51 - الفصل الإضافي #٦《هاروكي وكايا》

لقد حصل هذا عندما كنت في الرابعة عشر من عمري في طريق عودتي إلى المنزل بعد العمل.

هناك، قابلت لأول مرة.

شخصاً علي قتله.

"اوه؟يبدو أني وجدت جوهرة مخفية"

تحدث رجل في منتصف العمر بابتسامة خبيثة أثناء النظر إلى الفتاة ذات الشعر الأبيض التي وجدها.

"من كان يتوقع وجود فتاة جميلة مثلك في مكان كهذا؟من الجيد أني أتيت لإلقاء نظرة!"

"أنت..."

"حسناً مازلتي صغيرة قليلاً لكن أنا متأكد من أن هناك الكثير من الأشخاص الذين سيحبون فتاة لطيفة مثلك"

"قواد..؟"

"ثم في غضون سنتين أنا متأكد من أنكِ ستستطيعين ارضاء جميع الأطراف"

"..."

"للتفكير بأني سأجد كنزاً مثلك!يالي من رجل محظوظ!"

قال الرجل ذلك أثناء الاقتراب من الفتاة التي كانت تحاول الهرب ثم أمسك بها.

"اتركني!!!!"

"اسمعي أيتها الصغيرة...من الآن فصاعداً...أنتِ ملكي!"

"ل.لا..لا أريد!!فللتركني!!"

شعرت الفتاة بالرعب من عيون الرجل المليئة بالشجع التي كانت تنظر إليها.

في ذلك الوقت أدركت.

كان ذلك شخصً عليها قتله.

لم يكن ذلك غريبا في المنطقة التي عاشت فيها أن تقتل لأول مرة في سن صغيرة.

سواء كان الهدف هم اللصوص أو المغتالين أو القوادين كما هو الآن.

لذا كان عليها قتله.

وإلا ستتحول حياتها إلى جحيم.

لكن الفتاة لم تستطع ذلك.

لقد تجمدت فقط عند فكرت في أنها ستقتل شخص ما.

ولم تستطع اخراج الخنجر الذي كانت تخبئه دائماً في ملابسها.

لقد تخيلت هذه اللحظة مراراً وتكراراً.

عندما ستضطر إلى قتل شخص ما.

لكن الآن وفي الموقف الحقيقي نالها الخوف ولم تستطع فعل شيء.

علمت الفتاة أن حياتها من الآن فصاعدتً ستكون جحيماً.

لكنها سارت فقط مع الرجل الذي كان يسحبها أثناء ذرف الدموع بصمت.

لتستقبل جحيمها الجديد.

أو هذا ما كان من المفترض أن يحصل.

لولا..

أن شخصاً ما أنقذها.

"ماذا تفعل!"

"ماذا من أنت!؟لا تتدخل بما لا يعنيك!"

برؤية الصبي ذو الشعر البني الذي كان يسحب سيفه في وجهه صرخ الرجل وطلب منه عدم التدخل.

"هل لي أن أعلم ما الذي تنوي فعله بأخذك لهذه الفتاة؟"

"هذا ليس من شأنك!"

"مهما نظرت للأمر فيبدو أنك تسحبها رغماً عنها..اذا كان الأمر كذلك هل يمكنني أن أعتبر هذا اختطافاً؟"

"أخبرتك أن هذا ليس من شأنك!"

حاول الرجل لكم الصبي لكن الصبي تفادى لكمته ثم قام بضربه على مؤخرة رقبته وأفقده الوعي.

"هل أنتِ بخير؟"

"أ.أجل...من أنت..؟"

سألت الفتاة الصبي الذي استطاع الاطاحة برجل أكبر منه بالرغم من أنه لم يبدو بهذه القوة عن هويته.

بسماع سؤالها ابتسم الصبي قليلاً ثم قال.

"اسمي هاروكي وأنا جندي"

"جندي؟"

"أجل"

"ما الذي يفعله جندي هنا؟"

"لدي دورية في هذا المكان"

"لكن...الجنود عادة لا يأتون إلى هنا"

"هل هذا صحيح...لماذا؟"

"لأن..هذا مكان تخلت عنه المملكة...لذا ربما..أخطأت المكان الذي طُلِب منك الذهاب إليه"

"أخطأت؟"

أمال هاروكي رأسه بحيرة ثم سأل.

"أليس هذا المكان هو ***؟"

"لا..المكان الذي تبحث عنه في الاتجاه المعاكس"

"اوه...."

وهنا أدرك هاروكي أنه كان تائهاً.

"علي أي حال شكراً جزيلاً لك على مساعدتي"

ابتسمت الفتاة باشراق وقالت ذلك بالرغم من أن عينيها كانت ماتزال مبللة بالدموع.

"سأتأكد من رد الجميل يوماً ما!"

"لا بأس لم أفعل الكثير اممم؟"

بالرغم من أن هاروكي لوح بيديه كما لو أنه لم يفعل الكثير إلا أن الفتاة اقتربت منه فجأة بتعبير جاد وقالت.

"سيدي لقد قلت أنك تعمل في الجيش صحيح!؟"

"أ.أجل.."

"سأحاول الانضمام للجيش أيضاً!!"

