لقد اعتقدت دوما أني وريا كنا كالاخوة..
لكن مع مرور الوقت وفي مرحلة ما..
تحطمت اعتقاداتي تماماً.
لكن اذا كنت سأتحدث عن القشة التي قسمت ظهر البعير فربما يكون ذلك عندما كنت في الثالثة عشر من عمري؟
في ذلك الوقت..
ريا تغيرت فجأة.
يبدو أن السبب كان حادث وقع لها في المدرسة.
وعلى وجه الخصوص في السنة الأولى من المرحلة الاعدادية.
بعدها بدأت بتجنبنا جميعاً بلا سابق انذار.
وخاصة هارو.
أصبحت تقضي كل وقتها في غرفتها.
حتى أنها تغيبت عن المدرسة.
وفجأة صبغت شعرها.
وعندما سألتها عن السبب أجابت بأن السبب هو أنها تكره لونه.
كما انها أصبحت بالكاد تأكل.
حتى عندما نذهب لإيصال الطعام لها في غرفتها فإنها ترفض إدخالنا.
استمر هذا الوضع..لفترة.
لقد اعتدت أنا وريا أن نكون ملتصقين دائماً لكن الآن أصبح من الصعب رؤية أنفها حتى.
تناول الطعام معاً..
العمل معاً..
اللعب معاً.
الشجار معاً.
كل تلك الأشياء التي كانت شيئاً طبيعياً لفعلها أصبحت الآن شيء من الماضي وبات من المستحيل القيام بها.
ذلك جعلني أدرك.
ربما مشاعري لريا..
لم تكن كالإخوة بعد كل شيء..
***
طرق
"..."
طرق
"..."
طرق
"ماذا"
"الطعام"
"لا أريد ااه!!! لماذا تطرق الباب اذا كنت ستدخل عنوة على أي حال!؟"
تحدثت ريا بعينيها مفتوحة على مصراعيها إلى رين الذي دخل إلى غرفتها مع أنها أخبرته ألا يفعل ذلك.
"الطعام"
"أخبرتك أني لا أريد!!"
وبالرغم من رفض ريا فقد تقدم رين نحوها مع صينية الطعام في يده ووضعها أمامها.
"هل تستمع إلي؟"
"الطعام"
"هل أنت معطل؟"
"لا"
"اذا كنت تستطيع الكلام فتوقف عن ترديد كلمة طعام!"
"اذاً عليكِ تناوله اذا كنتِ تريدينني أن أتوقف عن فعل ذلك"
قال رين ذلك أثناء الابتسام بخبث.
ريا التي رأت ذلك نظرت إلى رين كما لو كان شيطاناً لكنه لم تستسلم بالرغم من ذلك.
"لست جائعة"
"بالرغم من أنكِ لم تأكلي شيئاً منذ البارحة؟"
"كيف عرفت ذلك!؟"
"هل نسيتي أننا نعيش في نفس المنزل؟"
"اوه هذا صحيح...مازال مع ذلك أنا لست جائعة ولن آكل!!"
حتى مع ذلك لم تكن ريا تنوي الاستسلام.
في البداية كانت تنوي التظاهر بأنها أكلت ولكن يبدو أنه تم امساكها قبل أن تبدأ حتى لذا كان عليها البدأ في الخطة رقم اثنان.
ألا وهي خطة 'أنا لست جائعة'.
وبالطبع..
لم ينجح ذلك مع رين.
"ريا هل من الممكن أنكِ في الواقع...."
"هممم؟"
"تتبعين حمية؟"
"هاه؟"
كنت ريا قلقة مما سيقوله لكن ما جاء كان عكس ما توقعت تماماً.
"بالتفكير بالأمر فقد كنتِ تزدادين وزناً مؤخراً لذا هل لهذا السبب قررتي اتباع حمية؟"
"..."
"للتفكير بأنك تفكرين في هذا النوع من الأشياء..أعتقد أنكِ فتاة بعد كل شيء، أشعر بأني نسيت ذلك لفتر- اوتش!!!لماذا تضربينني!!؟"
"فلتمت!"
"مهلاً ريا لنسوي الأمر بنقاش حسناً..؟"
برؤية ريا التي أمسكت بالسكين بنظرة مرعبة فقد حاول رين تهدئتها لكن بلا فائدة.
للساعة القادمة.
لحقت ريا رين بالسكين في جميع أرجاء المنزل إلى أن نفذت طاقتها.
