قفز ضل من شجرة الى شجرة بوتيرة سريعة، كلما وضع قدما على فروع الاشجار تساقط اكوام من اوراقها وغطت المستنقع تحتها.

"واااااااااو"

احس سليم بالسعادة واستطاع اخيرا الاحساس بكيف هو شعور تدفق الادرينالين.

عندما كان نمط المساعد قيد التفعيل كانت احاسيس سليم شبه مقفلة، لم يشعر بالام ولا بالنتشاء، لم يكن شخصا يشرب الكحول لكن لو فعل ما كان الكحول ليؤثر فيه.

تضائلت اعداد الاشجار و اتسعت المسافة بين كل شجرة وشجرة كان على سليم الان ان يضع قوته في قفزاته لكي يستطيع المواكبة معهم.

في بادء الامر كانت المسافة مقبولة واستطاع فعلها لكن كلما زادت المسافة بين الاشجار اكثر كلما زادت الصعوبة حتى انتهى المطاف بسليم اخيرا الى السقوط على قدميه واقفا كتمتال حجري.

"لطيف" قال سليم وهو يمسح الوسخ و الطحالب من على وجهه.

بدأ سليم يشق طريقه ببطئ في تلك المياه العكرة بين الطحالب، كانت المقاومة كبيرة كان الامر كما لو انه يتحرك في الرمال المتحركة.

بعد عدة دقائق من السير استطاعت اذنا سليم استقبال عدة اصوات رجالية.

-امسكه جيدا لا تفلته.

-اااغ انه زلق جدا، لا استطيع التشبت به جيدا.

-تاكد من امساكه من راسه وحاذر سمه الابيض.

سمع سليم تلك المحادثة وذهب عقله في الاتجاه الغير السار، اقترب سليم كفاية ليتمكن من رؤية ماكان ذلك وجد ثلاتة اشخاص، رجلان وامرأة.

رجل يحمل السيف وواحد يحمل المنجل ذو السنسلة الطويلة اما المرأة فكانت تحمل كاتانا. كانت المجموعة تتقاتل ضد تعبان طوله 4 متر تقريبا. ابيض البشرة كليا ومملوء بالجراح وعلى جلده انماط زهرية شبيهة بالساكورا.

رمى الشخص صاحب المنجل سلاحه والتف على عنق الثعبان ثم تم غرس راس المنجل في عنقه.

هسهس الثعبان و هز راسه يمينا ويسارا محاولا الإفلات من ذلك الحبل، في نفس الوقت كان السيافان يضربان جذع الثعبان بوتيرة سريعة بفضل ذلك تمكنو من وضع عدة جروح خطيرة عليه.

لم يستطع الثعبان الحراك لان الرجل الذي كان يمسكه ركض حول عدة اشجار ثخان وربط الحبل لكي يوقف حركة الثعبان نهائيا ثم انضم لرفيقاه.

تم اسقاط الثعبان على الارض وثم تتبيته جيدا.

تعاون الرجلان لفتح فمه بينما تقدمت المرأة واخرجت قنينة فارغة ووضعتها تحت انياب الثبان.

قطرة....قطرة.

بدأت القارورة تمتلئ بسم الثعبان بوتيرة سريعة وثابتة.

-هذا ثعبان يافع لابد انه يملك الكثير من السم في حوزته، سنصبح اغنياء اذا بعنا سمه. تحدث الرجل الذي يستعمل السيف. كان شخص ضخم البنية. حجمه ثلاتة اضعاف حجم الرجل العادي. وكان السيف الذي يستعمله كبيرا مثله. كان له مقبض صغير لكن له شفرة حادة وكبيرة.

-لا تفقد تركيزك تاكد من امساك الثعبان جيدا، فلم يفقد وعيه. تحددت المرأة بنبرة آمرة. لابد انها رئيستهم، كان لها شعر بني داكن اللون، كانت جميلة جدا رغم كون جسمها اكبر من الجسم الذي يعتبره الرجل جسم انثوي الا ان تفاصيل وجهها ومحاسن انوثتتها تغطي على ذلك العيب. عيون خضراء عميقة، شعر حريري، انحنائات جسمها تؤهلها وحدها للفوز باي مسابقة جمال تدخلها لكن بشرتها كانت متتضررة لربما عاشت عدة معارك صعاب.

اهدئي يا سيندي انا امسكه، لن يفلت مني لا تقلقي. تحدث الرجل بنبرة واثقة و لعوبة.

