48 - الفصل الإضافي #٣《ماضي يونا》

اليوم..

انضممت إلى مدرسة ثانوية مرموقة.

كان من غير المعلوم كيف حصل والدي على المال لضمي إلى مثل هذه المدرسة التي يرتادها أبناء أصحاب المناصب العليا في الدولة لكني لم أسأل على أي حال.

فليس وكأنه سيجيب ان سألت أو سيهتم ان اعترضت لذا نفذت ما قاله فقط كما العادة.

لكن، وكما هو متوقع من مدرسة مرموقة تحكمها الرتب.

بالتأكيد لم يتركوا شخصاً بمكانة منخفضة مثلي وشأنه.

لقد علمت أن ذلك سيحصل لكني لم أتوقع أنه سيكون بهذه السرعة.

مازلنا في اليوم الأول في المدرسة...

"أنتِ، من الآن فصاعداً ستكونين تابعتي!"

"لا أريد"

تحدثت فتاة ذات شعر وردي إلي وطلبت مني أن أصبح تابعتها بلا سابق انذار.

لذا وبما أني لم أرد ذلك فقد رفضت ذلك ولكن يبدو أن الفتاة لم تتوقع رفضي لأن تعبيرها كان مشوهاً تماماً.

"أنتِ أنتِ ك.ك.ك.كيف تجرؤين على رفضي!!!هل تعلمين من أنا!!!؟؟؟؟؟"

"لا"

"أجل بالتأكيد فلو كنتِ تعلمين ذلك لما تجرأتي على رفضي بهذا الشكل!"

بسماع أني لا أعلم هويتها خف تعبير الفتاة المشوه قليلاً ثم نظرت إلي بتعبير خبيث وقالت.

"اسمعي جيداً!اسمي هو ايما وأنا هي ابنة رئيس مجلس الوزراء!"

"همم هل هذا صحيح"

'لذا اتضح أنها ابنة رئيس مجلس الوزراء في النهاية..

لم أتوقع ذلك أبداً..

ظننت أن شخص بهذه المكانة سيكون أكثر عقلانية ولكن أعتقد أني كنت مخطئة'

"اذاً الآن وبعد أن عرفتي من أنا عليكِ أن تصبحي تابعتي!"

"لا أريد"

ما زال هذا لا يغير كوني لا أريد أن أصبح تابعتها لذا رفضت على أي حال، ولكن تعبير الفتاة التي سمعت ما قلته أصبح أكثر تشوهاً من ذي قبل.

"ك.ك.كيف تجرؤين على اهانتي!!، فقط لأن لديكِ عينان ذات لون أرجواني تعتقدين أن بإمكانك أن تصبحي مغرورة!!!من تظنين نفسكِ!!!!"

كان من غير المفهوم ما كانت علاقة لون عيناي بهذه المحادثة ولكن الفتاة قالت ذلك بتعبير غاضب جداً ثم رفعت يدها لصفعي.

وبالطبع لم أرد أن أتعرض للصفع لذا أمسكت يدها ودفعتها بعيداً ثم عدت إلى مقعدي.

لا أعلم كيف كان تعبير الفتاة أثناء مغادرتي لكني بالتأكيد سمعتها تتمتم ب'ستندمين على ذلك'.

لكن وبشكل غير متوقع لم يحصل أي شيء مميز للأسبوع القادم لدرجة أني تفاجئت.

ظننت أنها بالتأكيد ستعود للانتقام لكنها كانت هادئة فقط وتجاهلتني في كل مرة أقابلها فيها.

لذا ظننت أنها ربما قررت نسيان ما حصل بما يليق بشخص من مكانة مرتفعة ولكن وكما هو متوقع..

كنت مخطئة تماماً.

ففي نفس اليوم، أثناء عودتي من المدرسة..

تم اختطافي.

"أين أنا..."

فتحت عيناي في مكان مظلم تماماً.

ولم يبدو أن هناك شخص غيري في هذا المكان.

