" سيد فرنكو هل انت بخير ؟ نومه أثقل من جدتي .... أوليفيا أعطني بعض الماء البارد من فضلك "


" حسنا اخي ، سأحضره في الحال ... امممم اين سأجد بعض الماء البارد " توقفة أوليفيا في منتصف طريقها و حركة رأسها بشكل لطيف


" فقط اطلبي من النادلة " لم يسع لهشيما الا ان يبتسم على تصرفات أخته اللطيفة


" اه فهمت " أومئت أوليفيا برأسها و ذهبت الى النادلة التي كانت تنظف الحانة من المعركة السابقة


جلس هشيما على أرضية الحانة يحاول ايقاظ السيد فرنكو من غيبوبته ، في وقت سابق بعدما انقد اخته و النادلة رجع هشيما الى الحانة ليجد السيد فرنكو مازال مغمى عليه إثرى تلقيه ضربة خلف رأسه


بنظر الى المكان لم يسعه إلا ان يعتذر لصاحبة الحانة جثة محروقة ، رجل ملقى على الأرض و العديد من الطاولات و الكراسي المحطمة ، و خاصة زجاجات الخمر التي استعملها لصناعة المولوتوف


لم تمانع النادلة هذا رغم كل شيء فقد انقد حياتها و خلص القرية بأكملها ، لكن هشيما أخرج العديد من المجوهرات التي سرقها ، اقصد وجدها في بيت الحلوت لكي يعوّض عن ثثمنكل هذه الفوضى


قبلة النادلة هذا بوجه مندهش ، لم تخل انه يمكن لهذا الفتى ان يمتلك المال من اجل الإصلاح الحانة لكن الحقيقة أمامها غيرة رأيها ، الجواهر بين يديها جعلتها تشعر ان هذا الفتى كان كريم للغاية


في الحقيقة لم يعلم هشيما ثمن تلك الجواهر كل ما يعرفه هو انها ربما ستكفي لعويض الخسائر ، لو علم مقدار المال الذي يمكن ان تجلبه تلك الحفنة من الجواهر لأصابه ألم في قلبه ضعيف


لم يفكر كثير ما كان مهم في هذا الوقت هو السيد فرنكو الذي ينام على الأرض الرطبة ، كان قلقاً بعض الشيء ، فالشيء الأكثر أهمية من حفنة الجواهر التي لا يعرف سعرها هو وسيلة تنقله في هذا العالم ، يمثل السيد فرنكو لهشيما المرشد المنخفض التكلفة حتى يصل الى برج بابل


من القصص التي قصها السيد فرنكو لهشيما انه قد سافر في العديد من الأماكن و المدن ، فقط يستعمل طريقة النقل البضائع من قرية الى قرية لتمويل نفقة سفره ، رغم انه قد يبدو للوهلة الاول انه مجرد شخص عادي و يأخد هشيما الى أماكن خطرة مثل قرية ذات الرداء الاحمر و قرية الصخر الا انه مازال شخص جيد و يعتمد عليه


لا يريد هشيما ان يجد بديل لسيد فرنكو ، فهو في الأخير لا يمكنه المخاطر بسلامته و سلامة أخته لمجرد تغير رفيق السفر ، هذا سيسبب الكثير من المشاكل ، اين يمكنه ان يجد شخص موثوق و ذو نواية حسنة مثل السيد فرنكو


يمكنه ان يجد شخص اخر ، لكنه سوف يستغرق بعض الوقت و العمل الدقيق ، لكن هشيما لا يريد ان يعمل أكثر من اللازم ، فرغم كل شيء لقد وجد واحد بالفعل و هو السيد فرنكو ، لماذا عليه ان يتعب نفسه مجددا ؟


" اوه ... أولائك الحثالة يستعملون مثل هذا الأسلوب لكي يسقط السيد فرنكو ، انهم حقا أوغاد يستحقون الموت ! " اشتكى هشيما و هو ينظر إلى حالة فرنكو على الأرض


" أليس هكذا تعاملة معهم في المنجم ، بإعتماد على الغدر فقط ... اح هذا النبيذ جيد حقا " تكلم فاوست و هو يمسح فمه


تحت الطاولة كان فاوست على هيئته الشيطانية الصغيرة مستلقي على ظهره و هو يستمتع بنبيذ


عند طول الطريق إلى الحانة كان يزعج هشيما بسؤاله المتكرر حول النبيذ الذي وعده به اخر مرة ، لأخراج أغضاء الكنيسة من الدائرة السحرية ، لم يستطيع أن يتحمل هشيما اكثر لهذا أشترى النبيذ و أعطاه لفاوست


و من أجل ان يتجنب احتمال ان يصدم اخته قرر ان يعطيه النبيذ بشرط ان يختبئ تحت الطاولة بعيد عن أعين الآخرين ، لم يمانع فاوست هذا الإجراء بل تمتع بنبيذه ذون مشكلة


