2 - القلادة و الميثاق

1- كولداهارا

كولداهارا القرية الساحرة الواقعة في جنوب الهند و التي كانت في يوم من الأيام قلب التجارة فيها..

أسست على يد احد الأباطرة المغول و ظلت عامرة حتى اصاب الجفاف و القحط تلك المنطقة ليهاجر اهلها تباعاً تاركين ورائهم ذلك المعمار الفاتن و الذي تتجلى روعته في معبد يتوسط القرية، يسمى بمعبد بانجارا.

يقال بان تلك القرية و بعد مغادرة سكانها اتخذتها الأشباح و مخلوقات الظلال موطنا و سكنتها، و انها لا ترحم من يحاول المبيت في اراضيها مطلقاً و لكن ليس ذلك هو سبب تربع كولداهارا في المركز الأول بقائمتنا بل هو ذلك المعبد الغامض الذي توسط أراضيها القاحلة.

حسب السجلات التاريخية ذلك المعبد لم يتم بنائه من قبل الدولة المغولية على الإطلاق فلا يوجد له سجل تصميم أو عمال كذلك كان سكان تلك القرية جميعا من المسلمين فمن الغريب وجود معبد في قلب قريتهم و الأغرب من ذلك حتى هو ان زخرفة ذلك المعبد تشير إلى اله غريب عن الديانة الهندوسية و لم يذكر مطلقا لا في الفيدا و لا في الباهاغافاد غيتا و التي تمثل مرجع لكل هندوسي في العالم..

فمن هو ذلك الإله المسمى (ماناماكا) و لماذا بني له ذلك المعبد الغريب في قرية كل من فيها مسلمون؟
قد يتساءل البعض لمَ لا تدخلون إلى المعبد و تكتشفون سره و انتهينا؟ لمَ كل هذه الدراما و الخوف المفرط صحيح؟!

المشكلة تكمن في أن أبواب ذلك المعبد الغريب مصممة بطريقة ميكانيكية معقدة حيث لا يفتح سوى في الليل، و كل تعيس بائس دخل اليه ليلاً لم يخرج مطلقاً منه.

حالات الإختفاء كانت كثيرة بشكل لا يصدق لدرجة دفعت الحكومة الهندية إلى وضع حواجز و تحذيرات امام بوابة المعبد الغامض.

بعد ذلك بفترة قصيرة قامت مجموعة من المغامرين بالمبيت بين اطلال كولداهارا من دون المخاطرة بالدخول إلى المعبد و لكنهم لم يتمكنوا من أكمال ليلة هناك الإ وفقدوا واحدة منهم و من بعد ذلك عادوا إلى مدينة قريبة من القرية و فور عودتهم حذروا الجميع من الذهاب إلى كولداهارا ليلا لكي لا يزعجوا سكانها، أما و تحت نور شمس الرب، ستبقى كولداهارا مفتوحة و مستعدة لإستقبال الزوار، لم يتحدث المغامرين مطلقا عن ما حدث لهم في تلك الليلة مطلقا، و كلما سالهم احد تعابير الرعب الذي تبسط نفسها على سحنة كل واحد منهم كانت كفيلة بالإجاب عن كل الأسئلة.

و بالفعل تحاشى الناس تلك القرية منذ ذلك الحين بالأخص المعبد الغامض الذي يقع في وسطها و لكن ماذا حدث لبقية المستكشفين بعد مبيتهم في كولداهارا؟

الجواب هو الكلمة المظلمة المكونة من ثلاثة أحرف
الموت، جميعهم ماتوا معا بطريقة شنيعة للغاية ففي مساء احد الليالي الماطرة التعيسة وجودهم معا يتأرجحون بحبال المشنقة !

واضعين منصة خشبية مهترئة، تنتصب على سطحها ثلاثة أعمدة عشش السوس خشبها بنهم، على قمة تلكم الأعمدة وضعوا عوارض خشبية مثبتة بزاوية قائمة، منتهية بحبال ثلاثة أيضاً، الثلاثة منهم عبارة عن أنشوطات شنق! تدلت منها اجساد ثلاثه لتؤرجحها الرياح معا برتابة مثيرة للقشعريرة ..

