اندفعت ريا باتجاه القاتل وحاولت طعنه مستغلة كونه لم يلاحظ وجودها بعد.
كان الهدف هو قلبه حيث أرادت القضاء عليه بضربة واحدة مذ أنها كانت متأكدة من كونها لن تفوز في معركة متكافئة لذا اندفعت نحوه واضعة حياتها على المحك، لكن-
توقفت على بعد شعرة من جسده
'إن طعنته..سيموت صحيح؟
إذن أنا سأقتل شخصاً ما؟
لكن ان لم أفعل ذلك سأكون الشخص الذي سيموت
لا لا أريد الموت!!!'
حاولت ريا التحكم في يدها المرتعشة واستعادة وضعيتها ثم طعنته، ولكن..
أخطأت الطعنة قلبه بمقدار شعرة.
كان خطأ صغير جداً لكنه كان كافياً لقلب موازين القتال.
ركل القاتل ريا في معدتها، شعرت ريا وكأن أحشاءها على وشك الخروج من معدتها أثناء الطيران على شكل قوس إلى خلف.
اصطدمت ريا بالحائط وبصقت الدماء من فمها، كان بإمكانها الشعور بالتأكيد بأنها كسرت عظمة أو عظمتين.
كل ما فعله القاتل هو ركلها لكنها شعرت أنها على وشك الموت، لم تصدق ريا أن مجرد ركلة ستجعلها تحلق كل هذه المسافة من نهاية الغرفة إلى بدايتها، ظنت أن هذا شيء يحصل في الأفلام فقط.
'اه صحيح، هذه قصة خيالية'
فكرت ريا وهي تنظر إلى القاتل الذي كان يقترب منها بعد ابتلاع نوع من الحبوب والتي يبدو أن وظيفتها هي الشفاء، وكما لو أن القاتل حددها كأولوية فقد ترك الأميرة واقترب منها بالسيف في يده.
'لقد انتهى
كل شيء فعلته كان بلا فائدة
لو علمت أن هذه ستكون النتيجة...
'...'
أعتقد انه لا فائدة من الندم على ما فات
فهذه هي النهاية'
أغمضت ريا عينيها، كان آخر ما رأته هو وهج النصل الذي يقترب من رقبتها، ثم سمعت صوت قطع.
ولكن بشكل مفاجىء لم تشعر بأي ألم، فكرت ريا فيما إذا كان من الممكن أن يكون الموت بهذا السلام لكنها سرعان ما أدركت أن هنالك شيئاً خاطئاً وفتحت عينيها.
ما رأته أمامها كان سقوط جسد القاتل الذي فقد رأسه، وخروج الدم منه كما النافورة.
نظرت ريا إلى الجسد كما لو أنها لا تفهم ما يجري.
'دم..؟
من..؟'
رفعت ريا رأسها ببطء، وفي أعلى المشهد، كان هناك الشاب ذو الشعر الأزرق الذي تلطخ وجهه ببعض الدماء ينظر إليها.
"هل أنتي بخير.؟"
"ال..قا..ئد"
تمتمت ريا كما لو أنها لا يمكن أن تكون أكثر راحة مما هي عليه الآن.
'لقد مات القاتل..والأميرة بخير
لقد انتهى الأمر أخيراً
يمكنني...العيش..
هممم؟
رأسي..
أشعر بالدوار..
"ريا!!!"
كان آخر مشهد رأته هو الأرضية الملطخة بالدماء.
***
"ما الذي حصل..؟"
نظرت الفتاة الشقراء والتي هي ريا إلى السقف على مرمى بصرها متسائلة عما حدث وما الذي تفعله في هذا المكان ثم عادت ذكرياتها ببطء.
"اه! صحيح!"
"لقد اقتحم القاتل القصر وأنا حاولت مهاجمته ثم...."
تذكرت ريا كل الأشياء التي حصلت وتنهدت بما يكفي لإسقاط السماء وهي تفكر فيما حصل قبل أن تفقد وعيها.
"نعم في النهاية قتله القائد"
'يا إلهي...هذا جيد
مازال بإمكاني العيش..
كل الجهد الذي بذلته لم يضع هباءاً
هذا مطمئن..'
فكرت ريا وهي تحاول منع الدموع التي تهدد بالتدفق على وجنتيها ثم-
صراخ!
سمعت ضجة من الخارج.
