أطل ديريس برأسه من مدخل الخيمة التي استضيف فيها ، و قد وقف حارسين على جانبي مدخلها و رآى أن الخيم قد اصطفت على جانبي الطريق كذلك و أدرك أن المعسكر قد أقيم بالفعل ، نزل الناس من بيوتهم العالية المتمركزة أعلى التلتين العضيمتين و أقاموا المعسكر استعدادا للإشتباك المحتمل مع الفيلق القادم إلى المكان ، عاد إلى الداخل و أحس أنه محبوس أكثر من إحساسه أنه ضيف ، بدا القلق واضحا على محياه ، لقد مرت بالفعل بضع ساعات على وصولهم إلى هنا و بدا له أن انتظار حلول المساء قد طال ، أسرع الخطى و هو يتحرك في دوائر في الخيمة التي تتسع لثلاثة أفراد ، نفذ صبره و شعر أنه يختنق في هذا المكان الذي امتلأ بأجواء التوتر .

دخل أوستن الخيمة بعد أن عاد من الإستجواب الذي كان قد سيق إليه سابقا من قبل أتباع قائد الحرس "روبن لانسل" ، قال ديريس بصوت مختنق من فرط التوتر :

- ( ما الذي أخرك هكذا ؟؟ ما الذي يحدث خارجا بحق الجحائم السبعة ؟؟ )


- ( حسنا ! لا أعرف و لكن إذا سُئِلت فقل أننا إخوة !! )


- ( إخوة ؟؟ حقا ؟ منذ متى ؟ )


- ( أنت تبدو كهلا يا ديريس توقف عن التصرف بصبيانية ، و ابدأ بالتصرف كقائد حقيقي كما كنت سابقا ، كما أنك تعلم أن الجواب عن هويتي سيطول شرحه لهؤلاء القوم و علينا التجهز للمعركة الوشيكة . )


- ( بالمناسبة أنا لا أتصرف بصبيانية ، و لكنني شعرت بنظراتهم إلي كأنني الخائن القذر ، منذ أن وصلنا إلى هنا و هذا الشعور يختلج صدري و لا يريحني ببساطة . )

- ( تحمل الأمر قليلا بعد !! )
قال أوستن و أضاف بتفاؤل :

- ( في النهاية أنت من سيقود طليعة هؤلاء الرجال في المعركة الفاصلة تحلى بالإرادة فقط . )


لم يكن ديريس يعلم ما هي نية أوستن بإصراره بالدفع به إلى هذا المعترك و هذا ما أثار توجسه و قال منتفظا :


- ( ماذا الآن هل سنظل محبوسين هنا ؟! )


- ( إهدأ يا ديريس !! )

أجاب أوستن بهدوء و هو يتناول قنينة شراب كانت موضوعة على طاولة في ركن الخيمة المظلمة و تابع قائلا :

- ( هناك ما لا يقل عن مئتي رجل بدأوا بالتحرك من كاستل هورس مقتفين آثارنا منذ أكثر من نصف يوم وصولا إلى هنا و من المحتمل وصولهم مع أول خيوط الفجر ، لهذا قادة هذا المكان و على رأسهم المسن ديميتري آيس بورن و قائد الحراس روبن لانسل ينظرون في الأمر حاليا ، و لا تتوقع أن يرحبوا بك بينهم و هم لم يروك تقاتل ببسالة في صفوفهم ، لهذا كل ما عليك فعله هو أن تقاتل بضراوتك و شجاعتك المعتادتين و ستجدهم يرحبون بك من الباب الواسع الأمر يحتاج إلى نظرة متعقلة و بعض الصبر و إبتسامة من الحظ . )

و أنهى كلامه و هو يترشف الشراب في بهجة .

دوى صوت البوق من جديد في الأرجاء ؛


<أوووووووووووووووووووووووو>


ألقى ديريس نظرة إلى الخارج ، وقد بدا له الأمر كأنه خلية نحل ، الكل يركض هنا و هناك سأل أحد الحارسين الواقفين على جانبي مدخل الخيمة :


- ( ما الذي يحدث ؟ هل وصل العدو !؟!! )

لكن لا إجابة ... كل ما هنالك وقفة شامخة من الحارسين و لم ينبسا ببنت شفة .

