بين الظلام الدامس كنت خائفاً بين يدي الموت سبعة سيوف تنتظر تحركي لكي تأخذ رأسي ،، بينما كنت ارى الرجل الذي داخل الفجوة التي كانت بين الجنود رفع يديه الاثنتين و اخذ يصفق بيديه لكي يبتعد الجنود .
اخذ الجنود بأمر و اخذوا خطوتين للوراء بينما اخذ الفارس الأسود نفس طريقتهم لكي يشكلوا صف واحد ينتظرون امراً من قائدهم .
تقدم الرجل الذي كان واضحاً بعد ما جعلت المكان يصبح منوراً ،، اخرج سيف الطويل و يجعل بيني و بينه طول سيفه ،، جعله على رقبتي و هو يبدأ بسؤال خفيف :
_ ما اسمك ؟
اخذ الصمت يعوم بين هذه الجدران الترابية المرتبة ،، بدأ ينفذ صبره و كرر سؤاله :
_ ما اسمك ؟
اعتقد عنه الوقت المناسب لكي اختبئ بين اسمي المزيف و قلت بحدة :
_ الكامل
عاد الصمت مرة يتجول بين الجدران الاربعة الترابية ،، اعاد سيف الى الوراء و بعدها اصبح الضغط عالياً في مكان صغير يشبه الحفرة من الاعلى لكن هو بالحقيقة غرفة صغيرة يمكنني مقارنتها بحدود شجرة لم يكتمل نموها .
ظننت انني نجحت حالما اعاد سيفه نحو رقبتي و ضغط عليها ليخرج قطرات من الدماء الصغيرة و اكمل كلامه :
قلت ما اسمك ألم تسمع
بلعت ما كان من لعاب و تنهدت اخذت قراري و قلت اسمي بعد صمت لم يعد طويلاً :
_ فيكتور ارابارتيو
اعاد سيفه مرة اخرى و هو يقول " جيد " اعاد سيفه الطويل الى غمده الذي كان يستطيع احتواء السيف رغم طوله ،، انحنى ليجلس على الارض و هو يقول :
إذاً لماذا انت هنا
نوعاً ما
_ حسناً هيا بنا .
نهض بهدوء و اومأ الى الفارس الأسود الذي كان يقف بجانب احد زوايا الغرفة الترابية الضيقة ،، جعل الفارس راحة يده على الجدار الترابي و هو يقول :
انتهاء وهم التراب .
اصبحت الجدران الترابية تتفتت مثل اوراق الخريف الجميلة لتظهر المخفي منها و هو منصة حديدية امامها نزلة طويلة من الدرج الذي يقود الى بوابة في نهايتها .
مكان محايد مليئ بالهدوء بجدران مخلوطة بين الجليد و الحديد ،، تحرك كلّ من الجنود و الفارس امامنا ،، خطى الرجل امامي و امرني بالقدوم معه .
نزلنا بحذر على خطى ثابتة ادركت حاجتي لسؤاله و قلت :
_ عذراً لكن من انتم .
ادار رأسه بتجاهي و ابتسم بخفة و اعاد رأسه لمكانه و اكمل ليخبرني عن الجواب :
_ انا ادعى لاتروس من عائلة الظلاميين اخبرني مؤسس عشيرة الظلاميين بإستقبالك ،، نحن متجهون الى منزلي لن تراه سريعاً هو الذي سيقرر متى سيأتي ليراك لا تعلم متى سيأتي لذا كن مستعداً طوال الوقت .
_ تشرفت بلقاءكم لكن لماذا انا بالتحديد ؟
ضحك بسخرية و قال : _ لا اعلم هذه اسباب خاصة لم يتم اخباري عنها .
اثناء تخطينا نصف الدرج اصبحت امسك على قلبي بقوة صارمة محاولاً التماسك الى ان فقدت الوعي .
استيقظت امام البوابة التي كانت في الاسفل ،، حالما استعدت وعي اتى احد الجنود يتفقدني و صاح بقوة :
_ لقد استيقظ .
اتى لاتروس مع البقية و هو يمسك طعاماً بيده ،، انحنى ليجلس على الارض و قرب لي الوعاء مع الطعام الذي يتكون من حساء و زيت مع القليل من الزيتون .
تناولته ثم تحدث بقلق :
_ ماذا حدث ؟
_ لا شيء يستحق كل هذا فقط لقد بدأت اهلك ان جوهري يتحطم تدريجياً لربما اموت اليوم ان لم اموت بعد قليل ،، لقد تعبت بكثرة حتى مع تحطم جوهري .
نهض لاتروس بهدوء و ترك مسافة قليلة و اخرج سيفه الطويل ليواجه به رقبتي ،، هدئت و تركته يفعل ما يشاء ،، اصبح السيف يتحول بستمرارا بين العناصر .
ماء ؛
هواء ؛
نار ؛
صخر ؛
كهرباء ؛
ثلج ؛
طبيعة ؛
دم ؛
ظل ؛
خشب ؛
حديد ؛
نور ؛
ظلام ؛
وقف السيف على عنصر الظلام و اعاد لاتروس سيفه الى غمده و تحدث بشكل جاد :
_ فيكتور يجب علينا الإسراع الى المنزل لربما اجعلك تعيش لكن حاول الصمود اكثر .