إن مشهد أجساد ثلاثتهم متدلية سويا هكذا تحت المطر سوف ينحت في ذاكرتك طويلا صدقني لقد كنت هناك، و لن انسى ذلك المشهد ما حييت!.
لقد إنتحر الثلاثة معا في يوم واحد، مباشرة بعد اسبوع واحد من زيارتهم لكولداهارا، هكذا فقط!!

قال البعض كانت صدمه نفسية سيئة ادت الى قرار الانتحار الجماعي، اما انا فلا؛ لأنني لا أظن بأنهم قد إنتحروا من الأساس، و أيا كان ما ادى إلى انتهاء حياتهم بذلك الشكل، فلا بد و أن له علاقة بما حدث لهم تلك الليلة في كولداهارا و بذلك المعبد و بإختفاء الفتاة التي كانت معهم و التي كانت تدعى جازمين كوبتا.

نشرت هذه المقالة من قبل: مجهول

مجددا اعادت كيريت قراءة تلك المقالة لتأخذ بعدها نفسا عميقا و تحمل هاتفها الخلوي متصلة بستيف الذي كان رقمه مسجلا في خانة الأتصال

تحسست بيديها عنقها الذي نجحت في اخفاء كدماته بفضل مستحضرات التجميل، و بينما كانت عينيها تحدقان بشاشة الحاسب نحو كلمة مجهول أخذت تفكر في قرارها الذي اتخذته منذ بضع ساعات مباشرة بعدما رفضت الذهاب مع عائلتها إلى هاواي، ثوانٍ عديدة مضت قبل أن يرد عليها ستيف ليزداد توترها أكثر فأكثر.

"مرحبا كيريت؟"

"اهلا ستيف" ردت عليه برتباك فشلت في تغطيته

"ما الخطب؟" سألها باهتمام فهي لم تكن يوماً من محبي المكالمات الهاتفية، لذلك فإتصالها هذا به بلا شك بسبب امر مهم.

"قلت بأنك بحاجة إلى ممول من أجل رحلتك إلى الهند؟" سألت و تلقائياً قام هو بحبس أنفاسه أثر الصدمة

"نعم لماذا؟" سالها بحذر

"حسنا.. سأوفر لك التمويل و كل ما تحتاجه من معدات، لكن على شرط أن تأخذني معك... إلى كولداهارد" أخبرته و كان تلك اللحظة كانت مصيرية ضرب الرعد فجاة ليشق السماء سناه منيرا ببريقة الساطع غرفتها لتهطل بعدها الأمطار بغزاره تماماً كما كان الحال في تلك الليلة التي إنتحر بها الثلاثة!.

❇❇❇❇


"اتظن بانها تعمل روني؟" تسائل ستيف و هو يقوم بتعديل الكاميرا المثبتة على خوذته


"نعم فقط عدل مكانها قليلاً" اجابه روني الذي كان يقوم بعقد حذائه


ليتداخل بعدها صوت طرق باب غرفتيهما مع صوت الموسيقى القادم من المذياع و يفتح روني الباب الذي كانت تقف خلفه كل من كيريت و جوليان


"و يقولون أننا من يؤخرهم!" سخرت جوليان و اكتفت كيريت بالإبتسام بينما قلب روني عيناه


"آنسة ظرافة نحن جاهزون بالفعل" أجبها ستيف و هو يحمل حقيبته


"حسنا هيا بنا اذا، رحلتنا ستكون طويلة"

أخبرتهم كيريت و هي تحدق بساعة معصمها الرقمية


"حسنا و لكن ماذا عن الدليل؟"

تساءلت جوليان بينما كانوا يشقون طريقهم نحو بهو الفندق ليخبرها روني بانه قد تدبر امر الدليل السياحي الذي سيكون بنتظارهم في الأسفل


دقائق و اطلقت السيارة التي تقلهم صوب قرية كولدلهارا التي كانت سبب قدومهم إلى الهند من الأساس، بدأ كل شيء من ذلك الموقع الإلكتروني الذي عرض في احد المرات قائمة بأكثر عشرة اماكن مهجورة مرعبة في العالم و سرعان ما اصبح ذلك الموضوع من المواضيع المتداولة في الإنترنت.


من بين المواضيع العشرة لم يجذبهم سوى تلك القرية الهندية المهجورة كولدلهارا و التي كانت في يوم من الأيام قلب الحضارة و التجارة في الهند القديمة، و لكنها اليوم خاوية على عروشها، حتى الطيور تنفر من التحليق فوقها.


