استدعى أشفنذ الخنجر من مخزن النظام و لعب به قليلا ، كان شكله مثل ناب أبيض ناصع ، حاد جدا و خفيف مثل الريشة و لكن خطير و قاتل ، لأنه جربه على جثة الذئب الزعيم و قطع جزء كبير من الجلد و اللحم مثل الزبدة من دون اي مقاومة و لكن ما فاجئه أنه عندما صب القليل من المانا فيه لمع الخنجر و التفت الرياح حوله و اصبح أكثر حدة و قطع شجرة بتلوحية عشوائية منه من مسافة بعيدة ، هو كان يطلق ريح مضبوطة غير مرئية بمجرد التلويح ولكن كان يستهلك الكثير من المانا 30 نقطة من أجل ذلك الهجوم البسيط...
بعد ان انتهى من اللعب بالخنجر ، اعاده الى المخزن و انتقل الى الجائزة الأخرى " صندوق عشوائي !!! ماذا يعني هذا ؟ " قال أشفنذ ذلك بتساؤل ، ثم جاءه الرد من نظام " الصندوق العشوائي ، هو جائزة عشوائية يقدمها النظام للمضيف ، قد تكون جيدة مثل سلاح من المستوى الأعلى و قد تكون مجرد خردة من المستوى الأدنى ، هل ترغب بالتحصيل ؟"
تنهد أشفنذ و قال بلا مبالاة و شيء من الكسل " آآآه... نعم ، لما لا " بعد ذلك توهجت المساحة امامه لثانية ثم خرج مفتاح غريب باللون الرمادي و سقط في يده " مبارك للمضيف على حصوله على مفتاح زنزانة من المستوى f " تفاجئ أشفنذ من ذلك و سأل النظام " مفتاح زنزانة !!! كيف استعمله "
“ مفتاح زنزانة هو أداة سحرية كونها النظام لتدريب المضيف اعتماداً على قوانين هذا العالم ، و سيحدد النظام فيما بعد مكان و زمان دخول الزنزانة الافتراضية و على المضيف ان يذهب الى المكان فقط و الباقي سيفعله المفتاح و النظام " قال النظام شارحا عمل المفتاح
نظر أشفنذ الى المفتاح في يده و بدأ يتذكر ان سونغ جين وو تدرب في زنزانات متماثلة حتى اصبح اقوى ، فلمعت الأضواء في عينيه و فكر في كمية الخبرة و القوة التي سيتحصل عليه بعد تجاوز تلك الزنزانات و ان فرصة مثل هذه لا تأتي الا مرة في العمر ، تدريب مجاني مع فرصة للحصول على جوائز قيمة.....
بعد مدة من الراحة و مراجعة معركته ، قرر أشفنذ ان يعود الى القرية و أخبار والده بما عثر عليه هنا ، فرغم أنه تخلص من الوحش السحري فمن يضمن أنه هو الوحيد في المنطقة فيجب عليهم عمل تفتيش مكثف للغابة في حالة عثورهم على المزيد ، وعلى حسب أقوال والده فمن غير المحتمل ان يتواجد واحد هنا و خاصة دون ان يراه أحد او يهاجم أحد ، مع العلم أن هناك قرية أخرى ليست بعيدة كثيرا عن المنطقة ، لذلك عليه ان يخبرهم في حالة وجود تغير في منطقة ، هو لن يخبره بالتفاصيل الحقيقه و لكن بنسخة معدة من الحقيق حتى لا يثير ريبته و قلقه ، لذلك أخرج ملابس جديدة من مخزن النظام لأنه قبل أن يخرج لصيد مزيف جهزت له أمه مجموعة من الملابس في حالة تمزق او اتساخ الملابس التي يلبسها ، فغير الملابس و نظف بقع الدم من جسده و سيفه و استدعى ظل الذئب و ركبه و أمره ان يتجه الى القرية و كانت سرعته كبيرة جدا مثل الريح يتخطى الأشجار حتى اسرع منه عندما يستعمل تتبع الظل ، هو لم يخطط لركوبه للقرية و لكن لا بأس بتقليل المسافة ما دام لم يره أحد يستعمله.....
