تقصلت صورة الرجل الاصلع عندما تراجع للوراء مشكلاً يديه الاثنتين على شكل مربع مصوباً ذلك نحوي .
ظل يبتسم و هو يدور حولي و يدقق في كل شيء حتى تنهد فجأة بينما كان قد قطع حبل افكاري بالفعل .
_ اين تريد ان ارسم لك رمزك ؟ حدق الرجل فيني بينما كان يقترب مني .
_ لا اعلم ، هل تقترح مكان جيد ؟
ظلت صورة الرجل الاصلع تدور حولي بينما كانا الاثنين نفكر في مكان الرمز.
توقف حتى ضرب قضبته على راحة يده _ وجتها !!
اخرج فرشاة من العدم في حين تلونها باللون الأحمر و طيران كومة من الألوان حوله .
_ لا تتحرك سأنتهي بسرعة . قالها بعد ان ظهر كرسي خشبي امامي ليجلس عليه .
بدأ الرسم على وجهي بفرشاته الملونة بالاحمر حتى رفعها من وجهي .
اختفت ادواته بلمح البصر و قد ظهرت في الجهة الامامية لي مرآة تجعل الجزء الاحمر من وجهي يومض بالاحمر .
_ " الفيل " .
_ تبدوا جميلاً بها أليس كذلك ؟ تحدث الرجل الاصلع و هو يمسح يديه .
_ انني جميلٌ في الأساس . قلتها بتهكم .
تقدم الرجل الاصلع بصمت حتى اصبح امامي .
_ و الآن..... غادر .
استيقظت مفزوعاً من على السرير الحجري بينما بدأت أصوات الثعابين بالعلو حتى ظهر اكثر من خمسين ثعباناً في الغرفة الحجرية .
_ لا لا لا ، هذا قمة الخطأ رؤوسكم ليست في مكانها الصحيح . تحدثت بطريقة لم اتحدث بها من قبل .
تقطعت رؤوس الثعابين و اصبحت مرمية على الأرض مع سيلان الدماء الحمراء .
_ مرحباً بعودتك ايها " المكان " . تحدث الرجل ذو القلنسوة السوداء و الذي كان جالساً منذ البداية أمام الباب الحجري .
_ نعم ، مرحباً بعودتي مجدداً ، هل ننطلق ؟ رونقتس ؟ .
عادت ذاكرتي بعد ان محاها ملك المستقبل لإكمال مهمتنا الرئيسية بينما ظهرت مظلة من الظلام الذي كان يهرب من نور الشموع .
_ يبدو انه قد اتى ، أليس كذلك ؟ تحدثت.
رفع مظلته و نزع قبعته الصيفية من على رأسه قبل ان يتبسم .
هل سوف تدع قبعتك هنا ؟ تحدث رونقتس ذو القلنسوة السوداء .
_ نعم انها لن تكون ذات فائدة هناك . تحدث الرجل .
_ هل لا تزال تتذكر اسمك ايها المكان ؟ سأل رونقتس .
_ تونايزر جِكام ، هل تظن انني سوف انسى اسمي هكذا ؟
_ هيا ، علينا الانتهاء من هذا بسرعة . تحدث الرجل ذو المظلمة .
استدعى رونقتس احد الجنود الذين من استطاعوا السيطرة على الزمن لكن للحركة التالية سوف نحتاج ان نراقب ماذا سيفعل الرجل ذو المظلمة .
ظهر الجندي بدرعه الأبيض حتى إذا فتح بوابة تسعنى .
ما ان دخلنا حتى بدأ كل شيء يعود للماضي منذ ان انتقلت إلى الجبل مروراً بمروري بالمهرجان مروراً عندما ضربني ذلك العجوز حتى إذا وصلت لتلك اللحظه حيث كنا لا نُرى كنا بالأصح غير مرئيين حتى عندما خرج أبني من المنزل .
كم انا سعيد لوجود ابن كهذا في عائلتي ، انه الفخر بحد ذاته ، لكن لا شيء دام لمدة طويلة منذ البداية و ها نحن ذا نبدأ من جديد .
_ حسنا دقائق و سوف يبدأ دوري في هذا الجزء . تحدث رونقتس و هو يغير شكله إلى تاجر ذو مظهر حسن .
اقتربنا منه حالما بدأ يؤدي مسرحية التاجر العادي حتى اتى روتيكتر الفقير ان ذاك الى الموقع .
بدأ روتيكتر يحدق بكل السلع و كأنه لا يعلم ماذا يبحث عنه .
عندما إلتقت اعين روتيكتر برونقتس اشار رونقتس إلى الغابه ، حيث بوابة النقل .
عاد رونقتس مسرعاً _ هيا ايها الجندي لننهي الأمر .