و لكن ذلك لم يكن كل شيء، ففي تلك القرية بني معبد غريب، السجلات التاريخية لم تذكره و لو مرة، و العجيب في الامر هو ان اهل تلك القرية كانوا من المغول المسلمين إذا لماذا قد يبنون معبدا هناك؟


لنفترض جدلا وجود اقلية هندوسية في تلك القرية الامر الذي ينفيه التاريخ قطعا، إذا لماذا لم توجد أي علامات تقديس أو أصنام و زخارف على مدخل المعبد؟


و الأهم لما لم يعد أي احد ممن دخلوا إلى ذلك المعبد؟

رهبان مستكشفين ضباط مباحث جميعهم اختفوا

لدرجة ان الحكومة الهندية و ضعت تحذيراً على بوابة المعبد تقول:

{خطر الدخول قد لا تخرج من هنا ابدا}


ذلك بالضبط ما كانوا يبحثون عنه مغامرة!


اربعة شبان من بلدان مختلفة إجتمعوا في محادثة جماعية، و كان اساس حوارهم هو ذلك المعبد الغامض، تراهنوا على الذهاب اليه و كشف اسراره و ها هم ذا هنا في الهند متوجهين نحو كولدلهارا القرية الصامتة المخيفة.


ستيف ديوكوفري الوسيم الأشقر صاحب البنية الجسدية القوية متسلق محترف و مغامر يطمح للعمل مع قناة ديسكوفري و يرى بأن اكتشاف سر ذلك المعبد سيكون بطاقة الحصول على وظيفة الأحلام.


روني باتيسش العبقري الروسي الذي يرفض التصديق بمثل تلك الخرافات و الأساطير المزعومة حول ذلك المعبد الامر الذي دفعه للذهاب في تلك الرحلة من اجل اثبات كلامه للجميع.


جوليان هارت الصبيانية التي تعمل كطبيبة و لكنها رغم ذلك محبة للمغامرة و الاستكشاف و تحلم بان يخلد العالم اسمها مثل مشاهير التاريخ، الأمر الذي دفعها إلى الاندفاع و الذهاب إلى تلك الرحلة.


و أخيراً كيريت جونسون محبة التصوير الفوتوغرافي و الغناء التي لا تملك أي مؤهلات تقول بأنها ستساعدهم خلال رحلة استكشافهم لقرية كولدلهارا و المعبد الغامض، هذا طبعا لو كنت متجاهلا لموضوع كونها ثرية للغاية و هي التي تقوم بتمويل تلك الرحلة؛ أما سبب قدومها معهم فهو الملل ربما، أو قد يكون سببه هو كلمة ماناماكا التي تتردد في راسها طوال الوقت، و لكنها ترجح خيار الملل، أوه نعم الملل لا يمكن ان تعرف ما الذي قد يقدم عليه الأثرياء إن شعروا بالملل كيريت مثلا ربما قد تكون قررت تمويل رحلة إلى الهند لاستكشاف معبد غامض مباشرة بعد مشاهدتها لأحد أفلام إنديانا جونز التي تحبها جداً، الأمر الذي جعلها تتخلف عن رحلة العائلة إلى هاواي.


و الحق يقال ما الرائع في الذهاب إلى هاواي مقارنة بستكشاف قرية مهجورة قد لا تخرج منها حيا؟


برفقة الشاب الهندي ساجيل توجهوا صوب موقع تلك القرية الواقعة في احد الأراضي القليلة القاحلة في جنوب الهند، و بينما كان كل من روني و جوليان يعانيان من حرارة الجو و الرطوبة كان ستيف يصور كل لحظة في الطريق بسعادة بينما اخذت كارلا تقرأ بعض المعلومات عن الهند و هي مستمتعة بتلك الأغنية الهندية التي يبثها جهاز التسجيل.


أخيراً توقفت السيارة عند أحدى محطات الإستراحة لتعبئة الوقود و جلس الخمسة سويا لتناول الطعام.


"الشاي بالحليب... إنه مثل المشروب الشعبي هنا" علق ساجيل و هو يقدم لكل واحد منهم قدح من الشاي بالحليب راسما ابتسامة بشوشة.


"إذا ساجيل كم بتنا نبعد عن القرية" سال روني


"تقريباً مسافة مئة كيلو متر" اجابه الشاب الأسمر محافظا على ابتسامته، كل ما يريده هو اتمام عمله و إيصالهم إلى ذلك المكان بسرعة ثم العودة قبل المساء.


