"هل أنتِ متأكدة من أن هذه هي المدرسة التي ترتادها؟"

"أجل، هي أخبرتني بذلك"

"لكننا ننتظر منذ فترة طويلة ومع ذلك مازالت لم تخرج بعد"

"معكِ حق هذا غريب"

كانت يوي وريا هما اللتان تجريان محادثة أثناء الانتظار أمام مدرسة يونا حيث كان من المفترض أن يعود ثلاثتهم معاً اليوم.

لكن وبالرغم من أنهما كانتا تنتظران منذ فترة طويلة، فلم يكن هناك أي أثر ليونا لذا كان من الطبيعي أنهما شعرتا بالحيرة.

"ربما هي غائبة اليوم؟"

"هذا مستحيل!فقد أخبرتها أننا سنرافقها في طريق العودة إلى المنزل اليوم لذا يستحيل أن تتغيب!"

"من أين لكِ بكل هذه الثقة..."

أجابت ريا بوجه واثق على سؤال يوي لذا لم يكن لدى يوي خيار سوى التحديق بها بنظرة فارغة كما لو كانت لا تستطيع أن تفهم كيف من الممكن أن تكون بهذه الثقة.

"على أي حال دعينا ننتظر أكثر قليلاً"

"حسناً"

أومأت يوي برأسها على ما قالته ريا، ثم وكما لو أنها تذكرت شيئاً ما فقد فتحت فمها من جديد.

"بالمناسبة ما هي آخر التطورات في قضية والد يونا؟"

"والد يونا؟..اه لقد تم اعتقاله مؤخراً"

"بالفعل؟...."

"أجل، بعد أن أبلغت يونا عنه للشرطة فقد بدأوا التحقيق بجدية في ذلك، ثم وبعد رؤية آثار الكدمات على جسدها والدلائل التي تشير إلى وجود عنف في منزلها بالاضافة إلى شهادات الجيران عن سماعهم لأصوات صراخ وتحطيم آثاث طوال الوقت فقد تم اعتقاله في النهاية"

"أنا آرى هذا جيد"

"أجل"

"لكن هل هذا يعني أنها تعيش الآن وحدها؟"

"أجل فقد رفضت العيش مع أقاربها وقالت أنها ستكون بخير بمفردها...اه لقد دعوتها للعيش معنا لكنها رفضت ذلك أيضاً، تسك تسك يالها من طفلة عنيدة"

"حسناً أعتقد أنها تريد الاعتماد على نفسها وألا تكون عبئاً على أحد؟شخصيتها من هذا القبيل في النهاية"

"ربما...على أي حال...لقد تأخرت كثيراً"

"أجل..ربما علينا العودة بالف-"

"،مهلاً يوي اصمتي قليلاً"

"..؟"

"ألا تسمعين شيئاً؟"

"لا..؟"

***

"أنتِ لم تستمرين بتجاهلنا هذه الأيام؟"

تحدثت الفتاة ذات الشعر الوردي بغضب أثناء التحديق في الفتاة ذات الشعر الأسود.

"بالرغم من أني كنت طيبة القلب وسامحتكِ على تغيبكِ لمدة شهر ومع ذلك أنتِ الآن تتجاهليننا؟

هل نسيتي مكانتك يا هذه؟!"

"هي تحتاج لأن تلقنيها درساً!"

بسماع كلام الفتاة ذات الشعر الوردي أضافت الفتاة الواقفة بجانبها والتي بدت كتابعتها أنها يجب أن تلقن الفتاة ذات الشعر الأسود درساً بابتسامة خبيثة.

وبالرغم من ذلك مازالت الفتاة ذات الشعر الأسود تحدق بهم بعيون لامبالية.

'أشعر بالنعاس'

وضعت الفتاة ذات الشعر الأسود يدها على فمها وتثاءبت أثناء الاستماع إلى ثرثرة الفتيات الواقفات أمامها.

'ترى هل ريا ويوي ينتظرانني الآن؟

يبدو أني لن أستطيع الذهاب لملاقاتهم..

فلدي بعص الازعاج هنا..'

فكرت يونا بتعبير مرير.

لم تظهر ذلك لكنها كانت متحمسة بطريقة ما للعودة مع ريا ويوي لكن الآن وبسبب هذا الازعاح أمامها فلن تستطيع ذلك لذا كان من الطبيعي أنها كانت حزينة.

'لم أعد أشعر بالخوف منهن بعد الآن..

هل هذا بسبب كل ما مررت به داخل القصة؟

حسناً..بالمقارنة مع الدمى البشرية والكائنات المتفحرة فهؤلاء الفتيات يبدون كالحيوانات الأليفة'

شعرت يونا أنها تستطيع بطريقة ما رؤية آذان أرنب فوق رأس الفتاة ذات الشعر الوردي، لذا بدلاً من الشعور بالخوف فقد بدا الأشخاص أمامها كحيوانات لطيفة.

