"أخيراً استطعت الخروج من المشفى!"
تحدثت ريا التي سُمِح لها أخيراً بمغادرة المشفى بعد مرور ما يقارب أسبوع على وجودها فيه بشيء من السعادة.
في المقام الأول لم تكن إصاباتها خطيرة بما يكفي للمكوث لمدة اسبوع في المشفى، فصحيح انها حصلت على بعض الكسور والاصابات الداخلية لكن لم يكن من الممكن أي يهدد أي من ذلك حياتها عندما تكون قد حصلت على العلاج بسرعة.
ولكن من الصعب لوم المشفى على منعها من الخروج عندما تم زيارتهم من قبل كل فرسان الجيش الملكي تقريبا على حدة، وبسبب هذا كان على ريا البقاء في المشفى أسبوع بدل يومين، وبالرغم من ذلك كانوا يتوسلون إليها أثناء البكاء للبقاء وقت أطول.
في هذه المرحلة كان من الممكن التخمين أن الفرسان لم يقوموا بزيارتهم فقط بل قانوا بتهديدهم أيضاً إلى الحد الذي من الممكن أن يطلق عليه إساءة استخدام للسلطة.
أعني في أي مكان في العالم سيقوم قائد الجيش الملكي ونائبه والجنود التابعين لهم بالتوصية لمجرد خادمة؟إذا كان الأمر كذلك فسيكون من الجيد البدأ بالقلق على الترتيب الهرمي للقلعة، والذي من الممكن أن يؤدي إلى ثورة ديموقراطية على المدى البعيد.
لو علمت ريا بذلك فستبدأ بالقلق على حياتها بعد ان توقفت أخيراً عن ذلك حيث أن حدوث ثورة ودمار المملكة سيودي بحياتها بطبيعة الحال، لكن ريا التي لم يكن لديها طريقة لمعرفة ذلك كانت تسير بسعادة عائدة إلى مسكن الخدم.
'والآن أستطيع العيش بسلام أخيراً'
"لقد عملت بجد واستطعت تجنب موتي، أشعر بشعور جيد حقاً!
بالرغم..."
'من أن تذكر ما حصل يجعلني أشعر برغبة في التقيء'
لقد انتهى كل شيء لكن ريا لم تستطع أن تقوم بكل بساطة بمسح كل ما حدث من رأسها، كانت متأكدة أن شعورها في تلك اللحظة لن يختفي إلى الأبد وسيبقى يطاردها لبقية حياتها.
شعرت بأنها تريد ضرب نفسها لأخذها كلمات كاي في أول لقاء لهم عن كون 'السلاح لا يمكن أن يستخدم للدفاع عن النفس' باستخفاف.
بعد كل شيء كانت مجرد خادمة عاشت في بيئة قاسية نسبياً لكنها لم تضطر لرؤية الدم على الأقل في حياتها، وحقيقة أنها داخل قصة جعلتها تنظر إلى الأمر باستخفاف لكون الأشخاص الآخرين مجرد شخصيات في قصة ولكن تجربتها قبل أسبوع ضربت على عقليتها بشدة
شعرت بأن الجدار الذي بنته بشق الأنفس قبل شهر تدمر في تلك اللحظة، الآن حتى لو أرادت ذلك لا يمكنها اعتبار حياتها الحالية وما حولها مجرد قصة.
ريا التي أدركت ذلك بالطريقة الصعبة تنهدت بما يكفي لإسقاط السماء.
"آآآه دعنا لا نفكر في ذلك!
أنا بخير وكل شيء على ما يرام لذا لا بأس"
تحدثت ريا التي قررت تأجيل التفكير في هذه المسألة بصوت عال أثناء ضرب وجهها بكفيها.
"عليَّ الذهاب للاطمئنان على السيدة فلا بد أنها عانت من صدمة أيضاً، حيث ماتت خادمتها التي تثق بها جداً"
لقد كانت سوزان خادمة الأميرة الشخصية أحد ضحايا هذه الحادثة، لذا لم يكن هناك طريقة لتشعر الأميرة بخير عندما كانت مقربة بشدة منها، فكرت ريا بذلك ثم حولت وجهتها إلى قصر الأميرة بدلاً من مسكن الخدم.
