47 - الفصل الإضافي #٢《حياة يوي وآرثر》

ألبرت فاول.

صاحب شركة تصنيع أجهزة شهيرة.

تزوج هذا الشخص منذ ما يقارب سنة ونصف.

حملت فيها زوجته عدة مرات، وبالرغم من ذلك..

لم يستمر أي منها طويلاً.

السبب؟

كان ذلك بسبب السم الذي كان يوضع في طعامها.

من قبل شقيق زوجها ألان فاول.

ما أدى إلى حصوله على ابن أولاً بالرغم من أنه تزوج بعد شقيقه بفترة.

زوجة ألبرت التي لم تعد تستطيع تحمل ذلك أصيبت بالاكتئاب وحبست نفسها في منزلها لفترة.

كان ألان سعيداً بهذه الحقيقة لأنه الآن يستطيع ضمان حصوله على شركة شقيقه من خلال ابنه.

ولكن ذلك لم يستمر طويلاً.

لأن زوجة شقيقه الأكبر التي من المفترض أنها حبست نفسها في منزلها بسبب الاكتئاب.

خرجت منه بعد سنة مع طفلة تبلغ بالكاد شهران من عمرها.

بالرغم من صدمته فمازال ألان لم يستسلم بعد.

حتى لو حصل شقيقه الآن على وريث لشركته فمازال ابنه هو الأكبر سناً.

بالاضافة إلى أن ابنه كان ذكراً لذا كان الميزان يميل نحوه بالفعل حيث كان هناك الكثير من المؤيدين لأن يصبح ابنه هو الرئيس التالي للشركة بدلاً من ابنة شقيقه.

لكن رفض شقيقه ذلك رفض قاطعاً وأعلن أن الوريث الوحيد لشركته لن يكون سوى ابنته.

في البداية عارض الكثير من الأشخاص ذلك لكنهم في النهاية لم يكن لديهم خيار سوى الموافقة على قراره.

وهكذا وعندما كان عمر ابنته بالكاد سنتان تم اعلانها رسمياً وريثة لشركة ابيها.

لكن هل كان ذلك ليجعل ألان يستسلم؟

بالطبع لا.

كان من الصعب تغيير الأمر عندما تم اعلان الوريث بالفعل ولكنه لم يكن مستحيلاً.

ان أظهر ابنه مهارات غير عادية.

أو ان ماتت ابنة شقيقه.

لذا وفي سبيل تحقيق هذا الهدف ضغط ألان بشكل لا يصدق على ابنه مذ كان في السادسة من عمره.

يذهب ابنه إلى المدرسة ثم يعود منها إلى المنزل ليحل واجباته ثم يرتاد أكاديمية خاصة وعندما يعود منها سيراجع ما تعلمه فيها ثم سيذهب إلى دورة خاصة في تعليم التصنيع وعندما يعود سيأخذ درساً في كيفية ادارة الشركة مع والده ثم سيطبق ما تعلمه في دورة التصنيع وفي الليل سيقرأ كتباً عن الادارة والتصنيع والأعمال وغيرها وأخيراً ينام.

كان هذا هو جدول ابنه منذ السادسة إلى الرابعة عشر من عمره.

على الصعيد الآخر فقد كانت حياة ابنة رئيس الشركة مع والديها عادية إلى حد ما.

لم يكن والدها يضغطان عليها بشكل خاص، وكانت تتلقى التعليم الأساسي بشكل معتدل فقط.

بالرغم من أنها كانت تتعرض للتنمر في المدرسة من قبل أبناء تابعي عمها بالاضافة إلى محاولات الاغتيال الكثيرة التي كانت تتعرض لها من قبل عمها.

والاختطافات التي كانت تحدث لها من وقت لآخر.

سواء كان ذلك من الأشخاص الطامعين في نقود والدها أو من منافسي شركته أو حتى من قبل عمها في بعض الأحيان.

استمر ذلك في الحصول حتى بلغت الثلاثة عشر من عمرها.

في ذلك الوقت.

هربت أخيراً مع ابن عمها بعيداً جداً.

