سرت عبر ممر واسع مليئ برائحة الياسمين العابرة التي كانت من اطيب ما جعلني مرتاحاً ،، بعد اكمال الممر دخلت على قاعة ضخمة في منتصفها درج مقسوم من حيث المنتصف ليجعل هناك درجاً لليمين و درجاً لليسار اخذنا الدرج اليسار .

بعد انتهائنا من الدرج امتد ممر طويل كان يطل على حديقة مليئ بالورود الحمراء و القليل من الورود الوردية التي كانت في بقع مميزة من الحديقة تجذب العين لها .

انتهى الممر و انعطفنا يميناً و انعطفنا يميناً كذلك على الدرج المؤدي للحديقة ،، دخلنا الحديقة و بعد فحص سريع للمكان اتضح مكان لاتروس الذي كان في وسط الحديقة جالساً فوق كرسيه مع ذلك الرجل .

اسرعت الفتاة قليلا و اصبحت امام لاتروس لكن تعدته و اخذت كرسي كان قريب من احد الاشجار الحمراء و جعلت الكرسي امام لاتروس و لوحت بيدها لي للجلوس فوقه .

جلست على الكرسي و انصرفت الفتاة .

_ يبدو عليك الهدوء حتى بعد الذي رأيته . تحدث لاتروس .

تنهدت و قلت : _ لذا كل ما كنت افكر فيه صحيح .... صمت قليلاً و اكملت _ انت تعرف بالفعل لماذا انا هنا و كيف اتيت الى هنا صحيح ؟

تنهد لاتروس و اشار بيده إلى نفسه و قال متجاهلاً كلامي :

_ انا لاتروس من عائلة الظلاميين .

ثم اشار بيده إلى الرجل الذي كان بجواره و اردف :

_ و هذا هو ابني روجنال من عائلة الظلاميين .

تعجبت بعض الشيء فلاتروس كان اسود الشعر بقليلٍ من الشعر على ذقنه و كان يوحي شكله بسرعته و قدرته على صغر السن و مرحلة الكمال الجسدي حتى روجنال كان مقارب لشكله صحيح لكن ظننته صديقه او احد معارفه لكن قاطع صوت لاتروس افكاري و تحدث :

_ سيطول كلامنا هنا لذا إن كنت متعباً فسأرشد احدى بناتي و اجعلها تقودك الى غرفتك .

_ لماذا ؟ سألت .

_ لانك ان خرجت من هذا المكان ستقتل فالجيش الذي اتى إليك لم يكن لك وحدك و كان للامبراطورية كاملة لقد بدأت الحرب الداخلية لامبراطورية الثلج لذا قرر رئيس عشرتنا انني سأدربك على الظلام لتساعد الامبراطورية ان كنت لا تريد فهذا الامر يرجع لك ،، هل توافق ؟

اممم ،، فكرت في احتمالية واحدة و التي كانت الاقرب للمنطق ،، ماذا لو كان كل هذا مخطط له ؟

ثم اكملت برد جيد للموقف :

_ كم سأستغرق ؟

_ اممم انه يعتمد عليك لكن هذا لن يكون صعباً عليك خصيصاً لذا اقل مدة ستكون سنتان . تحدث لاتروس .

اومأت برأسي و بدأ الحديث بيني و بينه .

(لاتروس)_ إذاً قبل بدأ التدريب سوف تأخذ استراحة لاسبوع على الاقل لكي تتعرف على ابنائي و ايضا يمكنك متى ما شئت ان تذهب الى اي مكان لكي ترتاح فيه فبعد هذا لن ارحمك .

_ بالمناسة لقد ادخلت عقلي في متاهة ،، من هم ابنائك ؟

(لاتروس)_ هل رأيت هؤلاء الذين دافعوا عننا عندما فقدت السيطرة هؤلاء هم ابنائي عددهم تسعة ستة من الرجال و من ضمنهم روجنال و ثلاثة من النساء و من ضمنهم التي ارشدتك الى هنا .