'لكن..
لماذا مات الكثيير من الخدم؟
في القصة الأصلية لم يكن من المفترض أن يحصل ذلك'
كان من المفترض أن يكون عدد ضحايا هذه الحادثة هو صفر، لذا كان من الطبيعي أن تفكر ريا في مدى غرابة الأمر عندما ماتت سوزان بالإضافة إلى الكثير من الخادمات الأخريات.
'أيضاً ألم يكن سلوك القاتل أكثر وحشية مما كان عليه في القصة؟'
"لم بحق الجحيم تستمر أحداث القصة بالإنحراف عن مسارها الأصلي!؟"
كانت ريا متأكدة أن هذا التغيير على الأقل لم يكن بسببها، مهما تغيرت القصة بسبب أفعالها فلم يكن هناك سبب لتجمع أغلب الخدم في القاعة في اليوم الذي سيقتحم فيه القاتل القصر.
ولا لتصرف القاتل بطريقة أكثر وحشية، حيث اقتصر تأثير ريا على الأشخاص من حولها، لذا لم يكن هناك طريقة للقاتل الذي لم تقابله أبداً ليتأثر بأفعالها.
فكرت ريا وعضت شفتيها أثناء وضع يدها على رأسها لمحاولة تخفيف الصداع الذي تشعر فيه.
'لدي شعور سيء حيال ذلك'
***
'ربما تكون نائمة لذا من الأفضل ألا أطرق الباب حتى لا أوقظها'
فكرت ريا أثناء الوقوف أمام باب غرفة الأميرة، صحيح أن الأميرة كانت مجرد شخصية أخرى في هذه القصة ولكن لم يكن الأمر أن ريا لم تحبها.
فأي شخص تحدث للأميرة ولو لمرة واحدة لن يكون لديه خيار سوى الوقوع بحبها، ولم تكن ريا استثناء، فهل هناك أحد يكره الشخص الطيب والمراعي الذي يعامل الناس جميعاً بتواضع؟كان ذلك مستحيلاً.
لذا كانت ريا تشعر بالقلق بصدق على الأميرة، ما دفعها لزيارتها فور خروجها من المشفى بدلاً من العودة إلى غرفتها.
وخوفاً من ايقاظها قررت ريا تخطي طرق الباب وإلقاء نظرة سريعة عليها في حال كانت نائمة لذا قامت ريا بمد يدها بحذر نحو مقبض الباب ولكن-
'هاه؟'
توقف يدها على بعد شعرة منه.
'ما خطب هذا الشعور المشؤوم..؟
كل خلية في جسدي ترتعش..!
أنا خائفة!!..
شيء ما يخبرني..
أذا فتحت هذا الباب..
سأموت!!!'
شعرت ريا وكأن صدرها ينقبض، لم تشعر بمثل هذا الشعور حتى عندما واجهت القاتل، لم يكن ما تشعر به الآن خوفاً عادياً بالتأكيد، لقد كان رعباً.
ابتعلت ريا لعابها ثم قربت يدها مجدداً من الباب و-
طرق طرق
طرقته.
لم تستطع ريا حمل نفسها على فتح الباب لذا قررت في النهاية طرقه، كان هذا هو مدى الخوف الذي شعرت به.
"سيدتي هذه أنا ريا، هل يمكنني الدخول؟"
"تفضلي"
سرعان ما سُمِع الجواب، فتحت ريا الباب ودخلت ببطء، ثم نظرت إلى حيث كانت سيدتها.
"سيدتي..؟"
للحظة، لقد كانت للحظة فقط، لكن كان لدى ريا شعور بأنها رأت شيء لم يكن في مكانه بدلاً من الأميرة التي تعرفها.
رفعت الأميرة رأسها ببطء ووجهت نظرها إلى حيث كانت ريا، في تلك اللحظة وعلى عكس ما سبق كان الوجه الذي نظر إلى ريا بالتأكييد يخص أميرة هذا المملكة التي عُرِفت بطيبتها ولطفها.
"أهذه أنت يا ريا؟
يا الهي هل أنتِ بخير؟
هل أنتِ متأكدة من أنك تستطيعين الحراك؟"
"ايه..؟اه!أجل أنا بخير تماماً!، آسفة لإقلاقك!
