ستونهارت: لصوص
إستيقظ ماكون من غفوته المنهكة بعد أن أزعج النور المتسلل من نافذة الغرفة التي يقيم فيها عينيه ، رفع رأسه الذي أسنده إلى المنضدة حيث كانت قدر اليخنة أمامه و قاد فاحت منها رائحة المبيت ، تطلع نحو الغرفة لكنه كان بمفرده ، كان السير ميرين قد اختفى منذ الصباح و معه اختفى سيفه ، إتجه نحو شباك النافذة و ألقى بنظره على الساحة حيث ملأ الرجال الذي يرتدون الدروع القرمزية اللامعة المكان بصليل السيوف و قعقعة العربات و الخيول ، شاهد هناك الفارس المعدني و هو يتحدث مع الشاب الوسيم ذو الشعر المجدول "ثاندر ميتز" و تساءل أي حديث يدور بين الإثنين و إن كان من المفترض أن يكون مكان الفارس المعدني في خوض ذلك النقاش ، لعن استيقاظه المتأخر و أدرك أنه لم يتحلى بما يجب كونه لورد فقد ترك نفسه ينام إلى هذا الوقت و ما كان عليه فعل ذلك .
كان نهارا كئيبا غائما كسابقه تماما ، مد ماكون أطرافه الفتية و تثاؤب بكسل و هو يلعن أيامه ، سينطلقون مجددا بعد الظهيرة و هو لازال متعبا من مسير الأيام الماضية ، إتكئ على مضجعه و حملق في سقف الغرفة ، كان القليل من النور قد توغل إليها ليتوضح لماكون أنها أشبه بالزنزانة لكن الأمر ليس غريبا ف ستون-إيف بها مئات الغرف المشابهة لهذا الأمر ليس جديدا لكن قضاء الليلة هنا لم يكن مريحا بل إن النوم على المنضدة في مكتبة ستون-إيف أكثر إراحة من هنا ، فكر في نفسه قائلا ؛
توقف عن التفكير كعاهرة صغيرة أنت رجل الآن و الرجال لا يتذمرون .
إندفع الفارس المعدني و معه ثاندر ميتز من باب الغرفة و خلفهما تماما تقدم خادمان بطعام الإفطار و وضعاه على المنضدة ، حمل أحدهما ما تبقى من يخنة السنجاب التي فاحت رائحتها في الغرفة و غادرا كان الإفطار عبارة عن بعض الفطائر المحلاة و الشراب و الفواكه .
إنطلق ماكون بشرهه المعتاد و جوعه المتواصل يلتهم الفطائر و يسكب الشراب غير آبه بالسيدين الذين تنحيا جانبا ، قال ثاندر :
- ( يبدو أن شهيتك مفتوحة على مصراعيها مع هذا الصباح أيها اللورد الصغير . )
عقد ماكون حاجبيه من عبارة اللورد الصغير و رد بسخرية و تهكم :
- ( آه ، أجل وليمة الأمس كانت رائعة لقد سعدت كثيرا بالدجاج و أصناف الطعام المتنوعة . )
غمغم السير ميرين فوت :
- ( دجاج !! أي دجاج ؟ عما تتحدث ؟ )
أجاب ماكون
- ( بالضبط . )
و تابع الأكل .
- ( أوه أنا آسف . )
قال ثاندر و تابع حديثه :
- ( الموارد قليلة هذه الفترة لهذا حتى طعام العائلة قد أصبح رديئا نوعا ما و المزارعون في إضراب واسع بسبب سطوة قطاع الطرق و كل القوات التي أرسلت للتصدي لهم إما عادت خالية الوفاض أو اختفت و لم تعد مجددا . )
- ( ألم تجدوا حلا لذلك ؟ )
سأل ماكون .
