-اسرع اسرع اسرع، انهم ورائك. صرخت سيدني وهي تعانق سليم بقوة خوفا من الذئاب الجائعة ورائها.

"انا لا استطيع، هذه هي سرعتي الاقصى."

-الست بمرتبة حاكم سماوي! كيف لك ان تكون بطيئا لهذه الدرجة.

"لا تسألني انا لا اعلم، عليك ان تسالي لم هذه الذئاب سريعة جدا." تحدث سليم وهو يتهرب من هجمات الذئاب القافزة.

-الا تعلم حتى ماذا تواجه، هذه ذئاب الريح، انها دائما ما تمشي في قطيع وتستطيع التحكم في الرياح، كلما زاد حجم القطيع زادت سرعتهم.

"اذن انت تقولين انه علي انقاص عددهم فقط."

-لا... ذلك لم يكن مقصدي.

"ششش...اصمتي وراقبي."

اخفض سليم من سرعته عمدا حتى اصبح وسط الذئاب. تفاعلت الذئاب مع الموقف بسرعة و اندفعو مجتمعين حول سليم ليعضوه لكنه قفز عاليا في السماء ونزل على رؤوس الذئاب باسفل كعبه.

بووم بااام بييم باام بوووم.

وهكذا قتل خمسة ذئاب بسهولة.

تعجبت سيندي من قوته فما فعل قبل قليل لم يكن بالامر السهل.

بعد ان قتل تلك الذئاب انطلق سليم مسرعا وحاول الهرب.

لم يخاطر ويقاتل تلك الذئاب وجها لوجه لانه لا يستطيع الوصول لمهاراته لذلك اذا قاتلهم الان سيترك سيندي في خطر. كان الحل الامن له هو ان يهرب ويقتل ما امكن منهم في طريق.

كانت الذئاب بالمئات لكن سليم لم يكن بالشخص السهل ايضا، بفضل ذكائه واستغلاله محيطه جيدا استطاع ان يبقي هو وسيندي احياء ضد مواجهة ذلك الحشد من الذئاب.

-لقد شارفنا على الوصول. صرخت سيندي بعدما رأت مدخل القرية.

كان باب خشبيا كبير في اعلاه علامة عقرب ملتوى على نفسه. يحرس الباب شخصين ملثمين يحملان سيوفا على جنبيهما.

-مهلا اتلك سيندي ابنت قائد القرية، لم عادت وحدها الم يكن من المفترض ان تخرج رفقة اد وإدي، ومن ذاك الشخص الذي يحملها. وضع الرجل يده على سيفه استعدادا لاي احتمال.

-مهلا كريغ انظر، انهما يهربان من سرب ذئاب، هذا سرب كبير سارع واطلق درع الحماية.

بعدما تعرفو على سيندي سارع احدها لتودير يد علبة مستطيلة قربه.

بعدما ادار الشخص يد العلبة، انفتخ غطائها وخرج منها حقل طاقي اخضر وانطلق ليغطي المدينة كلها وانتهى نطاقه امام بوابة القرية ب20 متر.

-لقد انقذنا، سارع وادخل لذلك النطاق وسوف نكون في امان، لن تستطيع الوحوش اختراقه.

كان سليم وسيندي على بعد 300 متر من المكان، احتاج سليم فقط اندفاعة واحدة لكي يصل قربه.

توقفت الذئاب وبدأت تزمجر في سليم. لم ترضىالذئاب بكونهم هربو كما ان فخر الذئاب حول كونها سريعة تحطم لان سليم استطلع الهرب منهم.

ارتسمت ابتسامة هناء على وجه سليم وفرحت سيندي كونها نجت باعجوبة.

اراد سليم وضع اول خطوة في القرية لكنه اسطدم بحاجز غير مرئي.

صدمة...

رأت الذئاب ما حصل وبدأت تتقدم ببطأ.

تفاجئ سليم وارتعب.