ماذا عنك سيدتي!؟هل أنتِ بخير؟؟!
فلا بد أنها كانت صدمة كبيرة بالنسبة لك؟"
تحدثت الأميرة كما العادة لذا أجابت ريا بشكل أخرق لوهلة لكنها سرعان ما استعادت رباطة جأشها.
"اهاهاها لا بأس أنا بخير الآن"
"اذا كنت تقولين ذلك فأتمنى أن يكون صحيحاً"
ابتسمت الأميرة بتكلف أثناء التحدث مع ريا فأجابت ريا بنفس الوجه مع القليل من عدم الراحة المختبئة خلف ابتسامتها المتكلفة.
***
'في النهاية ما كان ذلك الشعور المشؤوم يا ترى..'
"اوي هل تستمعين؟"
كانت ريا ماتزال تفكر بما حصل في غرفة الأميرة ولكن أعادها صوت شخص ما إلى الواقع.
كان الصوت رقيقاً إلى حد ما لدرجةِ التي يمكن أن يُخْطَىء به بصوت إمرأة ولكن صاحبه كان شاباً حسن المظهر ذو شعر أبيض كثيف.
والذي كان بالتأكييد كاي.
"ماذا كنت تقول؟"
"ألم تسمعي أي شيء مما قلته!؟؟"
"آسفة لقد سرحت قليلاً، هل يمكنك أن تعيد ما كنت تقوله؟"
خدشت ريا رأسها بحرج وطلبت من كاي الإعادة، تنهد كاي كما لو أنه لا يمكن أن يساعد وتحدث.
"كما كنت أقول..
هل اصاباتكِ بخير؟
هل أنتِ متأكدة من أنه يمكنك الحراك؟"
"هل أنت أمي؟لقد أخبرتك مئة مرة أني بخير!"
توجهت ريا إلى غرفة كاي بمجرد أن انتهت من زيارة الأميرة لتعبر عن امتنانها حيث كان كاي يزورها كل يوم تقريباً في المشفى ولكن كان ذلك هو السؤال الوحيد الذي سمعته منذ مجيئها إلى الدرجة التي تستطيع الآن اعادته عن ظهر قلب.
"حسناً أنا أقول هذا لأني قلق عليكِ كما تعلمين!، كيف أصبتِ على أي حال؟مع مهاراتك الحالية كان يمكنك تفادي حدوث ذلك"
"هذا..."
يبد أن سؤال كاي ضرب في الصميم لأن ريا تجنبت نظرته وترددت في التحدث.
"لقد ترددت صحيح؟"
"ما-"
حدقت ريا في كاي بعدم تصديق لكنه قطع كلامها كما لو أن لا نية لديه لاعطائها مجال للتحدث.
"لم تستطيعي قتله بسبب ترددك"
هذا ليس-"
حاولت ريا انكار ذلك لكن كاي قطعها ثانية واستمر بالتحدث.
"حسناً ليس وكأني لا أفهم شعورك، فقد ترددت أيضاً في المرة الأولى لي!
لقد كنت خائفاً جداً وتشجنت يدي وأبت قدماي الحراك، فقط وقفت في مكاني بانتظار مصيري"
'عندها لو لم ينقذني ذلك الشخص لكنت الآن في الغالب في عداد الأموات'
كان ذلك قبل أن ينضم كاي للجيش الملكي حتى، لقد عاش في بيئة حيث كان من الشائع أن تقتل لأول مرة في سن صغيرة بسبب كثرة اللصوص والقتلة والقوادين في المكان الذي عاش فيه.
لذا لم يكن كاي استثناء من تلك التجربة حيث واجه لأول مرة في سن الرابعة عشر هدفاً عليه قتله، إن لم يقتله فقد كان من المؤكد أن حياته ستتحول إلى جحيم لكنه لم يستطع ذلك.
عندها لو لم يقابل جندي من الجيش كان يتجول في تلك المنطقة بالصدفة وساعده لكان من الصعب تحديد ما كان سيكون عليه مصيره الآن.
