4 - في التابوت عالقة

الموت: إنّها كلمات مكوّنة من ثلاثة حروف فقط، سهلة النطق لكنها تهزّ القلوب الحية‎ وتقضّ المضاجع‎، كلمة تخبرك عن ضيف سيحلّ بك رغم أنفك وبدون تحديد لموعد الزيارة، فهو‎ صاحب الشأن بهذا الخصوص وقد قصم ظهور الجبابرة ووسدّهم التراب.‎

إذا هل ماتت؟ هل هذا هو الموت؟ صمت و ظلمة؟ فقط؟!

في احلامها المظلمة لم تكن ترى شيئاً و لكنها و في بعض الأحيان كانت تستمع إلى بعض الأصوات، كصوت الريح و أزيز معدن صدئ، أصوات لضحكات
أنين و إنتحاب و صوت حشرجة شخص زاره الموت في غفلة و كأنه يحتاج دعوه، و كذلك صوت هديل حمامة.

لم تكن تلك الأصوات مترابطة بأي شكل من الأشكال و لطالما تساءلت، ما الذي يستطيع جمع كل تلك الأصوات سويا في مكان واحد، و على ما يبدوا عليه اللأمر الآن، هي ستعرف إجابة سؤالها قريباً.

بعد أن أصابت رأسها إثر السقطة فقدت الوعي لتسقط غارقة في بحر الظلمات خاصتها و لكنه اليوم كان مختلفا، حتى اكثر اختلافاً من أول حلم حظت به قبل بضعة أيام، كانت واعية في ذلك الحلم، كانت تعلم بأنها تحلم و لكنها لم تكن تسيطيع التحكم بجسدها.

و كأنها تشاهد فلم قديم من عيني شخص ما، بدأ حلمها من حيث كانت تقف أمام مرآة ذات إطار خشبي مسنفر تتأمل نفسها و هي ترتدي ثوب تقليدي هندي أبيض اللون، و وشاح بنفس لونه ملتف حولها و مثبت فوق رأسها، لسبب ما كانت عينيها الزرقاء دامية و في قلبها احتشدت مشاعر الخوف الشديد القلق و الترقب، تسير ببطء صوب مكان ما بعدما خرجت من الغرفة التي كانت بها لتصل إلى قاعة في المنزل إجتمع بها العديد من الأشخاص بملابس طابقت ملابسها و في وسط القاعة رقد رجل ما، لا بد و انه شخص ميت ببشرته الشاحبة تلك، فكرت و هي تحدق به ثم جلست بقباله، و لسبب ما جذبتها القطع القطنية المحشورة في فتحتي أنفه.

و الآن ماذا؟.

سألت نفسها و هي تنظر إلى الوجوه الكالحه للذين يجلسون حولها النسوة تنتحبن و تلطمن أنفسهن بزيف و الرجال يحدقون بأعين فارغة بذلك الميت الراقد أمامهم، بضع دقائق مرت، تأملت فيها وجهه الشاحب خصلات شعره الفحمية الممشطة للخلف، القطن المحشور في أنفه، و مع كل دقيقة تمر إزداد رعبها!

لينهض بعدها الجميع و تنهض معهم و من ثم يقومن بحمل الميت، بينما يلتف حولها جمع منهم رجل عرفته جيداً، لقد كان الحكيم العجوز و الذي أعطاها القلادة الغريبة و لكنه شاب هذه المرة!، و جدته يقترب منها و يناولها قلادة سراً لتقبض عليها، و من ثم تحمل مثلها مثل الرجل الميت، تأملت السماء و الرياح تطوف حولها لتلفح وجهها بينما هي تراقب سرب الحمام الذي يحلق بسعادة في السماء متمنية أن تكون مثله و لو قليلاً لتتوقف بعدها واحدة من تلكم الحمامات لتحطيم على صدرها و تحدق بها بينما أخذ صوت هديلها يبدوا لها أشبه بأغنية تأبين حزينة.

كم هي بائسة، تزوجت منذ أسبوع واحد فقط ليموت بعدها زوجها و هو نائم ليتحتم عليها الموت معه!

كيف عرفت ذلك؟ لا تعلم حقا و لكنها معلومة إنبثقت في راسها من الفراغ، هذه كولداهارا المدينة التي تتبع عرفا مجنون من اجل البركة، كطقس من طقوس السحر!