تقدم الزمن بضع دقائق حتى وصلنا لمكان القطعة الاولى إجيليا الجندية ، يبدوا ان إجيليا لم تره رمز البيدق او الجندي الذين كان مرسوماً في روحها في مؤخرة رقبتها ، و اكتفت بالقطعة الأولى كدليل .
بعد محادثتهما رفعت اصبعها إليه لتسكته و مسحت بكفها على جبهته لكتابة كلمة" بشري " و حينها انتهى دورها .
انتقلنا بالزمن حتى رأى روتيكتر بيت احد الرجال .
_ ما المدة التي سوف نحتاجها بعد هذا الحدث للوصول للحدث الآخر . سأل رونقتس بعد ان امسك بكتابه و بدأ بالكتابة عليه .
_ لا نحتاج للحدث الآخر فالحصان رجل يستحق الثقة سننتقل الى الحدث الخامس مباشرة . تحدث الرجل ذو المظلمة و العيون الخضراء .
انتقلنا بالزمن الى الحدث الخامس و مباشرة اتخذ كل واحد منا موقعه ، بالنسبة لي فقد كنت بعيداً عنهم لكنني كنت أستطيع سماعهم .
بالنسبة لرونقتس فقد اكتفى بالوقوف في الظلام و بالنسبة للرجل فقد اخرج آلته الموسيقيه و بدأ يعزف عليها .
حتى وصلت روتيكتر ضغطت على اسناني و امسكت بقبعتي و جعلتها تحجب رؤيتي حتى بدأت اذناي تستمعان إلى صوت الصراخ العالي و البكاء .
لم أستطع و لو لمرة واحده الصمود امام هذا الصوت من ابني لذا...... بدأت القطرات المالحة تخرج من عيناي حتى فقدت صوته عندما تحدث رونقتس .
_ يبدو انه كان حزيناً عليك بشدة ، هيهه هذا جيد ، لا تكن واثقاً من نهايتك فهذه البداية فقط .
بعد ان فقد ابني وعيه تمركزنا عنده حيث كانا نلقي بعض التحليلات على فقدان وعيه الكامل .
_ حسنا سوف انتظرك هناك . تحدثت
_ تونايزر سوف تحتاج إلى هذه. تحدث الرجل ذو المظلمة و العيون الخضراء إلي .
امتدت يده نحوي و هو ممسك بالحديدة التي تُثَبِت المظلة كي لا تتكسر.
اخذتها منه بمنتهى الحذر و فتحت المظلة مباشرة.
_ لماذا تأخذ معك مظلة دوماً رغم انها لا تمطر ؟ سألت .
_ انها لا تمطر بالفعل لكن في المستقبل ستمطر كثيراً و سوف نحتاجها .
اكملت عنه :
_ و ربما لا تمطر ماء و لكن ستمطر دم .
[ منظور روتيكتر تونايزر ]
لم تكن رؤيتي جيدة بالمرة و لم اكن ارى غير الظلام في الافق ، كان المكان الذي استطعت الشعور به مريحاً لابعد درجة .
لم يكن شعوري بالراحة هو الشعور الوحيد ، لقد شعرت بأشخاص بالفعل في المنطقة التي كنت فيها .
بدأ شعاع من النور المغبش بالسطوع في افق الظلام و بدأت اذني تلتقط اصوات للحركة الخشبية و بدأت يدي أيضاً بالإحساس بالحرير الذي تحتها .
_ سيدي انظر لقد بدأ بالإستيقاظ.
تحرك صوت الفتاة الصغيرة في عقلي لكنني لم اكن بحالتي المثلى لإستيعاب ما قالته .
و فجأة بدأ شعاع النور يكبر و يكبر حتى اختفى الظلام و تحول إلى نور ، و من ثم استيقظت .
لم اتحرك البتة لكن عيناي كانتا تدوران في محجريهما حتى توقفا بسبب امساك فتاة صغيرة بيدي بلطف .
_ هل انت بخير ايها الضائع ؟
تحدث صوت حنون بجانبي و التي كانت إمرأة او ربما فتاة بمثل عمري " بالسابعة عشر" .
_ ايها الضائع سوف تعيش هنا حسب الظروف التي اخبرنا بها الحكيم ، لكن عليك التصرف بأدب في هذا القصر.
تحرك نظري إلى الشاب الواقف بجوار الباب بشعره الأسود الطويل و عيونه الزرقاوتين و بلبسه النبيل الواسع الذي كان الشيء الوحيد الذي ناسبه بسبب الدهون الزائدة الموجودة داخله حيث كان بدين للدرجة التوسطة ، ثم غادر على الفور من المكان .
_ هيه انت…هنا…هنا.
