف فلم يستطع رؤية شيء ليعلم أين كان في المقام الأول.

حاول تحريك جسده لكنه لم يستطع ذلك حيث شعر كما لو كان محتجزاً داخل صندوق.

شعر بالاختناق حيث لم يكن هناك مصدر للهواء.

"أولئك الأطفال اللعينون هل قاموا بحبسي داخل صندوقاً لينتقموا؟"

في الواقع هم لم يفعلوا ذلك لكن بالنسبة له هو الذي كان على وشك الموت من نقص الأكسجين بدا الأمر بالتأكيد كذلك.

ركل جيم الصندوق الضيق بقدمه عدة مرات.

ولحسن الحظ وبعد محاولاته الجادة لفترة كسر سقف الصندوق أخيراً.

وفي نفس اللحظة سقط التراب من خلال السطح المكسور وغطاه تماماً.

"هااااه"

رفع جيم الجزء العلوي من جسده على عجل مخترقاً التراب وزفر بشدة ثم نظر حوله.

كان المكان الذي كان فيه..

هو المقبرة.

"لا مهما كنتم تكرهون شخص ما فهل يجوز أن تقوموا بدفنه حياً!!"

في الواقع هم لم يقوموا بذلك عن قصد بل نسوا فقط أنهم قاموا بدفن جسد الأمير عندما ظنوا أنه قد مات لكن لم يكن هناك شخص ليصحح سوء فهمه.

لجيم الذي الذي كان ينظر حوله بارتباك.

"جيم"

تحدث شخص ما فجأة.

حول جيم رأسه على عجل إلى مصدر الصوت.

وهناك كان شخص يعرفه جيداً.

كانت الأميرة التي خلق شكلها بناءً على شكل يوي.

لكن لم يكن هناك طريقة لكي لا يعلم.

من كان داخل ذلك الجسد.

حتى لو كان الصوت والشكل مختلفاً.

فقد استطاع جيم أن يعرف جيداً..

هوية الشخص الذي اقترب منه..

"يو..يوميكو..؟"

تمتم جيم بالاسم أثناء التحديق بعينيه مفتوحة على مصراعيها بالأميرة التي كانت تقترب منه.

"هذا صحيح!"

عند سماع اسمها الذي خرج من فمه أومأت يوميكو برأسها وأكدت كلامه ثم ابتسمت على نطاق واسع وقالت.

"أنا سعيدة لحصولي على فرصة للحديث معك...جيم"

الوجه الذي قال ذلك.

كان لا يمكن أن يكون أكثر سعادة.

2022/06/20 · 124 مشاهدة · 1658 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025