- ( لا لكن والدي يعمل على الأمر بنفسه و هذا سبب انشغاله حاليا . )
- ( أيا يكن فالأمر لم يعد مهما . )
رد ماكون ثم تابع حديثه بلهجة آمرة غير معتادة موجها خطابه نحو السير ميرين :
- ( فل تأمر الرجال بالإستعداد سننطلق بعد الظهيرة . )
هدر الفارس المعدني مستخفا :
- ( منذ متى أصبحت خادمتك المطيعة ! )
- ( عن إذنكما أيها السيدين علي المغادرة الآن لبعض الأشغال سيكون الخدم تحت تصرفكما في حال احتجتما أي شيئ . )
أتم ثاندر كلامه و غادر مباشرة .
أنهى ماكون طعامه و التفت إلى السير ميرين و قال :
- ( يال الغرابة لم نرى أي فرد من أفراد العائلة سوا ثاندر ألا يبدو هذا غريبا لك يا سير فوت ؟ )
تنهد السير ميرين قبل أن يجيب :
- ( لربما يعتقدون أنهم أعلى شأن من أن يخصصوا وقتهم لمقابلتنا خصوصا أنهم غير مضطرين للتعامل معنا و نحن على وشك الرحيل صبيهم هذا أكثر من كاف . )
- ( لقد رأيتكما تتحدثان و قد بدا أن حديثكما ودي للغاية . )
- ( حسنا لقد تناقشنا حول الموضوع الطارئ الذي من أجله استدعى الملك قادة القلاع و رؤساء العوائل النبيلة ، و فتى آل ميتز هذا له وجهة نظر ، إنه يعتقد أن الأمر متعلق بفيالق التطهير في الشمال . )
- ( و ماذا قد يكون هذا الأمر ؟ )
- ( ربما هناك تمرد من نوع ما أو ربما الملك يخطط لإرسال المزيد من القوات نحو الشمال . )
نهض ماكون من مكانه و شرع في ارتداء ملابسه التحتية و من بعدها الدرع ثم قال :
- ( سنتجه نحو لينك* عند الظهيرة أليس كذلك ؟ )
- ( أجل . )
أجاب السير ميرين بملل .
قال ماكون :
- ( أعتقد أنه لازال لدينا متسع من الوقت قبل موعد الرحيل و أود التجول في شوارع المدينة ، إن لم يكن هؤلاء القوم يريدون مقابلتنا فعلى الأقل لنختلط ببعض الناس أريد الذهاب إلى السوق ما رأيك ! )
هز الفارس المعدني كتفيه غير آبه و أجاب في ملل :
- ( إفعل ما تريد ، أيا كان سأرافقك . )
و خرجا معا في جولة إلى المدينة .
إنطلقا عبر الشوارع الضيقة المعوجة غير المرصوفة راجلين ، كانت المحال قد ملأت جانبي الطريق و حملق فيهما الكثير من المارة بسبب درعيهما الرماديين الغربيين .
سار ماكون متلهفا و ابتسامة طفولية بلهاء على وجهه بينما تجمدت ملامح السير ميرين فوت كالعادة و أخاف المارة بنظراته الحادة و كان يبدو عليه الحذر الشديد .
علا صياح الباعة على جانبي الطريق و كانت الطريق إلى السوق مكتضة بالمتجولين و الفتية و اللصوص كذلك و لن تخلو مدينة كهذه من المواخير أيضا حيث تجد في كل شارع دار للدعارة أو بيت عاهرة و ستشاهد نساءا يرتدين غلالات الحرير الرقيقة الملونة التي تكشف صدورهن و أجسامهن و تغاضى ماكون عن هذه المشاهد بينما لم يبدو على الفارس المعدني أنه يكترث لهن أو لحركاتهن الملتوية .
كانت البيوت صغيرة متلاصقة و الفرسان في كل شارع و كل الطرقات تجتمع عند مفترق واحد "معبد ألسايدن" حيث يوجد تمثاله العظيم و هو يمسك عمودا من البرق و يستعد لتصويبه و قد بدا نصف عار و مهيبا أيضا و كان المعبد تحت إشراف كهنوت الكاتالا مباشرة .
