50 - الفصل الإضافي #٥《والدة ريا》

حدث ذلك عندما كنت في الثانية عشر من عمري.

وبعد وقت قصير من بداية سنتي الأولى في المرحلة الإعدادية.

لقد بدأ بعض الأشخاص بالتنمر علي بلا سابق انذار.

بالطبع كنت سأتجاهلهم كما أفعل عادة.

ليس وكأنها المرة الأولى التي أواجه متنمرين فيها حيث انهم موجودون في كل زمان ومكان.

وليس وكأني أهتم بهم حقاً ما لم يتمادوا إلى ما هو أكثر من الإساءة اللفظية ولكن..

لفتت إنتباهي جملة قالوها من بين العديد من الشتائم التي كانوا يرددونها.

"لماذا تنظرين إلينا هكذا يابنة العاهرة!"

كانت هذه الجملة.

لم تكن جملة غريبة.

بل في الواقع كانت شائعة جداً.

ولكن أتساءل لم بعد أن سمعتها..

تدفقت الكثير من الذكريات إلى ذهني دفعة واحدة.

أمي التي منعتني دوماً من البحث عنها اذا ما استيقظت ليلاً.

عائلة والدتي التي لم تكن تزورنا أبداً.

النظرة الغريبة التي كان والديّ ينظران بها إلى بعضهما البعض في كثير من الأحيان.

نظرة الاشمئزاز التي نظرت بها عائلة والدتي إلي في يوم جنازتها.

أو بشكل أدق، إلى الطفل الذي كنت أحمله بين ذراعي.

وأخيراً..

هارو الذي لم يكن يشبه أي من والديّ.

كانت كل تلك الأمور التي لم أُعِر اهتماماً لها أبداً.

أصبحت الآن البذور التي أنبتت الشك الذي لا يمكن إيقافه في داخلي.

أمي..

هل كانت فعلاً عاهرة..؟

بمثل هذه الفكرة اتجهت إلى المدينة التي كنت أعيش فيها عندما كنت صغيرة.

وبشكل أدق، إلى المنزل الذي عشت فيه مع والديّ.

عندما سألت في الأرجاء علمت أن والدي مات بالفعل قبل ثماني سنوات في حادث سيارة وأن منزلنا أصبح ملكاً لعائلته.

بالرغم من أنهم لا يستخدمونه ولم يدخلوه أبداً.

بالطبع لم تكن كل تلك الحقائق تهمني.

ما أردت التحقق منه كان داخل المنزل.

لذا وبعد الكثير من المحاولات استطعت فتح قفل الباب والدخول.

وهكذا تسللت إلى الداخل.

أعاد لي رؤية المنزل الذي عشت فيه في الماضي الكثير من الذكريات التي كنت قد نسيتها.

لكن ودون اعارة اهتمام لذلك، توجهت إلى غرفة والديّ وبحثت في الأرجاء.

لكن ما حصلت عليه كان تأكيداً لشكوكي فقط.

كان عقداً تم توقعيه من قبل والديّ.

١- سنمثل أننا زوجين أمام الآخرين.

٢- ستعتني روز بالمنزل في النهار وتخرج في الليل.

٣- سيعتني ثيودر بالمنزل أثناء الليل بينما له حرية اختيار ما يريد فعله أثناء النهار.

٤- ستنجب روز أطفالاً من وقت لآخر لتجنب شكوك الآخرين بشأن علاقتهم.

٥- اذا أخل ثيودر بهذه الشروط فستكشف روز سره للجميع.

٦- اذا أخلت روز بهذه الشروط فسيمنعها ثيودر من الخروج ويخبر والديها مكان خروجها.

كانت الشروط قليلة لاستنتاج القصة الكاملة وراء ذلك لكني استطعت معرفة القليل إلى حد ما.

لذا وبعد البحث أكثر في أرجاء المنزل وسؤال مختلف الأشخاص والتحقيق لفترة..

استطعت..

معرفة القصة الكاملة.

وراء المسرحية التي كنت جزء منها.

عندما كانت والدتي في السابعة عشر من عمرها بدأت تذهب إلى ما نسميه ب'بيوت الدعارة'.

حاول والداها منعها عدة مرات بمختلف الطرق لكنها دوماً كانت تجد طريقة للهرب.

لم يكن هذا شيئاً تعرفه عائلتها فقط.

بل كان شيئاً يعرفه الحي بأكمله.

لقد كانت عاراً بمعنى الكلمة على والديها.

أرادوا الهروب من عارهم بتزويجها لكن لم تقبل أي عائلة بها حتى بلا مهر.