***
"م..ماء"
"مهلاً ريا هل أنتِ بخير؟"
"هل أبدو لك كذلك؟"
"لا..؟"
"اذا كنت تفهم ذلك اذاً فلتذهب وتحضر لي كأساً من الماء..وبعض الطعام"
بعد الجري لمدة ساعة كانت ريا التي لم تأكل منذ الأمس تلهث أثناء الاستلقاء على الأرض بينما كان رين جالساً بجانبها وهو مايزال في أوج طاقته.
بسماع ريا التي طلبت منه احضار الطعام لها ابتسم رين بخبث وقال.
"لكن ألم تقولي بأنكِ لست جائعة؟"
"..."
"من المستحيل أنكِ أصبحتي جائعة فقط بسبب الجري لمدة ساعة أليس كذلك؟"
"..."
"إذا كان الأمر كذلك فسأحب بأن أخبركِ بأنك تفتقرين إلى اللياقة"
"سأقتلك!"
"أجل بالتأكيد عندما تستطيعين التحرك أولاً"
نقر رين على ظهر ريا باصبعه السبابة بابتسامة خبيثة لكن ريا التي لم تستطع التحرك لم تتمكن من صفع يده بعيداً لذا في النهاية استسلمت.
"رين"
"ماذا؟"
"أنا جائعة"
"لكنكِ قلتي سابقاً أنكِ لستِ كذلك"
"لقد كنت أكذب"
"يا الهي هل هذا صحيح؟!لا يجدر بك الكذب على الآخرين!"
"نعم صحيح أنا آسفة لذا احضر لي طعاماً من فضلك"
"في الحال!"
ابتسم رين باشراق ثم حمل ريا على ظهره.
"ماذا تفعل؟"
"هناك طعام بالفعل في غرفتكِ لذا سآخذكِ إليها"
"ألا يمكنك إحضاره فقط إلى هنا؟"
"لا"
"لماذا؟"
"لأن هارو سيعود قريباً"
"اوه...."
كان رين يقول الآن أن هاروكي سيعود من مدرسته إلى المنزل قريباً والذي يعني أنه سيلتقي بريا ان بقيت هناك.
والذي لم ترد ريا فعله حالياً للكثير من الأسباب.
لذا وحتى النهاية كان رين يقوم بمراعتها.
ريا التي تذكرت شيئاً ما من محادثتهم السابقة سألت.
"مهلاً رين أليس لديك مدرسة اليوم؟"
"لدي"
"اذا لماذا أنت في المنزل؟"
"لأني غائب اليوم!"
"لماذا؟"
"لأني أريد ذلك؟"
"لا يمكنك التغيب عن المدسة فقط لأنك تريد ذلك"
"انظروا من يتحدث..وصلنا أخيراً"
في هذه الأثناء وصل رين الذي كان يحمل ريا على ظهره إلى غرفتها في الطابق العلوي أخيراً وقام بوضعها على السرير.
"مهلاً ريا أعتقد أنه من الأفضل حقاً أن تقومي بحمية وإلا سيكسر ظهري في المرة القادمة التي أصعد بها السلالم معكِ على ظهري"
"هل تريد أن تموت؟"
"لا؟"
"اذا اخرس"
قالت ريا ذلك ثم بدأت بتناول طعامها.
برؤية رين الذي لم يغادر الغرفة بالرغم من ذلك رفعت ريا حاجبها وسألت.
"ألن تغادر؟"
"لا"
"لماذا؟"
"لأتأكد من تناولك لطبقكِ كاملاً!
"..."
حدقت ريا في رين بتعبير منزعج لفترة لكنها سرعان ما تجاهلته وأكملت تناول طعامها.
بينما استمر رين في مراقبتها فقط.
إستمر هذا المشهد لفترة.
لولا أن ريا بدأت بذرف الدموع فجأة.
"م.م.م.م.م.مهلاً لم تبكين فجاة!"
"أنا لا أبكي!"
رين الذي لم يتوقع ذلك كان مرتبكاً تماماً ولكن ريا أنكرت بلا خجل بالرغم من الدليل الواضح.
"لا أنتِ بالتأكيد تبكين!!إن لم تكن عذه دموع فأعتقد أني بحاجة لمراجعة طبيب العيون!"
"..."
"مهلاً ريا لا تبقي صامتة أنت تربكينني أكثر"
"..."
"هل أنت غاضبة لأني سخرت منك في السابق؟لقد كنت أمزح فقط!!"
"..."
"ليس هذا؟اذا هل الطعام سيء؟أنا لست طاهياً جيداً لكني لا أعتقد أني سيء على الأقل"
"..."
بالرغم من كل ذلك استمرت ريا بالبكاء بصمت فقط ما دفع رين للنظر إليها والتحدث بنبرة جادة.
"ريا"
"..."
"لن أفهم ان استمررتي بالبكاء بصمت فقط"
"..."