- ( إنها مدينة كبيرة بالفعل . )
قال ماكون بدهشة طفولية محافظا على ابتسامته البلهاء .
أجاب السير ميرين فوت :
- ( إنها ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة من الطبيعي أن تجد فيه دور العبادة و دور الدعارة أيضا . )
- ( لا عجب في ذلك فالبشر قي محاولة دائمة للجمع بين الإثنين ، هل توجد مكتبة يا ترى ؟ )
- ( هل تفكر في الكتب حقا في مثل هذا الوقت ؟ )
رد ماكون :
- ( أنت تقول أنها ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة إذن لابد و أن لها تاريخا عريقا سأسعد كثيرا بالإطلاع عليه . )
- ( و فيما سيفيدك ذلك ؟ )
- ( بمعرفة تاريخ آل ميتز ستتضح لي طريقة تفكيرهم فحتى الآن لم أفهم كيف أضاعوا الفرصة لضرب جيش التحالف قبل سنوات لابد و أن ذلك له سبب ما و أود أن أكتشفه و من خلال تحليل تاريخهم و معرفة كيف أثرت قراراتهم على التاريخ الحديث ستتضح عدة أمور ستؤدي بي في النهاية إلى اكتشاف طريقة نظرهم إلى الأشياء و كيفية التصرف . )
- ( هاه أنت تسرف في الكلام و تتحدث كثيرا هل ستلقي علي محاضرة ؟ إفعل ما تشاء و لكن أطبق شفتيك . )
صاح أحد الباعة :
- ( إقترب إقترب أيها الفتى لدي شيئ مميز لك لتراه . )
إلتفت ماكون ليرى بائعا سمينا ذو شارب أسود كث مع ابتسامة ماكرة على وجه لامع غزته المساحيق و قد ارتدى ثيابا ملونة كثياب المهرجين .
قال السير ميرين فوت :
- ( نحن لا نريد شيئا منك . )
- ( لكن الفتى يريد . )
- ( لنذهب إنه يعلم أننا غرباء و يحاول التكسب منا . )
قال السير ميرين فوت مخاطبا الفتى ماكون .
أجاب ماكون :
- ( لن يظرنا إذا ألقينا نظرة على شيئه المميز . )
غمغم السير ميرين :
- ( أنت تملك واحدا بالفعل لنرحل . )
- ( أنت تبدو كوالدي تماما ، كما أنه لا يقصد ذلك الشيئ الذي تتحدث عنه . )
- ( اللعنة على الأطفال . )
ردد الفارس المعدني في سخط .
- ( إقترب إقترب و انظر . )
قال البائع و أخرج لفافة من القماش و كشف عن حجر بلوري أخضر بالغ الجمال جعل عيني ماكون تشعان في بهجة .
- ( إنه جميل حقا ! )
قال ماكون .
- ( هيا لنرحل . )
- ( دع الفتى يستمتع ... )
قال البائع ثم تابع كلامه :
- ( إنه حجر كريم نادر و عتيق للغاية إنه جميل و مثير للإعجاب أليس كذلك !؟ )
- ( إنه حجر رخيص لا يساوي شيئا توقف عن خداع الناس أيها الداعر البدين . )
- ( إحذر أيها السير ميرين إياك أن تستفز الأرواح التي تسكن الحجر . )
- ( ماذا ؟ كيف عرفت إسمي ؟ لابد و أنك مشعوذ لعين . )
- ( هل تريد أن أخبرك بما يعرضه الحجر من المستقبل أيا الفتى ؟ )
بدا ماكون مسحورا بالوهج الأخضر المنبعث من الحجر و هو يومئ بالإيجاب و قد اتسعت عيناه و بدا كما لو أنه غاب عن وعيه و هو يقول :
- ( أجل أجل أخبرني أرجوك ... )
- ( مستقبلك سيكون حافلا ... )
و قبل أن يكمل الرجل البدين الكلام صفع السير ميرين ماكون بقوة جعلته يفيق من تيهانه .
