اجل سليم امر زيارة العالم السفلي وقرر ان يلتقي بصديقيه اولا.
بحث سليم عنهم باستخدام طاقتهم ووجدهم قرب بعض في احدى منازل نسرين.
استل سليم هاتفه من مخزنه ليتصل بعلي لكنه تفاجئ بالعدد الهائل من المكالمات التي لم يرد عليها من علي ونسرين.
تفاجئ سليم، لما هذه الضجة كلها؟ الم يغب لمجرد ساعات قليلة، لكن توقف بعد ان تذكر انه أمضى ما يقارب الشهر في عالمه الداخلي. لم يكن يعلم فارق الزمن بين العالمين، مما ضهر له في توقيت المكالمات السابقة فللعالمين نفس التوقيت الزمني.
اتصل سليم بعلي فورا بعدما حسب الوقت الذي غاب فيه عن الارض.
رنن رنن رنن...(صوت رنين الهاتف.)
على غير المتوقع اجاب علي على الفور.
-سليم! سليم اهذا انت؟
"اه نعم هذا انا.."
لم يتركه علي يكمل ما كان سيقول وقاطعه على الفور.
-ايها الوغد اتعلم كم خفنا عليك، اين كنت بحق الجحيم لقد جعلتنا قليقين للغاية...
استمر على بالتعبير عن استيائه ولم يعطي لسليم فرصة للاعتذار.
"انا اسف اسف حقا، ساخبركم بما حصل لكن ليس على الهاتف. اين انت الان؟"
-ااا...توقف علي عن ما كان ليقول علم ان طبع سليم الغير مبالي لم يتغير وانه لم يهتم بقلقهم ولن يغير توبيخهم له اي شيء. تحدث علي : اااغ، انا مع نسرين في احد منازلها. اخذت نسرين الهاتف وتحدتت : انت اخبري بمكانك وسوف ارسل لك سيارة لتقلك.
اراد سليم ان يرفض فسيصل لمكانهم في اقل من ثانية، حاول اقناعهم بالا يرسلو له اي سيارة لكن محاولاته بائت بالفشل وانتها به الامر لاعطائهم احداثياته.
بعد ان وصل سليم لمكان اقامة علي ونسرين، ارتموا عليه الشخصان وعانقوه كما لو لم يروه لسنين.
لكم علي سليم في بطنه ثم قال : هذه لانك اخفتنى عليك، ثم لكمه بيسراه وقال : وهذه من اجل اخوك ايها الوغد.
لم توثر لكمات علي في سليم لكنه مَثٌَل كما لو آلمته ثلك الضربات وامسك بطنه في الم.
"مهلا ماذا تقصد بمن اجل اخيك." سال سليم.
اجابت نسرين : بعد ان اختفيت ولم نستطع التواصل معك بحثنا عنك في كل مكان، لم نترك شبرا واحد في المدينة لم نبحث فيه، عينا فرقة خاصة ونشرنا ملصقات كما اننا ذهبنا لمنزلك وسالنا والدبك عنك، انهم قلقون عليك اكثر منا تتصور وبالخصوص اخوك، لم يستطع النوم ابدا وهو يعلم انك مختفي.
"لم ادري اني ساختفي كل هذه المدة، اسف اني جعلتكم تقلقون علي، انا اسف حقا، هيا اعطوني عناقا" فرد سليم يديه وعانق صديقاه بقوة.
سال علي: اين كنت بحق الجحيم، لم يوجد اثر لك في اي مكان ولم نستطع تتبع هاتفك، ضننا انك كسرت بطاقت جوالك لكنك اتصلت بنا الان لذلك هذا الحتمال غير وارد، كيف استطعت الاختفاء من الوجود؟!
دعمت نسرين موقف علي وقالت هي كذلك : نعم كيف؟!
فكر سليم، هل يخبرهم حقيقة كونه سليل الشيطان وان هناك حرب ستندلع قريبا بين الشياطين و الملوك في هذا العالم ويساعدهم على الاختباء من الخطر ام يكذب ويتضاهر بان كل شيئ على ما يرام ويحاول ايجاد مخرج من هذه المعظلة؟
بعد عدة لحظات من الصمت قرر سليم التحدث اخيرا : " لقد...كنت في رحلة لايجاد ذاتي."
لم يتقبل علي ونسرين ذلك الجواب واعتبره محض من الهراء. كان ذلك افضل ما استطاع سليم التفكير فيه في تلك اللحظة.
-اتعلم ماذا انا استسلم، لم اعد اهتم. اختفي لشهر او حتى لمدة عام انا....لا...اهتم. تجعلنا قلقين عليك لدرجة الاغماء وعندما تضهر مجددا لا تحاول حتى الاثيان بعذر مناسب. اااغ راسي يؤلمني اذهب من هنا انا لا اود رؤيتك في هذه اللحظة.
غادر علي الغرفة وترك سليم ونسرين للتحدث بمفردهما.
-انت تعلم كم يحبك علي اليس كذلك، وانت تعلم كم يهتم لامرك، اختفائك وضعه تحت ضغط كثير، لقد خفنا ان يصيبك مكروه، اضن انه يستحق ان يعرف اين اختفيت على الاقل. قالت نسرين بنبرة حزينة.
حنى سليم راسه وفكر مجددا، انهم اصدقائه ويستحقون معرفة ماذا يحدث لكنه لا يريد وضعهم تحت ضغط ان كل ساعة قد تكون ساعتهم الاخيرة.
"ساخبركم...لكن ليس الان.