غمغم ديريس و هو ينسل إلى الداخل من جديد :

(اللعنة !! )

لم يطل الأمر حتى دخل عليهما السير روبن و معه تابعه الخاص و قال :

- ( أيها السيدين الضيفين شكرا لتعاونكما معنا و شكرا على إحضاركما لرهينة ثمينة بالفعل . )


قال ديريس دون أن يخفي تهكمه ؛

- ( ماذا الآن هل ستستمع لآخر كلماتنا ، هل كل تلك الجلبة هي إعداد لمراسم شنقنا المحتمل !! )


- ( أووووه !! أرى أنكما قد ورثتما صفات مختلفة ، أحدكما عصبي و متوتر و الآخر هادئ و مستمتع . )


- ( توقف عن المماطلة !! و أخبرنا ماذا يحدث .)

قال ديريس بامتعاض .

- ( إهدأ يا أخي !! ) قال أوستن موجها كلامه إلى ديريس .

- ( تعجبني حميتك هذه يا سيد ديريس أتطلع إلى رؤية آدائك في ساحة القتال ، مع حمية كهذه سيشعر رجالنا في المؤخرة بأمان أكثر . )

قالها ساخرا أكثر من كونه جادا ثم تابع كلامه بحزم أكثر :

- ( من المحتمل أن العدو سيصل بحلول الفجر و نحن لسنا في كامل استعدادنا مع الأسف ! )


- ( إذا هل من خطة أو مقترح ؟ )
سأل أوستن بينما ديريس يحدق بنظرة فارغة على وجهه .

- ( لا ، في الواقع لدينا بعض الخنادق و الفخاخ خارج البوابة الرئيسية لكنها لن تصمد طويلا ، لقد أرسلنا بعض أعيننا إلى الخارج للتقصي و ليس لدينا الكثير من الرماة البارعين كما أنه علينا التراجع إلى التلة لحماية الأهالي في حال حدوث إختراق للبوابة الرئيسية ، إضافة إلى أننا نفتقر إلى الأسلحة و المعدات من سيوف و رماح و مقالع ، فالحصول على المعدن هنا شيئ صعب ناهيكما عن إيجاد حدادين ماهرين لطرقه . )


- ( إذن من الواضح أننا أخطأنا تقدير هذا المكان ) . قال أوستن .


- ( أجل .. ) . رد ديريس و تابع قائلا :

- ( هؤلاء ليسو محاربين و إنما مجرد لاجئين . )


رد عليهما السير روبن :

- ( مع الأسف هذا صحيح ، في الواقع الإشتباك مع فيلق ما كان واردا من قبل و لكننا اعتقدنا أنه ينبغي أن نستعد أكثر للأمر خاصة من ناحية الأسلحة و التعداد . )


- ( إذن مجيئنا إلى هنا سيضر بكم و مع وجود الأهالي هنا فإنه يبدوا كما لو أننا اجتمعنا للقاء حتفنا الذي لا مناص منه . )

قال ديريس بهدوء مريب .

- ( كم عدد الرجال الذين يمكنهم القتال ؟؟ )
سأل أوستن .

- ( لدينا عشرون راميا ، و سبعون سيافا و مئة و ستون رجلا أخرين اختلفت أسلحتهم بين رماح و خناجر و عصي خشبية و البعض تسلح بالحجارة و سكاكين المطبخ و المقالي ! )


- ( مقالي ؟؟ يال الهراء !! لقد انتهى أمرنا بالفعل إذن ، لكن بذكر ذلك أليس هناك طعام ؟ أنا عاجز عن التفكير بمعدة خاوية كما أنني أريد الخروج من هذه الخيمة اللعينة . )


- ( أمممم أجل ، حسنا تفضل معي لربما نجد ما يطعمك لكن لا تتوقع أن تجد وليمة هاه ! )


خرج الرجال الثلاثة من الخيمة و ضوء الشمس الغاربة ساطع على وجوههم ، و بدا ديريس أقل توترا مما كان عليه ، كان الجو العام أشبه بالمعسكر الحربي ، الخيام منصوبة في كل مكان و الرجال يتجادلون بشأن مراكزهم و أي خطة سينتهجونها ، ففي النهاية هؤلاء ليسوا جنودا و لا مقاتلين بل أغلبهم من العامة ، أهالي القرى و الضيعات و البلدات ، و قلة منهم من حملوا السلاح سابقا و شاركوا في معارك حقيقية بدلا من التدرب بالسيوف الخشبية و العصي .