في المقام الأول هي لم تشعر بالخوف منهم أبداً حتى في الماضي.

ما كانت تشعر بالخوف منه هو ما يستطيعون فعله بسبب نفوذهم.

فقط التفكير في ما فعلوه بها لأنها تجاهلتهم في أول لقاء لها معهم جعلها ترتجف لدرجة أنها لم تعد تدافع عن نفسها ضدهم مهما كان مقدار ضربهم لها.

لكن الآن حتى ذلك لم يعد يهمها.

كان السبب الوحيد لكونها صامتة حتى الآن هو أنها كانت كسولة للتحدث وليس لأنها كانت خائفة.

لكن على أي حال.

'هذا بدأ يصبح مزعجاً'

يبدو أنها بدأت تفكر بالرد لأن الأشخاص أمامها لم يبدو كما لو أنهم سينتهون في أي وقت قريب.

'هل عليَّ شويهم؟'

فكرت يونا في ذلك بجدية أثناء التحديق بنظرة حادة في الأشخاص أمامها.

مهما كانت الأرانب لطيفة فسوف تصبح مزعجة إذا استمرت بالقفز حولك واصدار الازعاج لذا كانت يونا تفكر بجدية فيما اذا كان عليها شويهم لكنها سرعان ما هزت رأسها.

'هل آخذهم لريا لتفعل بهم ذلك؟سمعت أنها مهتمة بشوي الحيوانات مؤخراً'

بعد أن خرجت ريا من القصة أصبحت لديها عادة غريبة بأخذ الحيوانات، والضفادع على وجه الخصوص وشويها.

عندما تم سؤالها عن السبب فقد أجابت بأنها تفعل ذلك لأن الحيوانات تذكرها بالكائنات المتفجرة لذا لم تستطع منع غريزتها التي تخبرها أن تقوم بالقضاء عليهم.

وبسبب ذلك كان على رفاقها المعاناة في توجيه نظرها بعيداً عن الحيوانات.

كانوا حرفياً يركضون كالمجانين في كل مرة يرون فيها حيواناً ويقومون بركله بعيداً عن بصرها.

'على أي حال اذا كانت تفضل ذلك لهذه الدرجة فلن يكون من السيء تقديم هذه الفتاة التي تشبه الأرنب لها'

صحيح أنها كانت انساناً وليس حيواناً لكنها تجاهلت ذلك أثناء التفكير في أن البشر هم في الواقع حيوانات، علمياً.

وبمثل هذا الفكر كانت يونا تحدق في الفتيات أمامها أثناء الاستعداد لهزيمتهم ثم تقديمهم لريا لكن الأشخاص الذي لم يعلموا ذلك تحدثوا بتعبير غاضب إليها.

"أنتِ هل تستمعين!!

ما الأمر مع هذه النظرة؟!

هل تنظرين إلينا باستصغار!!"

رفعت الفتاة ذات الشعر الوردي يدها لتصفع يونا.

وكانت يونا تستعد للهجوم ولكن في تلك اللحظة.

"توقفي"

لامست سكين الجزء الأمامي من رقبة الفتاة.

"ما..من أنت..؟"

سألت الفتاة بصوت مرتجف أثناء الشعور بالسكين التي تلامس رقبتها.

"كيف تجرؤين على فعل هذا لي!!

ألا تعلمين من أنا؟؟!!!"

هددت الفتاة ذات الشعر الوردي الشخص الممسك بالسكين ولكن وكما لو أنه لا يهتم بكل ما تقوله فقد تحدث بصوت حاد أثناء ضغط السكين أكثر على رقبتها.

"أنتِ...هل تريدين الموت؟"

"م..ما-"

"توقفي ريا"

ارتجفت الفتاة ذات الشعر الوردي من الصوت الذي سمعته والذي بدا جاداً تماماً في قتلها وكانت على وشك قول شيء ما لكن صوت يونا الذي دعا الشخص الممسك بالسكين خلفها قاطعها.

"اوه يونا!مرحباً"

بمجرد أن لاحظ الشخص الممسك بالسكين والذي يدعى ريا يونا قام برمي الفتاة ذات الشعر الوردي بعيداً كما لو أنه فقد الاهتمام.

اصطدمت الفتاة ذات الشعر الوردي بقسوة بالأرض لكن ريا لم تلتفت إليها حتى.

"ك.ك.كيف تجرئين!!!سأخبر والدي عنكِ!!"

