اليوم ولد أخي الأصغر.
وماتت..
والدتي.
ثم وفي جنازتها التي استمرت ليومين فقط..
وقفت فقط أحدق في صورتها حاملة أخي الرضيع بين ذراعي..
ولم أذرف دمعة واحدة حتى.
***
في اليوم الثالث بعد وفاة والدتي، أخبرنا والدي فجأة أن نركب السيارة.
جلست أنا وأخي في المقعد الخلفي بينما جلس والدي في مقعد السائق.
وبجانبه..
كانت هناك امرأة لم أرها من قبل.
'إلى أين نحن ذاهبون فجأة؟وأيضاً من هذه المر...؟'
غطيت عيني الرضيع الذي كنت أحمله بين يدي على عجل بتفاجؤ.
هناك في الأمام كان هناك والدي الذي كان يفعل بعض الأشياء مع المرأة بجانبه والتي كان من الأفضل عدم ذكرها.
'ما الذي تفعله أمام طفل ولد للتو!!!وأيضاً لم يمض أسبوع حتى على وفاة والدتي هل تخونها بهذه السرعة!!؟
والدي القمامة!!!'
عانقت الطفل بين ذراعي أثناء شتم والدي منتظرة نهاية هذه الجولة التي كان لدي شعور سيء بشأنها.
***
"والدي....أنت قمامة"
نظرت الفتاة ذات الشعر العسلي المربوط إلى قسمين بعيونها الزرقاء الداكنة إلى المشهد حولها ثم قامت بشتم والدها.
للتو فقط هو قام بانزالهم من السيارة هنا ثم ركب لوحده ورحل.
ريا التي تُرِكت لوحدها في الخلف مع شقيقها الرضيع لم يسعها سوى شتم والدها بتعبير فارغ.
"أتمنى أن تصطدم بحائط وتموت أنت وتلك المرأة"
ربما لأنها كانت أمنية صادقة من طفلة بريئة؟
ففي نفس اليوم مات والدها مع عشيقته في حادث سيارة.
وبالطبع هي لم تكن على علم بذلك.
"وااااااااااااه"
فجأة وبلا سابق انذار بدأ الطفل بين ذراعي الفتاة بالبكاء.
"أيها الطفل لم تبكي؟"
"وااااااه"
سألت الفتاة الطفل ولكن بالتأكيد لم يُسْمع الجواب.
"هل أنت جائع؟"
"وااااه"
الآن عند التفكير بالأمر فلم يأكلوا شيئاً منذ فترة لذا كان من الطبيعي أنه كان جائعاً.
هي نفسها كانت جائعة لدرجة أن معدتها كانت تقرقر فكيف سيكون الأمر بالنسبة للطفل الذي ولد منذ ثلاثة أيام فقط؟
بالتأكيد كان بحاجة إلى الغذاء ولكن..
كان من المستحيل الحصول على الغذاء من هنا.
نظرت الفتاة إلى المشهد حولها لكنها لم تصل إلى نتيجة.
لم يكن هناك شيء من الممكن اطعامه له في الجوار.
"أنا آسفة أيها الطفل ليس لدي شيء لأطعمه لك"
نظرت ريا إلى طفل وتحدثت بتعبير اعتذاري، وكما لو أنه فهم كلامها فقد توقف الطفل عن البكاء وأغمض عينيه.
بالنظر إلى أنه لم يصدر صوت لفترة فيبدو أنه قد نام ولكن للتأكد فقط فقد وضعت الفتاة اصبعها أمام أنفه، ولحسن الحظ كان مايزال يتنفس.
تنهدت الفتاة بارتياح ثم نظرت إلى الطفل بتعبير غريب فجأة كما لو أنها تذكرت شيئاً ما.
"بالتفكير بالأمر فما هو اسم الطفل؟"
الآن فقط تذكرت الفتاة أن الطفل لم يتم تسميته بالشكل الصحيح بسبب أن والدتها ماتت بمجرد ولادته لذا كانوا مشغولين لدرجة أنهم نسوا اعطاءه اسماً.
"ماذا قرر والديَّ تسميته عندما كانت والدتي لاتزال حاملاً به؟"
فكرت ريا في الأوقات التي كان يجتمع ثلاثتهم معاً فيها للتفكير في اسم للطفل.
وفي النهاية وبعد الكثير من التفكير قال والدها أنهم سيسمونه ريو اذا كان فتى بينما قالت والدتها أنهم سيسمونه هانا اذا ما كان فتاة.
"والدي قمامة لذا لا يمكنني تسمية الطفل بالاسم الذي اختاره وفي نفس الوقت لا يمكنني تسميته بهانا لأنه اسم فتاة"
وهكذا كانت ريا في حيرة من أمرها بما يجب عليها تسمية الطفل به.
لذا وبعد كثيير من التفكير توصلت إلى قرار أخيراَ.
"سيكون اسمك من الآن فصاعداً ها وسأفكر بالباقي لاحقاً!"