توجه الثلاثة إلى الخيمة الرئيسية التي كانت عبارة عن سرداق كبير منصوب بالقرب من الماء و كان أكبر بناء في المخيم بأكمله مصنوعا من جلد الأيپ الخشن المصبوغ و قد غلفه سديم المساء ، كان ديريس يتوقع أن يجد رجلا مسنا و قد اكتنفته غيبوبة الخمر ، لكن فور دخولهم اكتشف أنه لا أحد في المكان ، بدا داخل الخيمة أنيقا ، على الأقل أفضل شيئ قد رآه ديريس منذ أعوام ، سرير و بعض الأثاث ، طاولة في المنتصف عليها أطباق الطعام ، و أقداح الشراب . خاطبهما السير روبن بلهجة رسمية قائلا :

- ( تفضلا بالجلوس و الأكل و أعتذر لأنني لم أقم بدعوتكما سابقا لقد انشغلت بعض الشيئ ، أنتما تعرفان أنها حالة طوارئ غير مسبوقة ، البعض حتى قد اعتاد على الأيام الآمنة ، و يبدو أنه من الصعب التعامل مع الأمر ، استمتعوا بطعامكم رجاءا و سينظم إليكما اللورد ديميتري بعد المغيب . )

و أنهى كلامه و انصرف ، و حل على جانبي مدخل السرداق جنود من الحرس .

شرع كل من أوستن و ديريس باربوس في الأكل ، كان الطعام بارد نوعا ما لم يكن قد أعد حديثا و لكن من الواضح أن شدة جوعهما لن تسمح لهما بالتذمر من مذاقه ، و لم يكن جائزا أن تعيب الطعام أيضا ... توقف أوستن عن الأكل بينما كان ديريس يملأ قدحه بالشراب ، رغم أن هذا الطعام مذاقه بارد و طعمه سيئ بعض الشيئ إلا أنه قد اعتبر نفسه في وليمة ، رغم كل هذا يبقى أفضل من القذارة التي اعتاد تناولها مع جنود الفيلق ، لكن لازال طعم السمك المرقط المشوي في فمه فهو لم يتناول ألذ منه من ذلك الحين .


- ( أه لقد امتلأت !! )
قال ديريس بصوت متخم ثم تابع يخاطب أوستن :

- ( إذا أيها الساحر أو أيا ما كنت حان الوقت لتجيبني على بضعة أسئلة ! )

لاحظ أوستن أن نبرة ديريس مختلفة تماما الآن لقد أصبح ديريس الذي التقاه أول مرة ، وقور الجلسة شجي الصوت حاد النظرة ، ما هذا كله ! هل هو تأثير الطعام و الشبع ، ثم أجاب محاولا مراوغة سؤاله :

- ( أي أسئلة هذه التي تريد إجاباتها ؟ ألا ترى أن موقفنا هذا ليس مناسبا لحديث مطول ! أنا أتساءل أين قاموا بوضع ويلكوت . أخشى أن يتلاعب بهم و يجد مهربا ... )

كان ديريس قد تناسى أمر ويلكوت تماما و جعله ذكر أوستن له يتجاهل موقفه هذا و ينهض من مكانه متجها نحو المخرج ، لكن الظلام قد حل بالفعل و رأى رجالا حاملين المشاعل و مقبلين نحو السرداق ففهم أنه حان موعد مقابلة اللورد سيد المكان .


تراجع ديريس و عاد إلى داخل الخيمة ، و وقف أوستن ل الترحيب باللورد ديميتري آيس بورن ، دخل ستة من الحراس مرتدين دروعا و خوذ معدنية تغطي أجسادهم و وجوههم ، توزعوا على أركان الخيمة و وقف جمع من الحراس في الخارج بينما دخل السير روبن لانسل يجر كرسيا خشبيا ذو عجلات ، و قد جلس عليه اللورد ديميتري ، الذي كان قد تجاوز الثمانين .... سقط شعر رأسه و تيبس وجهه و برزت عيناه و أصبح بصرهما شديد الضعف ، و ترهل جلده و حل الألم في مفاصله و عظامه ، أما قدماه فقد شلتا بعد أن هزمه المرض ، تسلح بدرع لم يقوى جسده على حمله و في خضم هذا المشهد وقف ديريس يحدق في تلكما العينين الأرجوانيتين إنهما تماما تبدوان كعيني المرأة التي أحب "ديميت" ، لقد رغب بشدة في سؤاله عنها و لكن اللورد العجوز قد بدا متعبا جدا و طاعنا في السن و كل ما رآه ديريس قد أحبطه كيف لهذا العجوز الهرم أن يقود جيشا ، بالطبع هو لن يقاتل و لكنه مؤسس المكان و عليه أن يفعل شيئا حيال ما يهدد رعيته .

- ( تفضلو أيها السادة . )
قال السير روبن لانسل .