استمر ذلك حتى بلغت العشرين من عمرها.

في ذلك الوقت أخيراً.

قبلت عائلة ما بها.

وهكذا تم الزواج بسلاسة.

لم يعلم أحد ما الذي كانت تفكر به تلك العائلة بقبولها لفتاة كهذه لكن لم يسأل أحد.

وهكذا تم تزويج والدتي من والدي الذي كان يبلغ الخامسة وعشرين في ذلك الوقت.

لكن وفي أول يوم من زواجهما أرادت والدتي الخروج مجدداً للذهاب إلى ذلك المكان.

وبالطبع رفض والدي الذي سمع الشائعات عنها ذلك.

حتى لو أجبرته عائلته على الزواج بها فهل كان ذلك سيعني أنه سيقبل أن تذهب زوجته إلى هذه الأماكن؟

بالتأكيد لا لذا بطبيعة الحال رفض ومنعها من الخروج.

وهكذا لمدة أسبوع لم تزر والدتي ذلك المكان مطلقاً.

لكن هل كان ذلك يعني أنها استسلمت وقبلت مصيرها؟

بالتأكيد لا.

كانت والدتي ذكية.

وبتعبير أكثر دقة..

كانت أفعى من الأفضل عدم معاداتها.

خلال أسبوع فقط.

استطاعت وضع يديها على سر والدي وتهديده به.

كان سر والدي هو أنه عندما كان في الخامسة عشر من عمره.

قتل شخصاً ما لأول لمرة في حياته.

بالطبع كان ذلك للدفاع عن النفس لذا سجن لمدة سنتين فقط.

لكن هل كان السبب يهم الآخرين؟

في عيونهم كان والدي فقط مجرماً.

تعرض للتنمر وفي نفس الوقت تم تجنبه في المدينة.

انتشرت الكثير من الشائعات بشأنه.

وكان هناك الكثير ممن يطالبون باختفائه.

تحمل والدي ذلك لمدة سنتين لكن في النهاية أجبرته عائلته على الانتقال والعيش في المدينة المجاورة.

لكن وبعد ثلاث سنوات من عيشه هناك قابل شخص يعرفه وانتشرت الشائعات بشأنه مرة أخرى.

لذا ذهب بعدها إلى المدينة التي تجاورها وعاش فيها سنة إلى أن كُشِف سره ثانية فانتقل إلى المدينة التالية وقطن فيها لأربع سنوات إلى أن كُشِف سره ثانية.

في ذلك الوقت الذي كان يفكر فيه بالانتقال إلى المدينة التالية طلبت منه عائلته العودة إلى المنزل فجأة.

عندما عاد لم يكن هناك شخص ينظر إليه كمجرم أو شخص يرميه بالحجارة.

عندها عرف.

أن الناس بالفعل قد نسوا أمره.

كان ذلك طبيعياً مذ مضت خمس سنوات منذ عودته إلى المدينة التي ولد فيها.

بمجرد عودته طلبت منه عائلته الزواج من الفتاة التي تنتشر الكثير من الشائعات حولها.

لم يرد والدي معارضة عائلته لذا فقد وافق.

لكن الآن كانت والدتي تهدده بنشر سره الذي عانى كثيراً بسببه لذا لم يكن أمامه خيار سوى الانصياع لها.

وهكذا..

تم توقيع العقد بين الاثنين.

وبدآ المسرحية الخاصة بهما.

أمام الآخرين مثلا أنهما زوجين متحابين لكنهما لم يكونا زوجين حقيقيين حتى.

لم يكن لديها علاقة زوجية صحيحة أبداً.

لذا في الغالب أنا..

لم أكن ابنة والدي حتى.

ما كان الهدف من إنجابي؟

لدعم مسرحيتهم؟

لتستمر والدتي في كونها عاهرة؟

هل حياتي بالنسبة لها كانت فقط لبناء مسرحيتها التي تتيح لها فعل ما تريدينه؟

لقد كنت أظن أن والدي هو القمامة ولكن الآن وبعد معرفة كل ذلك فيبدو أن والدتي كانت حثالة أكثر منه حتى.

لا عجب أن والدي تخلى عنا بمجرد موت والدتي.

ربما كان موتها بمثابة تحرير الطوق الموضوع حول عنقه بالنسبة له.

على أي حال لم يكن سبب فعلهم لذلك يمهني.

كان المهم هو حقيقة ادخالنا رغماً عنا إلى المسرحية الخاصة بهم.

كيف يجرؤون على فعل ذلك.

هل يستخفون بحياتنا؟

يا له من سجل رائع.

والدي قمامة ووالدتي عاهرة.

اذاً..