كان هذا الشخص هو السبب في دخول كاي للجيش في سن السادسة عشر، كان مديناً لهذا الشخص بدين لن يستطيع سداده لبقية حياته لكنه قرر أن يساعده على الأقل وينقذ حياته إن احتاج الأمر ذلك يوماً ما، كانت هذه طريقته الوحيدة لسداد ديونه لذاك الشخص.
كاي الذي شعر أنه انغمس كثييراً في ذكرياته استأنف حديثه.
"لذا فأنا أتفهم شعورك
لا بد أن ذلك كان صعباً عليك"
حدقت ريا في كاي أثناء عض شفتيها، كانت الدموع التي حاولت بجدٍ منعها من الظهور لاقناع نفسها بأنها كانت بخير تتدفق، الآن بسبب كاي كان جهدها السابق عديم الفائدة.
"لِمَ تقول شيء كهذا الآن
بعد أن بذلت جهدي لأحافظ على معناوياتي!
أنت غير عادل!، كاي الغبي! فلتمت!"
"آسف لهذا"
كانت الدموع تتدفق من عيني ريا كالشلال لذا غطت وجهها بيديها أثناء بصق الشتائم في وجه كاي لكن كاي أعطاها ابتسامة لطيفة فقط وأعتذر أثناء التربيت على رأسها.
فكرت ريا أثناء النظر إلى وجه كاي المتكشف خلال أصابعها في أن هذا الغبي لا يجب أن يبتسم أبداً وإلا كُشِف سره.
***
"تباً لكاي الغبي لقد جعلني أبكي!"
'عيني لم تصبح حمراء صحيح؟
كيف سأقابل القائد بوجه كهذا!؟'
غادرت ريا غرفة كاي وكانت الآن تتجه إلى محطتها التالية، ألا وهي مكتب القائد حيث أرادت شكره على إنقاذها، لكنها قامت بشتم كاي طوال الطريق لتحويل عينيها إلى اللون الأحمر.
'هاه؟أليس هذا هو؟
أن يظهر بمجرد أن فكر فيه..
هذا رائع بطريقة ما..'
ظهر رين أمامها فجأة عندما كانت تفكر فيه.
فكرت ريا في كم كان ذلك رائعاً لكنها لاحظت أنه لم يكن الوحيد الموجود.
'اه
انه يتحدث مع شخص ما
سأنتظر حتى ينتهيا من حديثهما'
قررت ريا انتظار رين لينتهي من حديثه لذا فقد وضعت ظهرها على عمود قريب وانتظرت.
"بعد ثلاث أيام"
سمعت ريا جملة عابرة من الشخص الذي كان يتحدث مع رين وفكرت.
'همم ثلاث أيام؟
هل سيحصل شيء بعد ثلاث أيام؟
هل كان هناك شيء عن أمر سيحصل بعد وقتٍ قصيرٍ من محاولة اغتيال الأميرة؟
حسناً في مثل هذا الوقت كانت الأميرة قد هربت من القصر وكان الجميع في حالة ذعر للبحث عنها وأنا خربت ذلك لذا لا أدري ما الذي سيحصل من الآن فصاعداً'
"ألن تخرجي؟"
أثناء تفكيرها لفترة سمعت صوت قريب.
"هل علمت أني كنت هنا؟"
"بالتأكييد لن أكون قائد الجيش الملكي إذا لم أستطع حتى الشعور بوجودك"
كان صوت رين، قائد الجيش الملكي.
"أنت محق..
إذا هل حصل شيء ما؟"
"ليس بالشيء المهم"
سألت ريا عما كان يدور حوله الحوار مع ذلك الشخص قبل قليل لكن رين أجاب فقط بأنه لم يكن بالشيء المهم لذا توقعت ريا أنه كان شيء لا يجدر بها السؤال عنه بالنظر إلى مكانتها كخادمة.
"همممم"
"لذا..
ما الذي أحضرك إلى هنا؟
هل تحتاحين شيء ما؟"
"اه! هذا.."