بعد ساعة واحدة ، خرج فتى في الخامسة من الغابة و توجه الى بوابة القرية و وجد فيها رجل في الأربعين من العمر بجسد قوي ، أعين بنية و أصلع مع بلحية بنية خفيفة وممشطة و قال الرجل عندما رأى الفتى " آآو... أشفنذ يبدوا ان يومك لم يكن حافلا ، لقد سمعت من والدك ان خرجت لصيد و لكن ها انت ذا تعود خالي الوفاض " اسم الرجل كان ماجني و هو احد اصدقاء والده و أيضا احد رفاقه في الحراسة في القرية و رغم سنه فهو رجل صاخب جدا و محب للمرح و المقالب و لكن لديه خبرة عالية في القتال و بقوة عشر رجال
ابتسم أشفنذ و قال ردا عليه " يوم سعيد سيد ماجني ، و نعم لم يكن يوم جيد لقد واجهت بعض المشاكل " ثم أضاف بوجه جدي و نظرات قلقة قليلا " هل رأيت والدي ؟ " استغرب ماجني من سآل أشفنذ فهو في العادة لا يسأل عن والده بهذا التعبير القلق لذلك اشار الى داخل القرية و قال " أنه يتحدث مع رئيس القرية على ما أعتقد ، ستجده في المنطقة الشمالية ، هل كل شيء بخير ؟ " قال ذلك بشيء من القلق ، دخل أشفنذ القرية و لوح لسيد ماجني و قال " سيخبرك والدي قريبا " ثم توقف عن الحركة و استدار له بوجه جدي و قال " سيد ماجني من فضلك كن حذرا هذا اليومهذا اليوم ، واذا شعرت لأي شيء غريب فقرع الجرس بسرعة ، سنكون هنا في اقرب وقت ممكن " ، ثم استدار و غادر بسرعة ، تاركا السيد ماجني في حيرة من امره....
توجه أشفنذ بسرعة الى المنطقة الشمالية و في دقائق وصل الى مبنى كبير ، كان يستعمل كمخزن و أيضا كمكتب لرئيس القرية ، و رآى عبر النافذة والده و أيضا رئيس القرية العجوز و مجموعة من سكان القرية الأقوياء في اجتماع مكثف ، فدفع الباب و توجه الى غرفة الاجتماع الواسعة و قام بتحية الجميع " يوما سعيد للجميع و أيضا آسف على المقاطعة ، لدي شيء مهم " استغرب الجميع من ذلك ، فقد كانوا في اجتماع مهم و أهل القرية معروفون بالانضباط فلن يدخلوا الى غرفة الاجتماع بهذه الطريقة الغير مهذبة ، نظر والده إليه و قال له بتفهم و قليل من الإنزعاج " أشفنذ ، انا في اجتماع الآن اذا لم يكن هناك شيء خطير ، فيمكننا تأجيل ذلك لوقت لاحق "
و دون اي كلمة ، رفع أشفنذ يده و أخرج كرستالة حمراء مشعة من جيب حقيبته و تقدم ووضعها على الطاولة امام زعيم القرية ، بمجرد ان رآها الأخير صاح بخوف " كرستالة وحش سحري " تفاجئ الجميع من ما قاله رئيس القرية و إلتفوا حول الطاولة ، يفحصون الكرستالة بدهشة شديدة ، بعضهم لم يروا كرستالة وحش سحري منذ زمن بعيد و لكن خبرتهم اخبرتهم ان الكرستالة حقيقة ، اذ اخرجها أشفنذ من جبين وحش الذئب الزعيم كدليل حتى يصدقوه في حالة اختفاء الجثث عند عودتهم ، ثم انهالت عليه اسئلة من كل جانب ، محاصرة فيه في مكانه دون ان يعرف ماذا يجيب أولا
بعد ان رآه رئيس القرية في حيرة اخبر الجميع بالصمت و ترك الطفل يشرح ما يحدث و من أين أحضر تلك القطعة ، فقال أشفنذ قصته المزورة أنه كان يبحث عن بضعة جحور للأرانب عندما سمع عواء شديد و اصوات قتال ، فتقدم ناحية الأصوات و وجد ان مجموعة من ستة ذئاب تقاتل ذئبا ضخما يحمل هذه الكرستالة في جبسته و لديه قدرات خارقة على التحكم في رياح ، فإنتظر حتى أنهكوا بعضهم البعض و اغرقوا بعضهم بالجروح الخطيرة و انقض عليهم و قتلهم جميعا عندما كانوا غافلين و أعاد الكرستالة لأنه شك في أن الوحش قد يكون وحشا سحريا و لم يكن وحده في المنطقة
صعق الجميع مما سمعوه و قال احدهم غاضبا " توقف عن الكذب أيها الصغير ، هذا ليس شيء يمزح فيه الناس " و آخر قال ساخرا " طفل لم ينزع حفاظاته يقول انه قتل وحشا سحريا ، حتى في احلامه لن يحدث ذلك هاهاهاها....و أيضا نحن لم ترى واحد منذ عقود ، هذا مستحيل ، مجرد مزحة سيئة " و واحد آخر وضع اللوم على آكان " هاي آكان ابنك هذا يقول الأكاذيب ، هل هكذا تربي الاولاد "
بعد سماعه قول الرجل الأخير أطلق أشفنذ هالته المدمرة و لمعت الغرفة كلها بضوء لامع و هالة خانقة و قال بوجه قاتم " الكرستالة حقيقية و أما جثة الذئب السحرية فهي على بعد ساعة واحدة جنوبا ، اذهب و تأكد منها " هو لم يطلق هالته فقط لأنه غاضب منهم لسخرتهم منه ، بل لأنهم سخروا من تربية والده له و أيضا تلك النظرات الجشعة للكرستالة..