كل الذكريات التي لدي معها..

كانت..

مجرد كذبة؟

الأوقات التي قضيتها معها.

والذكريات التي صنعناها معاً.

السعادة التي ظننت أننا نتشاركها.

هل كان كل ذلك..

مجرد كذبة؟

أيها الأوغاد...كيف تجرؤون!؟

في ذلك الوقت وبعد عودتي إلى المنزل والنظر إلى المرآة..

شعرت بالاشمئزاز من شكلي الذي كان نسخة طبق الأصل عن والدتي.

لذا صبغت شعري.

أردت تغيير لون عيني بارتداء عدسات لكن للأسف لم يكن لدي المال الكافي لشرائهم.

منذ ذلك الوقت وحتى حديثي مع رين.

لم أنظر..

في المرآة أبداً.

لقد حصلت على فصل مؤقت من المدرسة بسبب صبغي لشعري والذي كان ممنوعاً.

وقضيت كل وقتي في المنزل في غرفتي.

فقدت شهيتي بسبب الأطباق التي تنعكس عليها صورة وجهي.

ونادراً ما أكلت.

وبدأت بتجنب الجميع بلا قصد.

خاصة هاروكي.

لم أرد ذلك لكني لم أستطع سوى فعله.

لم أرد النظر إلى نفسي فهل كنت لأرغب بالنظر إلى التذكار الآخر لوالدتي؟

حتى لو لم يكن يشبهها أبداً فلم أستطع سوى تذكرها عند النظر إلى وجهه لذا انتهى بي الأمر بتجنبه.

ربما لو لم يتحدث إلي رين لكنت استمريت بفعل ذلك إلى الأبد.

على أي حال وبعد التحدث مع رين والتفكير لفترة وصلت إلى قرار بشأن ما علي فعله.

وهكذا غادرت المنزل متجهة إلى..

بيت الدعارة الذي غالباً ما كانت ترتاده والدتي.

***

"اوه؟هل أنتِ هنا ثانية؟"

بمجرد أن فتحت ريا الباب ودخلت ذلك المكان إستقبلها صوت امرأة ذات شعر أسود.

في الواقع لم تكن هذه زيارتها الأولى إلى هذا المكان بل كانت المرة الثانية حيث اضطرت إلى القدوم إليه للحصول على بعض المعلومات عن والدتها.

بالطبع تم إيقافها عن المدخل في البداية من قبل المرأة ذات الشعر الأسود لكنها سرعان ما أدخلتها عندما عرضت عليها ريا بعض المال مقابل معلومات عن والدتها.

وبالطبع كان مصدر ذلك المال هو بيعها لبعض الأغراض التي وجدتها في منزلها القديم.

تم أخذ معظم الأغراض القيمة من قبل عائلة والدها لكن لحسن الحظ بقي بعض الأشياء التي من الممكن الحصول على مال منها.

شعرت بالأسف لاستعمال المال هكذا بدلاً من انفاقه على طعامهم واحتياجاتهم لكنها فكرت في أنها تضحية ضرورية من أجل الحقيقة.

وهكذا قامت برشوة المرأة ذات الشعر الأسود للحصول على المعلومات.

"أجل"

"ما الذي تحتاجينه هذه المرة؟"

"هل سنتحدث هنا؟"

"اوه اعذريني"

قالت المرأة ذلك بابتسامة ثم أخذت ريا وجلست في احدى المقاعد القريبة.

"بالمناسبة ما خطب لون شعرك؟لقد كان عسلي اللون قبل أيام فقط"

"لفد صبغته"

"لماذا؟"

"فقط هكذا...."

"هممم اذاً ما سبب زيارتك هذه المرة؟"

"لا شيء محدد فقط..ظننت أني سأصل إلى شيء ما إذا أتيت إلى هنا"

"هممم"

بسماع ما قالته ريا حدقت فيها المرأة بنظرة غريبة ثم سألت.

"بالمناسبة ما هي علاقتك بروز؟لتطلبي معلومات عنها"

"هل تريديدن أن تعرفي؟"

"أجل"

"إذاً عليكِ أن تدفعي"

"هل تنتقمين مني؟"

"أجل"

بسماع ما قالته ريا تحدثت المرأة أثناء العبوس.

كانت ريا الآن تنتقم منها لأخذها المال منها مقابل المعلومات.

لذا في النهاية استسلمت المرأة أثناء هز رأسها.

"حسناً ليس وكأني لا أملك أي تخمينات...لكن من الصعب فقط تصديق ذلك حتى بالرغم من الدليل الواضح"

"كما هو متوقع لدي وجه لا يمكنه إخفاء أصلي"

"إذاً أنت حقاً ابن..مففف"

"صوتكِ عالٍ!!"