إلى مكان لا تستطيع يد عمها الوصول إليه.

كان ذلك المكان.

هو الأحياء الفقيرة.

***

[آرثر]:-

٦ سنوات :

اليوم دخلت المدرسة للمرة الأولى.

وبالرغم من أني كنت متحمس إلى حد ما لذلك فسرعان ما تحطمت آمالي بسبب الجدول المزدحم الذي حصلت عليه.

فبخلاف وقت النوم لم يكن هناك أي وقت للراحة نهائياً.

هل من الجيد أن يعمل الانسان إلى هذا الحد؟

وبالرغم من اني اعتقدت أن الجواب هو لا فقد نفذت كل ما طُلِب مني على أي حال.

اذا كان هذا ما يريده والدي فسأفعل كل مايتطلبه الأمر لتحقيقه.

•••••

٧ سنوات :

لم أحصل على درجة كاملة في اختبار اليوم.

سواء كان ذلك بسبب قدراتي أو بسبب الارهاق فلم يكن ذلك معلوماً ولكن على أي حال فقد تم توبيخي من قبل والدي بشدة قائلاً : أن الشخص الذي لا يستطيع الحصول على درجة كاملة حتى لا يمكنه ادراة شركة.

والأسوء من ذلك أني تعرضت لهذا التوبيخ أثناء وقت قراءتي للكتب في المساء حتى لا يضيع الوقت.

وقيل لي بأنه سيتم اختباري فيما قرأته غداً.

هل كان من الممكن أن أركز على القراءة وعلى حديث والدي في نفس الوقت؟

أنا لا أملك سوى عقل واحدا لذا كيف يمكنني فعل ذلك؟

كان هذا يتخطى القدرة حتى بالنسبة لي لذا كما هو متوقع لم أستطع الاجابة بشكل صحيح وتم توبيخي مجدداً.

استمررنا في الدوران في هذه الدائرة لفترة.

•••••

٨ سنوات :

اليوم تحدثت مع ابنة عمي يوي للمرة الأولى.

لقد كنت أراها دوماً من بعيد لكن هذه كانت المرة الأولى التي أتحدث فيها معها بشكل مباشر.

لكن وأثناء محادثتي معها جاء خادم والدي وقال أن والدي يريد رؤيتي لذا تركتها وذهبت لرؤيته على عجل.

وكما توقعت..

لقد تم توبيخي.

قال والدي أنه علي ألا أتحدث ابداً مع ابنة عمي وان أعتبرها عدوتي.

كيف يمكنني التفكير في طفلة تبلغ من عمر سبع سنوات كعدوة؟

كان ذلك يتخطى المنطق لذا تساءلت عما اذا كان والدي يمزح ولكن بالنظر إلى تعبيره فيبدو أنه كان جاداً تماماً.

لذا على أي حال تظاهرت بأني فهمت كلامه ثم غادرت لأكمل جدولي المزدحم.

منذ ذلك اليوم لم أتحدث مع يوي أبداً وتجاهلتها باستمرار

كان هذا هو الأفضل لي ولها.

لذا نفذته حتى وان جعلها ذلك تكرهني.

•••••

٩ سنوات :

بدأت أشعر بالدوار في كثير من الأحيان.

ربما كان ذلك بسبب الارهاق.

لذا ولأول مرة أغمي عليَّ.

لا أدري كم مر من الوقت لكني فتحت عيني على شعور بشيء بارد يلامس وجهي.

يبدو أن والدي أمر الخدم أن يسكبوا الماء البارد علي في كل مرة يغمى علي فيها.

حتى أني تعرضت للتوبيخ.

لا لماذا أتعرض للتوبيخ عندما لا يكون ذلك خطأي؟

عندما حصل ذلك عدة مرات لم يكن أمام والدي خيار سوى استدعاء الطبيب في النهاية.

والذي شخَّص حالتي على أنها سوء تغذية.

ما دخل سوء التغذية عندما كنت آكل بشكل صحيح؟

أنا متأكد أن السبب هو الارهاق لذا ما الذي يقوله هذا الطبيب الآن؟

لا هل هو طبيب حتى؟

عندما طلبت منه أن يظهر لي رخصته الطبية.