القيت نظرة على روجنال و كنت على وشك طرح سؤال لكن بدلاً من ذلك قلت سؤال مختلف :

_ ماذا عنك يا روجنال لماذا انت هنا بلا كلام او حس يذكر ؟

(روجنال)_ انا هنا بحضور والدي لذا إحتراماً مني يجب فرض الصمت على نفسي حتى و إن كان هناك شيء خاطئ يحدث .

_ حسنا بما ان وقت استراحتي بدأ ،، هل سمحت لي بأن يرافقني احد الى الخارج اريد ان اذهب الى مكان ما دون ان يراني احد الجنود .

(لاتروس)_ لكى هذا لكن الى اين ؟

_ الى منزل هورا و إنغور .

(لاتروس)_ تبدو مخاطرة لكن اذا كان هناك من سيراقبك فلا بأس ،، اذهب الى الباب الخارجي و انتظر حتى يأتي ،، سيأتيك رجل بعمر الثامنة عشر يبتسم كثيراً و تظهر اسنانه البيضاء عند ابتسامته يملك عصا في رأسها دائرة متوسطة الحجم و يملك شعر اشقر .

نهضت من الكرسي و عودت ادراجي الى الخارج لكن عندما بلغت القاعة و رأيت فتاتين تجلسان فوق كرسين عند طاولة دائرية صغيرة إحداهما كانت تشرب قهوة بشعرها الاسود و بملابسها الانيقة مع القليل من بعض الزينة على رقبتها و يدها اليمنى بأعين مرحة ،، اما الاخرى فكانت بشعر يقارب الاخرى لكن بدرجة اقل نوعاً ما بخاتمها الذي كان بيدها اليسرى تحديداً في اصبع البنص و كانت تأكل كعكة بالفراولة و تشرب معه قهوة لكن بنوع اخر تماماً .

اكملت مسيري للخارج حتى تحدثت أحدهما دون الإلتفات إلي و ربما كانت ذات الخاتم :

_ فيكتور هل انتهيت من كلامك مع والدنا لكي نذهب ؟

اومأت لها دون الإلتفات لها و سمعتها و هي تنهض و تقول

" شكراً " ،، لابد من ان كل هؤلاء الناس كانوا يعرفون بقدومي حتى هتان الفتاتين اللتين كانت احداهما بعمر يتجاوز العشرون و الاخرى فكان من شكلها يعطيها مظهر فتاة في مثل سني او ربما اخبرهم رئيس عشيرتهم بقدومي .

خرجت من القصر و انتظرت و انا متكئ على الجدار الصخري المزخرف ،، لم يكن هناك شيء يدور في عقلي لذا كانت كل لحظة مملة عن الاخرى ،، اتى ذلك الرجل الذي كنت اكبر منه بسنة بنفس المواصفات التي ذكرها لاتروس و التي كانت دقيقة بشكل مرعب جداً و التي كانت تثبت ان هذا الرجل هو ابنه .

_ هل انت جاهز ؟ بالمناسة اين تريد ان تذهب ؟ تحدث .

حالما سمعت صوته اتى شعور إلي و كأنني اعرفه لكن لكي اثبت ذلك اضطررت الى ان اجعله يتكلم او ان يضحك لكي اتأكد .

_ نعم انا جاهز نحن ذاهبون الى منزل هورا و ميتم إنغور .

_ و اين منزلهم هل لك علم عن مكانهم ،، ههييههه .

عرفته !

_ لا تستهزء بي انا اعلم انك تعلم و أيضاً انا اعلم تماماً بأنك كنت هناك خلف تلك الشجرة عندما كنت اواجه الجيش بمفردي .

ابتسم و كأنني لم اقل شيء يذكر .

_ انت ذكي حقاً لكن لم اتوقع بأن تتذكر صوتي منذ تلك الحادثة انا هو لاكسر من عائلة الظلاميين ابن لاتروس الابن الاصغر ،، تشرفت بلقاءك .

تقدمت بعد سماع ذلك امامه و قلت :

_ انت تعرف اسمي على الأرجح لذا تشرفت بمعرفتك . هيا قود الطريق .