جلس ديريس و أوستن حول الطاولة بينما وقف أوستن بجانب اللورد ديميتري و قال :


- ( اللورد ديميتري يقدر صنيعكما و يرحب بكما معنا ، و كما تعلمان فهو آخر لوردات الشمال و لابد له أن يجد خليفة له يكون كفؤا لقيادة أهل الشمال نحو خلاصهم . )

- ( ما الذي يفترض بذلك أن يعني ؟ )
سأل ديريس .


إنحنى السير الشاب روبن نحو اللورد ديميتري و وضع أذنه في موضع فم اللورد العجوز الذي همس له بالإجابة .


غمغم ديريس حين رؤيته ذلك بينما ظل أوستن محافظا على هدوءه :
{هكذا يفترض بنا أن نتواصل إذا }


قال السير روبن مجيبا :


- ( اللورد ديميتري يقول أنه لم يتبقى له الكثير من الوقت ، لقد خاض الكثير بالفعل و هو مؤمن بأن قضيته و قضية شعبه ستنتصر في النهاية .)


رد ديريس في سخرية :

- ( مع رجال مسلحين بالعصي و المقالي ، لا أعتقد أنها ستفعل ، أنظر الآن لأصارحك القول ، لقد اعتقدت أنني سأجد رجالا مستعدين للقتال فور وصولي و لكن الأمر عكس ذلك تماما ، يبدو أنكم انشغلتم بإعادة التعمير و نسيتم تجهيز انفسكم لدفع أي خطر محتمل ... )


قال أوستن ردا على هذا الكلام :


- ( ليس هناك جدوى من هذا الحديث الآن ، نحن نرى الدخان و لا سبيل لتجاهل النار ، علينا فقط أن نضع خطة مناسبة تراعي إمكاناتنا و نعول على شجاعة الرجال . )


- ( أوافقك الرأي ! )

قال السير روبن و انحنى مجددا ليلتقط كلام اللورد العجوز ثم قال :


- ( اللورد ديميتري يقول أنه ينبغي أن نؤمن بمقدرتنا على تحقيق النصر و لكنه يعول عليكما أيضا في المساعدة . )

رد ديريس ساخطا :


- ( لقد طال الحديث عن الهراء ، ثم إذا كان يريد خليفة له لما لم يعينك أنت ؟ )

إبتسم السير روبن قائلا :


- ( أنا لست من الشمال يا سيدي ، بل من الجنوب من ساوث بارك تحديدا و الجميع هناك يعتقد أنني أعمل جنوبا في المناجم في ساوث غولد ، لكنني قررت التطوع هنا و لأكون حلقة وصل لأننا نخطط لتعميم الأمر . )


- ( أنا لا أفهم ما تقول أيها السير الشاب ربما أنتم تخططون لثورة ضد روز ، لكن دعني أخبرك لقد رأيت بالفعل الكثير أمثالك يقتلون شر قتل ، هذه ليست لعبة !! و أعترف أننا أخطأنا بمجيئنا إلى هذا المكان و جلب ويلكوت رهينة معنا لكن الفأس قد وقع في الرأس و الآن حان الوقت للتكلم بجدية حول الأمر . )


علا صياح اللورد فاجنر قائلا :

- ( توقفوا !!! )

قال الإبن ڨيتزل مخاطبا أباه اللورد :


- ( لا يفترض بنا التوقف هنا يا أبت ! )

- ( أجل ، سيحل منتصف الليل قريبا و سننطلق عند ذلك . )

- ( هل السبب في ذلك تعبك يا أبت ؟ )

- ( لا ! لكنه وقت التضرع للآلهة . )

- ( هاه ! حسنا ، الأمر هكذا إذا ، يفترض بالآلهة أن تكون هنا لنصرتنا . )

بدا للورد فاجنر أن نبرة ڨيتزل ساخرة ، و كان عليه أن يلقي نظرة فاحصة على وجهه ليعرف أنه يستمتع بشيئ ما ، و قال سائلا إبنه :


- ( هل تعتقد أنني أحمق ، أرى أنك تبتسم ابتسامة متفاخرة ! )

- ( أنا لا أقصد الإهانة يا أبت ... )

- ( لا تقاطع كلامي ، أنا لست أباك هنا ، أنا قائدك ، لكن في هذه اللحظة أنا أتصرف كأب ، و قد توقفت للتضرع للآلهة ألا يمسسك ضر كما حدث مع أخيك من قبلك . )


إتسعت عينا ڨيتزل و أراد الكلام لكنه لم يجرأ أن يقاطع قائده .