جمدة هالته المدمرة الجميع معادا والده لأنه جرب ذلك الشعور من قبل و لكن الأخير وقف و قال بحزم مع نظرت قاسية " اسحب هالتك الآن " هو يعلم ان ابنه صادق و ليس كذابا و لكن اطلاقه هالته بهذه الطريقة امام كبار السن ليس عملا مقبولا و فيه القليل من عدم الإحترام ، فرغم انهم مخطئون ،
بعد سماع أمر والده أغمض أشفنذ عينيه لثانية ثم فتحهما و سحب هالته و تجعدت حواجبه ، ثم تقدم الى الأمام و خطف الكرستالة من أيديهم بسرعة و استدار و مغادر دون قول كلمة واحدة و لكن قبل أن يصل الى خارج الغرفة اوقفه أحد الأشخاص بوضع يده على كتفه و قال ساخرا " يا فتى نحن لم ننتهي بعد ، انت يمكنك المغادرة و لكن الكرستالة ستبقى ، حتى نعرف من أين سرقتها " و ظهرت على وجهه ملامح الجشع
استدار أشفنذ بغضب و كانت نيته ان يكسر يد ذلك الشخص و لكن قبل أن يتحرك رفع والده يد ذلك الشخص من كتفه و ضغط عليه بقوة وقال بنظرات قاتلة " الكرستالة ملك لأبني ولو اذا كانت لذلك مشكلة فتحدث معي ، لا علاقة لصغار بقضايا الكبار " ، كانت نظراته قاتمة جدا و مليئة بالتعطش لدماء ، جعلت ذلك الشخص يتصبب من العرق البارد ، لم يعد آكان ذلك الرجل اللطيف و المحب و البهيج ، هو الآن مجرد وحش طائش مملوء بالغضب
عندما رآى ذلك الشخص تلك النظرات صاح في وجه آكان " ماذا تظن نفسك فاعلا !! أترك يدي.... هل نسيت من يطعمك !! او هل تعتقد ان بضعة اللحوم و الجلود التي تصطادها قادرت على اطعامك...من دوننا نحن التجار الموقرون الذين يدفعون اموال حراستكم التافهة لن تأكل عائلتك لقمة واحدة "
تغيرت ألوان وجه آكان بعد سماعه ذلك ، واذا لم يكن غاضبا من قبل فهو الآن كالبركان الهائج ، فرفع ذلك الشخص عاليا من يده و خبطه في الحائط الخشبي بجانب النافذة مما احدث حفرة اخرى بجانبها ، ثم أطلق زخمه و قال " لم يولد أحد يهدد آكان العظيم و عائلته و نحن لم نحتج لأي صدقة منكم يا مجمع التجار الوسخين ، انا اعمل كحارس تحت إمرة رئيس القرية و أحرس مواطني القرية الشرفاء بمحض ارادتي و اذا قال ابني أنه رآى وحشا سحريا ، فهو رآى وحشا سحريا و لن يجرأ احد على تكذيبه " ثم عدل نظراته و توجه الى رئيس القرية و قال بهدوء " سيدي ، سأجمع الفريق و أتحرى ما حدث ، سنأجل هذا الإجتماع بعد عودتي "
فرد عليه رئيس القرية بالموافقة و حاول تهدأته " نعم...نعم...افعل ما يجب عليك ، سأعتني بالأمور من هنا و أجهز في حالة عثورك على مشاكل في الغابة "
بعد سماعه ذلك استدار آكان و قال لأشفنذ " قد الطريق " ، أومأ أشفنذ و خرجا معنا خارج المكان و بعد مدة من المشي في شوارع القرية خفض آكان ضغطه و عدل مزاجه و قال بجدية " ما فعلته كان تهورا ، مشاكل سياسة القرية اكبر من اهتماماتك " ، رد عليه أشفنذ بسخرية " انظروا من يتحدث ، شخص حطم رجلا بالغا في حائط " ثم نظر الأب و الإبن الى بعضهما و بدأى بالضحك بصوت عال ، فقال آكان مازحا " هاهاهاها مجموعة من الأغبياء الجشعين ، لو تركتك تتعامل معهم لقتلتهم بهالتك فقط " رد عليها أشفنذ بسخرية أخرى " لقد إرتطم مثل صخرة وسط البئر هاهاهاها لقد كان مضحكا جدا محاولته تهديدك بالمال هاهاهاها " ، ضحك الأب و الإبن وسط استغراب الناس في شارع
بعد مدة وعندما وصلوا الى حافة القرية توقف مزاحهم الثقيل و عدلوا مزاجهم و سرد أشفنذ القصة مرة أخرى و أخبر والده بالمكان بدقة حتى يعرفه ، ثم تفرقا ، واحد ذهب لجمع الفريق و الآخر ذهب لتجهيز الأحصنة....
ثم اجتمعوا بعد مدة قصيرة و توجهوا الى المكان المطلوب....