"ما الذي حصل لك؟لقد كنت هل هذه الحال منذ بداية المدرسة"
"..."
"هل هو شيء لا تستطيعين إخباري به؟"
"ري..ن"
"أجل؟"
تحدث ريا أخيراً لذا أجاب رين بصوت أخرق إلى حد ما.
لكن ريا التي كانت تنظر للأمام برأسها إلى الأسفل حولت نظرها إليه فجأة وتحدثت.
"لا...أعلم"
كانت عيناها مليئة بالدموع وبدا أنها تواجه صعوبة في اخراج صوتها لذا بدا مرتجف لكنها تحدثت على أي حال.
"لا أعلم...ماذا...أفعل"
"..."
"لا أعلم..كيف..أواجه هارو...بعد ال..آن"
"..."
"انه شعور سيء...هل كان...الهدف من...انجابي فقط...لدعم..مسرحية؟"
"..."
"وهارو..أيضاً..انه ليس حتى..ابن...."
"..."
"ووالدتي..كيف..أمكنها..أكرهها...واااه"
"..."
توقفت ريا عن التحدثت فجأة واستمرت بالبكاء فقط.
لم يستطع رين فهم ما كانت تحاول قوله تماماً لكنه استطاع أن يعلم أنها بحالة سيئة على الأقل.
اقترب رين من ريا فجأة وعانقها ثم بدأت بالتربيت على ظهرها والتحدث.
"أنا آسف ريا أنا لست مثل والدتي لذا لا أستطيع أن أفهم تماماً ما الذي تحاولين قوله"
"..."
"لكن فلتفكري في شيء واحد فقط عندما تتوهين كثيراً في أفكارك"
"..."
"هناك الكثير من الأشخاص الذين سيقلقون عليكِ ان استمريت بعزل نفسك هكذا"
"..."
"أنتِ لا تعلمين كم بكى هارو البارحة وهو يصرخ بأنكِ أصبحت تكرهينه"
"..."
"ثم بدأت كايا بالبكاء أيضاً عند رؤيته يبكي"
"..."
"كان عليّ محاولة تهدئتهما طوال الليل لدرجة اني لم أنم جيداً وانتهى بي الأمر بالتغيب عن المدرسة"
قال رين ذلك بنبرة فارغة كما لو أنه لا يريد أن يتذكر ذلك ثم أضاف أثناء رفع يديه عن ريا.
"أيضاً...أنا لا أريد أن أطبخ بعد الآن!هذا ليس من واجباتي!ألا تشعرين بأنكِ تتملصين من مهامكِ مؤخراً؟"
"..."
"علي أي حال!احرصي على إكمال وجبتك أثناء التفكير جيداً بما أخبرتك اياه!حسناً؟"
"أ..جل"
"جيد!اذا سأذهب الآن لاعداد الغذاء لهاروكي وكايا"
"ح..سناً"
بمجرد أن سمع جواب ريا غادر رين الغرفة وأغلق الباب ثم زفر بشدة أثناء وضع يديه على وجهه الذي تحول إلى اللون الأحمر تماماً.
"أنا متأكد أن لا أحد سيشعر بهذا الشكل بعد عناق أخته الصغرى"
كانت تلك هي اللحظة التي أدرك فيها رين أنه بالتأكيد لا يفكر بريا كشقيقته الصغرى.
***
على أي حال وبعد ثلاثة أيام من تلك المحادثة، خرجت ريا من غرفتها أخيراً.
وبدأت تذهب إلى مكان ما بشكل منتظم كل يوم.
وأخيرا وبعد أسبوع من تكرارها لذلك.
عادت إلى منزل اليوم بابتسامة مشرقة.
وبمجرد عودتها ورؤية ثلاثة أشخاص ينتظرونها عند المدخل ركضت ريا إلى رين وعانقته.
وقبل أن يدرك رين ما حصل حتى كانت قد ذهبت بالفعل وبدأت بعناق هارو وكايا.
رين الذي كان يفكر بأنها يجب أن لا تفعل ذلك بشكل مفاجئ تنهد في النهاية ثم نظر إليها وسأل.
"تبدين سعيدة، هل حصل شيء جيد؟"
"أجل!"
بسماع سؤال رين أدارت ريا رأسها نحوه وأجابت بأجل ثم قامت بصنع علامة نصر بيدها اليمنى وقالت بابتسامة مشرقة.
"لقد انتقمت بنجاح!"
رين الذي استطاع سماع قلبه ينبض بشدة بعد رؤية ابتسامتها.
فكر ثانية بأنه بالتأكيد..
لا يراها كشقيقته الصغرى.