"أخبريه..هذا ان أردتي الموت فقط"

"ايك!"

حدقت ريا بنظرة مرعبة في الفتاة ذات الشعر الودري لذا لم يكن لدى الفتاة التي استقبلت نظرتها خيار سوى التراجع قليلاً للوراء من الخوف لكن ريا لم تهتم بذلك وحولت نظرتها إلى يونا فقط وسألتها.

"هل أنتِ بخير يونا؟"

"أنا بخير..

على أي حال ما الذي تفعلينه هنا؟"

"لقد كنا أنا ويوي ننتظركِ أمام المدرسة لفترة لكنك تأخرتي كثير وعندها سمعت صوت ضجة ما لذا أتيت لتفقد الأمر"

"فهمت..

بالمناسبة...من أين أحضرتي هذا السكين"

حدقت يونا بريبة في السكين التي كانت ريا تحملها بيدها لكن ريا لوحت بيدها فقط بابتسامة ثم أجابت.

"أنا أحمل سكيناً معي دائماً!

كما تعلمين من أجل الدفاع عن النفس أو شيء من هذا القبيل"

"لو اكتشفت مدرستك هذا فأنتِ بالتأكيد سيتم عقابك"

"لا بأس لا بأس أنا أقوم بهذا منذ أسبوع ولا أحد اكتشفني!"

"أ.أنتي سترين والدي بالتأكيد س..ايكككك!!!"

كانت الفتاة ذات الشعر الوردي ماتزال تنبح كالكلب لكنها لم يكن لديها خيار سوى الصراخ برعب عند رؤية السكين التي حلقت من جانب وجهها بالضبط ثم غرست عميقاً في الأرض.

"لا تقاطعينا أيتها اللعينة!"

كان الجاني خلف ذلك أو بمسمى آخر ريا يتحدث الآن بنبرة حادة أثناء التحديق بنظرة قاتلة في الفتاة ذات الشعر الوردي.

"مهلاً يونا هذا الفتاة مزعجة، لماذا تستمر بذكر والدها كل ثانية؟هل هو بهذه الروعة؟"

"حسناً..انه رئيس مجلس الوزراء"

"همم رئيس مجلس الوزراء...امم أنا لا أفهم كثير في هذه الأمور لكن هل هذا يعني انه ذو منصب عال؟مثل الرئيس مثلاً؟"

"انه ليس مثل الرئيس لكنه مايزال منصباً عالياً"

"هممم أنا أرى..لقد تساءلت لماذا شخص بمثل شخصيتك يترك نفسه يتعرض للتنمر لكن الآن أنا أفهم..

لكن لا تقلقي!

من أجلكِ هذه الصديقة الوفية ستقوم باغتيال رئيس مجلس الوزراء!!"

"لا..ريا..أعتقد أنكِ ذهبتي بعيداً جداً"

"لا تقلقي سأقوم مع رين باغتياله بسرية لذا لن يعلم أحد عن ذلك"

"لا هذه ليست المشكلة..من الأفضل الابتعاد عن مثل هذه الأمور وإلا ستصبحون مجرمين دوليين"

"همم ولكن ان تركناها فقط فهي ستعود وتبكي عند قدمي والدها لذا ألن يكون من الأفضل التخلص منه؟"

"هذا صحيح ولكن هناك حل أفضل"

"ما هو؟"

"ما رأيكِ بشويها؟"

"شويها؟"

"أجل سمعت أنكِ مهتمة بشوي الحيوانات مؤخراً"

"هذا صحيح لكنها....."

"انظري جيداً ألا يذكركِ شعرها الوردي بالأرانب بطريقة ما؟"

"اوه؟..عند النظر عن كثب فأنتِ محقة!"

"ألم أقل لك؟"

"أجل! تسريحة شعرها ولونه بالاضافة إلى ملامح وجهها و.....همم؟"

اقتربت ريا التي شعرت بشيء غريب عند النظر إلى وجه الفتاة منهم فجأة وحدقت بها بشدة.

"أنت...وجهكِ مألوف بطريقة ما...اه!!"

فكرت ريا لفترة ثم وكما لو أنها تذكرت شيء ما فقد وضعت يديها على كتف الفتاة وسألت.

"أنتِ هل تعرفين شخص يدعى ايلي؟"

"و.و.وكأنني سأخبرك!!"

"أجيبي أيتها اللعينة وإلا قتلتك!"

"حاضر!!"

كانت الفتاة ذات الشعر الوردي تحاول التمرد لكن إنتهى بها الأمر بالرضوخ عندما قابلت نظرة ريا المرعبة التي كانت تحدق بها.

"أنا لا أعرف شخصاً بهذا الاسم أبداً!!!"

