" أيها الجد لي ! أيها الجد لي"

" ما الأمر؟"

" شو إير و لاي إير يتقاتلون و المعلم شو غاضب جداً."

" ( تنهد ) حسناً إذهب قبلي أنا سألتحق بك بسرعة"


انطلق خادم زعيم القرية مسرعة بأتجاه مدرسة تعليم فنون القتال


[ لقد مر ستة سنوات منذ أن توليت الأهتمام بهذا الصغير ( تنهد) منذ أن تعلم السير و هو يسبب المشاكل تلو المشاكل ، ماذا يجب أن أفعل؟ لم يعد لدي أفكار لعقوبات آخرى...]


اتجه الشيخ لي نحو الطريق المؤدي إلى مدرسة الفنون القتالية و هو يتململ و يتذمر بينه و بين نفسه.


لقد مر بالفعل أكثر من ستة سنوات منذ أن تم تعينه من قبل السلف الخالد لرعاية الطفل لاي يونغ.

كانت حياته بين أهل هذه القرية مريحة خصوصاً أنهم وثقوا به بسرعة بل و أتفقوا عليه عندما أخبرهم أن الطفل الرضيع هو ابن ابنته التي ماتت هي و زوجها بحادثة أنهيار صخور و أن الذي أحضر الطفل كان خجلاً من مقابلته لذلك غادر على عجل و بهذه القصة الكاذبة حصل لي على شفقة و عطف أهل القرية و عندما اعتذر عن المشاكل التي تسبب بها ظهور حفيده حل السلام بين رجال القرية و زوجاتهم و هذا لعب دوراً كبيراً بجعل كل رجال القرية تقريباً يشعرون بالامتنان للشيخ لي و أصبح بين ليلة و ضحاها من الغريب السيد لي إلى العجوز المحبوب لي.


هذا لم يسهل حياة لي في القرية فحسب بل و رفع من أسهمه عند السلف الخالد.


المشكلة الوحيدة التي تسبب للي بالأزعاج هي الطفل نفسه ، خصوصاً بعد أن كبر قليلاً .....


' لاي الصغير حطم زجاجات الخمر للسيد أو صاحب الحانة'

' أيها العجوز لي المساعدة! لاي الصغير أخاف الدجاجات'

' لي الصغير أفتعل شجار مع المتدربين الصغار في معبد طرد الأشباح و المحترم غاضب لدرجة أن الدخان يتصاعد من رأسه'

' أيها العم لي لن تصدق ما حصل ! لاي الصغير حطم كل تماثيل البوذية و عندما غضب منه الكاهن الأعلى أخبره أنه كان يبحث عن القط داخل المعبد'

.

.

.

.

الكوارث لم تنتهي .

و طبعاً لكل فعل خاطئ هناك عقوبة.


' اليوم عقوبتك هي المساعدة بتنظيف الحانة و لمدة شهر'

' ستعتذر أمام الجميع و تقف وقفة الحصان كل يوم عشر دقائق في اليوم لمدة شهر'

' أنت ستخدم في المعبد بعد الظهر لمدة شهرين'

' ستعيد الملابس الداخلية لزوجة الزعيم و عشيقاته و ستعتذر ثم سأجعلك تساعدني بقطع الحطب لمدة أسبوع'

' أي نوع من الشياطين يقوم بإغراق الدجاج في البئر ؟ ... ماذا تعني أنك كنت تقوم بإعطائهم حمام؟! .. أنت ستساعد بإطعام الدجاج و جمع البيض لمدة شهرين'

' .... أنت .. أنت ستعتذر للجميع و تعد أن لا تذهب لاستراق النظر على حمام النساء مجدداً كما أنك معاقب لمدة سنة حيث ستقوم بكل واجباتك و تساعد في أعمال المنزل و الحقل دون لعب أبداً'

' أنه لم يكمل بعد الخامسة من عمره و يتصرف كعجوز قذر !!! أنت- أنت ! أنت معاقب بجمع كل الحشائش الضارة حول المنزل و بستخدام يديك فقط هل فهمت'

' ماذا ماذا ماذا؟؟؟؟ كيف تتجراء على التبول فوق زعيم القرية... ماذا كنت تفعل على سطح منزل الزعيم ؟ .. أنت معاقب بشدة .. ستجمع الأخشاب و تساعد بجرف الثلج من أمام المنزل و أمام منزل زعيم القرية'


الطفل حرفياً عبارة عن كارثة متنقلة.


وصل الشيخ لي إلى مدرسة القرية و هو يتذكر كل ما جعله يمر به هذا الصغير.