- ( تمالك نفسك أيها الفتى عديم الفائدة لنرحل . )
و بدا أنهما يخطوان بعيدا عن الرجل البدين الذي صاح ؛
- ( لصوووووص .... لصوووووص .... )
عقد السير ميرين حاجبيه و استدار على عقبيه و خاطب الرجل :
- ( من تقصد أيها اللعين بقولك هذا ؟ )
صاح البدين مناديا أحد الفرسان المتواجدين على مقربة :
- ( أيها الفارس هاذان الغريبان لصان ! )
إحتقن الفارس المعدني و زعق مطلقا سبة ؛
- ( اللعنة عليك أيها البدين الداعر إذا كررت الكلام مرة أخرى سأقطع قضيبك و أطعمك إياه . )
- ( توقف أيها الرجل . )
قال الفارس الذي استدعاه الرجل البدين و أضاف :
- ( ماذا سُرق منك ؟ )
- ( الحجر الكريم الذي يدفع لي الناس لقاء النظر إليه . )
- ( نحن لم نأخذ شيئا منك . )
رد السير ميرين .
- ( إنه كاذب هاذان لصان فتشهما لقد قاما بتهديدي و سرقتي . )
- ( ماذا ؟ )
قال السير ميرين بغيظ فيما بدا أن ماكون غائب عن وعيه و قد وجد صعوبة في البقاء واقفا و أخذ يترنح يمنة و يسرة .
- ( هل تسمح لي ؟ )
قال فارس الطريق و هم يحاول تفتيشه .
أجاب السير ميرين :
- ( إبتعد و لا تتسبب لنفسك في المتاعب . )
- ( أنا أقوم بواجبي في حفظ أمن الطريق لهذا أرجو منك أن تكون متفهما و لا تجعل الأمر صعبا علي . )
- ( لست لصا و لست مهتما بحجر عديم القيمة أنصحك أن تبتعد عني يا بني قبل أن أقرر استعمال سيفي لجعلك تنصرف . )
لم يبدو على الفارس أنه شعر بالخوف أو أراد التراجع .
تقيأ ماكون ما أكله من الفطائر و الشراب و بدا أنه سيفقد الوعي فيما تجمع الناس حولهم في غفلة و شق الجمع اللورد ثاندر و معه فارسين آخرين و خاطب الرجلين قائلا :
- ( ماذا يجري هنا ؟ لماذا الإكتظاظ يعيق المسار في الطريق ؟ )
حنا الفارس رأسه باحترام نحو سيده و قال :
- ( جناية السرقة يا سيدي . )
- ( ماذا ؟ )
قال البائع البدين :
- ( هذان الغريبان لصان يا سيدي لقد قاما بسرقة غرض مهم لي . )
- ( هذان الغريبان هما ضيفاي أيها الرجل . )
رد ثاندر ميتز .
- ( لكن يا سيدي رغم هذا فل الآلهة لن ترضى إلا بالعدل . )
سُمعت همهمة وسط الحضور ؛ هل سيتخلى وريث القلعة عن تنفيذ عدالة الآلهة حينما يتعلق الأمر بأحد من معارفه !!
- ( نحن لم نأخذ شيئا منك أيها الكاذب المدعي اللعين . )
قال السير ميرين
- ( إذن دع الفارس يقوم بتفتيشك . )
رد البائع .
- ( مستحيل .. )
أجاب السير ميرين بنبرة صارخة .
- ( فتش الصبي إذن . )
صاح الرجل البدين .
أسرع فارس الطريق إلى ماكون و ما إن لمسه حتى وقع الحجر الأخضر منه .