مانامانكا كان اسم ذلك الطقس، حيث تدفن الزوجة مع زوجها داخل تابوت يتسع لشخصين برفقة أفعى ضخمة حتى و إن لم تمت!

لكنها لا تريد أن تموت هكذا، هي كيريت العظيمة التي لن تنحني مطلقا لمثل هذه الأعراف الشيطانية، لن تتبع هذه البدع و تموت في سبيل إرضاء جنون بعض المهرطقين!

قبضت بشكل أقوى على تلك القلادة و حلقت الحمامة فوراً بعيداً عنها إلى السماء الواسعة صوت صرير فتح بوابة المعبد الضخمة، وصل إلى مسامعها لتأخذ بعدها نفساً عميقاً دخلوا بها الى المعبد مروراً بالبوابة الكبرى التي دخلت برفقة ستيف وصولاً إلى مفترق الطرق و الذي تم أخذها عبر الممر الأيسر منه الذي كانت تعود بخطواتها من خلاله عندما وجدت جثة ستيف، و وصلوا بها أخيراً إلى حيث يوجد تابوت ضخم عند نهاية الممر.

وضعت جثة زوجها أولاً في التابوت و من ثم تم وضعها بجواره بينما تحدق بوجوههم المقيته بكل خواء لتبدأ تلك الأفعى بالإفتاف على جسدها ببطء و يغلق عليها التابوت بعدها لتعلق في الظلمة.

أستغلت الفرصة لترتدي القلادة قبل أن تقيد الأفعى يديها و ألتفت برأسها صوب جثة زوجها التي كانت ترقد و وجهها مصوب ناحيتها و لوهلة شعرت بأن جثته تبتسم!

تسارعت نبضات قلبها و ألتفتت عنه لتحدق بسقف التابوت المظلم و هي تفكر بطريقة تخرجها من هذا المكان فطالما هي ترتدي هذه القلادة الأفعى لن تتمكن من تناولها أو تسميمها لكنها مقيدة بسبب تلك الأفعى و لا تستطيع النهوض.

دقائق طويلة و مظلمة من الإنتظار مضت ربما ساعات، حتى تردد صدى صوتي أزيز معدن صدئ في المعبد لتفتح عينيها بتوسع في محاولة يائسة لرؤية شيء ما رغم الظلمة، ضوء خافت تسلل عبر ثقب صغير لداخل التابوت لتتهلل أساريرها فرحاً.

صوت صدى خطوات أحدهم تقدمت صوبها ليدفع أحدهم بغطاء التابوت الثقيل بعيداً بينما أغمضت هي عينيها متجنبة ذرات الغبار المتساقطة، لتفتحها بعد ذلك و تقابل وجه الحكيم الشاب و الذي قام بشق بطن تلك الأفعى و سحبها لتخرج من ذلك التابوت لاهثة.

ماناماكا كلمة تامليلة تعني الزوجة، في كولداهارا كانت الزوجة تتمثل بالأفعى و التي ترتبط حياتها بحياة الزوج فقط فتعيش فقط عندما يعيش و تموت عندما تموت، المصادقة التي اضحكت كيريت كانت تشابه هذه القصة مع أحدى مغامرات السندباد، الا ان الإختلاف في تلك القصة كان انعكاس الوضع قليلاً، فلو ماتت الزوجة في قصة السندباد يموت الزوج معها، و من يدري؟ ربما كانت كاتبة قصة السندباد تلك احدى الزوجات المظلومات من كولداهارا و التي سالت نفسها ذات ليلة بينما ترقد بجوار زوجها الشاخر، ماذا لو عكست الآية و مات الرجال مع زوجاتهم؟.

في جنح الظلام هربت مع الحكيم الشاب و اهدته قلادتها لتركب بعدها سفينة شحن و تسافر صوب سنغافورة التي جاورت جنوب الهند.

بينما عاقب الله كولداهارا بالقحط و الجفاف لتنفق ماشيتهم و سخر للحكيم العبث ببوابة معبدهم لتغلق عليهم صبحا و تفتح ليلا، بينما سكنه جندٌ لا يعلم بهم سواه، فلم يرى اي داخل إليه نور الشمس أبداً!

بينما ظلت جثة واحد في ذلك المعبد الملعون، جثة غاضبة وحيدة، تركته زوجته هنا مدفونا لوحده، لتهرب مع ذلك الشاب الغريب!