" تحياتي إلى معلم القرية المعلم شو"

" تحياتي العجوز الطيب لي"

" سمعت أن حفيدي يسبب المشاكل؟"

" أجل ، في الواقع إنه قد تشاجر مع حفيدي شو الصغير و انتهى الأمر بكس يد و قدم شو الصغير"


كان العلم شو يصرخ و هو يتكلم كما أن وجهه كان أحمر تماماً من الغضب


" إهداء يا صديقي أن متأكد أن الصغير شو سيشفة بأسرع وقت كما أنني اتبرع بالذهاب و البحث عن طبيب ليساعده ليشفى سريعاً."


شعر المعلم شو بغضبه ينحسر خصوصاً أنه يحترم لي و يعده صديقاً له ، بل حتى أنه أحياناً يشفق عليه لوجود مثل هذا الحفيد


" لا عليك ، طبيب القرية طمئننا منذ قليل "

" أين- أين لاي الصغير؟"

" آه، إنه مربوط بالشجرة قرب ساحة التدريب كنوع من العقوبة ، سأطلب من التلاميذ لإحضاره لك"

" شكراً لك . و أنا أسف حقاً لما حصل"

" لا عليك"


جاء لاي و هو مساق من قبل أربعة مراهقين و هناك علامات جروح سطحية و خموش على وجهه و ذراعيه كما أن ثيابه متسخة تماماً.

كان رأسه للأسفل ، رفعه قليلاً ليرى جده ينحني أمام المعلم شو فعاد هو الآخر لخفض رأسه بينما يعض على شفته بغضب.

في الطريق إلى النزل سأل لي .


" لماذا ؟"

" لقد قال أنني يتيم و أسبب المشاكل لك و للقرية"

"...."


بنظر الشيخ لي فإن ما قاله الصغير شو كان الحقيقة الكاملة لكنه كان يعلم أنه إذا أكد كلام هذا الطفل أمام لاي فإن الأخير سيجرح بالتأكيد.


" بغض النظر عما حصل فأنت ستعاقب"

" أعلم"

" عقوبتك هي جمع الحطب من الغابة يومياً و كذلك جمع الفطر و الأعشاب الصالحة للأكل ، هذه المرة عقوبتك ستستمر حتى إشعار آخر"

" ما معنى حتى إشعار آخر؟"


تذكر الشيخ لي أنه يحدث طفلاً في السادسة فحسب.


" هذا يعني حتى أرى أنك لم تعد تحتاج للعقاب و ذلك قد يأخذ سنوات "


( بلع )


بوجه خائف و أكثر النظرات برأة بلع لاي ريقه.

رغم أن هذه النظرات تجعله يشعر بأنه أكبر ظالم على وجه الأرض إلا أنها ليس المرة الأولى لذلك لم يسقط الشيخ لي بهذا الفخ مجدداً هذه المرة.


" لا تحاول حتى . أنت هذه المرة ستنفذ هذه العقوبة مهما حاولت "

"...."


*****


في صباح اليوم التالي توجه الصغير لاي إلى داخل الغابة لينفذ عقوبته ، بينما كان الشيخ لي يراقبه يبتعد داخل الغابة بوجه صارم.


" إنه إنسان صغير ، يبدوا لذيذاً"

" هههه أنت لا تفكر سوى ببطنك"

" ما الخطاء بذلك؟ المشكلة هي أنك لا تشعور بشعوري أيها العجوز الخرف"

" غبي و أحمق .. من تظن نفسك تدعوه بالخرف؟ على الأقل أن أعلم بأن الإنسان لا يترك أطفاله لوحدهم هنا"

" أقسم لك أنه بمفرده ، أمممم ، أنظر كم يبدوا شهيداً و طرياً"

" أنا أرى ....؟! "

"ماذا؟"

" لا تقترب منه."

" ماذا؟ ما الذي تهذي به؟!"

" ألا تشعر بذلك؟"

" أشعر بماذا ؟"

" إذا حصل و شاهدك هذا الطفل قم بإحضاره إلي "

" لماذا؟"

" لا شأن لك . لكنني أحذرك هذا الصغير لا يجب أن تجعله عدواً لك مهم كلّف الثمن أو إنها ستكون نهايتك"

"...!"

[ هذا العجوز الخرف قد فقد صوابه آخيراً.. الخوف من طفل إنسان . تشش ! هل يسخر مني؟]

2018/02/04 · 638 مشاهدة · 1065 كلمة
M.G.D1
نادي الروايات - 2024