نظرت إلى الإزعاج الصادر من الجهة اليمنى من سريري .
كانا طلفين يرتديان رداءاً احمر اللون مناسب لطبيعتهما المزعجة ، لكن كانا شقيقين على الأرجح .
_ كايلي و ساتينا اعتنيا بالضائع جيداً و حالما يكون بأتم الإستعاداد كونا في غرفة الإجتماعات معه.
صرفت نظري عن الطفلين الذين كانوا بالرابعة عشر من عمرهم و حدقت بخفة عليه و هو متكئ على الجدار بشعره الأسود الطويل و عيونه الزرقاوتين و بلبسه النبيل الواسع و بجسده النحيل و الطويل ، لكنه غادر كالشخص السابق .
بقي في الغرفة الطفلين و الفتاة الصغيرة و الفتاة الأخرى التي كانت اكبر من الصغيرة و فارسين مدرعان لكنهما غادرا مع الشاب الذي خرج من المكان قبل لحظات .
نظرت نحو الفتاة الكبرى و تفحصتها ، كانت رُعبُوبة و ذو وجه نضر و ذلفاء ، ذي شعر احمر لامع و ذي عيون عسلية .
اطلت النظر فيها لكنني و في لحظة نسيت نفسي بعض الشيء و احببتها .
_ أين انا ؟
سألت بعد ان دحرجت عيناي للجميع .
_ انت في " قصر الهلاك " .
[ منظور فيكتور ارابارتيو ]
انتهت فترة الإنتظار لكن علينا الآن الذهاب الى القلعة دون اثر فقد نتورط في مشاجرة او ربما اسوء منها .
استدعيت غورتس الفارس الاسود لعله يأتي بفكرة جيدة فبالنسبة لي استطيع الخروج دون ترك اثر لكن ماذا عن إجلا و كيرا انهما لا يزالان طفلين فلا يمكنهما الذهاب هكذا .
بعد ان خرج غورتس لم يتكلم لكنه فهم ما اريد قوله .
تشقق الهواء بالظلام و بدأت حفرة عميقة تظهر من العدم لم يسعني ان ادرك لونها او حتى شكلها ، اخذهما واحد تلو الآخر إلى داخلهما لكن ما إن انتهى ردد كلام لا يفهم حتى ادركت انها تعويذة .
_ اراك في الجهة المقابلة ايها الأمير .
دخل غورتس معهما فوراً بعد إلقائه للتعويذة .
و الآن حان دوري .
توسعت دائرة الظلام و بلغت مساحتها المدينة بل اكثر مما اظهر لي كل شيء يتحرك داخل المدينة و جزء متوسط المساحة خارجها.
ما ان ظهرت إشارة من طاقة غورتس حتى دخلت الظلام و بسرعة فائقة ظهرت بجواره .
_ الأمـــيــر !!
عانقتني إجلا و من ثم كيرا حالما رؤني .
بعد تحرك سريع لنقل كلٌ من إجلا و كيرا بدأت طاقتي بالإنخفاض لكن في الجانب المشرق قد وصلنا .
_ خروج.
قلت بصوت عالٍ جعل جميع الجنود بالخروج من الظلام .
_ من الآن و حتى شهر كامل سوف اُعين ثلاث جنود للبقاء هنا برفقة إجلا و كيرا في القلعة بينما انا سأذهب إلى الاستكشاف في المناطق المحيطة بنا و البعيدة من هنا .
اردفت:
_ سيبقى هنا الطبيب ليني و المدافع ساين و المقاتل تيلاني برفقتهم .
ظلت الوجوه المدرعة تتلفت نحو بعضها البعض و اشتدت يد إجلا بالإمساك بي حتى انحنى الجنود .
جلست على ركبتاي لكي اتساوى مع إجلا و كيرا .
_ اسمعا انتما الأثنين لن اتأخر فقط ثقوا بهم هم من سيحموكم و يطعموكم هنا ، لكن في نفس الوقت اريد منكما إلتزام الصمت ولا تجذبا الأنظار إلى هنا … حسنا ؟
بعد الخطاب الجاد معهما وافقا على الأمر و لبضع ثوانٍ كنت قد توقفت عند غابة معتدلة المناخ بعيدة كل البعد عن القلعة .
اسندت ظهري على شجرة طويلة و كبيرة ، ما كنت لاجلس لولا انني احتجت لهذا فقد استنفزت طاقتي في الإنتقال و النقل .
صحيح ان الغابة كانت مليئة بالحيوانات إلا ان الأصوات التي كنت اسمعها لم تكن طبيعية .
بدلاً من اصوات العصافير و صرير الخشب كان هناك اصوات ضرب للحديد و صراخ منخفضة و سعال و اصوات اقدام .