كما هو متوقع، قام تجاهلي.

•••••

١٠ سنوات :

اليوم انتقلت ابنة عمي يوي إلى مدرستي.

يبدو أن السبب هو أنها كانت تتعرض للتنمر في مدرستها القديمة.

لذا على أي حال لم يكن لدينا خيار سوى الالتقاء من وقت لآخر.

بالنسبة لي قررت تجاهلها لكنها استمرت باللحاق بي في الأرجاء لذا في النهاية لم يكن لدي خيار سوى قبول سلوكها.

ربما لا بأس بالتحدث معها طالما لا يعلم والدي بذلك..

لذا نعم، من هذا القبيل ومع مرور الوقت أصبح لدي علاقة جيدة معها.

لم أتخيل يوماً أننا سنستطيع التحدث بهذا الشكل.

الحياة مليئة حقاً بالأشياء غير المتوقعة.

•••••

١١ سنة :

اليوم ولأول مرة كان لدينا عشاء مع عمي لذا اجتمعت عائلتي وعائلة عمي في المساء في مطعم مشهور.

عندما رأتني يوي لوحت بيدها لي لكني تجاهلتها فقط.

لم أستطع جعل والدي يعلم بأن لدي علاقة جيدة معها.

عندما رأى والدي سلوكي كان لديه ابتسامة مشرقة على وجهه.

يبدو أنه أحب رؤيتي أتجاهل يوي.

كان ذلك مثيراً للاشمئزاز حقاً.

على أي حال فتح والدي موضوع الوريث في وقت العشاء وتحدث عني لذا وكما هو متوقع فقد غضب عمي بشدة وبدآ بالشجار لذا فقد كان حقاً أسوء عشاء عائلي رأيته على الاطلاق.

يبدو أن يوي تظن ذلك أيضاً برؤية أنها كانت عابسة طوال وقت.

عندما لاحظت أني كنت أنظر إليها ابتسمت على نطاق واسع بالرغم من أنها كانت عابسة منذ لحظة فقط.

لقد كانت لطيفة حقاً.

...

عندما شعرت بأني كنت أفكر في شيء غريب أمسكت الشوكة وأكملت تناول طعامي.

ومن هذا القبيل انتهى اسوء عشاء عائلي على الاطلاق.

•••••

١٢ سنة :

مازالت علاقتي مع يوي جيدة كما العادة.

بطريقة ما أصبح الوقت القليل الذي أقضيه معها هو الوقت الوحيد الذي أشعر بالراحة فيه.

لكن من المؤسف أن يوي تغيبت عن المدرسة لأسبوعين بسبب محاولة اغتيالها الأخيرة.

أردت حقاً الذهاب والاطمئنان عليها لكني لم أستطع ذلك لأن والدي لم يكن ليوافق على أي حال.

بعد أسبوعين عادت يوي إلى المدرسة من جديد.

بدت شاحبة بطريقة ما.

عندما سألتها عما اذا كانت بخير ابتسمت فقط وقالت أنها كذلك.

ولكن بالتأكيد كان هناك شيء مختلف في تلك الابتسامة عما كانت تظهره دائماً.

ربما منذ ذلك الوقت؟

شعرت بأن علاقتنا كانت تتدهور بطريقة ما.

•••••

١٣ سنة :

مذ أن أصبحت بالمدرسة الاعدادية لم أعد أرى يوي بعد الآن.

لأنها كانت ماتزال في المرحلة الابتدائية.

ومؤخراً زادت الأوقات التي يغمى علي فيها.

كما اليوم عندما أغمي علي في السيارة أثناء وقت عودتي إلى منزل وكما هو متوقع استيقظت بعدها بقليل فقط مع شعور الماء البارد الذي يسكب على رأسي.

بمجرد أن استعدت وعيي أمسكت الكتاب الذي أغمي علي أثناء قراءته وتابعت قراءته.

لم يكن مسموح لي بالراحة حتى في الخمسة عشر دقيقة التي تستغرقها السيارة حتى توصلني من المدرسة إلى المنزل.