تقدم لاكسر امامي و بدأ يصعد على الهواء كأنه درج اومأ بيده و تبعته كانت قدماي لا تزالان غير واثقتان منه لذا بقيت اسير على حذر ،، اخذ الأمر منحناه و سألته عن قدرته فأجاب بكل صدق وجد في قلبه :

(لاكسر) _ لربما يكون غريب عليك لكن لدي قدرة قلب الجاذبية لكن ليس التحكم بها بشكل كامل مثل اخي الاكبر روجنال فأنا أستطيع في الحد الادنى الوقوف على اي مكان بتجميع الجاذبية لدرجة تجعل الهواء يصبح اشبه بصخرة مسطحة اقف عليها ،، اما غير هذه القدرة فلا يوجد إلا قدرة ضئيلة و هي التحكم بالزمن و ليس بشكل كامل أيضاً .

وصلنا الى المكان الذي كان تحت الحفرة و حينما وطأت قدماي على تلك المنصة تشكلت جدران ترابية و خلقت حفرة فوقنا اصبح المكان مظلماً و صعدنا فوق تلك الحفرة .

عودت من حيث اتيت لم يعطني لاكسر فرص للتأمل و سحب يدي و بدأنا نتنقل بشكل سريع بين الأشجار من شجرة حتى وصلت الى كاسنك التي كانت في صباح جديد و يعمها الهدوء لكن كان المكان الاكثر هدوئاً هو بيت هورا .

وصلنا بيت هورا الذي كان بمثابة ارض خلقت لحفظ الذكريات القديمه التي كنت فيها سعيدًا معه اخذت كامل عقلي كي لا افقده امسكت مقبض الباب و ادرته .

انتقام ،، كانت هذه الكلمة المكتوبة على الأرض و امامها هورا ميتاً على قدميه مطعوناً بـ ستة و اربعون رمحاً ملطخ بدماء سوداء مضى عليها فترة طويلة حتى انهم لم يكتفوا بطعنه فقط بل و اخرجوا عينيه من مكانهما و قاموا بقطعهما ،، كنت في تلك اللحظة داخل ذلك الموقف الذي كاد ان يغمى علي لكن تداركت الموقف و ايضا تداركت جسدي .

_ لاكسر قم بدفنه بالقرب من بيته لقد تحقق خوفه و مات دون ان يعلم بموته احد .

(لاكسر)_ لكن ليس لدينا وقت ربما يراك احدهم .

_ لا عليك سوف ابقى هنا متخفياً بالظلام .

تحدث لاكسر و هو يترك ابتسامته ليمسك كتفي _ اسف لخسارتك لكن هذه الحياة يموت اناس و يعيشون اخرون فيها .

تقدم لاكسر امامي و اخذ يمسح الارض بالقليل من الماء الذي يصنع من الجوهر و اخذ يتقدم بعد ذلك ليأخذ الرماح الموجودة في هورا فأخذ وقتاً و هو يأخذها بحذر ،، ان هورا بلا دم يذكر الا القليل من الدماء التي كانت لم تخرج و التي كانت في اماكن بعيدة عن الرماح .

اخذ لاكسر جثة هورا و قام بدفنها بعيداً عني لكي لا اراها و كانت في الباحة الخلفية للمنزل .

عندما انتهى منه ذهبنا بسرعة الى إنغور و لكن و لم نجده و وجدناه في المقبرة و حول قبره الكثير من الورود الزهرية .

خرجنا من المقبرة و عدنا الى منزل الظلاميين و لادخل في غرفتي و التي كانت مرتبتاً و كان السرير الذي سوف انام في مرتب و كذلك الدولاب الذي كان كبيراً و واسعاً .

اخذت ملابسي من على جسدي و تغطيت جيداً و حاولت النوم لكن رؤية هورا بذلك الشكل جعل جسمي يرفض النوم مهما حاولت الى ان استسلم جسدي للنوم بعد اكثر من ثلاث ساعات من استلقائي عليه .

2023/01/30 · 41 مشاهدة · 1472 كلمة
seasoned
نادي الروايات - 2025