وضعت ريا يدها على عجل على فم المرأة التي كانت تتحدث الآن بصوت عال.

"آسفة لقد مذهولة فقط...اذاً كيف حال روز هذه الأيام؟"

"لقد ماتت..منذ فترة طويلة"

"ايه؟ماتت!؟؟؟"

"ألم تعلمي عن ذلك؟"

"لا، لقد شعرت بالغرابة لأنها توقفت عن المجيء إلى هنا فجأة لكن للتفكير بأن السبب كان موتها..."

"أجل..هممم؟"

ريا التي كانت على وشك قول شيء ما توقفت فجأة حيث لفت انتباهها شخص ما.

كان رجل ذو شعر أشقر وعيون زرقاء.

لم تكن المشكلة هي الرجل بل ملامحه التي بدت مألوفة لها بطريقة ما.

لذا لفت رأسها تجاه المرأة وسألت.

"من ذلك شخص؟"

"اه هذا..ادفعي اذا أرد- مهلاً مهلاً سأخبرك!!"

أمسكت المرأة على عجل بريا التي قامت من مقعدها بنظرة لامبالية.

"تحدثي جيداً"

"حسناً حسناً اسمه هو إيلي وهو زائر منتظم منذ ما يقارب ثماني سنوات"

"كم عمره؟"

"أعتقد حوالي ٢٧ سنة؟"

"طوله؟"

"مئة وواحد و...مهلاً لم تسألين عن هذا؟"

"لقد كنت أمزح فقط..إذاً هل بأي فرصة...."

"هممم؟"

"قابل هذا الشخص والدتي من قبل؟"

"إيلي وروز..هممم..أعتقد أن ذلك كان في أول مرة له هنا..كانت روز هي من اعتنت به في ذلك وقت"

"إذاً...هل تستطيعين الحصول على شعرة منه؟"

"شعرة؟"

حدقت المرأة في ريا بحيرة لكنها سرعان ما ابتسمت بلطف وقالت.

"لن يكون ذلك صعباً لكنه يعتمد على مقدار ما ستدفعينه"

"كم تريدين؟"

"حسناً..أعتقد أن خمسة أضعاف المبلغ السابق سيكون جي- مهلاً مهلاً انتظري!!! أربعة لا ثلاثة فهمت فهمت سآخذ ضعفيه فقط!!"

أمسكت المرأة بريا التي كانت على وشك المغادرة مجدداً وقامت بخفض السعر.

بسماع ذلك جلست ريا ثانية وأومأت برأسها.

"حسناً اذاً أعتمد عليكِ"

"فهمت فهمت"

وهكذا انتظرت ريا إلى أن حصلت على الشعرة من المرأة ودفعت لها من أموالها الخاصة.

وبشكل أدق من أموال طعامهم للشهر القادم لكنها مازالت تفكر في أنها تضحية ضرورية من أجل الحقيقة.

لذا وبعد أن حصلت على الشعرة ذهبت إلى مختبر تحليل ال DNA وأعطتهم شعرة إيلي وشعرة شخص آخر كانت قد حصلت عليها.

وبعد ثلاثة أيام.

صدرت النتيجة.

والتي كانت..

إيجابية.

***

"رينا"

"ماذا؟"

"هل يمكنكِ إحضار ذلك الشخص الذي يدعى إيلي إلى هنا؟"

"أستطيع ذلك ولكن لماذا؟"

"فقط..أريد الحديث معه قليلاً"

بالنظر إلى الابتسامة الشريرة على وجه ريا علمت المرأة ذات الشعر الأسود التي تدعى رينا أن الأمر لن ينتهي بحديث فقط لكنها وافقت على أي حال وأحضرت الرجل ذو الشعر الأشقر إلى حيث كانت ريا.

"ما الذي تريدينه أيتها الطفلة!؟"

تحدث الرجل ذو الشعر الأشقر مع وريد على جبينه.

تم خداعه من قبل رينا وإحضاره إلى هنا بل وأجبر أيضاً على الحديث مع هذه الطفلة لذا كان من الطبيعي أنه كان غاضباً.

لكن ريا نظرت إليه بابتسامة خبيثة فقد وأخرجت شيئاً ما.

كان الشيء هو عبارة عن ورقة.

"ما هذا؟"

"يمكنك التحقق بنفسك"

"..."

نظر إيلي بريبة إلى ريا لكنه سرعان ما أخذ الورقة وتحقق من محتوياتها.

وجهه الذي نظر إلى المحتويات.