كانت عيناي مفتوحتان تنتظران اي حركة بسيطه او هجمة تتجه نحوي .
كان هناك شيء اكثر تميزاً من كل تلك الاصوات ، صوت يشبه تنفس لكن لم يكن تنفس بشري او اي شيء اخر بل كان وصفه اغرب من كل هذا .
كان مثل تنفس الخشب .
فجأة خرج شيء لم استطع وصفه جيدًا ، لقد كان اغرب حتى من تلك الاصوات و ربما هو من كان يطلق صوت تنفس الخشب منذ البداية .
شيء متوسط الطول و الحجم بيدين نحيلتين و بعيون ذهبية و جسد خشبي بهيئة طيف كان الوصف الأكثر دقة لهذا الشيء هو " شبح الخشب " .
بدأ يتجه نحوي بكل حذر .
_هيهيههيه ، هل تتذكرني ايها " الكامل " ؟
تحدث بصوت مستهزئ ، بدأت الذكريات تعود لي مرارا وتكرارا كان صوته محفوظاً في ذاكرتي لكنه… مهلاً لقد تذكرته…
ان يحمل نفس الصوت و نفس الشكل ، لقد رأيته عندما كنت فاقداً للوعي في الحرب عندما كنت لا ازال بعمر السادسة عشر .
هو نفسه الذي استخدم قوتي لهزيمتهم من خلال الإستحواذ على جسدي .
نهضت بسرعة و اخرجت سيفي .
_ هيهيههيه لا تتوقع انني سوف اتساهل معك .
تراجع عشر خطوات إلى الوراء و اردف كلامه .
_ إكسترا تشين… عظيمُ الخشب
تأرجحة عيناي نحو كل الاشجار التي بدأ بالتمايل و التحرك بسرعة و خفة كانت تهجم و تعود للدفاع عنه من حين إلى اخر و بعضها يأتي من الاسفل و الاخر من الأعلى و من اليمين و من اليسار .
اضطررت لتقوية سلاحي عدة درجات من الحدة حتى يقطع كل تلك الاشجار .
بقائي هكذا و بقوة منخفضة قد يضرني اكثر .
_ خروج .
صرخت بقوة .
انسد المخرج الذي يجعل تلك الاغصان تخرج منه بطبقة صلبة من الظلام و احاط بي ثلاثة من الجنود يدافعون عني و يكسبوني بعض الوقت في إعادة تعبئة الطاقة بينما كان غورتس و جندي اخر محارب يدعى ب سلاتينس بالهجوم و القطع المستمر .
كان العدو يحاول بشتى الطرق ضرب خط الدفاع الخاص بي لكنه كان يفشل .
_ تعال إلى هنا ايها الجبان !!! .
صرخ العدو بكل صوته الساخط و مع تقدم الوقت بدأت طاقتي بالعودة بينما بدأت طاقته بالإنخفاض .
دفعت احد الدفاع للهجوم و تبعني الباقون للهجوم ، كانت المعركة صعبة للغاية فأنا اتحدث عن غابة كل اشجارها تهاجم من كل مكان و بقوة مدمرة .
و رغم ذلك كان العدو محمياً بقفص من الخشب المقوى الذي يصعب قطعه .
_ عين البداية [ العمل العكسي ]
صرخت بقوة مطلقاً قرصاً واحداً من عين البداية يعمل بالشكل العكسي ، حالما اصطدم بخشبة واحدة بدأ عمله .
تشكلت علامة كبيرة ملأت ارض الغابة بتعويذة باللون الأخضر تعمل بالشكل العكسي حيث بدأت كل الاشجار و الاغصان بالتحول الى رماد في لمح البصر.
بعد ان استهلكت جل طاقتي في هذه الحركة بقي العدو واقفاً لوحده مستعداً للهجمة الأخيرة .
كان الجنود في الجهة الاخرى قد أستهلكت طاقاتهم و لم يعودوا قادرين على المشي حتى .
ادخلتهم جميعاً في الظلام و انطلقت نحوه .
حالما قلصت المسافة بيني و بينه و قلت
بصراخ ملأ الغابة .
_ إكسترا تشين……
_ هذا يكفي .
ظهر شخص ذو مظلة امامي مباشرة و بدأت خواص المكان بالتغير حتى انتقلنا إلى مكان ثلجي خالي من البشر .
_ لا تهدر قوتك على شيء لا يستحق .
قالها بمنتهى البساطة و من ثم اختفى .
في تلك اللحظة انتهت طاقتي حقًا وسقطت على الأرض مع فقدان وعيي ، كان كل شيء ملثلجاً و قد اتجمد معه أيضاً .
لكنني لم اهتم .