صمت.
لم يتبقى اي شكل حياة في نطاق 500 كلم.
ذرفت دمعة من عين ثور لكنه مسحها بعدما استشعر ضهور ماري ورائه.
<لقد بالغت، انظر ماذا فعلت لقد قتلت نصف سكان هذه القارة. الان علي ان اهتم بمخلفاتك>
حنى ثور راسه. وقال في نبرة غير مبالية : اذا عدنا للمدينة الفاضلة يمكنك اختيار عنصر واحد من خزنتي
<اوووه هذا عرض جميل، حسنا اسامحك على ما فعلته لكوكبي، نحن الان سيان.>
استدار ثور ليعود لعالمه لكنه فحص المكان لمرة اخيرة ورغم ذلك لم يجد اي مخلوق حي ولو حتى ذبابة.
...
اشعة شمس حارقة آلمت راسي.
فتحت عيناي في الم. كان جسدي يخزني بالكامل، شعرت بالحكة حتى في اعضائي الداخلية، انه اسوء شعور يمكنه ان تحس به. تريد ان تحك لكن رغم كل محاولاتك فلن تستطيع ايقاف ذاك الاحساس المريع.
استعنت بيداي ورفعت جسدي من على الارض.
جلت بنضري في المكان.
اه ما هذا المكان؟!
وجدت تفسي في بيت خشبي مهتر، كنت نائما على سرير من القش و كنت عار بالكامل.
اين انا وماذا حصل؟
حاولت تذكر ما حدث لي لكن راسي آلمني واوقف محاولتي.
فتحت عيناي. خفضت راسي وتفقدت جسدي لم اجد اي جرح، اذن من اين يأتي هذا الالم؟
ادرت راسي في البيت الخشبي ووجدت شئيا واحدا فقط. كان ديك وكان يحدق في بنظرات غريبة.
لوهلة تفاجئت لم هذا الديك ينظر ناحيتي لكن بعد مدة لمعت في راسي فكرة.
مهلا هذا الديك مألوف قليلا.
اصابني صداع مؤلم. ضهرت امامي ذكريات مشوشة.
شخص ضخم لديه قرون تنبث من راسه، وقف في وسط السماء كما لو كان يملكها. لم يطلق هالة قتل او بالاحرى لم يبدي اي اهتمام.
لوح بفأسه بلامبالاة كما لو كان ينش على الذباب
سمعت كريتوس يصرخ في ويأمرني بالهرب ثم اضلمت رؤيتي.
كان هذا اخر شيء اتذكره.
آلمني قلبي، احسست كما لو انه كان يُقتلع من مكانه. اصبح تنفسي ثقيلا لكن قفز الديك فوق راسي واطلق هالة هدأت من روعي.
رفعت نضري ناحيته لتلتقي عيناي براسه المائل ناحيتي.
صوت خطوات خفيفة
دخل البيت رجل طويل القامة وسيم الوجه ذو لحية يملؤها الشيب كشعره تماما، كان اطول مني بقرابة للعشرين سنتمتر. كنت اعرف من كان كان شخصا لطالما تطلعت له، كان الشخص الوحيد غير اخي الذي اضهر بعض الحب و الاهتمام لي. لقد كان..
"جدي!"
<صباح الخير حفيدي يبدو انك استيقضت اخيرا>
كنت في حيرة من امري، ماذا؟ كيف؟ راقبت جدي بنظرات تملؤها الفضول.
رغم اني اراه مجددا بعد اكثر من 8 سنوات ورغم غرابة الوضع الا انني كنت متأكد من انه هو.
لم يترامى لبالي ابدا احتمال ان يكون مجرد وهم او هلوسات لقد عرفت يقينا في قلبي انه جدي الذي اختفى عندما كنت في العاشرة من عمري.
اردت النهوض وان اعانقه بشدة لكن لازال الالم يكبل جسدي.
<اعلم انك مصدوم الان وان لديك الكثير من الاسئلة ساحاول الاجابة عن اكبر قد ممكن منها لكن اولا عليك تناول هذا>
مد لي جدي صحن كان ممتلئا على اخره بالحساء وكانت تطفو على سطحه قطع لحم صغيرة.
امسكت الصحن بيداي الاثنتان وشربت مباشرة منه لعدم تواجد ملعقة.
جلس جدي وقاطع قدماه امامي رفع راسه وبدأ الحديث.
<حسنا من اين ابدا هنا، لقد اخبرتك مسبقا ان هناك الكثير من الاشياء لتعلمها، على الرغم من انك لست جاهز بعد الا ان السماويين قررو التحرك قبل الموعد المحدد. اظن ان عليك معرفت ما انت بصدد مواجهته على الاقل.>
بلعت ما كان في فمي وتحددث.