تحسس الثعبان ان احكام الرجل عليه اصبح اضعف، تعالت الطاقة في جسده احمرت عيناه وتغير لون جلده كذلك اصبح وردي فاتح وبدأ في الهيجان.

رفع الثعبان راسه وحركه يمينا ويسارا بقوة، ضرب الرجل الذي على يمينه وارسله ليسطدم بشجرة ثم استدار ليبتلع صاحب المنجل.

هربت الفتاة بالقارورة النصف مملوؤة، وضعتها في حزامها وبدأت الركض.

-تبا لقد اهتاج، لن نستطيع فعل اي شيء الان، لقد اصبحت قوته بنفس قوة وحش من رتبة ملك، على الهرب. إيدي قد مات بالفعل وإد مصاب لن استطيع انقاذه حتى لو اردت.

اهتاج الثعبان وتحرر بشكل كامل من قيوده وتبع المرأة بينما يدمر كل شجرة تعترضه.

ركضت السيندي باقصى سرعة تملك ولم تنظر ورائها ولو لمرة، لو فعلت لرأة منضرا مخيفا لراس ثعبان ضخم غاضب يسعى ورائها.

حاولت الفتاة الجرى في نمط متقاطع لكي تعرقل الثعبان لكن سرعتها انخفضت بفعل ذلك. رفع الثعبان رقبته ونفث من فمه كرة سمية بيضاء ناحيتها.

استشعرتها سيندي وراوغتها عبر تسلق شجرة مما ادى الى اسطدام الكرة بجدع الشجرة بدلا عنها.

فور ملامسة السم للشجرة بدأت هذه الاخيرة بالتحلل وكانت مسئلة ثواني فقط حتى انقسمت على اتنان.

لم يضع الثعبان اي وقت وارسل طلقة اخرى.

ارادت سيندي التهرب لكن فرع الشجرة الذي قفزت عليه انكسر وسقطت على مؤخرتها.

"ارغ قدمي" حاولت سيندي النهوض لكنها لم تستطع. "تبا! اظن اني كسرت كاحلي." رأت الثعبان اندفع ناحيتها وبدأت الزحف باقصى ما تملك من سرعة، حياتها على المحك.

"سأموت..ساموت." صرخت سيندي. "فقط لو لم يعمني الطمع، امي ابي سامحاني لاني لن استطيع انقاذكم، اد، ايدي اسفة لتوريطكم في هذا." توقفت سيندي واستندت على شجرة وانتظرت موتها المحتم.

اقترب منها الثعبان ببطئ بعد ان رأها لم تعد تحاول الهرب. اخرج لسانه وهزهزه في الهواء بسرعة بينما يصدر اصوات حفيف لكي يرعب سيندي اكثر.

من قال ان الثعابين ليست خبيثة.

تابع الثعبان تقدمه ببطئ وثبات مع كل ثانية تمر يتقدم انشا من سيندي.

بعد ان تبقت بين الثعبان وسيندي مسافة ذراع، اخرج لسانه ولعق وجه سيندي لكن تسببت حدة لسانه في جرح خد سيندي وسالت من خدها الدماء.

ارتفع الثعبان وتجهز لبتلاع سيندي ثم انقضاض.

انقض الثعبان على سيندي، اغلقت هذه الاخيرة عينيها في خوف لكن فتحتهم بعد مرور عدة ثواني.

"مهلا الم امت"

توقف الثعبان قبل سيندي بقليل رغم امتداده للوصول اليها الا انه لم يستطع تخطي مسافة قدم واحدة . حاول وحاول لكنه لم يستطع ان يقترب ولو انش واحد زيادة كما لو انه كان مكبل.

استدار الثعبان ونظر ورائه.

كان سليم يمسك الثعبان من ذيله ويمنعه من التقدم خطوة اخرى.

لان الثعبان استدار تمكن سليم من رؤية سيندي كاملة.

تفاجئ سليم وصدم، لم يستطع رؤيتها بوضوح عندما كانت تقاتل الثعبان لانه كان بعيدا جدا لكنه الان إستطاع رؤية كم هي جميلة حقا.

تحركت عينا سليم ولاحظ الجرح على خدها.

استشاط سليم غضبا.

"كيف لك يا سحلية ان تؤدي كل ذلك الجمال.لقد تجرئت و جرحتها حتى ستدفع الثمن غاليا."