استطعت سماع صوت أشخاص من الخارج ولكن مهما ضربت على الباب فلم يكن هناك جواب.

ظننت أن شخصاً ما سيأتي في النهاية، سواء كان ذلك الخاطفين أو الشرطة ولكن حتى بعد مرور يومين لم يكن هناك أحد.

لحس الحظ كان لدي بعض الطعام الذي اشتريته في ذاك اليوم من المدرسة ولكن كان قليلاً جداً حيث كان بالكاد يكفي كإفطار.

لكن وبما أنني لم أعلم إلى متى سأبقى هنا أكلت القليل منه كل يوم.

حتى الفئران ستأكل أكثر من هذا..

قطرة ماء ولقمة واحدة.

كان هذا طعامي كل يوم.

ولمدة أسبوع..

وكما هو متوقع لقد نفذ..

لقد كان رغيف واحد وزجاجة صغيرة من الماء لذا حتى وان استهلكت القليل منه كل يوم فهل كان سيكفي لأكثر من أسبوع؟

كان ذلك مستحيلاً.

ولم تكن هناك أي علامات على أن شخص ما سيحررني قريباً.

لذا استهلاك المخزون كان يعني الموت بلا شك..

وهكذا..

مر يومان..

"م..اء...فق..ط...قل..يل..من..ال..ما..ء"

"ط..عا..م..لق..مة..وا..حد..ة..تك..في"

شعرت بالجفاف بشكل لا يمكن السيطرة عليه في حلقي لدرجة أنه حتى الكلام أصبح صعباً.

الحركة أيضاً أصبحت مستحيلة..

كان هذا طبيعياً لشخص لم يأكل منذ يومين بل وأمضى الأسبوع الذي يسبقه على رغيف واحد..

لم أكن أبداً من الأشخاص الذين يأكلون كثيراً بل كنت متأكدة أني آكل أقل من الناس العاديين لدرجة أن وجبة واحدة في اليوم تكفيني ولكن حتى مع ذلك كان هذا فوق طاقتي.

ماء..

فقط القليل..

قطرة واحدة فقط..

أرجوكم..

مؤلم..أشعر بالألم في رأسي..

أحتاج القليل من الطعام..

أشعر أني سأتقيأ..

الناس حقاً..

بإمكانه الموت من الجوع إذاً..

الموت..

ألن يكون..

من الأفضل الموت بدلاً من المعاناة من هذا الألم؟

صحيح..

لنمت فقط..

سيكون ذلك جيداً!

دعنا نمت ونتخلص من هذه المعاناة..

شيء حاد..

قلم؟

هل من الممكن الموت بواسطة قلم؟

لا أعلم لكن هذا هو الشيء الحاد الوحيد الذي أملكه في حقيبتي لذا دعنا نحاول فقط..

أين كانت حقيبتي مرة أخرى؟

نظرت حولي بحثاً عن حقيبتي وبعد النظر لبعض الوقت وجدتها أخيراً.

كانت بعيدة جداً.

في الواقع كانت قريبة ولكن بوضعي الحالي كانت تبدو بعيدة جداً.

لذا احتجت للزحف لبعض الوقت للوصول إليها.

قلم..قلم..قلم...وجدته!

أين من المفترض أن أقوم بطعن نفسي مجدداً؟

القلب أليس كذلك؟

هناك الشريان أيضاً..

لا دعنا نبتعد عن الشريان..

لقد جربته من قبل وهو مؤلم حقاً..

لذا نعم القلب سيكون جيداً!

وهكذا..

"اغغغ"

طعنت نفسي بالقلم في قلبي ثم سحبته.

سمعت أن احتمالات الموت تكون أعلى عندما تسحب الشيء الذي طُعِنت به بدلاً من تركه.

ويبدو أن ذلك كان صحيحاً لأنه في اللحظة التالية فقط.

أغمي علي..

بارد..

فتحت عيناي بصعوبة على الشعور البارد الذي لامس وجهي.

أمامي كان هناك شخص ما يقف.

فتاة..

بشعر وردي..