قررت في النهاية أخذ الأحرف الأولى من كلمة هانا ثم التفكير بالباقي لاحقاً وهكذا تم مناداة الطفل بهذا الاسم للشهران القادمان إلى أن تم تسميته لاحقاً بهاروكي.
"على أي حال ما الذي علي فعله الآن؟"
نظرت الفتاة حولها وتساءلت.
اذا لم تستطع ايجاد شيء لأكله فربما لن يستطيع ها سأفكر بالباقي لاحقاً العيش للغد حتى.
لم تستطع ترك الطفل الذي ماتت والدتها لانجابه يموت بهذه السرعة لذا تجولت بيأس لساعات لكن ذلك كان بلا فائدة.
ما نوع الطعام الذي ستجده على الأرض؟
لو كانت الحياة سهلة هكذا لما عانى الناس من الفقر.
شعرت ريا أنها لم تعد تستطيع الوقوف على قدميها بعد الآن لذا ارتكزت على حائط منزل ما أثناء التفكير فيما يجب عليها فعله.
"ما الذي تفعلينه هنا يا طفلة؟"
وفي أثناء تفكيرها بذلك تحدث شخص ما معها فجأة.
"أنا لست طفلة!عمري أربع سنوات!"
"لا الأشخاص الذين عمرهم أربع سنوات هم بالتأكيد أطفال"
"ألا يعني هذا أنك طفل أيضاً؟"
"هفف أنا عمري خمس سنوات لذا لست طفلاً"
نظرت الفتاة بنظرة ازدراء إلى الطفل ذو الشعر الأسود الذي كان يقول أنه ليس طفلاً فقط لأنه كان أكبر منها بسنة واحدة.
الفتى الذي لاحظ نظرتها سأل بوريد على جبينه.
"لماذا تنظرين إلي هكذا؟"
"..."
لكن الفتاة تجاهلته فقط.
"هل تتجاهلينني الآن؟على أي حال ما الذي تفعلينه هنا؟"
"..."
عندما سمعت الفتاة سؤاله لم تستطع سوى التفكير في والدها الذي تركها مع شقيقها ورحل ما جعلها تذرف الدموع بوجه بلا تعابير دون أن تدرك ذلك.
"لمَ تبكين فجاة!!؟؟!"
"والدي قمامة"
"هاه؟"
"أنا هنا لأن والدي قمامة"
"لا هذا لا يفسر شيئاً"
برؤية الفتاة التي مازالت تبكي بلا تفسير تنهد الفتى في النهاية وأمسك بيدها.
"ليس لديك مكان تذهبين إليه صحيح؟يمكنك المبيت في منزلي اليوم ثم سأفكر لاحقاً بما سأفعله بك"
قال الفتى ذلك ثم سحب الفتاة التي كان يمسك بيدها معه متجهاً إلى منزله.
"بالمناسبة اسمي رين ماذا عنك؟"
"ريا...اسمي هو ريا"
"أنا أرى"
"وهذا هو ها سأفكر بالباقي لاحقاً"
"لماذا اسمه هكذا..؟"
"لأن والدي قمامة"
"مجدداً هذا ليس جواباً"
"انها الحقيقة"
"حسناً حسناً أياً يكن اه ها قد وصلنا"
وصل الثلاثة إلى منزل رث إلى حد ما.
كان منزل رين.
بمجرد وصلوهم استقبلتهم مرأة بدت في العشرينيات من عمرها كانت تقف أمام المنزل.
"اوه رين هل عدت؟اممم من هذه الفتاة؟"
"لقد وجدتها بالقرب من هنا"
"هل اختطفتها!!!!!!"
"ليس كذلك!!"
سحبت المرأة ريا من يد رين وعانقتها أثناء النظر إلى رين كما لو كان مجرماً.
"أخبرتك أني لم أختطفها!"
"هل أنتِ بخير يا طفلة؟هل فعل هذا الشقي شيء ما لك!!؟"
"لا ما الذي سأفعله لها!!"
وبالرغم من دفاع رين عن نفسه فقد تجاهلته المرأة فقط ونظرت إلى ريا بعيون عطوفة.
لكن ريا فقط نظرت إليها بتعبير منزعج إلى حد ما وقالت.
"أنا لست طفلة!عمري أربع السنوات!"
"اوه هل هذا صحيح أنا آسفة!إذا يا عزيزتي ما الذي كنت تفعلينه وحدك ليتم اختطافك بواسطة هذا الغبي؟"
"لقد أخبرتكِ أني لم أختطفها!"
"اخرس فقط أيها الغبي"
"..."
مجدداً لم يعطى رين فرصة للدفاع عن نفسه لذا صمت فقط أثناء العبوس.
وبالطبع لم يهتم أحد بذلك.
برؤية ذلك فتحت ريا فمها للإجابة على سؤال المرأة.