لكم غضب و أقسم على الإنتقام منها و لو بعد ألف عام، و بالفعل قدر الله ولادتها من جديد، فتاة من نسلها شابهتها في الشكل و الأسم، كيريت الماضي كانت هي نفسها كيريت الحاضر، عندما عرفت روح زوجها الغاضب دبر و خطط ليقودها إلى كولداهارا كتب تلك المقالة بطريقته، و ترك عجلة القدر لتدور لوحدها، و ها هي ذا في التابوت عالقة من جديد لتموت بجانبه كما كان يفترض من قبل اكثر من ألف عام.

إستيقظت و أخيراً... تشعر بشيء ما يلتف حول بدنها ببطء مخلفا مادة دبقة تحرق بشرتها، عينيها الجاحظة تحدق للأعلى لتقابل الظلمة و الفراغ.


كيف أنتهى بها الحال هنا؟!
لماذا دخلت إلى ذلك المعبد الملعون؟


لو أنها فقط فَضلت الذهاب مع عائلتها الى هاواي لتقضي العطلة الصيفية هناك تلعب على الشاطئ، بدل الذهاب إلى هذا المكان المعلون بحثاً عن المغامرة و التي بالمقابل جعلتها عالقة في هذا الموقف ..


هواء حارق لفح الجانب الأيسر من وجهها، و رغم حرارته الحارقة سرت بجسدها قشعريرة باردة مسافرة من رأسها حتى أخمص قدميها و متسببة في تجمد أطرافها، الهواء الحارق ما يزال يضرب، رطب و ساخن للغاية، لسبب ما شعرت بهالة طاغية بجوارها، ضوء خافت تسلل من ثقب صغير ساعد عينيها على الرؤية قليلاً .


رغم ذلك كانت خائفة اكثر في تلك اللحظة، خائفة لدرجة أنها اغلقت عينيها بقوة بغية أن لا ترى شيئاً على الإطلاق، هي تعرف بأن الأشياء السيئة تحدث عندما تنظر، لذلك هي لن تفعل، هي لن تنظر أبداً.


لتمت وحسب..


لمَ عليها ان تعاني هكذا؟! لمَ يجب أن تعيش لحظات الخوف المرعبة هذه و التي هي اصعب حتى من الموت؟.


إنتظار الموت أصعب منه حتى، جملة قالها احدهم و تذكرتها فجأة.. لكن لماذا الآن؟
هل ستموت قريباً ام ماذا؟!
و لكن هل تستحق مثل هذه النهاية الشنيعة؟


"ماناماكا!"


صوت خفيض كالفحيح همس في أذنها و دفعها قسراً لفتح عينيها لترى أخيرا تلك الأفعى التي ما زالت مستمرة في الالتفاف حول جسدها ببطء شديد، و كأنها تستمتع بمعاناة ضحيتها.


لتحول بعدها عينيها الى جهة ذلك الهواء الحارق حيث انبثق ذلك الصوت و جزء صغير ساذج منها يخبرها بأن ربما صاحب ذلك الصوت هناك هو من سينقذها.


و فورما نظرت إلى من يرقد بجوارها صرخت صرخة مدوية هلعة من هول ما رأت!


لقد كانت جثة محنطة ترقد بجوارها، بملامح شاحبة و إبتسامة صفراء خبيثة و كأنها تحدق نحوها قائلة، أنت في مثواك الأخير هنا بجانبي.


و سألت نفسها مجدداً كيف؟


كيف إنتهى بها الأمر عالقة في تابوت و أفعى ضخمة تلتف حولها و الأسوء حل الآن جثة ضاحكة ترقد بجانبها؟!


فقط لو أنها ذهبت إلى هاواي!


فكرت من جديد لتعود إليها ذكريات ذلك الحلم كالشرارة المنبثقة، و تحبس أنفاسها بشكل تلقائي.


كيريت التي كانت في حلمها، كانت هي، ذلك ما يسمونه تناسخ الأرواح، حيث تعود روح شخص ميت بجسد شخص وليد!


عادت لتنظر إلى تلك الجثة لتتسع حدقتاها برعب.


"يا إلهي" همست بهلع صوتها خرج من حنجرتها بالكاد بينما تحدق بذلك الذي يفترض بأن يكون زوج كيريت القديمة، جثته لم تتحلل و لو قليلاً، ضاحكاً يحدق بها.