كان لا يمكن أن يكون أكثر تشويهاً.

"هذا..مستحيل أن يكون..."

"انه نتيجة فحص DNA لشعرك وشعر ابنك"

"مستحيل..أن يكون كذلك!!"

"لهذا عليك التحقق من النساء اللواتي ترافقهن جيداً حتى لا ينتهي الأمر بك باكتشاف أن لديك ابناً لا تعلم عنه شيئاً"

"..."

"بالمناسبة سمعت أنك تأتي إلى هنا مذ أن كنت في التاسعة عشر من عمرك...أتساءل ان كانت عائلتك على علم بذلك"

"..."

"بالتأكيد هي ليس كذلك والا لما كنت ستتعب نفسك بصبغ شعرك ووضع العدسات..لون عينيك وشعرك في الحقيقة هو بني أليس كذلك؟"

"كيف..!!"

"لا تكن متفاجئاً هكذا!من الطبيعي أن أعلم ذلك..فابنك لديه شعر وعيون بنية أيضاً..نفس العيون المائلة التي لديك"

"..."

"بالمناسبة أنت تحاول اخفاء ذلك لكنك من عائلة غنية أليس كذلك؟"

"..!"

"ذلك واضح جداً من طريقة تصرفك"

"..."

"همم ان قمت بنشر صورتك مع هذه الورقة..."

صمتت ريا لفترة ثم حدقت بالشخص الذي أمامها ووضعت ابتسامة خبيثة على وجهها وقالت.

"فستكون فضيحة أليس كذلك؟"

"ما الذي تريدينه؟!!!!"

"ما أريده؟حسناً أنا لا أريد الكثير..يكفي أن ترسل لي مبلغ جيداً من المال كل شهر...لديك الكثير من المال على أي حال لدرجة أنك تضيعه في الأرجاء بهذا الشكل"

"..."

"اجابتك؟"

"فهمت...."

قال الرجل ذلك أثناء شد قبضته والعض على شفته.

ريا التي رأت ذلك ابتسمت ثانية وقالت.

"صحيح!لا تخاول التفكير بشيء مثل اغتيالي لأن المعلومات ستنتشر في جميع أنحاء المدينة إن فعلت ذلك"

"..."

"اذا فلنتبادل رقم هاتفنا لنستطيع التواصل..فسيكون من الصعب المجيء إلى هنا في كل مرة أحتاجك فيها"

"..."

"إجابتك؟"

"ح..سناً...."

وهكذا كانت هذه هي الطريقة التي حصلت بها ريا على المال لشراء الدواء في وقت انتشار الوباء بعد ثلاث سنوات.

***

ثم في يوم من الأيام استقبل إيلي رسالة على هاتفه من ريا.

[مرحباً إيلي!

لم أرك منذ وقت طويل هل كنت بخير؟]

"لقد كنت بخير حتى راسلتني"

[على أي حال لقد تواصلت معك اليوم لأخبرك أن تفعل شيء بشأن أختك المزعجة التي تتنمر على صديقتي!

وأيضاً فلتخبرها أن تقوم بالإعتذار لها أمام المدرسة بأكملها!]

"لماذا علي فعل شيء مزعج كهذا لا انتظر اذا كانت تعرف أختي فهل من الممكن أنها..!!!!"

[بالتفكير في أنك كنت ابن رئيس مجلس الوزراء...من المحزن أن أسمع ذلك من أختك وليس منك]

"تباً لقد عرفت!!ايما اللعينة تلك!!"

[وسمعت أنك تزوجت مؤخراً أيضاً؟حتى أن لديك ابنة في السنة الأولى من عمرها تدعى ليلي!..لقد تفاجئت حقاً بمعرفة ذلك!سيكون من الجيد أن تقابل الفتاة شقيقها الأكبر في وقت ما]

"بالتأكيد لن يكون كذلك!!!"

[على أي حال فلتحرص على تحذير أختك جيداً!..وأخبرها أيضاً أن تصبح خادمة صديقتي من الآن فصاعداً!ألن يكون ذلك ممتعاً؟!]

"من يهتم باستمتاعك!؟!!!"

[اجابتك؟]

[سأفعل ذلك..]

وهكذا وبعد حديث إيلي مع أخته ايما قليلاً(؟)، كانت النتيجة هي اعتذارها ليونا أمام المدرسة بأكملها.

منذ ذلك الوقت كان إيلي هو الذي شتم شقيقته بشدة في كل مرة رآها فيها.

وبالطبع، لم تكن ريا مهتمة بأيٍ من ذلك.

2022/06/29 · 118 مشاهدة · 2357 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025