حيث كان علي قراءة كتاب واحد على الأقل في هذه الفترة.

كان ذلك غير منطقي لكني نفذته على أي حال.

كان الأمر هو نفسه في فترة استراحة الغذاء في المدرسة أيضاً التي كانت مدتها ٣٠ دقيقة حيث كان علي قراءة كتابين على الأقل في هذا الوقت.

مجدداً كان ذلك غير منطقي لكني نفذته على أي حال.

سرحت قليلاً أثناء التفكير في كيف كان حال يوي مؤخراً ولكن وكما هو متوقع فقد عدت إلى الواقع سريعاً جداً بضربة على رأسي من الحارس الشخصي الجالس بجانبي.

كان من غير المعلوم اذا ما كان بامكانه ضرب ابن سيده بهذا الشكل لكنها في الغالب كانت أوامر والدي لذا لم أقل شيئاً على أي حال.

•••••

١٣ سنة :

اليوم تم خطف يوي مجدداً.

لكن وعلى عكس جميع الاختطاف السابق فلم يتصل المجرم ولم يطلب فدية.

كانت الشرطة تبحث بيأس منذ أسبوع لكن لم يكن هناك أثر في أي مكان لها.

وبالصدفة وعندما كنت في طريقي إلى غرفتي سمعت والدي يجري مكالمة مع شخص ما.

أخبر والدي هذا الشخص بأن يقوم بتعذيبها ليوم اضافي ثم يقوم بقتلها.

بمجرد سماع ذلك لقد فهمت.

أن من اختطف يوي هذه المرة.

كان والدي.

بعد انهاء المكالمة ترك والدي الهاتف وراءه وذهب.

استغللت هذه الفرصة للنظر إلى رقم الشخص الذي كان يحدثه ثم وبعد أن حفظته توجهت بسرعة إلى غرفتي وحاولت تحديد موقع الهاتف من خلال الرقم.

ولحس الحظ وبعد عدة محاولات نجحت.

شعرت بأني كنت شاكراً لوالدي لأول مرة لتعليمي هذا النوع من الأشياء.

على أي حال تساءلت عما علي فعله الآن بعد أن حصلت على الموقع.

هل كان من الأفضل الاتصال بالشرطة؟

لكن في الغالب كانت الشرطة تحت سيطرة والدي والا هل كانوا حقا ليفشلوا في العثور عليها بالرغم من اختباء المجرمين في مكان واضح كهذا؟

كان ذلك مستحيل.

لذا اتخذت قراري.

ولأول مرة.

سرقت نقوداً من والدي.

ومن خلالها قمت بتوظيف أشخاص وطلبت منهم اقتحام المكان والقضاء على الأشخاص الموجودين فيه.

وهكذا تمت العملية بسلاسة تامة.

وتم القضاء على جميع المجرمين من قبل الأشخاص الذين وظفتهم.

وهناك..

كانت يوي مربوطة بواسطة سلسلة في احدى زوايا الغرفة.

كانت ملابسها ممزقة وكان الدم ينزف من جلدها الظاهر لدرجة أن ملابسها البيضاء تحولت تماماً إلى اللون الأحمر.

عند رؤية ذلك ركضت بسرعة نحوها وحررتها من السلاسل بصعوبة.

عندما لاحظت عيناها التي بدت غير مركزة وجودي بدأت تذرف الدموع فجأة ثم قامت بالاندفاع نحوي والتشبث بي.

"آرت وااااااه لقد خائفة جداً...كان ذلك مؤلماً"

برؤية ذلك لم أستطع سوى التربيت على ظهرها ثم الهمس لها بصوت يسمعه كلانا فقط.

"يوي...لنهرب"

لم تقل يوي أي شيء وقامت باتباعي بصمت فقط.

وهكذا ودون أن يلاحظ أحد اختفينا من ذلك المكان بلا أثر.

وبلا أي نية للعودة.

***

[يوي]:-

٥ سنوات :

سألت والدي عن هوية الفتى الصغير الذي كنت أراه من حين لآخر وأجابني والدي بأن ذلك الشخص هو ابن عمي آرثر.