يحدق بها؟! تلك الجثة تتحرك!!


شعرت بأوتاجها تتمزق عندما اطلقت تلك الصرخة العاتية بينما تحاول دفع جسدها للخلف و لكن دون جدوى فالأفعى تقيدها تماماً


"அந்த கழுத்தணிகள் நீக்க"


بصوته الغاضب الذي مسخ كفحيح أفعى أمرها بأن تنزع القلادة و تمكنت من فهم كلماته فوراً


"நீங்கள் இறந்த உள்ளன"
"أنت ميت!"
بنبرة مرتجفة أخبرته لتتوسع أبتسامته أكثر


"இல்லை டோக் இருந்து"


"ليس من دونك" بنبرة ثقيلة أخبرها و يديه تمتدان صوبها ببطء لتغلقهما بخوف، ظنت بأنه سيقوم بخنقها و لكنه قام بالمسح على رأسها بيده اليابسة


"அழகான முடி கிரேட்"
"شعرك جميل كيريت"همس و أرتجف قلبها بهلع



"நான் உங்கள் மனைவி இல்லை"
"لست زوجتك" أنفجرت باكية و هي تدعوا الرب كي يخلصها من هذا الموقف بأعين مغلقة و عضلات منقبضة لتتفاجئ بقبضته تلتف حول عنقها لتخنقها


فتحت عينيها بجحوظ و هي تحاول أخذ جرعة من الهواء و شعور أحتقان الدم في رأسها و أطرافها يكاد يفقدها الحياة، تدمع عينيها و هي تشعر بروحها تنزلق منها بعيداً و ......


مجدداً لا شيء سوى الظلمة، تساءلت مجدداً ما إذا كانت ميتة الآن، ما ذلك القدر الذي ربطها بالظلمة بذلك الشكل المريع؟!


لم تعد تفكر حتى، لم تعد تهتم حتى اذا كانت حية أو ميتة، لا شيء يهم لا مشاعر لا احلام لا شيء، هل تعلمون؟


رغم أن الظلمة مخيفة، لأننا لا نعرفها، إلا أننا و بعد أن نعتاد عليها، نكتشف بأنها الأمان، لا شيء سيء سيحدث لك لو كنت ملثوماً بالظلام، الظلام هو أول ما تراه عندما توضع الروح فيك، و أول ما تراه عندما تسحب منك! الظلام هو الأمن، المكان الذي سيبعدك عن كل شر، ساكن هادئ امن، لا مشاعر لتجرح ولا شيء لتتعلق به فقط ظلام شامل و لا شيء غيره.


و لكن رغم أنها كانت سعيدة بظلامها الآمن فتحت عينيها لتجد نفسها في حجرة ما، السقف مصفر و الشمس الساطعة تجتاح محيطها، حركت مقلتيها ببطء حول المكان و أستغرق الأمر منها بضع ثواني لتعرف بأنها في حجرة مشفى ما..


تساءلت كيف فعلتها؟ كيف نجت من ذلك شيء الذي كان يرقد بجوارها في التابوت، و من يهتم؟


المهم بأنها بخير، لا تعرف ما الذي حدث لرفاقها بالأخص ستيف لكنها متأكدة بأنه بخير، بأنه سيفتح باب هذه الحجرة و يدلف راسها أبتسامة صافية تجعل قلبها يبلغ عنان السماء، وجهت نظرها صوب النافذة المفتوحة التي كانت ستائرها الزرقاء تتراقص في أنس مع النسمات الناعمة بكل تناغم، حينها حطت حمامه حدقت بها بعينيها الصغيرة الحمراء بينما بدى لها صوت هديلها كأغنية شجن صيفية..


حينها تساءلت بابتسامة هادئة، ترى هل كنت أحلم؟.


(النهاية)


❃❃❃❃


تبسم ستيف و هو يقرأ أخر سطر من تلك القصة القصيرة ليضعها جانباً ثم يرتشف أخر رشفة تبقت في قدح قهوته لينهض بعدها و يرتدي ردائه الطبي الأبيض مثبتا بطاقته التعريفية و من ثم يقوم بحمل تلك الأوراق البالية و التي كتبت عليها القصة بخط بشع و متشابك، و سار بعدها عبر اروقة المشفى الطويلة ليتوقف أخيرا عند باب حجرة ما، و يقوم بطرق بابها ثلاث مرات لينبثق بعدها صوت إنثوي من خلف الباب يطالبه بالدخول.