" انا مختلف عنهم إنهم مجرد أشرار و انا على الجانب الخير لهذا يحق لي مثل هذا التصرف ... أليس كذلك ؟ " مزال هشيما مقتنع ان تصرفاته كانت رجولية و ليست مجرد حركات حقيرة " أنسى الأمر كنت أستطيع ان اهزمهم في أي لحظة ، لكن من الافضل اختيار الطريقة السهلة و الأكثر هدوء ، على اي حال فسلامة الجميع تعتمد علي "


" و ماذا عن اللوح الحجري الذي أخدته منهم ، لقد بدى مهما للغاية ، هل ستعطيه للكنيسة ؟ " سأل فاوست و عينه تلمع تحت الطاولة


" اممم تقصد اللوح ، لدي شعور غريب بخصوصه يبدو انه اكثر من مجرد قطعة حجرية ، ربما أستطيع ان ابيعه بثمن جيد ، فلقد ساعدة الكنيسة بالمجان هذه المرة ، لهذا يجب ان أخد مكافئة على جوهودي " و هو يمسح حقيبته و يستشعر اللوح الحجري


كان هشيما منذ صغره يمتلك إحساس قوي بخصوص الأشياء القيمة ، ربما جاءت بسبب عائلته و اعمالهم الغير قانونية ، حيث كانو يلقون مختلف الأشياء الثمينة عند عودتهم من مهمة مربحة


فقد شاهد العديد من التحف الفنية الملقات في منزله ، لهذا اشتعل شرفه بالفن فجأة ، حتى انه كان يرسم فوق اللوحات من العصر الفكتوري بقلم الحبر الفسفوري ، و خاصة انه جعل لوحة "الموناليزا" الشهير تمتلك شنب و نظارات و كان فخور بذلك ، حتى والداه لم يمنعاه لقد شجعو موهبته


استمر على هذا الحال حتى وفاة والداه و تمكنت الشرطة من استرجاع جميع التحف الفنية ، لكنهم تفاجئو بسبب الخربشاة الموجودة على التحف التي لا تقدر بثمن


فلقد عان الخبراء الكثير من الوقت الصعب لأزالت اثار الحبر و الذهان الذي يخرب اللوحات ، حتى انه تمكن من رؤية بعد المثمنين الذين أغشيى عليهم من مشاهدة "الموناليزا" مع شنبها الجميل


منذ ذلك الحين اعتبر احساسه الحاد بالأشياء مجرد موهب عديمة الفائدة بجانب موهبته في الرسم الرهيبة


" حسنا ، افعل ما تشاء لكني أعتقد ما تفعله الآن سيعود عليك بالكثير من المشاكل في المستقبل " حذر فاوست هشيما و هو ينظر الى قاع زجاجة النبيذ التي لم يبق منها شيء


" هل ان احلم ؟ منذ متى أصبحت الشياطين تقدم نصيحة ؟ .... لا تقلق انه مجرد لوح حجري فقط مثله مثل باقي الأشياء التي يتم سرقتها حول العالم " تكلم هشيما و هو ينظر إلى فوست الذي يختفي و يعود داخل الخاتم تارك فقط صوت ورائه


" اعتبرها فقط مجرد نصيحة من اجل النبيذ هيه هيه "


' هذا المخلوق ما هو مقدار حبه للنبيذ ' فكر هشيما و هو يمسح دقنه ، لكن لم يفكر كثير فقد جاءت أوليفيا و احظرت دلو من الماء البارد


" اخي ! لقد احظرت الماء كما طلبة " تكلمت أوليفيا و هي تضعه بقربه مع يديها الصغيرتين


" احسنتي يا أوليفيا " ربت هشيما فوق رأس أخته و هو يخرب تصريحتها


" هههه توقف ... لكن كيف ستوقظ العم فرنكو ؟ " سألت أوليفيا و هي تحاول نزع اليد التي تخرب شعرها ببتسامة


" هذا سهل جدا انظري إلي و تعلمي " امسك هشيما الدلو تحت انظار أخته متسائلة ، ثم سكب الماء كله على وجه فرنكو دفع واحدة


دون سابق انذار سقط الماء البارد على رأس فرنكو ، و وضعة أوليفيا يدها فوق فمها لكي تخفي صدمتها و هي تقول


" اخي هذا ؟ "


" انتظري فقط ، واحد ، اثنان ..." اثناء عد هشيما ، اهتزة رموش فرنكو قليل " ها نحن ذا "


فتح فرنكو عيونه و هو يرتعش " بارد!!! ...ما الذي يجري هنا ، لماذا ان مبلول هكذا ؟ ... اه رأسي ! " ممسك برأسه و هو ينظر من حوله " اه ... تذكرة أين هم هؤلاء الناس عديمي الأخلاق ، كيف يمكنهم ان يفعلو مثل هذه الحركة القذرة ، هذا ليس شيء جميل إطلاق "


بسماع شكاوي فرنكو ألقى هشيما الدلو بعيد و هو يلف عينيه


' لماذا كل الناس يجلعون هذا العمل مشين ، هل يسود هذا العالم مبادئ الفرسان ام ماذا ؟ '






2020/12/07 · 560 مشاهدة · 1226 كلمة
🍎FATEH-20A
نادي الروايات - 2024