"هاه؟"

بالرغم من أن هاروكي أعطى تعبيراً محيراً إلا أن الفتاة تجاهلته فقط وتابعت الحديث أثناء الاقتراب منه أكثر فأكثر.

"عندها...إذا كان السيد في مشكلة"

رفعت الفتاة رأسها ونظرت إليه ثم قالت بأكثر ابتسامة مشرقة في الوجود.

"سأساعده كما ساعدني!"

"..."

لم يستطع هاروكي قول أي شيء لفترة.

لكنه سرعان ما استعاد عقله وتراجع خطوة إلى الوراء للابتعاد عن الفتاة التي كانت قد اقتربت كثيراً منه.

"صحيح!لقد قلت أنك تريد أن تصل إلى *** صحيح؟"

قالت الفتاة ذلك بصوت عال ثم اقتربت من هاروكي مجدداً.

هاروكي الذي رأى ذلك فكر في أنها فتاة لا تستطيع المحافظة على المساحة.

حتى هاروكي في العالم لم يستطع التعامل معها ما جعله يتنهد بما يكفي لإسقاط السماء.

لكن الفتاة التي لم تلاحظ مشاعره قالت بابتسامة.

"هل أدلك الطريق؟"

وهكذا أوصلت الفتاة ذات الشعر الأبيض هاروكي ثم عادت إلى منزلها.

كانت تلك هي المرة الأخيرة التي يراها فيها.

على الأقل بالنسبة له.

***

منذ ذلك اليوم بدأت الفتاة تتدرب على استخدام السيف لساعات طويلة كل يوم.

كان أمامها سنة واحدة فقط حيث كان من شروط الانضمام إلى الجيش أن يكون الشخص في الخامسة عشر من عمره على الأقل.

لذا، ولمدة عام.

تدربت الفتاة بكل ما لديها.

وأخيراً جاء اليوم الذي ستقدم به اختبار الدخول إلى الجيش بعد أن بلغت الخامسة عشر من عمرها.

لكن ولصدمتها..

كان الجيش...

لا يقبل النساء.

كانت الفتاة على وشك الاستسلام في البداية إلى أن سمعت عن وجود سحر يغير ملامح الوجه.

الأمل الذي كان على وشك التلاشي عاد من جديد.

لكن..

بالتأكيد لم تكن تملك المال الكافي للدفع مقابل القيام بهذا السحر.

لذا..

وللعام القادم.

عملت الفتاة في مختلف الوظائف دون اهمال تدريبها.

وأخيراً وعندما كانت في السادسة عشر من عمرها استطاعت جمع المبلغ المطلوب ودفعت مقابل قيام شخص ما بهذا السحر لها.

وهكذا، وبعد اجتياز اختبار دخول الجيش.

أصبحت الفتاة رسمياً جزء منه.

وفي غضون أربع سنوات فقط استطاعت الوصول إلى منصب نائب قائد الجيش الملكي.

كان اسم تلك الفتاة.

هو كايا.

لكن اذا سألت عنها في الأرجاء.

فسيعرفها الناس باسم كاي.

نائب قائد الجيش الملكي ذو العشرين عاماً.

وثاني أمهر سيافاً في المملكة.

***

"هاروكي هل سمعت؟"

"...؟"

"يقال أن هناك من بين المستجدين شخص بمهارات مدهشة"

"مهارات مدهشة؟"

"أجل!..يقال أنه تغلب على الكثير من الجنود المخضرمين منذ انضمامه!"

"همممم"

"سمعت أن لديه شعر أبيض فريد وعيون زرقاء لذا ان قابلته ستتعرف عليه في الحال، اسمه هو كاي"

"..."

'شعر أبيض...مستحيل أليس كذلك؟'

فكر هاروكي في شخص ما لوهلة عندما سمع كلمتي شعر وأبيض، لكنه سرعان ما هزَّ رأسه.

كان المستحيل أن يكون ذلك الشخص هنا.

لأنه بعد كل شيء.

فالجيش لا يقبل النساء.

"أليس هذا هو؟"

عاد هاروكي من أفكاره بصوت زميله الذي كان يشير إلى شخص ما.

كان الشخص الذي يشير إليه هو صبي بشعر أبيض وعيون زرقاء.

بمجرد أن قابلت عيناه عينا الصبي بدا أن لديه نظرة غريبة على وجهه لكنها سرعان ما اختفت لذا ظن أنه كان مخطئاً.

على أي حال الصبي الذي لاحظه اقترب منه بخطوات سريعة ثم انحنى وقال.

"أنت السيد هاروكي أليس كذلك!؟"

"أجل...."

تفاجأ هاروكي قليلاً بالسؤال الذي جاء من العدم لكنه أجاب على أي حال.

"اسمي كاي وأنا جندي مستجد!"

بعد أن قال ذلك رفع الصبي ذو الشعر الأبيض رأسه ونظر في عيني هاروكي ثم قال.

"أتطلع للعمل معك من الآن فصاعداً!"

كان للصبي الذي قال ذلك.

أكثر ابتسامة مشرقة في الوجود.

2022/06/30 · 115 مشاهدة · 1040 كلمة
Shizuka
نادي الروايات - 2025