"هذا لأن والدي قمامة"
"لقد أخبرتك أن هذا ليس جواباً"
قال رين ذلك رداً على ما قالته ريا لكن المرأة نظرت فقط إلى ريا ثم إلى ها سأفكر بالباقي لاحقاً بين ذراعيها وسألت.
"هل من الممكن أن والدتك توفيت بعد ولادة شقيقك لذا والدك قام بخيانتها مباشرة بعد ذلك وتخلى عنك مع أخوك الصغير بالقرب من هنا ثم رحل؟"
"كيف استنتجي ذلك مما قالته؟"
"أجل هذا صحيح!!"
"بجدية؟؟؟!!"
نظر رين الذي لم يتوقع أبداً أن يكون استنتاج والدته صحيحاً بذهول إليها كما لو أنه لا يستطيع تصديق ذلك.
لكن المرأة فقط نظرت إلى ريا بعيون حزين وربتت على رأسها.
"لا بد أن هذا كان صعب جداً عليكِ يا صغيرتي ليكون لديك مثل هذه القمامة كأب!
لكن لا بأس يمكنك العيش هنا من الآن فصاعداً ان أردتي!
وربما لا أكون تماماً كوالدتك المتوفية لكن يمكنك اعتباري بمثابة والدتك حسنا؟"
"أجل...."
"اذاً هل يمكنكِ أن تخبريني باسمك؟"
"أجل!أنا ريا وهذا هو ها سأفكر بالباقي لاحقاً!"
"همم ياله من اسم جميل ولكن لم اسم الطفل هكذا؟"
"هذا لأن والدي قمامة!"
"أخبرتك أن هذا لا يعد تفسيراً!"
مجدداً صرخ رين في ريا لكن المرأة نظرت فقط إلى ها سأفكر بالباقي لاحقاً بتعبير غريب ثم سألت.
"هل من الممكن أن والدك اختار اسم الطفل اذا كان فتى بينما اختارت والدتك اسمه اذا ما كان فتاة لذا ولأنك لم تريدي استخدام الاسم الذي اختاره والدك وفي نفس الوقت لم تستطيعي مناداته بالاسم الذي اختارته والدتك لأنه اسم فتاة لذا قررتي استخدام الأحرف الأولى منه والتفكير بالباقي لاحقاً؟"
"لا هذا مستحيل أليس كذلك؟"
"هذا صحيح!!"
"بجدية كيف تفعلين ذلك!!؟هل من الممكن حقاً استنتاح ذلك من كلمتي والدي وقمامة؟؟!!"
"هذا لأنك لست ذكياً يا بني"
"لا أنا متأكد من أن هذا لا يتعلق بالذكاء!!"
"تسك تسك لماذا هذا الطفل هكذا...لو كان لديه ربع لطافة ريا فقط"
"أستطيع سماعك"
نظر رين بتعبير فارغ إلى والدته التي يبدو أنها بدأت تفضل ريا عليه بالرغم من أنه لم يمض ساعة على لقائهم حتى لكن المرأة تجاهلته فقط وتحدثت إلى ريا.
"إذاً اسمي هو مينا وأنا والدة هذا الطفل الغبي هناك أما زوجي فيدعى كاليوس لكنه ليس موجوداً في المنزل حالياً بسبب العمل!
نحن فقراء إلى حدٍ ما لذا ربما لن نستطيع سد جميع احتياجاتك ولكننا سنبذل قصارى جهدنا لإسعادك!
نتطلع للعيش معكم من الآن فصاعداً ريا وها سأفكر بالباقي لاحقاً!"
"أجل وأنا أتطلع للعيش معكم أيضاً!"
وهكذا بدأت ريا بالعيش مع عائلة رين.
للثلاث سنوات القادمة.
على أي حال وبعد انضمامها لذلك المنزل بسنة، ولدت أخت رين الصغرى كايا.
وبعد ذلك بسنتين..
انتشر وباء في الأحياء الفقيرة..
مات فيه جميع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن عشرين سنة بلا استثناء.
بما في ذلك والدا رين.
لذا في ذاك المنزل.
بقي رين وريا وهاروكي الذي تم اعطائه هذا الاسم بعد شهران من ولادته وكايا فقط.
كان عمر رين والذي كان أكبرهم في ذلك الوقت ثماني سنوات فقط.
لذا كان من الممكن تخيل كيف كانت حياتهم أنذاك.
بالكاد عاشوا على المؤونة والمال القليل الذي تركه والدا رين وراءهم لسنتان التاليتان.
في ذلك الوقت لو لم يقابلوا الرجل العجوز لربما كانوا قد ماتوا.
العجوز الذي قابلوه عندما كان رين في العاشرة من عمره، والذي ساعدهم مالياً وبدأ بالعيش معهم في ذلك الوقت وأصبح بمثابة جدهم.
كان سبب بقائهم على قيد الحياة.
بالتأكيد هم لم يعلموا في ذاك الوقت.
أن مقابلتهم لذلك العجوز ربما كانت نقمة وليس نعمة.