كانت شخص أعرفه جيداً.

ايما..كان هذا هو اسمها.

"هل استيقظتي أيتها المغفلة؟"

"..."

"اوه ألا تستطيعين الكلام؟حسناً هذا طبيعي بما أنكِ لم تأكلي جيداً منذ أسبوعين تقريباً"

"..."

"هذه المرة كان تحذيراً فقط ولكن في المرة القادمة سيكون تعذيباً حقيقياً!بالطبع من الممكن التخلص من حشرة وضيعة مثلك بسهولة لكن هذه الأساليب العنيفة لا تناسبني"

"..."

تحذير؟

كل هذا كان فقط تحذيراً؟

لم يكن حتى تعذيباً بل تحذير؟

هل كانت معانتي مجرد شيء تافه يستطيعون القيام به في أي وقت؟

هل حياتي بهذه القيمة فقط؟

بحيث يستطيع أشخاص مثلهم سلبي إياها في أي وقت؟

لماذا؟

لماذا علي أن أعاني هكذا؟

ظننت أني أستطيع تحمل عنف والدي طالما أعامل بشكل طبيعي خارج المنزل على الأقل ولكن هل من المستحيل الحضول على هذا حتى؟

ألا أستحق ذلك؟

هل مصيري هو المعاناة فقط؟

عينا الفتاة التي نظرت إلي..

بدا أنها تجيب بنعم.

"اذاً أتطلع لخدمتكِ لي من الآن فصاعداً

يا عبدتي الجديدة"

قال ايما هذه الكلمات ثم غادرت.

بينما نظرت فقط دون أن أنبس ببنت شفة إلى ظهرها ثم شربت الماء الموجود في دلو بجانبي ووقفت بمساعدة الجدار.

عائدة إلى المنزل.

إلى جحيمي التالي..

"لماذا تأخرتِ؟"

وكما هو متوقع بمجرد أن عدت كان والدي ينتظرني.

كان هذا هو والدي.

حتى لو غبت لسنة فلن يكلف نفسه عناء البحث عني ولكنه سيعاقبني بما يكافئ ذلك عندما أعود.

يمكنك التمرد لكني سأعاقبك في المقابل.

كان شيئاً مثل هذا.

لكن من الصعب القول بأن هذا كان شيء جيداً.

لأنه سواء كان سبب تأخري هو تمردي أو واجباتي أو حتى اختطافي مثل الآن فكل ذلك لا يهم.

ما يهم فقط هو أني تأخرت.

لذا..

وللاثنتا عشرة ساعة التالية..

تعرضت للضرب.

شعرت وكأني سأموت.

كان ذلك طبيعياً.

لم آكل أو أشرب بشكل جيد لأسبوعين.

كما أني فقدت القليل من الدم عندما طعنت نفسي حتى بالرغم من أن الجرح لم يكن عميقاً.

ثم اضطررت للمشي طوال الطريق إلى البيت فهل كان جسدي سيتحمل الضرب الآن؟

برؤيتي على وشك الموت توقف والدي أخيراً عن ضربي وأحضر كوباً من الماء وسكبه في فمي.

لمفاجئتي بالماء بصقته عن غير قصد.

"كيف تجرؤين؟هل تريدين الموت الآن!!أتريدين الانتقام مني بالموت؟هل تتمردين!!!!أيتها الطفلة اللعينة!!"

لم أحاول ذلك ولكن ليس وكأني أستطيع قول ذلك عندما لا أملك الطاقة للكلام وأيضاً ليس وكأن والدي سيستمع لي حتى لو قلت ذلك على أي حال.

أمسك والدي بالكأس من جديد وسكبه في فمي.

لذا وبالرغم من شعوري بأني سأتقيأ فقد شربته على أي حال.

جعلني ذلك أعلم.

حتى وإن أردت ذلك..

فلا يمكنني الموت أبداً.

منذ ذلك اليوم.

عشت جحيماً في كِلاً من البيت والمدرسة.

2022/06/27 · 104 مشاهدة · 1209 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025