نهضت بخفة كي لا يكون موتي بسبب تهوري ،، امسك الفارس الأسود مقبض البوابة الحديدي و فتح البوابة .
ظهرت اماكن خلابة تسر الناظر و تكون مثل ارض لم يدهس عليها البشر من قبل إذ كانت اشبه بأرض من احلام لطيفة بشكلها الواسع و اشجارها التي تكاد تقبل على فصل الخريف بألوان اوراقها المتعددة كالوردي و البرتقالي المعتم .
سيرنا لمدة قصيرة الى ان رأينا منزل او ما يكون افضل من القصور العالية التي تكون مشابه للقلاع ذات الاسطح المدببة و ذات الجدران المزخرفة توحي للنفس انها لعائلة عريقة بلونها الأسود .
بلغنا عند باب القصر و طرق لاتروس الباب ،، كتقدير لربما يكون لديه المفتاح لكن ليظهر حسن التعامل لاجلي .
فتحت الباب فتاة بالغة جميلة ذات ربطة رأس ملون تنحني للاتروس و تطلب منه الدخول بأدب .
اومأ إلي لاتروس و دخل على عجلة طلب منها عندما اصبح خلفها ان تنادي " كيرن " ،، سرينا في الحديقة الامامية التي كانت امام البوابة الرئيسية و كانت ذات اعشاب متوسطة الطول بحيوانات مختلفة ذات سمات عجيبة برائحة الياسمين المنبعثة منها بشكل جذاب .
فور اقترابنا من البوابة التي تدخل مباشرة الى المنزل وقف لاتروس و انزل يده ليمسك سيفه و يغرزه في الأرض ،، تشتت الارض الخضراء لتشكل مدخل ارضي يقود الى مساحة خالية من البشر بها القليل من الصخور و الرمال .
بقى الجنود عند البوابة الرئيسية منتظرين سيدهم و ايضا لسبب حراسة المنزل ،، بلغنا وسط الساحة التي كانت على مد البصر و الافق البعيدة خالية من الأصوات .
جلس لاتروس على الأرض راغباً أيضا بجلوسي امامه لشيء مهم ،، أخذت قربي امامه حينما احسست بطاقة مشابهه لطاقة احسست بها من قبل ،، بدأ لاتروس بالتحدث و هو في قمة التركيز و التعمق لكن اراد مني ان اركز أيضاً معه لان هذا هو سبيل نجاتي .
_ فيكتور قد تم تحديدك لاجل هذا الشيء منذ زمن طويل انت لن تحتاج إلى الجوهر بعد الان...
ماذا تقصد
_ لابد انك تعلمت ان الجوهر هو مصدر الحياة مهما كان ضعيفاً او قوياً فإذا بات في احدى الليالي انه سيدمر فستكون هي النهاية الابدية و ذاك لان مستخدمه لم يستطع الحفاظ عليه ،، لذا البديل له هو استدعاء عنصر اخر غير مقيد بقيود الجوهر مع ذلك سيكون الموت طريق من طرق الفشل في هذه المجازفة .
و كيف ذلك
_ بعد تحطم الجوهر كلياً تدخل في حالة موت مؤقت حالما تكون هناك إما ان يختارك عنصر او لا ،، لمدة ثلاث ايام في ذلك المكان المظلم توجد تلك العناصر لتبحث عن شخص يحتويها ،، اما بالنسبة لكيفية التحكم بها فهي عدم وجود القيود التي يحكمها الجوهر فالجسم يستطع من الاساس إحتواء اي عنصر و التحكم به بل و يصبح افضل من الجوهر من كل الجوانب المختلفة .
_ إذاً يبدو الامر مشوقاً ؟ تحدثت متسألاً .
لربما يبدو الامر كذلك لكن حلما تفشل ستعرف ان الامر كله لا يحتمل
تنهدت راغباً بإجابة منطقية لذا قلت :
كان حلمي ان اجد لابز و اركو لكن بعد ما حصلة هذه المعركة تغيرت .......
اومأ برأس بين الأعلى و الاسفل دالاً على ان هذا الشيء سيحدث ان كنت اريد و سوف اصبح اقوى بعد هذه المرحلة و هي تغيير العنصر .
اشار إلى موقع على الأرض و جلست حيث اشار إلي بين تراب مخلوط بالحجارة الصغيرة التي كانت غير مستوية او على شكل محدد .
جلست الى ان اتى رجل ذي شعر طويل يصل الى نصف ظهره بعيون حادة و باردة ببشرة صافية لبنية بشعر اسود معتم حتى الضوء لا يخترقه ،، وصل امامي دون اي كلمات ثم انحنى ليصل لمستوى طولي و ادخل يده في صدري لكن لم يمسك إلا جوهر ثم فقدت الوعي .
بعد دخولي الى ذلك العالم المظلم الذي لا يتكون إلا من الظلام الدامس و المعتم ،، دامت يومان في ذلك المكان حتى دون علمي ما ان كانا يومان او يوم واحد .
اصبح جوهري يؤلمني بشدة لدرجة التقيؤ ،، بدأ الظلام يصبح مشوشاً حلما استيقظت .
وجدت لاتروس و الرجل الاخر واقفان امامي في حيرة من امرهما الى ان تحدث الرجل :
يبدو ان وقت الاطلاق بدأ
ادار الرجل رأسه و خرج من المكان مغلقاً المخرج تاركاً هذا المكان خالياً من اي احد غيرنا .