"جيد، إذا اخبرنا ما الذي تعرفه عن كولداهارا؟" سألت جوليان بفضول و هي تتكئ بكوعها على الطاولة المهترئة و تسند ذقنها على يدها المضمومه محدقة بوجه ساجيل باهتمام


"المكان جميل صباحاً لكن ما ان يحل الليل حتى يصبح مخيف و موحش، يقال أن كل من يبات هناك ليلة يلعن مدى العمر" أخبرهم ساجيل و العرق بدأ بالتصبب من جبينه مظهرا و لاول مرة خوفه من الذهاب إلى تلك القرية.


"أرجوك كف عن ذلك، اليست تلك ترجمة طفولية لخوف الإنسان المرضي من الظلمة و الوحدة؟ ففي نظر كل الناس اي مكان خاوي و مظلم مرعب و مسكون، و مع مرور السنوات يصبح اعتقاد الناس حقيقة لدرجة انهم يتوهمون اشياء غير حقيقة انتجتها مخيلاتهم الخصبة" علق روني بستنكار و قلبت جوليان عينيها، الإثنان لم يستلطفا بعضهما منذ البداية، هو يكره رعونتها و هي تكره فلسفته الزائدة و كانه يعرف كل شيء.


"في هذه معك حق يا صديقي، فالخوف افضل مغذي للخيال" علق ستيف و سرعانما تدخلت كيريت في المحادثة


"نعم أتفق معك في ذلك بالنسبة إلى القرية و لكنني أشعر بأن أمر ذلك المعبد غير طبيعي" أخبرتهم بقلق


"غير طبيعي؟" تساءلت جوليان بحاجب مرفوع


"لا اعلم كيف أشرح الأمر، إنها احلام عن الظلمة تراودني منذ الطفولة و لكن منذ أن حطت أقدامي ارض الهند و الأحلام تصبح شيئاً فشيئاً اكثر واقعية" أخبرتهم و هي تحدق بالطاولة التي امامها لترفع بعدها عينيها صوبهم بإرتباك


"لا يمكنك الهرب من ما قدر يا صبية حتى لو مرت ألف سنة" صوت أحدهم إنبثق من الخلف لتلتفت صوبه كيريت بفزع و ينهض ساجيل سريعاً


كان رجل كهل بثوب قماشي برتقالي أصلع و بلحية بيضاء طويلة تكاد تقبل الأرض


"أيها الحكيم كوفازد" إنحنى ساجيل ليمس اطراف قدم الحكيم اليمنى بينما مرر الحكيم يده فوق راسه.


"أيها الرحالة، اقترح عليكم المبيت هنا، فليس من الحكمة الذهاب إلى كولداهارد في مثل هذه الساعة المتأخرة من النهار" أخبرهم و هو ينظر صوب المغرب حيث بدأت الشمس رحلة المغيب، و تبادل الأربع النظرات مع بعضهم البعض ثم حدقوا إلى ساجيل الذي اشار لهم بالقبول


"ما الذي كنت تقوله قبل قليل عن القدر؟" سألت كيريت و الخوف يأكل قلبها لسبب تجهله


"ما رايك أن تاتي معي للمعبد لدي شيء لك و هناك سنتحدث ؟"


"و من تكون أنت لاذهب معك؟" سالت و قهقه الحكيم


"اتخافين رجلاً كهلا بالكاد يمكنه سند طوله مثلي؟"


"رجلا غامض يتصرف و كأنه يعرفنا و يتحدث لغتنا بطلاقة" علق روني و ضحك العجوز مجددا قبل أن يرد بابتسامة


"أيها الشاب، هذه الهند الكل تقريبا يتحدث لغتكم"


لحظات من الصمت تبادلوا خلالها نظرات الشك و الريبة و الإرتباك بين بعضهم البعض قطعها الحكيم مجدداً بقوله


"حسنا لتأتوا جميعكم معي، منزلي ليس بنزل و لكنه يستطيع استقبالكم لليلة، حينها يمكنكم إكمال طريقكم نحو كولداهارا صباحاً" أخبرهم بابتسامة صادقة


