على مسيرة أيام من قرية الصخر و في أحراش الغابة طار زوج من المخلوقات بحجم الكف عبر أوراق الأشجار ، مع أطراف صغيرة و اجنحة شفافة يلفها بريق سحري ، استمرت المخلوقات الصغير في الطيران بمرح حتى وصلت الى مكان يتواجد فيه الناس

اختبأت المخلوقات الصغيرة في شجرة قريبة ، و راقبوا الوضع بفضول

" امممم ... هل توجد فتاة لطيفة هنا ؟ " قالت صاحبة الشعر الأزرق و هي تخرج رأسها من الشجرة لتفقد الوضع

" نعم ، نعم ، طفلة صغيرة جميلة ، لقد رأيتها عندما كنت امر من هنا ، مع زوج من العيون التي تشبه العسل ، و شعر خفيف يمكن حتى السباحة فيه ! ، اهههه يجب ان نعيدها معنا الى المنزل ! ستحبها الملكة ! " تكلمت صاحبة الشعر الاحمر بحماس

" امممم ... ليس لدي مشكلة في رأيتها ، لكن هل يجب أن نأخذها معنى الى منزل ؟ لقد أخبرتنا الملكة بأن لا نجلب البشر الى منزل " ترددت صاحبة الشعر الأزرق و هي تلعب بأصابعها الصغيرة

" لا ، لا ، هذا فقط يخص البشر البالغين و لم تذكر الملكة الأطفال ، كما تعلمين الملكة تحب الأطفال ، هل رايتي الملكة تقول انها لا تحب الأطفال ؟ " نظرة صاحبة الشعر الأحمر بعيونها اللامعة الى زميلتها المترددة

" امممم ... الملكة لم تقل انها تكره الاطفال اذن فهي تحبهم ! هذا منطقي جداً ! هبي هبي انتي عبقرية ! " لمست صاحبة الشعر الأزرق ذقنها و وافقت بسرعة قرار هبي هبي

" اعلم ، اعلم ، دائماً متخبيريني بذلك إما إما ، و هذا يخجلني " حكت هبي هبي انفها بحرج و هي تضحك

" امممم ... لكن كيف سنأخذها ؟ ، هناك بشريان بجانبها ، و واحد منهم لديه سلاح ! " قالت إما إما و هي ترتجف قليل مشيرة الى الشاب الممسك سيوف الكتانا

" ليست مشكلة ، ليست مشكلة ، لدي خطة ، عندما يحل الليل سينام الجميع حينها سنتحرك و نتواصل مع الفتاة ! " تكلمت هبي هبي و هي تغلق كفها الصغير بقوة كإستراتيجي عظيم

" امممم ... واو ! كما هو متوقع من أذكى جنية أعرفها ! هبي هبي انتي رائعة ! " صفقت إما إما بحرارة على زميلتها هبي هبي

" ها ها ، ها ها ، الان ما علينا سوى إنتظار الليل لكي نتحرك " قالت هبي هبي و هي تمسك بورقة خضراء و تخفي نفسها ، فعلت إما إما نفس الشيء و اختبأت خلف ورقة خضراء أخرى

تعتبر هبي هبي و إما إما من الجنيات التي يصعب رؤيتهم في هذه المنطقة لولا خروج هبي هبي و محاولتها مطاردة سنجاب الذي سرق مكسراتها لما وجدة هذا المخيم المؤقت

راقبت هبي هبي البشر هناك حتى وجدة فتاة تخرج من العربة برفقة شاب وسيم ، في بادئ الأمر كانت تخطط للمغادر خوف من اكتشافها لكن فضولها لعب دور في بقائها هنا

كل مرة شاهدت هبي هبي الفتاة أعجبت بها حتى خطرة في رأسها أن تجلب هذه الفتاة الى الملكة لكي تراها ايضا ، في غالب الأحيان تجلس الملكة في ألفهايم و لا تخرج إلا نادرا مما يصعب عليها رؤية مثل هذه الفتاة اللطيفة

لهذا قررت هبي هبي دون تفكير عميق في الموضوع إحضار هذه الفتاة الى عالمها ، نادت على صديقتها المقربة إما إما لمساعدتها في هذه المهمة

في الغالب تذكر كتب التاريخ و نصوص السحر ظهور الجنيات منذ الأزل في غرف الكنوز أو في الأيام الاولى من الربيع ، لكن أشهر الأماكن التي تتواجد فيها هي بجانب الأبطال

غالباً ما تتبع الجنيات الأبطال و تنجذب إليهم بسبب الهالة البطولية التي تنبعت منهم ، حيث تتميز الجنيات بالقدرة على الإحساس بهذه الهالة مما يجعلها ملتصقة بهم كالغراء

تصنف هذه الكائنات الصغيرة على الجانب الخير ، و تتميز بالفضول و حبها للمرح و المقالب الغير المؤدية ، لكن للأسف الشديد فهي مخلوقات ساذجة للغاية تعتمد على قلبها أكثر من عقلها ، مما يسبب الكثير من المشاكل

و من بين المشاكل التي يمكن أن تقوم بها هذه المخلوقات الصغيرة هي إغراء الأطفال الى عالمهم من اجل اللعب ، نعم اللعب لا يبدو أنه يسبب مشكلة خطيرة لكن المشكلة الحقيقة تكمل في عالمهم ألفهايم

يعتبر ألفهايم عالم آخر تعيش فيه الجنيات و مخلوقات سحرية أخرى ، يخضع ألفهايم الى قوانين متشدد في ما يتعلق بزوار ، منها صعوبة الدخول إليه حيث لا يمكن الدخول إلا بإذن الملكة او دعوة خاصة من إحدى الجنيات ، اما الخروج فهو الأكثر تعقيداً