دلف إلى تلك الحجرة الضيقة و التي كان أحد جدارنها عبارة عن جدار زجاجي حيث وضعت أمامه طاولة خشبية مسنفرة مستطيلة الشكل رصت أمامها أربعة مقاعد، جلس روني و الذي كان منشغلا بالعبث بقلم ما في أقصى اليسار و جلست بجانبه جوليان التي كانت منشغلة بقراءة بعض الأوراق مع ساجيل، و التي خمن ستيف بأنها تقارير أحد المرضى كما العادة.


ألقى بالأوراق البالية على الطاولة أمامهم و جلس على مقعده ليترك روني القلم موجهاً نظره صوبه كحال جوليان و ساجيل.


"تلك الفتاة كاتبة عبقرية!" علق ستيف و هو يحدق بتلك الهزينة السمراء ذات الشعر القصير عبر الجدار الزجاجي و الذي كان مطلا على غرفة بيضاء خاوية جلست في وسطها كيريت تحدث اللاشيء بينما تعبث بخصلات شعرها القصيرة.


"لقد قامت بصنع عالم اخر في قصتها كشفت فيه جوانب مختلفة من شخصيتها، كهواياتها كوابيسها، ما تخاف منه، فكرتها عن الموت و غيره، حتى أنها جعلتنا شخصيات قصتها الرئيسية" أكمل بينما إنشغلت سبابته اليمنى بالنقر على الطاولة الخشبية، و عينيه ما تزال معلقة كالصقر عليها.


"ذلك جيد، هذا يعتبر تقدم واضح، لنستمر اذا في جعلها تكتب حتى نفهم تركيبتها النفسية بشكل أفضل" بعد فترة من الصمت نطق روني بينما يتأمل شكلها من خلف الجدار


"إنها فتاة جميلة حقاً" تحسرت جوليان على حالها بينما تنهد ساجيل قائلاً
"لكننا لم نتمكن من معرفة سبب طعنها لزوجها في قلبه بذلك الخنجر؟" صمت الجميع بينما انشغلت عقولهم بإيجاد حل لذلك اللغز.


"لكنها كانت تحب زوجها كثيراً" هسهس ستيف بصوت منخفض بينما يحدق بها .


لسبب ما فكرة كونها لم تقوم بقتل زوجها بل كانت روح زوجها في حياتها السابقة و الذي ترقد جثته في كولداهارا داعبت مخيلته.


قهقه بسخرية من أفكاره و ألتفت ثلاثتهم إليه ليأخذ نفس عميق و يلتفت إليهم واسماً أبتسامة ساخرة على ثغرة و يقول "لا تقلقوا لم أفقد صوابي بعد"


و بعد دقائق من الشرود عاد ينظر إلى تلك الفاتنة السمراء ذات العينين البلوريتين و تنهد بينما يراقبها تحدث الفراغ بملامح لا يمكن وصفها سوى بالمجنونة بينما تقوم بشد شعرها و وجها لأسفل بينما تردد تلك الجملة التي فشل في فهمها كل من سمعها


"நான் உங்கள் மனைவி இல்லை!"
"نآنِ أونكال ماناماكا إيللاي!"


لست زوجتك! لست زوجتك! كانت تكرر.


و لكن ذلك الطيف الأسود الضاحك الذي يقف أمامها دون أن يراه سواها كان يفهم تلك الكلمات جيدا!


تحدق به مرتعبة و هو يضحك عليها ساخراً، و أقترب نحوها و تجمدت مكانها متشنجة من الرعب ليهمس بعدها في أذنها بصوته ذاك الذي يشبه الفحيح قائلا بلغتها نفس تلك الجملة التي اخبرها بها الناسك العجوز.


"كولداهارا ستجد طريقها إليكِ حتماً، تذكري أنت لا تملكين تلك القلادة بعد الآن" اكمل ضاحكاً بجذل و إنسابت دموعها بقهر لتتوسع إبتسامته و تتعالى ضحكته التي لا يسمعها سواها ليهمس لها بصوت أعمق ساخراً و يقول


"ماناماكا"


-تمت-


2017/10/22 · 419 مشاهدة · 2354 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024