"السماويين!؟ كيف لك ان تعلم بخصوصهم؟"
<اااه اجل، هذه ليست اول مرة نلتقى يا بني، انا هو كريتوس>
بصقت الحساء الذي ارتشفته للتو لكن كريتوس تحكم فيه جوا وعدل مكانه لكي لا تتسخ ملابسه.
<عندما كنت في غرفة الارواح كنت مجرد روح، الشكل الذي كنت تراني فيه بالاحرى انعكاسك كان فقط وسيلة لاستطيع التحدث. بعد ان وصلنا هنا استطيع واخيرا ان اصنع جسدا حقيقا لي. >
"مهلا..اين نحن؟"
<دعني اريك> اصدر جدي صفيرا واتت غيمة ناصعة البياض للغرفة في لمح البصر. لفتني ووضعتني فوقها ثم خرجت بي مع الباب. لاتفاجئ بمنضر سهل خصب. الارض خضراء على مد البصر وفي الافق توجد عدة منازل قرب بعضها البعض تبدو كقرية صغيرة.
برزت ثلات شموس في منتصف السماء وارسلت اشعتها الدافئة لتلامس بشرتي الشاحبة.
بعد ملامسة الشمس لبشرتي خرجت من قلبي شعلة نارية تتوهج بلون احمر براق وتكاد تصبح ذهبية اللون.
الشعلة!
التفت الشعلة على عنقي وداعبت وجهي كما لو كانت حيوان اليف.
لفت جسدي وتحولت الى لباس حريري.
كانت عدة حيوانات برية ترعى قرب كوخنا وكان هناك جدول ماء بالقرب منا كذلك.
افقت من سحر ذلك المنظر الخلاب بسبب صوت تصادم المعدن الصاخب.
وراء الكوخ كان ارثر يقاتل زود بينما ووكونغ طاف فوقهما وكان حكما عليهما.
كان الطرفان يفيضان بهالة جادة وكان جسداهما مملوؤان بالجراح الخطيرة، لم يكن قتال ودي او احماء ولا ايضا تدريب كان قتال حتى الموت.
لوح زود بفأسه افقيا وهدف لبطن ارثر لكن هذا الاخير تهرب من الهجوم وعبر التفافة سريعة استطاع اصابة زود في كتفه وقطع بعضا من لحمه.
لم يضهر عنصر الضلام ليشفي الجزء المصاب بل خرج الدم من الاصابة.
لا يمكن للارواح ان تنزف ليس بهذا الشكل.
اردت التقدم لايقافهما، حركت جسدي رغم الالم لم استطع البقاء جالسا ومراقبتهما يقتلان بعضهما.
لكن اوقفني جدي ثم تحدث <دعهم. هما هكذا منذ ثلاتة ايام يتقاتلان حتى يغمى عليهما، كل منهما يلوم نفسه كونه ضعيف ولم يستطيعا حمايتك.
لا تقلق سيتوقفان قريبا، قواهما متقاربة وقتالاتهما الثلاتين السابقة انتهت ب15 فوزا لارثر و15 فوزا لزود لذلك يريدان ان يكون هذا القتال هو القتال الحاسم.>
قفز ارثر للوراء وحمل سيفه امام وجهه. في نفس الوقت قفز زود للوراء واسقط ذراعه حتى لامست شفرة فاسه الارض.
صرخ ارثر وحمل سيفه فوق راسه بكلتا يديه، لفت الطاقة السيف واهتزت عبر معدنه حتى غلفته تماما هاجت الطاقة اكثر فاكثر بينما تقدم زود مسرعا وهو يضخ طاقته في فاسه وصبغه بالاحمر.
صرخ الاثنان في نفس الوقت واطلقا هجومهما، تضخمت طاقتهما واسطدمت ببعضها وخلفت انفجار قويا.
<اغبياء، سنبقا الان بدون ماوى> صفع كريتوس وجهه بباطن يده وهو يتذمر. <هاي ووكونغ، قم بشيء ما>
شاهد ووكونغ القتال من فوق وهو نائم ويتوسد ورقة شاي خضراء كبيرة بحجم يد شخص بالغ. بعدما سمع نداء كريتوس وقف وارسل الورقة التي كان يتوسد لتقوم بالعمل نيابة عنه.
التفت الورقة حول الموجة الطاقية وغلفتها بعدما تضخم حجمها، اخرج ووكونغ ارثر وزود المصابان من وسط العاصفة وترك الورقة تقوم بباقي العمل.
بعدما توقفت الورقة عن النمو حصلت هزة ارضية صغيرة ثم رجعت الورقة لحجمها الطبيعي.
وانا ببساطة تعجبت! من اين له لكل هذه العناصر المذهلة!