وعندما سألته عما اذا كان بامكاني التحدث معه أخبرني والدي بأنه من الفضل عدم التورط معه قدر الامكان.

وعندما سألته لماذا أجابني بأنه شيء سأعرفه عندما أكبر.

ترى لماذا لا يمكنني الحديث معه؟

تساءلت لفترة لكن لم تكن هناك اجابة.

أتمنى أن أستطيع الحديث معه في يوم من الأيام.

•••••

٦ سنوات :

دخلت المدرسة للمرة الأولى اليوم ومع مرور الوقت كونت الكثير من الصداقات.

ولكن فجأة وبلا سابق انذار قطع الجميع علاقتهم معي.

وعندما سألتهم لماذا يفعلون هذا لم تكن هناك اجابة بل تجاهلوني فقط وذهبوا.

منذ ذلك الوقت بدأوا بالتنمر عليّ.

لم يكن هناك شيء مثل التنمر الجسدي ولكن في وقت ما شعرت وكأنني كنت شبحاً.

تجاهلني المعلمون والطلاب على حد سواء.

اصطدم بي الأشخاص الذين يسيرون من جانبي كما لو أنهم لم يروني.

عندما حاولت شراء شيء من المقصف تظاهر البائع بعدم رؤيتي.

لقد عوملت تماماً كالشبح.

للسنتان القادمتان.

•••••

٧ سنوات :

اليوم صادفت ابن عمي آرثر في الطريق وقررت التحدث معه متجاهلة تحذير والدي وعلى عكس ما توقعت فقد كان لطيفاً جداً.

ذلك جعلني أتساءل لم حذرني والدي من التورط معه.

لكن وأثناء محادثتنا جاء خادم وهمس في أذنه فجأة وبعدها ودعني آرثر وغادر على عجل.

ومنذ ذلك الوقت تجاهلني في كل مرة حاولت فيها التحدث معه.

أتساءل ان كان يكرهني؟

مجدداً لم تكن هناك اجابة.

•••••

٨ سنوات :

لم أعد أعامل كالشبح بعد الآن لكن التنمر ازداد سوءاً.

أحياناً عندما أحاول المرور ستمد احد الطالبات قدمها لتجعلني أتعثر.

أو سيتظاهر أحدهم بأنه سقط أثناء حمل دلو من الماء بالقرب مني لذا كنت أغرق في الماء حرفياً كل يوم.

أو سيسقط شخص ما صينية الطعام خاصته علي عن طريق الخطأ ما يجعل ملابسي تتلطخ بالطعام.

برؤية التنمر الذي يزداد سوءاً.

قررت أخيراً الانتقال من المدرسة.

•••••

٩ سنوات :

أخبرت والدي بأني اريد الانتقال من مدرستي وعندما سألني عن السبب أخبرته بأني كنت أتعرض للتنمر بالرغم من أني لم أتطرق للتفاصيل.

وهكذا تم نقلي من المدرسة بسلاسة.

وهناك اكتشفت أن ابن عمي يرتاد نفس المدرسة التي أرتادها.

حاولت التحدث معه لكنه كان يتجاهلني في كل مرة أحاول فيها فعل ذلك.

لكن هل كنت الشخص الذي سيستسلم؟

عندما استمريت في فعل ذلك لفترة استسلم آرثر في النهاية وبدأت بالتحدث معي أيضاً.

وأصبحنا مقربين من بعضنا البعض.

ربما كان في ذلك الوقت؟

عندما بدأت بمنادته بآرت.

•••••

١٠ سنوات :

كان لدينا عشاء مع عائلة عمي اليوم لذا كنت متحمسة إلى حد ما ولكن تم تدمير حماستي بنجاح عندما بدأ عمي ووالدي يتشاجران.

كما أن آرت تجاهلني عندما لوحت له.

ظننت بأننا أصبحنا قريبين ولكن هل كنت الوحيدة التي اعتقدت ذلك؟

عند التفكير بذلك لم يسعني سوى أن أعبس أثناء مضغ الطعام بتثاقل.