"مهلا الم تقولي ان الحاجز يمنع الوحوش فقط؟!" صرخ سليم وهو ينظر ورائه ويلتفت ليلاحظ تشكيلة الذئاب التي احاطته.

تقدم حارسا البوابة واخرجا يديهما ليمسكا بسيندي ثم جراها لداخل القرية.

-مهلا ذاك الشخص مازال في الخارج، لما لا يستطيع الدخول، ساعداه لقد انقذني. صرخت سيندي وهي تفلت من ايدي سليم

-هذه اول مرة يقع شيء من هذا القبيل، لم نسمع ابدا عن شخص منعه درع الطاقة من التقدم، ايمكن ان يكون وحشا. قال احد الحراس في عدم تصديق.

تحسس سكان القرية الخطر واقتربو ليشاهدو ما يحصل، ارتعب البعض و دخل لمنزله بينما خرج البعض الاخر وتقدمو ليرو ما يحصل بوضوح.

-لا لايمكن كيف! كيف؟!.

<يبدو انه وحش على هيئة بشر>

سمع الناس تلك الجملة وابتلعو لعابهم في صدمة، استدار الجميع ليرو من تحدث بمثل ذلك الكلام الجريئ، لم يكن اي احد سوى قائد القرية بنفسه.

في هذه الاوقات انقضت الذئاب على سليم وبدأ مواجهتهم امام حشد سكان القرية الذين يشاهدونه، على الرغم من ان احدا لم يتقدم لمساعدته الا انه لم يكن عليه ان يحمي سيندي لذلك لم يشعر بالقلق حيال اضهار قوته.

لكم سليم هذا الذئب وركل ذاك بينما تصدى لعضاتهم من كل الجهات. قفز احد الذئاب وقصد وجه سليم لكن سليم امسكه من فكه وقسمه على اثنان افقيا.

راقب الناس في اندهاش.

-كيف يمكن له ان يقاتلهم كلهم في نفس الوقت.

<همم غريب> امسك قائد القرية لحيته وبدأ لمسها.

عرجت سيندي حتى وصلت قرب اباها وسألت : ما الغريب.

<يبدو انه لا يستعمل اي طاقة، يبدو الامر كما لو انه يتقاتل باستخدام قوته الجسدية فقط >

شهق الحميع في نفس الوقت. ويستطيع القتال ضدهم بهذه الكفائة. كانت تلك ردة فعلهم كلهم.

<رغم انه يبلي بلائ حسنا الان الا انه سيتعب بعد قليل، لا يستطيع اي احد ان يقاتل حشدا من ذئاب الريح وحده، اذا هاجمنا هذا الحشد اخشى انه حتى بتضافر جهود سكان القرية كلهم لن نفوز بدون اي خسائر>

-امسكت سيندي معطف والدها وترجته، ارجوك ساعده هو من انقذني. انت تعلم انه لن يستطيع قتال الذئاب وحده قوتهم تكمن في عددهم.

<لا استطيع انا لست قويا كفاية لانقاذه كما انه وحش بشري على الاقل سيكون في رتبة حاكم سماوي او شبه قديس. كما انني لن اخاطر بسلامة اعضاء القرية من اجل انقاذ غريب >

كان سليم يقاتل الذئاب ببسالة، قفز احد الذئاب وعض سليم في ذراعه. امسكه سليم من راسه ووضع ضغطا كبيرا على اصابعه حتى كسر جمجمة الذئب وضهر دماغه بينما ينضر ناحية قائد القرية باعين غاضبة ثم رمى جثة الذئب نحوه.

تحدث سليم وهو مملوء بالدماء، لم تكن خاصته بل كانت دماء الذئاب.

"اذا انت تقول ان حياة من انقذ ابنتك لا تساوي عندك اي شيء انه كما لو انك تقول ان ابنتك ليست بالشيء القيم."

تغيرت تعابير قائد القرية الهادئة الواضع يديه وراء ضهرت واصبحت كما لو انه تناول قطعة من الحامض.

