بعد أن ورث إرث الجني السامي بنجاح

و مع أقتراب موعد رحيله بعيداً عن جده

شعر لاي بأنه لا يستطيع إخبار جده بالأمر مهما حاول البحث عن عذر أو سبب مقنع.


كما أنه كان يعاني من مشاكل آخرى....


' آه ، هذا الصداع اللعين!!'

" لا أعلم ما سبب هذا الصداع! لقد قمت بفحص جسدك مراراً و لم أجد السبب."


كان السلحفاة الشبح قلق على لاي كثيراً و لم يستطع إخماد توتره

حاول مراراً و تكراراً البحث عن مسبب هذا الصداع المؤلم دون فائدة


" ربما يجب إن تخبر جدك؟"

" لا"


كانت هذه ال( لا ) عبارة عن صراخ غاضب ممزوج بالقلق


" لن أقلقه و خصوصاً أنني أفكر بالرحيل"

"...."


الشبح السلحفاة كان يتذكر تماماً كيف أن طبيباً ذو مهارات متدرب خالد قام بمعاينة لاي بعد معركته مع زورين

السلحفاة الشبح لم يعلم كيف أستطاع الجد لي إحضار شخص مثل هذا لمعالجة حفيده

لكنه يعلم تماماً أنهم يحتاجون هذا الطبيب مرة آخرى


( ارتطام)


"....."


*****


داخل نطاق طائفة الرحالة الخالد


كان الشيخ لي يقف أمام أحد الكهوف الموجودة في الجبل الصخري الوحيد في الطائفة

كان هذا الجبل مليء بالكهوف و لديه طاقة دنيوية عالية

لذلك كان المتدربين من الطلاب الداخليين للطائفة بأخذه مكاناً لتدريبهم المنعزل

رغم أن كهوفه ليست بجودة كهف زورين إلا أنهم لا يتذمرون

فبعد كل شيء من يستطيع الذهاب ضد حفيد السلف الخالد

و خصوصاً أن أسلوب زورين كان أنعم من الأفاعي و أكثر دهائاً من الثعالب


كان الشيخ لي متوتراً جداً

كما لو أنه سيقابل صائد الأرواح


في النهاية و بعد وقت كافي لغليان إبريق منذ أن جاء الشيخ لي إلى هنا

تحرك الحجر الذي كان يغلق الكهف

لم يكن الحجر ثقيل بل كان مصماً على مبداء الباب الذي يفتح و يغلق بأقل كمية من الطاقة الروحية


لم يكن هناك من داعيٍ لجعل الباب ثقيل خصوصاً أن من يمارس التدريب هنا هم من الأكثر قوة في الطائفة

حتى زورين لن يجرء على إزعاجهم دون سبب قاهر

فإن زورين من دون السلف الخالد لن يستطيع الوقوف على قدميه أمام هؤلاء الطلاب


مع تحرك الحجر لدرجة فتح باب الكهف تماماً

ظهرت شابة في آواخر سن المراهقة

طويلة القامة ذات مفاتن ظاهرة و بشرة نشبه اليشيم المنقى

مع شعر داكن حبري يشبه الليل و وجه لطيف جميل الملامح تجعل أي رجل يفقد صوابه أمامها

و لكنها أيضاً نضحت بطاقة مخيفة تجعل أي متدرب تحت مرحلة السلف يرتعد من الخوف

ليس هذا فحسب بل إن هذه الشابة هي الطالبة الوحيدة بل الشخص الوحيد الذي يمكنه تحويل حياة زورين إلى جحيم حقيقي دون الخوف من السلف الخالد


كان هناك في استقبالها أمام الكهف عدد من طلاب الشيخ لي و الشيخ لي و حتى زورين

و بعض المتدربات اللواتي يحتضن زورين كما لو كنّ مجموعة الحريم الخاصة به

و في النهاية وقف شينغ و زوجته هيمي ( شقيقة الشيخ لي)


انحنى الجميع و هتفوا معاً


" التلاميذ يحيون السلف الجميلة أكيكو "


تجاهلت أكيكو هذا الترحيب و وقع نظرها على شينغ

كانت نظراتها تحمل بغضاً و كرهاً عظيماً مما جعل شينغ يشعر ببرود أسفل ظهره

كما أن حبات العرق بدأت تتساقط من على جبينه


بعد أن نظرت نحوه لنظرت حقد عميق ألتفتت لتنظر نحو هيمي بنظرات حب و حنان


" تبدين جملة اليوم عزيزتي هيمي مبارك تقدمك بالتدريب"

" و أنت كذلك.. لقد اشتقنا إليك حقاً ، أليس كذلك عزيزي؟"

" آه ... أ- أجل أجل "


محصوراً بين هيمي و أكيكو لم يتجرء شينغ على الإجابة بأي طريقة آخرى


" زورين آرى أنك لا تزال عديم الأخلاق قليل الحياء"

"هههه أنا لا أفهم لماذا تتحدث السلف الجميلة أكيكو بهذا الطريقة معي؟ هل يعقل أنك تغارين علي؟!"