"و كيف تعرف إلى اين سنذهب؟" سالته جوليان


"لا تحاولوا اقناعي بأنكم أتيتم إلى هنا من اجل مراقبة المزارعين و هم يحرثون اراضيهم، ثم أنني كنت فضوليا قليلا فاستمعت إلى محادثتكم للتو" أخبرهم و حدق به الجميع بسخرية؛ فقد كان طوال الوقت يستمع لمحادثاتهم فقط ليس و كانه يقرا أفكارهم كما خطر على بالهم للحظة


حدق ستيف بالسماء مراقبا السماء بحيرة فرحلتهم قد كانت طويلة و الجميع متعب، كما أن ساجيل يعرف ذلك العجوز الغامض لذلك تنهد برتباك و وافق على الذهاب مع العجوز و بالفعل غادروا معه نحو منزله الذي كان يقع فوق الجبل القريب من المحطة.


❇❇❇❇


"تفضلوا دقائق سوف احضر لكم بعض المياه"


أخبرهم الحكيم و من ثم توجه نحو المطبخ ليرص الأكواب و يعبئها بالمياه و ليخرج ظرف صغير و يصب ما فيه باحدى الأكواب الزجاجية متلفتا حوله بحذر، و من ثم شق طريقه صوبه و وزع الأكواب عليهم تباعاً راسما نفس الإبتسامته اللطيفة.

مضت دقائق حتى نام الأربعة بينما بقيت كيريت مع الحكيم وحدها...

تحت السماء المرصعة بالنجوم في قلب سكون الليل الذي لا ينقضه سوى صوت الغيط الذي اعتاده الجميع جلس الحكيم العجوز على ارضية شرفة منزله و جلست امامه كيريت بينما تحتسي كوب من شاي الأعشاب


"إذا .. ما الذي أردت الحديث عنه؟" سألته كيريت و حدق بها بتعابير جامدة


"ماناماكا.. هل سمعت هذه الكلمة من قبل؟" فور سماع كيريت لتلك الكلمة أرتفع حاجباها الامر الذي كان كافياً لاجابة سؤال الحكيم


"هذا الوجه يقول بأنك قد فعلتي" تمتم متنهدا بضيق و أكتفت هي بالصمت ليكمل


"إستمعي لي جيداً يا صغيرة، ما قد تم تقديره لن يتغير مهما حاولنا، لذلك لن أطلب منك أن لا تذهبي إلى كولداهارا لأنني أعرف بأنني حتى و إن وضعتك في احلك الأماكن و خبأتك في أعمق السراديب و قيدتكِ بأقسى الفولاذ، ستجد كولداهارا طريقها اليك، لكن و في نفس الوقت عجلة القدر متقلبة و سوف تظل كذلك حتى أخر الزمان و لا يمكنك الجزم بإجابة لما ستؤول له اقدار المرء طالما تستمر هي بالدوران، لذلك و اختصارا لكلام الحكماء الطويل و الممل سأرهن إليك بهذه" أخبرها ساخرا و هو يخرج من اللامكان صندوق خشبي صغير الامر الذي أدهش كيريت للغاية


"منذ زمن طويل عهدت لي صديقة بها" تمتم بينما يراقب كيريت التي حملت الصندوق و فتحته لتحدق مشدوهه بتلك القلادة الذهبية الموضوعة بداخله


"من كانت صاحبتها؟" سالته و هي تحملها بين أصابعها و ترفعها لتتبين زخرفاتها تحت ضوء القمر الفضي


"إمراة شجاعة و جميلة.. تشبهك كثيرا بالمناسبة، إرتديه سوف يحميك، و تذكري لا يمكن لاحد تحديد مصيرك سوى الرب" أخبرها و بريق الحزن سطع على مقلتيه


"إذا لما تعطيني هذا؟" بحاجبين مقرونين سالته و بينما تحدق بالقلادة و عندما طال صمته رفعت نظرها نحوه لتصرخ بعدها فزعة و تندفع لتسقط للخلف..


فلم يكن هناك احد سواها هي و قدحي الشاي و الظلمة، بحذر و انفاس متسارعة حولت نظرها نحو القلادة التي بين يديها و اعادته صوب قدح الشاي خاصته و الذي كانت الأبخرة تتصاعد منه بصمت.


❇❇❇❇


ما رأيك بأن تترك تعليق لطيف هنا؟

أطلعني على ما احببت و ما لم تحب و ساكون سعيدة بالعمل عليه و تحسينه.


2017/10/22 · 377 مشاهدة · 2379 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024