- ( أ رأيت !؟ )
صاح الرجل قائلا و أضاف كما لو انه كان يتوقع ذلك :
- ( لقد علمت ذلك ! لقد أصبح مولعا بالحجر بعد أن أريته إياه لدرجة أن أخفاه بين ملابسه في غفلة مني . )
- ( مستحيل . )
رد السير ميرين فوت .
- ( الفتى لم يلمس الحجر أبدا لقد دسه هذا اللعين بطريقة ما . )
- ( صمتا ... )
قال اللورد الشاب ثاندر ميتز و تابع :
- ( لندع الآلهة تفصل في ذلك هنا و الآن عن طريق النزال ، إذا خسر السير ميرين فسيعتبران مذنبان و يلقيان عقاب السرقة و إذا فاز فستسقط عنهما التهمة و يعتبر البائع كاذبا و سيلقى جزاء الكذب أمام البشر و الآلهة . إختر نصيرك في النزال أيها البائع إن كنت غير قادر على خوضه . )
- ( أنا سأكون نصيره يا سيدي سأكون سعيدا إذا منحتني شرف تحقيق عدالة الآلهة . )
قال فارس الطريق .
- ( حسنا جيد ، القانون واضح الفائز يتحدد بالضربة القاضية أو استسلام الخصم ، مفهوم ! )
( مفهوم ... )
ردد الإثنان معا .
أفسح الحاضرون المكان أمامهما و اتخذ كل منها ركنه الخاص ، بدا البائع أنه واثق تماما من فوز نصيره لأن رجال ميتز فرسان و محاربون بالفطرة حتى أبسط الحراس يعتبرون فرسانا و مقاتلين شديدي البراعة .
أما ماكون فكان بين الوعي و التيهان و شعر بالغثيان المتواصل حتى أنه توهم أن سنجاب اليخنة يحاول أن يشق حلقه هاربا .
إتخذ الحضور من الناس أماكنهم و تطلعوا لرؤية نزال بين الفارسين . خفض السير ميرين خوذته و كذلك فعل خصمه الشاب فارس الطريق و حافظ الأمن .
تراجع كل واحد منهما ساخبا سيفه و اعطى الشاب إشرة البدأ .
إنطلق النزال و التقى السيفان مرة و اثنتان و ثلاثا على سبيل اختبار كل واحد منهما للآخر ، كانت نظرات السير ميرين فوت ثابتة كما الحال مع الفارس الآخر الذي اعتبر تحقيق عدالة الآلهة شرفا له .
هوى السيفان على بعضهما بضربات متناغمة دوى رنينها المكان مع هتافات الحشد الذي آحاط بهم ، و اختلف الناس على هوية المنتصر لابد و أن الفارس المعدني متسلح بخبرته قبل درعه و سيفه أما فارس الطريق فهو نصير العدالة قبل أن يكون نصيرا للبائع البدين الذي راح يعض أصابعه مع كل ضربة يسددها السير ميرين و الذي بدا هو الآخر غير جاد في قتاله لكنه سدد ضربات قوية راوغها خصمه لترتفع هتافات التشجيع و الإعجاب ؛
«أحسنت ... رائع ... أيها الشاب إهزمه .. »
و معها ارتسمت ابتسامة الفخر على وجه ثاندر و كأن حاله يقول :
( أحسنت أره كيف يكون قتال رجال آل ميتز . )
أما ماكون فكان يرفع بصره مع كل هتاف ثم يخفضه بسبب شعوره المتواصل بالغثيان و صراعه مع السنجاب الذي صنعه وهم خياله .
تقدم الفارس المعدني رافعا ترسه و حاول تسديد ضربة لكن خصمه الشاب قد وثب إلى الخلف بعيدا عن متناول سيفه الذي شق الهواء ، هاجم السير ميرين فوت مجددا ملوحا بسيفه و من جديد تفادى فارس الطريق الهجمة واثبا بخطوات محسوبة على الأرض الغير مستوية منسقا مع إيقاع هتافات التشجيع ؛ عرض جميل و مجاني .