-حسنا، لن احاول اقناعك اكثر من هذا، لكن عليك الذهاب وطمأنة عائلتك عليك و بالخصوص اخاك فهو اكثرنا قلقا.
"حسنا سافعل."
قبل ان يذهب سليم لمنزله، توجه للسطح اين يوجد علي ووجده يراقب الغيوم وهو يتمتم بلعنات وشتائم.
اقترب منه سليم حتى اصبح على مسافة دراع منه ثم تحدث: اتقصد ما تقول ام ان هذه الشتائم كالدخيرة الفارغة.
قفز علي من مكانه في فزع : لقد اخفتني يا رجل اخبرتك ان تتوقف عن التسلل من ورائي بهذا الشكل.
"اسمع انا حقا اسف لاني جعلتكم تقلقون علي، لا استطيع اخبارك سبب غيابي الان لكن بعد ان ينتهي كل شيء ستكون اول من يعرف حقيقة كل شيء. وسأعدك هذا انه امر رائع لكن مخيف قليلا في نفس الوقت. لذلك ما رأيك، هل كل شيء جيد الان."
مد سليم يده لمصافحة وانتضر رد علي، راقبه علي بنضرات باردة ثم صافحه وجره جهته وعانقه عناق رجولي : انت تعلم اني لن استطيع كرهك ابدا يا رفيق، لا اعلم مما تمر حاليا او ما هذا الشيء الرائع خاصتك، الامر واضح انك لا تريد مساعدة احد لذلك اخبرني عندما ينتهي كل شيء هل اتفقنا.
قبل ان يترك علي قبضة سليم همس له في اذنه : دعني اخمن، انت لم تجعل احدا حامل هل فعلت؟!
ابتعد سليم عن علي ثم قال : لا ماذا تضنني؟ انا لست مغتصبا، كما اني لازلت بتولا.
-انا لا اعلم يا رجل، فتى بوسامتك يمكنه ان يجعل اي فتاة تقع بحبه.
"الا تظن انك تصف نفسك فقط ههه"
ضحك الصديقان معا ونسيا ان فقط قبل قليل كان الجو محتدما بينهما.
-هلا توقفتم عن المجاملات المثلية، انتم تجعلان الجو غير مريح الان. قاطعت نسرين حديثهما. ثم استأنفت : كما انه لن يجرؤ على الحديث مع فتاة اخرى، اليس كذلك يا علي. وضعت نسرين على وجهها ملامح محايدة لم تبدي الغضب او الغيرة لكن الفتيان استطاعا استشعار نيتها الحقيقية من ذلك الكلام.
تقدم علي ناحية نسرين ثم قال : انا لم اقل ذلك بل هو من قالها، وايظا، كيف لي ان انظر لاي فتاة اخرى وهذا الجمال كله يوجد في حياتي.
احمرت نسرين خجلا.
وفكر سليم في نفسه، يبدو ان علاقتهما اصبحت اكثر صلابة في هذا الشهر المنصرم. اصدر سليم صوت سعال وقال : هلا توقفتم عن تلك المغازلة يا عصافير الحب، فاحد هنا -واشار لنفسه- ليس مرتبط بعد.
استدار علي ونسرين وواجهو سليم ثم تحدثو : لقد نسينا ان نخبرك، لقد جعلنا الامر رسمي، لقد بدأنا نتواعد رسميا.
"اووه! تهانينا! لم اتوقع انكم ستتخذون تلك الحركة بهذه السرعة، حسب علمي فانتم لم تتعرفوا على بعضكم الا قبل شهر ونصف من الان، ولقد كنتم اعداء لذوذين قبل ذلك هههههه"
-ذلك من الماضي الان ههه لقد احببت نسرين وهذا كل ما يهم. وضعت نسرين راسها على كتف علي واتكأت عليه.
"هنيئا لكم! لو اخبرتوني من قبل لكنت جهزت لكم هدية بخصوص هذه المناسبة.
-انت لا تحتاج حقا، لما لا تؤجلها حتى حفل خطوبتنا، فلقد قررنا الزواج بعد ان نتخرج من الجامعة.
"واااات!!! مهلا هذا كثير علي لاستوعبه، بدأتم المواعدة بعد شهر من تعرفكم ببعض وستتزوجون بعد 3 سنوات من ذلك! اقصد تهانينا لكن الا تضنون انك تسرعتم قليلا."
-ماذا تحاول ان تقول؟ اتقول اننا لا نصلح لبعضنا البعض؟!
"تلك لم تكن الفكرة التي اردت ايصالها، اتعلمان شيء، اتمنى لكما السعادة في علاقتكما، انه امر جيد ان تتزوجا في سن مبكر، اضن اني بدات اشعر بالقليل من الغيرة."
-هههه قال غار قال، لا تقلق ستتعرف على رفيق روحك عاجلا ام اجلا لذلك لا تقلق. الان عليك الذهاب وطمئنة عائلتك على حالك فلابد انهم قلقين عليك.
"اه نعم لقد نسيت ذلك، شكرا لتذكيري."
ودع سليم صديقاه ثم استعمل الدرج وترك المكان.
في طريقه للنزول ضهرت نافذة امام سليم
[لقد مات احد عبيدك
اسم العبد : سيباستيان
السبب : اخلال باحد شروط العقد ]
[قوة كبيرة قد كسرت علامة العبودية
السبب : عدم اتقان المهارة وضعف قوتها الحالية]
[تحرر مارك من العقد
تحررت كاثرين من العقد ]
"هممم لقد نسيت امرهم بالكامل، يبدو ان رحلتي للعالم السفلي ستؤجل مرة اخرى، حا وقت زيارة الصقر الكبير."