كان حينها عندما شعرت بأن شخصاً ما يحدق بي ولمفاحئتي كان هذا الشخص هو آرت لذا لم يسعني سوى الابتسام على نطاق واسع.

لكن آرثر الذي استقبل تعبيري تصرف بغرابة وتجنب نظرتي فجأة وبدأ بمضغ الطعام بقسوة.

لما يفعل ذلك فجأة؟

بدا أن وجهه كان أحمر بطريقة ما ولكن هل كانت مخيلتي؟

على اي حال من هذا القبيل انتهى العشاء العائلي الأسوء على الاطلاق.

•••••

١١ سنة :

اليوم كان هناك محاولة لاغتيالي من جديد.

لكن وعلى جميع المحاولات السابقة فقد كانت هذه هي الأسوء حيث أصبت بجروح خطيرة هذه المرة.

لدرجة أني بقيت في المشفى لمدة أسبوعين.

في ذلك الوقت حاول شخص ما اغتيالي من جديد في الليل عندما كنت أحاول النوم.

ولدهشتي كان ذلك الشخص هو عمي.

عندها فقط لو لم يدخل والدي للاطمئنان علي لربما كان قد قام بقتلي حقاً.

كان من المذهل كيف تظاهر بأنه كان يطمئن علي عندما سأله والدي الذي لم يرى تماماً ما حصل عما كان يفعله.

عندها فقط فهمت ما كان يقصده والدي عندما قال بأنه من الأفضل عدم التورط مع آرت.

ربما لهذا السبب؟

لم أستطع التعامل مع آرت كما العادة وأخذت علاقتنا تتدهور.

***

١٢ سنة :

لم أتحدث مع آرثر منذ سنة لأنه أصبح الآن في المرحلة الاعدادية.

بدأت أشعر بالأسف لأني لم أتحدث معه أكثر عندما كان باستطاعتي ذلك.

وندمت على تركي لعلاقتنا تتدهور.

ولكن هل كان للندم أي فائدة؟

بالتأكيد لا..

لذا عقدت العزم على أنني بالتأكيد سأتصالح معه عندما أصبح في المرحلة الإعدادية أيضاً.

•••••

١٣ سنة :

اليوم تم اختطافي مجدداً.

لكن وعلى عكس السابق لم يبدو أن هؤلاء الخاطفين كانوا مهتمين بالمال لأنه بدأوا بتعذيبي بلا رحمة لفترة.

هذا مؤلم...

شعرت بالأمل في جسدي الذي كان يجلد بالسوط.

وشعرت بالسخونة الشديدة في مكان الجروح كما لو كانت تحترق بالجمر.

كان الماء الذي يسكبونه على وجهي في كل مرة يغمى علي فيها بارداً جداً.

وشعرت بأن الطعام الذي كانوا يضعونه في فمي ليحرصوا على عدم موتي مقرفاً جداً.

أمي..

أبي..

هذا مؤلم..

لا أستطيع التحمل أكثر..

أرجوكم ساعدوني

أمي..

أبي..

"أ..أر..ت"

في اللحظة التي قلت فيها ذلك لاحظت أن شخصاً ما كان أمامي.

كان ذلك الشخص..

هو آرت.

بمجرد أن رأيته لم أستطع سوى الاندفاع نحوه والبكاء.

شعرت بأن اللمسة التي كانت تربت على ظهري كانت دافئة جداً.

"يوي...لنهرب"

في اللحظة التي سمعت فيها ذلك شعرت بأن ذهني أصبح فارغاً.

هل يمكننا الهرب؟

أنا وآرت..

من هذا الجحيم..

اذا قال آرت ذلك فأنا متأكدة أنه الشيء الصحيح لفعله.

لذا تبعت آرت بصمت.

لأنني كنت أثق بالقرار الذي سيتخذه.

وهكذا..

توجهنا إلى الأحياء الفقيرة.

حيث قابلنا رين وريا وهاروكي وكايا.

2022/06/26 · 114 مشاهدة · 2640 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025