"لماذا لم يخبرني أحد بهذا!"
"هذا سيدي..لم نرد أن نقلقك حيث قال الأطباء أن حالتها مستقرة وستستيقظ قريباً"
"هذا ليس عذراً!!"
ضرب الصوت الحائط بقوة وتساءلت ريا عما يجري ولكن فجأة فُتِح باب الغرفة التي كانت بها على مصراعيه.
وهناك كان يقف الجاني وراء هذه الضجة.
"ريا..!"
"كاي..؟"
لقد كان كاي، نائب قائد الجيش الملكي.
"أنتي مستيقظة..؟"
تحدث كاي بجميع أنواع المشاعر على وجهه ثم ركض إلى حيث كانت ريا التي كانت بالفعل قد أصلحت وضعية نومها وجلست على السرير وقام بمعانقتها.
"لقد قلقت عندما سمعت بما حصل!
هل أنتي بخير!؟"
"ايه؟اه!أجل!أنا بخير!"
غطى وجه ريا إحمرار طفيف وتحدثت بشكل أخرق قليلاً لأنها لم تتوقع أن يعانقها كاي فجأة.
كانت ريا على وشك أن تسأله لما كان يثير كل هذه الضجة في الخارج ولكن شخص آخر دخل، ما جعلها تطمس ما حاولت قوله.
"ريا هل أنتي بخير..؟"
دخل الشخص ذو عيني الجرو بوجه قلق وسأل ريا عن حالها.
"أجل"
كان هاروكي الذي كان يقترب منها الآن بشيء في يده.
"تفضلي ريا لقد أحضرت تفاحة كليها واستعيدي عافيتك.!"
كان من غير المفهوم لما يعطيها التفاح عندما كانت تشعر كما لو كانت تعاني من عسر هضم إثر ركلة القاتل لكنها وضعت ابتسامة وشكرته.
"اممم، حسناً، شكراً لك"
نظرت ريا في أرجاء الغرفة كما لو كانت تبحث عن شخص ما لكنها سرعان ما توقفت حيث كان من غير الممكن سوى رؤية ثلاثتهم كاي وهاروكي وهي فقط في هذه الغرفة.
'هو ليس هنا..
حسناً أظن أنه بجانب الأميرة الآن..'
وضعت ريا ابتسامة مريرة ثم نظرت إلى كاي الذي كان مستمر في معانقتها وطلبت منه أن يتركها لأنها شعرت كما لو كانت تختنق.
***
"أيها القائد ألن تدخل؟"
امام مدخل الغرفة التي كانت ريا موجودة بها كان من الممكن رؤية رين والجندي الذي وشى بكاي في السابق يقفان أثناء اختلاس النظر إلى الداخل.
"تبدو هذه كلحظة لا يجب علي مقاطعتها
فمقاطعة وقت حبيبين ليس رجولي أبداً"
في الداخل كان من الممكن رؤية كاي يعانق ريا، لذا فرين الذي جاء بغرض زيارة ريا قرر في النهاية عدم فعل ذلك حتى لا يقاطع اللحظة.
"رغم أن السيد هاروكي قد دخل بالفعل على أي حال.."
"هذا صحيح ولكن من الصعب لومه، ذاك الغبي"
تحدث الجندي بنظرة فارغة وأجاب رين بنفس الوجه كما لو كان يعتقد أن القلم مرفوع عن هاروكي الذي كان يفتقر إلى الحس الإجتماعي، ثم تنهد بما يكفي لإسقاط السماء.
"على أي حال أنا ذاهب، أخبر كاي أنه يمكنه أخذ إجازة اليوم"
تحدث رين أثناء المغادرة ونظر إليه الجندي بنظرة فخر كما لو أنه لا يمكن أن يكون أكثر فخراً بقائده مما هو عليه الآن.
"أيها القائد..
لن أدع تضحيتك تذهب سداً
سأعمل بكل جهدي لجعل الجميع يعلم أن النائب يملك حبيبة!"
تحدث الجندي ذو الفكرة الخاطئة تماماً بنبرته الفخورة كما لو أنه إتخذ قراراً، وهو لا يعلم أن كلاً من كاي ورين سيفقدون أرواحهم ويتحولون إلى اللون الأبيض ان فعل ذلك.
ومن هذا القبيل مرت عدة أيام وخرجت ريا أخيراً من المشفى.