أتبع اللورد فاجنر كلامه قائلا :


- ( لا أريد أن يحترق فؤادي بفقدي لابن آخر ، أنا لم أستطع ثنيك عن الإلتحاق بي هنا لكن على الأقل التضرع و القتال بضراوة من أجل حمايتك هو ما يمكنني أن أفعله .... الآن أخبرني بما في جعبتك أعتقد أنك تصرفت من دون إذني مجددا و يبدو أنك تخفي شيئا محتفظا به لنفسك ! )

إرتسمت على شفتي ڨيتزل ابتسامة سعيدة و فخورة بوالده و لكنه قرر تجاهل هذه اللحضة الجياشة بالمشاعر بين الأب و إبنه و قال :


- ( حسنا ، كل ما في الأمر هو أنني أدركت منذ مدة أن الوضع سيصل إلى ما هو عليه ، لكن أولا دعني أخبرك بشيئ ما يجول في خاطري ، عندما ذهبت للتقصي في بيرك سابقا لم أجد أي جثث ، الأمر غريب أليس كذلك ! )


- ( أجل !! بالحديث عن الأمر أجده غريبا .)


- ( بالطبع هو كذلك ، لقد انتظرتك أن تسأل لكنك قررت الإندفاع مباشرة . تأكدت حينها أن طريقتك التقليدية هذه لا يمكن الإعتماد عليها ، فكرت في الأمر و وجدت أنه من المستحيل اختفاء كل ذلك العدد من الرجال دفعة واحدة دون أثر لأي قتال أو جثث . )


أطرق اللورد فاجنر رأسه مفكرا وقد أشبك يديه خلف ظهره ، لقد أدرك أن هذا أغرب شيى قد مر عليه كما أن هنالك المزيد ثم نظر إلى ڨيتزل و قال :


- ( إذن يجب أن يعلم الملك بهذا . )

- ( أجل ! لكن أولا يجب أن نجد تفسيرا لاختفاء فيلقين كاملين ، رجال ويلكوت كلهم اختفوا و حتى الشماليون منهم لكن أتعرف ما هو الغريب أيضا ، لقد وجدت شيئا مكتوبا على الأرض في بيرك و من الأرجح أن ويلكوت هو من تركه لنا . )


- ( ماذا وجدت ؟ )

- ( كتب على التراب عبارة ؛ "المراقب و دير.." )

- ( ماذا يفترض بهذا أن يعني ؟ )


- ( المراقب !! أنا لا أعرف ما يعنيه هذا لكنني أعرف أحدهم إسمه يبدأ بهذه الأحرف <دير> ، "ديريس باربوس" . )


- ( باربوس !! هل هو إبن "لوكا باربوس" نائب قائد بلدة بيرك "ديميتري آيس بورن" ؟ )


- ( أجل بالضبط و هذا الأخير لا يزال حيا . )


- ( كيف تعلم كل هذا ؟ لما لم تقل شيئا من قبل ؟ )


- ( حسنا !! كان علي أن أجمع المزيد من المعلومات ، و في هذه الحالة يبدو أن ديريس باربوس قرر خيانة قائده و قام بأسره ، لكن مصادري تؤكد أنه لم يكن على اتصال ب ديميتري العجوز . )


للحظات فكر اللورد فاجنر أنه كان يتجه إلى المجهول و فكر أنه من رأفة الآلهة أن إبنه معه ، إنه مخطط بارع و مفكر فطن ، ذرع المكان بخطوات واسعة ثم دار على عقبيه و سأل ڨيتزل :


- ( هل هناك المزيد ؟ أخبرتني أنك احترزت للأمر قبل أن يصل إلى ما هو عليه ، كما أنك قلت سابقا أن عدد الفارين لا يزيد عن أربعة ، إذا كان ديريس و ويلكوت إثنين فمن يكون الآخرين ؟ )


أجاب ڨيتزل مفترضا :


- ( افترضت سابقا أن رجال الفيلق قاموا بخيانة سيدهم ، لكن بعد تفكير معمق أعتقد أن المراقب كان ثالثهما و ربما لا وجود ل رابع ، لكن لا تقلق يفترض بالخبر الصحيح أن يصل قريبا . )


- ( ممن ؟ )

- ( من الجاسوس الذي زرعته بالطبع . )
و ضحك .

____________________________________


لا توجد معلومات متوفرة حاليا .

# Leo

2019/11/07 · 262 مشاهدة · 2884 كلمة
Leo
نادي الروايات - 2024