'هممم لا يبدو أنها تكذب اذاً هل كنت مخطئة؟أم ربما هو يستعمل اسماً مستعاراً؟'

فكرت ريا لفترة وبدا الأخير أكثر ملائمة ولكن، وللتأكد فقد أخرجت صورة من كمها فجأة.

"انظري إلى هذا الشخص هل تعرفينه؟"

"هاه من هذا؟أنا لا أعرف شخص من هذا القب...اممم؟أليس هذا أخي إلياس؟لكن لماذا صبغ شعره باللون الأشقر؟..ولون عينينه أيضاً...."

"اوه!!كما هو متوقع عيني لم تكن مخطئة!"

"كيف تعرفين أخي!؟"

قامت ريا من على الأرض أثناء مدح نفسها متجاهلة سؤال الفتاة ذات الشعر الوردي.

يونا التي رأت ذلك اقتربت منها وسألت بنبرة محيرة.

"كيف تعرفين شقيقها؟"

"حسناً..انها علاقة معقدة ولكن يمكنكِ القول أنها على الصعيد الايجابي"

"أنتِ؟"

"أجل"

"مع نجل رئيس مجلس الوزراء؟"

"أجل"

"أنتِ؟"

"..."

برؤية يونا التي كانت تحدق بها بعدم تصديق صمتت ريا وجعدت حاجبيها بغضب.

"ماذا ألا يمكنني أن أعرف ابن رئيس الوزراء فقط لأنني فقيرة!!؟"

"أجل"

"..."

صمتت ريا كما لو كانت لا تستطيع دحض ذلك لكنها سرعان ما ابتسمت ابتسامة شريرة ثم وضعت يدها على كتف يونا وقالت.

"على أي حال لا تقلقي!

فمنذ الغد لن تستطيع هذه الأرنبة فعل شيء لك!

ليس هذا فقط بل وستعتذر لك أمام المدرسة بأكملها!"

"ايه؟مهلاً لدي شعور سيء بطريقة ما ما الذي ستفعلينه؟"

"هيهيهيهيهيهيهيهي"

بالرغم من سؤال يونا المليء بالقلق فقد ضحكت ريا فقط بنبرة شريرة لفترة.

وكما قالت تماماً، ففي الغد جثت الفتاة ذات الشعر الوردي على ركبتيها أمام يونا واعتذرت إليها أمام المدرسة بأكملها.

لكن كان هذا حديث الغد، أما في الوقت الحالي فقد كانت يوي هي التي تتجول في الأرجاء بحثاً عن ريا التي اختفت فجأة.

-ريا أين ذهبتي؟

"اوه يبدو أن يوي تبحث عنا علينا الذهاب بسرعة!"

"حسناً"

بسماع صوت يوي الذي يناديها توقفت ريا عن الضحك ثم تحدثت أثناء النظر إلى يونا.

أومأت يونا برأسها ثم توجهتا معاً إلى حيث كانت يوي.

"وهكذا عاشوا بسعادة إلى الأبد...النهاية"

قالت المرأة الشقراء التي بدت في الثلاثينيات من عمرها ذلك للأطفال الجالسين على الأرض أمامها.

"واو هذا مذهل!أريد الدخول إلى قصة خيالية أيضاً!"

بسماع كلمة النهاية تحدث الصبي الصغير ذو الشعر الأسود والعيون الزرقاء السماوية بنظرة متحمسة لدرجة أن أن النجوم كادت تخرج من عينيه.

"أيها الغبي هذه مجرد قصة خيالية!"

لكن الفتاة الصغيرة ذات الشعر العسلي والعيون الزرقاء الداكنة الجالسة بجانبه نظرت إليه كما لو كان غبياً وقالت.

"لا يمكن للأشخاص في الحقيقة الدخول إلى قصة!"

"أختي...."

بسماع ذلك كان للصبي أسود الشعر نظرة حزينة على وجهه كما لو كان محبطاً.

عند رؤية سلوكهم ابتسمت المرأة ذات الشعر الأشقر ثم قالت.

"بل هذا ممكن!"

"هاه؟"

نظرت الطفلة ذات الشعر العسلي بنظرة محيرة إلى المرأة ذات الشعر الأشقر لكن المرأة تجاهلت ذلك وتابعت التحدث.

"لأن أولئك الأشخاص...."

اختلست المرأة نظرة على الرجل ذو الشعر الأسود الذي كان يقف بعيداً ويستمع بابتسامة ثم وضعت يديها على رأس الطفلين وقالت بابتسامة مشرقة.

"كانوا نحن!"

أبطال هذه القصة..

لم يكونوا أحداً سوى هم أنفسهم.

2022/06/22 · 187 مشاهدة · 1841 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025