و الأسوء من عدم الخروج هو ان البيئة هناك تحتوي على كمية كبيرة من السحر العالي الكثافة ، حيث يجعل هذا المقيم خاصة الأجناس البشرية تخضع لتحولات غريبة على مستوى الجسم ، فالمكوت هناك لمدة شهر قد تجعل المرء يتحول الى حيوان سحري كل هذا بسبب رغبة العالم للحفاظ على التوازن البيئي في ألفهايم

الآن تخطط هبي هبي بمساعدة إما إما على جذب طفلة صغيرة إلى ألفهايم ، لكن ما هو المزعج في الأمر هو ان هذه الفتاة اللطيفة تشبه لحد كبير أوليفيا ، لا ، يمكن القول ان هذه الطفلة الصغيرة هي أوليفيا نفسها ! و الأشخاص بجانبها هما فرانكو و هشيما

عند اقتراب غروب الشمس قرر فرانكو الراحة هنا قبل ان يحل الظلام ، من أجل السلامة وعدم حدوث اي حوادث على طريق غالبا ما يوقف فرانكو العربة بالقرب من الطريق و يربط الاحصنة ثم يستعد للتخييم

اما بنسبة لهشيما فليس لديه مانع ، كل مرة وجد فيها ان فرانكو يخطط لتخيم ، يذهب هو و أوليفيا لجمع الحطب وإشعال نار بعدها يقوم بإعداد الطعام الذي يتمثل في معرفته القديمة في مجال الطبخ ، لهذا يعد حساء خضروات مع اللحم المجفف على الطريقة العثمانية

قم بتقطيع الجزر و البطاطا ثم أضف القليل من التوابل في القِدر ، واعتمد على قطع اللحم المجفف لإعطاء نكهة قوية ، و انتظر نصف ساعة مع نار هادئة حتى يستوي اللحم

يرفع هشيما الغطاء و تتسرب رائحة شهية ، مما يجعل فرانكو و أوليفيا متحمسين ، عند الانتهاء من هذا الطعام الذي يسعد بطونهم ، يطفئ هشيما النار و يتجه مع أوليفيا للنوم داخل العربة ، فيما يتعلق بفرانكو فيفضل النوم بجوار الاحصنة

في آخر مرة سأل هشيما فرانكو عن سبب عدم نومه في العربة معهم ، يجيبه فرانكو أنه لا يستطيع أن يجد راحته إلا بجانب الاحصنة ، لأنه حسب ذاكرته انه في احد الايام جعلته اخته ينام في الإسطبل لمدة شهر لمجرد أنه باع فأسها ، لكنه وجد راحة البال مع الاحصنة بسبب تلك الحادث

هذا جعل هشيما يدرك أنها مجرد صدمة نفسية و ليست راحة بال كما يعتقد فرانكو ، لكن بسبب هذا أصبح جسد السيد فرانكو يمتلك طبقة جلدية عازل من البرد

من حينها تجاهل هشيما هذا الموضوع و توقف عن محاولة معالجة الصدمة النفسية لفرنكو ، ثم اغمض عينيه ونام ، بجانب أوليفيا

عندما نام الجميع تحركة أغصان الشجيرة القريبة من المخيم ، و خرجت هبي هبي و هي تحرك إما إما النائمة بجانبها التي جعلت أوراق الأشجار كسرير لها

" أخيرا ، أخيرا ، لقد ناموا اخيرا ، استيقظي يا إما إما يجب ان نتحرك " تكلمت هبي هبي و هي تهز صديقتها

" ياغ ، امممم .... دعيني أنام قليلا ما زالت الشمس لم تشرق بعد " تتائبت إما إما وغطت رأسها بورقة الشجر اليابسة

" اه ، اه ، كفاكي نوم انسيتي خطتي الرائعة ، انه الوقت المثالي من اجل اخذ الفتاة " اشتكت هبي هبي و هي تنظر إلى زميلتها النائمة

" امممم .... الخطة ! هل حان الوقت لتحرك ! ، سأغسل وجهي اولا ، انتظريني ! " قفزة إما إما من بين الأوراق و هي تمسح عينيها من النعاس ثم أخذت قطرة ماء باردة موضوعة على حافة الزهور و غسلت وجهها

صفعة هبي هبي جبهتها و قالت " هيا ، هيا ، فقط دعينا نذهب "

طارت هبي هبي مع إما إما في الخلف ، عندما وصلوا إلى جانب بقايا الطعام الذي هشيما سقطت رائحة الحساء في أنوفهم ، مما جعلهم ينحرفون فجأة و يسقطون في قدر الطعام

بعد بضع دقائق ، وضعت هبي هبي يدها على بطنها المنتفخ و هي تتكلم مع نفسها " جيد ، جيد ، البشر جيدون في الطبخ ، هبي هبي شبعت ولا تستطيع الحركة "

على الجانب اجابتها إما إما المستلقية في الوعاء الفارغ بتجشؤ قوي " اغغ ! امممم .... نعم البشر جيدون حقا "

ارتاح الاثنان لبعد الوقت حتى تذكرة هبي هبي فجأة ما كانوا سيفعلونه و صرخت " نعم ، نعم ، الفتاة !!! "

طار الاثنان و رفعوا ستار العربة لكي يتمكنوا من الدخول ، في الداخل اسلقى هشيما على حائط العربة ، و أوليفيا النائمة بعمق على دراعه كوسادة

2021/06/21 · 200 مشاهدة · 1358 كلمة
🍎FATEH-20A
نادي الروايات - 2024