" فتى أحمق ( تنهيد) إنه لأمر محبط أن أشاركك الدماء "

"..."


رغم محاولته لإهانتها و الدفاع عن نفسه أمامها إلا أن تجاهل أكيكو له جعله يشعر بطعم المرار داخل فمه

إنها الشخص الوحيد الذي مهما حاول مواجهتها تنتهي الأمور بأنتصارها

شعر زورين بالغضب و تمنى من كل قلبه أن شهد موتاً قريباً لها


بعد التحدث مع هيمي و زورين وقع نظر أكيكو على الشيخ لي الذي أصبح يرتجف حرفياً من مجرد التفكير بما سيحدث لاحقاً

أقتربت أكيكو و وقفت على رؤس أصابعها أمام الشيخ لي ثم رفعت يدها

أغمض الشيخ لي المرعوب عينيه و صلاة لألا يحصل ما يخشى حدوثه

لكن رغم دعواته المستميتة إلا أن يد أكيكو تابعت طريقها نحو وجنته و قرصتها


"يو يو صغيري المدلل لقد زاد وزنك كثيراً منذ المرة الأخيرة التي رأتك بها الماما... "

"........!!"


الجميع كان يحاول كبت ضحكته و قمعها بينما كان وجه الشيخ لي أحمر و لا يعلم هل يبكي أو يضحك

كانت أكيكو تقرص خده بطريقة عنيفة بينما تذكر كل لحظة حرجة عن الشيخ لي يمكنها ذكرها

كان الأمر أشبه بتعذيب نفسي للشيخ لي


" .. آه ، هذا يذكرني كثيراً بوالدك السخيف لي .."


مع ذكر زوجها نظرت أكيكو نحو أحد الكهوف المغلقة بإحكام و بالكثير من التعويذات التي تمنع الإزعاج


ثم و دون سابق إنذار قامت أكيكو بإخراج لسانها نحو باب ذلك الكهف كطفلة مدللة تحاول إغاظة أحد ما


".......!"


لم يستطع أي من الأشخاص الواقفين أمامها التعبير عن أي شيء بل كبحو مشاعرهم لعدم التورط بالمشاكل معها

اقتربت هيمي و قبلت أمها ثم ودعتها و ذهبت هي و شينغ


غادر كذلك تلاميذ الشيخ لي بعد تحية السلف أكيكو


وضعت أكيكو يدها بغنج على يد الشيخ لي و سارت معه في أنحاء الطائفة و هي تسأله عن صحته و تدريبه

بينما تبعهما زورين و حريمه من خلفهما


كان زورين غاضباً و ساخطاً من الشيخ لي

فبعد أن أستعاد وعيه بعد معركته مع لاي كان قد فقد ذكرياته

علم زورين أن ذلك لم يكن أمراً طبيعياً و لكن بما أنه لم يملك ذكريات عن ما حصل لذلك قام بالتقصي و أستخدم أسلوبه للوصول للمعلومات التي كانت تمتلكها الطائفة

و هكذا أكتشف أن للأمر علاقة بلاي و هذا جعله يشك بالشيخ لي و يجعله هدفه القادم

و هكذا فإن خروج أكيكو من تدريبها في هذا الوقت يشكل خطراً حقيقياً على زورين


رغم أنه رغب أن يبقي عينه عليهما إلا أنه كان غارقاً في التفكير بطريقة للقضاء على الشيخ لي و أكيكو و ذلك الفتى العامي لاي بضربة واحدة


و لأجل تحقيق ذلك كان لابد من أن يطلب العون من أكثر مجرمي الطائفة تحقيراً و أعلاهم مكانة


والده


____________

أسف على التأخر

إلا أنني أعاني من مشكلة أنقطاع النت الدائم مما يتسبب لي بصعوبة بالغة في نشر أي شيء أو حتى فتح الأنترنت على الإطلاق

قد لا يعلم بعضكم عن هذا الأمر لكنني في الحقيقة من سكان المناطق الساخنة و الوضع متوتر حالياً في المنطقة التي أقيم بها من حيث الكهرباء و الأنترنت حيث نعاني من إنقطاعات عامة معظم الوقت.

إنني لا أتوقف عن الترجمة بل أقوم حالياً بأستخدام القلم و الورق و مباشرة عندما يعود النت أقوم بنقل ما كتبت و نشره لذلك أرجو منكم الصبر و مواصلت متابعة هذه القصة العظيمة.

M.G.D

2018/03/27 · 606 مشاهدة · 1093 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024