"هل تبحثين عن كاي؟
أعتقد أنه موجود في غرفته؟"
"لقد قابلته بالفعل، وكنت في طريقي للبحث عنك عندما صادفتك"
"أنا؟"
رفع رين إصبعه وأشار إلى نفسه بتعبير يسأل عما تحتاجه منه، لكن ريا لم تجب وقامت بالإنحناء، عندما كان رين على وشك أن يسأل لم تفعل ذلك قاطعته ريا وتحدثت أولاً.
"شكراً لك على إنقاذي"
"...حسناً كما تعلمين ليس وكأن هدفي كان انقاذك!
كنت بكل بساطة أؤدي مهمتي في التخلص من أي خطرٍ يهدد حياة الأميرة"
لوح رين بيده وأوضح أنه لم يفعل ذلك لأجل ريا لكن ذلك لم يزعج ريا وردت بابتسامة ثم تحدثت.
"أعرف ولكن مازلت شاكرة لك، فمهما كان هدفك فهو لا يغير حقيقة كوني على قيد الحياة الآن بفضلك
تفضل هذه بعض الحلوى أعددتها كشكر"
كان ذلك البارحة عندما تسللت ريا من المشفى إلى المطبخ الموجود في مسكن الخادمات لإعدادها، لكنها بالتأكييد لم تقل ذلك.
"اه..شكراً لك"
فكر رين في أنه سيكون من الوقاحة رفض ذلك لذا مد يده وأخذ سلة الحلوى الصغيرة من ريا وغمغم في نفسه أن ريا بالتأكيد كانت شخص غريب حيث كان أغلب الأشخاص سينزعجون مما قاله، لذا تفاجىء من قدرة ريا على النظر للجانب الإيجابي للأمر.
في هذه الأثناء ابتسمت ريا أثناء النظر إليه ثم تحدثت.
"أنت الآن تفكر في أني غريبة أليس كذلك؟"
"اوه"
حدق رين بغباء في ريا كما لو أنه لم يتوقع أن يتم إكتشافه وفكر في كيف عليه التعامل مع غضب ريا الآن.
لكن على عكس توقاتعه لم تغضب ريا بل قامت فقط بالتربيت على كتفه أثناء الابتسام كما لو انها تخبره أن يسترخي لأنها ليست غاضبة من ذلك.
نظر رين إلى ريا بعينيه مفتوحتين على اتساعهما وقبل أن يدرك ذلك كان يده تتحرك، كانت وجهة تلك اليد-
ضرب!
هي وجهه.
جفلت ريا وتراجعت خطوة للخلف بلا قصد حيث لم تتوقع أن يقوم رين بضرب نفسه فجأة.
"ه.هل أنت بخير..؟
لم تقوم بضرب نفسك فجأة..؟"
"أرجوكِ لا تهتمي، شعرت فقط أن علي القيام بذلك"
سألت ريا رين ان كان بخير وأجاب بأنه كذلك ولكن كما لو أنها لم تكن مقتنعة أعادت التأكيد على السؤال.
"هل أنت متأكد..؟"
"هممم؟"
"أنت تنزف"
"اوه؟"
حينها فقط لاحظ رين أن الدماء كانت تتساقط من رأسه.
"أظن أني استعملت قوةً مبالغاً فيها"
"تفضل يمكنك استعمال منديلي في الوقت الحالي ولكن تأكد من الحصول على العلاج المناسب لاحقاً"
"اه شكراً لك"
وضعت ريا يدها في جيبها وأخرجت منديلاً ثم وضعته على جبين رين الذي كانت الدماء تتساقط منه، شكر رين ريا وقام بامساك المنديل بدلاً منها عندها فقط سحبت ريا يدها وتحدثت فجأة كما لو أنها تذكرت شيئاً ما.
"اه!عليَّ الذهاب الآن وإلا تم توبيخي!"
لم تكن ريا معفية من العمل اليوم بل تم تأخير وقته فقط لساعة الثانية عشر بدلاً من الثامنة، لقد حصلت على اجازة لمدة اسبوع بالفعل لذا سيكون من السيء لو تأخرت في أول يوم لها بعد انقضاء اجازتها.
بسبب ذلك قامت ريا بتوديع رين على عجل أثناء الركض.
رين الذي تُرِك في الخلف وضع يده على وجهه الأحمر وتنهد كما لو أنه لا يستطيع السيطرة على قلبه النابض.