اكمل سليم حديثه.

"اتعلم شيئا، انا لا احتاجك ان تنقذني، ابق هناك بعدما اقضي على هذه الذئاب ساتي لابرحك ضربا."

صمت مدقع.

لم يتحدث احد كانت الاصوات الوحيدة هي لسليم ضد تلك الذئاب.

"هل اكل الذئب لسانك، لم لا تتحدث ام انك خائف." ضرب سليم ذئبا بقدم وارسل محلقا ليسطدم بثلاتة ذئاب اخرى ويسقطو شجرة بعد اسطدامهم ضدها.

<كلماتك جريئة يا فتى اخشى انك لن تبقى حيا لكي تتحداني لذلك لا معنى لاخذ كلامك الفارغ بعين الاعتبار.>

"ههههههههه" ضحك سليم بينما يخترق بمخالبه قلوب الذئاب. تكونت كمم من الذئاب الميتة وبعضا كان حيا لكنه على شفا الموت.

"لقد انقذت قارتكم هذه من حاكمها لانني اردتكم ان تعيشو بعزتكم كبشر مجددا لكن الان لدي رغبة في تدمير قريتكم هذه عن بكرة ابيها هاهاهاها." ضحك سليم كالمجنون وهو يبتسم ويضهر انيابه الحادة الشبيهة لانياب الفامباير وبعث عن غير قصد هالة ضلامية مرعبة اجتاحت القرية كلها ودمرت الحاجز.

سقط عدة رجال على مؤخراتهم وأغمي على الضعفاء منهم وانتهى المطاف بقائد القرية يجثو على ركبة واحدة.

لاحض الذئاب ان الحاجز انكسر واندفع ما تبقى من الذئاب وبدأت تهجم على سكان القرية.

تبقى حوالي ال6000 ذئب. قتل سليم ما يقارب الخمس مئة ذئب.

خرج قائد القرية من صدمته وامر الجميع باخد مواقعهم والبدا في الدفاع عن القرية مع التأكد من اخلاء الغير قادرين على القتال.

بينما الذئاب تهجم على القرية اخرج القائد سيفا جليدا مكون من عدة شفرات وبدأ يقتل الذئاب التي يرى. في كل تلويحة من سيفه قتل حوالي الثلات ذئاب. كانت سيندي مختبئة خلفه لانها لا تستطيع القتال وكانت تشاهد سليم واقفا مصدوما لكن ملامحه كانت سعيدة. ومخيفة في نفس الوقت.

كان سليم يستشعر الاحساس الذي شعر به للتو مر عبر جسده كله، كان احساس قاتم ببعث على الخوف ، كان احساس اسود. بقى سليم يحدق في يديه وهو يحملهم امامه في دهشة.

اغمض عينه وبعد ثوان قليلة ضهرت كرات كثيفة من الطاقة السوداء القاتمة.

تحولت تلك الطاقة لخيوط ثم انتلقت لترتبط بجتث الوحوش الميتة

اختفت خطوط الطاقة ثم استدار سليم لينضر ناحية الوحش ورآهم ينهضون من موتهم واخذو اماكنهم ورائه.

"هذه اول مرة استخدم العنصر الضلامي وحده، لقد بدأت اتعلم التحكم في طاقتي، تبا لك يا نظام لقد اخبرتك اني لا احتاجك.

نضر سليم نحوهم بملامح مرعبة، كانت ملامح لشخص مجنون كليا بدا فاقدا لعقله، لعق سليم شفتاه ثم امر الذئاب التي اصبحت تابعة له : افترسو.

في نفس الوقت كانت تنظر سيندي ناحية سليم ورأت تعابيره المجنونة وشعرت بالهلع. لم تستطع ابعاد عينيها عنه وانتها بها الامر للنظر مباشرة في عيني سليم المبتسمة ذات الشكل الشبه هلالي.

2022/08/23 · 182 مشاهدة · 1268 كلمة
LANDO
نادي الروايات - 2025