فهم السير ميرين طريقة قتال خصمه يريده أن يطارده كي يتعب من ثقل الدرع الذي يرتديه ثم يوجه له ضربات قوية متتابعة ، "حسنا" قال في نفسه "حان وقت إنهاء الأمر" .
و أمسك مقبض السيف بكلتا يديه ليخط آخر فصول هذا النزال و أنزل عليه عاصفة من الضربات القوية جعلت سرعة خصمه تقل شيئا فشيئا مع محاولته مراوغة الضربات إلى أن تقهقر أمام هذه العاصفة ليقع بعد أن فقد توازنه و يسقط منه السيف حينها وجه السير ميرين فوت سيفه نحو عنق غريمه و قال بحزم :
- ( إنهض أيها الشاب لقد خسرت . )
تفرق الحشد بعد نهاية النزال ، و ارتئت الآلهة أن ماكون و السير ميرين فوت غير مذنبين فيما سُحب البائع البدين بعيدا و هو يلقي صرخاته المزعجة ؛
( أتركوني هذا ليس عدلا هم اللصوص و لست أنا أغغ ... أتركوني ستندمون ... )
فيما عاد فارس الطريق إلى عمله في حفظ الأمن .
ساعد رجال ثاندر ميتز ماكون على صعود إحدى العربات لينقل بعد ذلك إلى حصن
ريد-هوك ليرتاح و يتلقى العناية بعد أن أصابه المرض فجأة .
تقدم ثاندر ميتز من الفارس المعدني السير ميرين فوت يهنأه قائلا :
- ( مبارزة جيدة يا سير فوت أكاد أجزم أنك أنهيتها قبل أن تبدأ . )
- ( لم يكن شيئا ذا أهمية ، من الواضح أنك أدركت تلفيق ذلك اللعين لتهمة السرقة و أردت أن تخرس الألسن المنادية بالعدالة و أكثر من ذلك وثقت بقدرة فارسك على خوض النزال . )
- ( أجل علمت سابقا أنه مصمم على إطاعة أمري أيا كان كما أنني وثقت بك كذلك أعلم أنك ما كنت لتؤذي الفارس الشاب . )
- ( أجل لم نأتي إلى هنا لإراقة الدماء ، عندما أدركت أنه لن يتراجعه أمطرته بالضربات كي أجعل ثقته تهتز و أكثر من هذا و ذاك لم أسحب سيفي خلال العشرين سنة الماضية في نزال و خسرته . )
قالها و علامات الثقة بادية على وجهه .
رفع اللورد الشاب حاجبيه مندهشا و علق قائلا :
- ( إذن لابد و أنك واحد من بين أفضل المبارزين في المملكة ! )
- ( لا أعلم ! لست مولعا بالقتال لهذا لن تجدني أقاتل إلا للضرورة و بالطبع إن فعلت فلن أخسر أبدا . )
أطلق ثاندر نخيرا ثم قال سائلا :
- ( هلا رافقتني بعد إذنك إلى المرفأ أود أن ترى معي السفينة التي خصصت لنقلكم إلى لينك ؟ )
أجاب السير ميرين :
- ( فل تسمح لي بالرفض أيها السيد الشاب ، أفضل أن أعود إلى حصن ريد-هوك ، أنا أعرف أكثر من أي أحد أن الفتى ماكون سيستغل إدعاء المرض كي يؤخر الرحلة و لا أعتقد أن طول الإنتظار من شيم الملوك . )
تبسم ثاندر ضاحكا و أجاب :
- ( معك حق في هذا ، لنعد معا إذن . )
__________________________________
معلومات متوفرة حاليا :
لينك : الجزيرة الرئيسية التي يحكمها آل دي ترامبا.
.
.
.
.
.
.
تأليف : #Leo
# K_O_T_G