احكم سليم قبضته على طرف ذيل الثعبان ثم رفعه ودوره في السماء حتى التفت ذيل الثعبان على ذراع سليم.

بوووم بااام بوووم بااام.

ضرب سليم الثعبان بالارض مرات لا تحصى ثم اقترب من راس الثعبان بينما لا زال يمسكه من ذيله.

"اذا كنت جائعا فكل نفسك." فتح سليم فم الثعبان الذي تقاتل رجلان ضخمان للحفاض عليه مفتوحا بيد واحدة فقط وحشى ذيل الثعبان في فمه باليد الاخرى.

اختنق الثعبان وتوقف عن الحراك. اهتز جسمه كثيرا في محاولات للنجاة لكنه توقف بعد عدة دقائق.

"ثعبان محشي بتعبان هههه تبدو وصفة جميلة، بذكر الوصفات لم اتناول اي شيء اليوم. يبدو اني ساتناول لحم الثعابين، يقولون انه يشبه الدجاج."

حدقت سيندي في سليم بصدمة.

-لقد تعامل مع وحش مهتاج من رتبة ملك كما لو انه لا شيء يجب ان يكون على الاقل في رتبة حاكم، لا لا لا اذا كان في رتبة حاكم سيستطيع فقط القتال ضده بتساوي، الثعبان لم يكن امامه شيءا هذا يعني انه في رتبة حاكم ارضي او حاكم سماوي.

استشعر سليم نظرات سيندي واستدار للذهاب نحوها.

"اهلا جميلة هل انتي بخير" قال سليم بنبرة لعوبة بعدما اقترب من الفتاة وقرفص امامها.

لم تجب الفتاة لم تدري ما تفعل او ماذا تقول، رغم كون سليم انقذها الا انها لم تعلم نواياه وبما انها الان في حالة سيئة هي الان تحت رحمة سليم،يجب عليها للتفكير مرتان قبل التحدث.

لكن كل ذلك الخوف تلاشى بعدما سحرتها اعين سليم الحمراء كالياقوت ووسامته.

راقب سليم اصاباتها واستطاع معرفة انها تملك كسرا في قدمها.

امسك سليم قدمها وحاول اعادة العضم المكسور لمكانه.

صدر بعض الانين الخفيف من الفتاة.

"هل الامر مؤلم، يجب عليك ان تتحملي قليلا."

لم يدري سليم هذا لكن ذلك لم يكن سبب انينها، كانت تئن لان سليم كان اول سخص يلمسها غير ابيها و مربيتها ولمسات سليم اللطيفة اثارتها.

"انتهيت يبدو انه لديك كسر في قدمك لن تستطيعي العودة لمسكنك بهذه الحالة واذا بقيتي في هذا المكان ستلتهمك الوحوش. "

وضع سليم يديه اسفل سيندي وحملها.

"لذلك ساوصلك لقريتك، هنا تشبتي بي جيدا لان الرحلة ستكون سريعة" وضع سليم راسه بين يدي سيندي وراقبها بعيونه الحمراء الامعة الساحرة.

"اين تتواجد قريتك؟ في اي اتجاه؟."

صمت....

"تحدثي اعلم انك تستطيعي الكلام والا سارميك هنا واتركك للذئاب. "

خرجت سيندي من صمتها وتكلمت. - قريتي تبعد 7 أميال من هنا للشرق.

"اترين هل كان الامر صعبا ان تتحدثي. تشبتي جيدا فلقد اتو علينا الاسراع."

-اتو! من اتى؟

بعدما انهت سيندي سؤالها خرجت عدة ذئاب زرقاء الفرو من بين الاشجار.

سليم لم يكن يكذب عندما قال انه سيتركها للذئاب.

نضر سليم ورائه وودع جثة الثعبان.

"اظن اني لن استطيع تناولك بعد كل شيء. هل انت جاهزة؟" سال سليم سيندي.

-جاهزة لماذا!؟ تحدتت سيندي في نفسها "لن يستطيع تناولي، ماذااااا! هل كان ينوي القيام بشيء منحرف لكن منعته الذئاب. احمر وجه سيندي بينما كانت تفكر في اشياء غريبة.

"لهذا"

قفز سليم وبدأ الجرى بسرعة متهربا من الذئاب التي تتبعه.

2022/08/21 · 211 مشاهدة · 1392 كلمة
LANDO
نادي الروايات - 2025