وخزت هبي هبي بإصبعها خدود أوليفيا النائمة ، مما جعل أوليفيا تجعد حاجبيها
" هيه ، هيه ، انها لطيفة جداً ، اريد ان اكلها مثل الفطيرة " أعربت هبي هبي عن رأيها ، و هي تشم رائحة شعر أوليفيا " واو ، واو ، ولديها رائحة طيبة أيضا ! "
" امممم .... هبي هبي لم اعلم انكي تملكين هواية أكل الأطفال " قالت إما إما و هي تتراجع الى الخلف بحذر
" لا ، لا ، هذا مجرد تشبيه ، تعلمته من أختنا لاو لاو ، انها دائما ما ترافق مجموعة من البشر حول العالم ، لهذا تخبرني بالكثير من الأشياء الجديد " قالت هبي هبي أثناء إعادة شعر أوليفيا الى مكانه
" امممم .... هكذا هو الامر ! معرفتك و خبرت لاو لاو واسعة ! ، لدي مشوار طويل للوصول إلى مستواكم أنتما الاثنين " اسقطت إما إما يديها بإحباط مع تعبير حزينة
" لا ، لا تقلقي كثيرا إما إما فقط اعملي بجهد أكثر و ستتمكنين من الوصول الى مستواي .... الآن كيف يجب ان نخرج هذه الفتاة من العربة " حكت هبي هبي رأسها و بعد تفكير قالت " وجدتها ! إما إما استعملي بعض سحر الهواء و انا سأحركها من ملابسها "
" امممم .... فكر جيد ، كما هو متوقع منكي هبي هبي " رفعت إما إما يدها و أطلقت موجة من السحر ، مما تسبب في هبوب نسيم خفيف و طوق أوليفيا
إرتفعت أوليفيا ببطئ و رفرفة ملابسها مع النسيم ، لم يستيقظ هشيما بسبب الغبار الناشئ من أجنحة الجنيات حيث يمتلك تأثير مهدئ طبيعي ، لهذا لم يكن هناك تحذير قوي على مستوى دماغه
حتى ان أوليفيا المرفوعة في الهواء لم تنزعج ، بل بالأحرى جعلها النسيم الخفيف تنغمس أكثر في نومها كأنها في المهد
أمسكت هبي هبي بقميص أوليفيا وشدتها خارج العربة ، كانت هبي هبي و إما إما يدفعان أوليفيا مثل عربة التسوق دون اي عوائق
استمر هذا حتى أنصدم رأس أوليفيا في شيء صلب لكي تتوقف الحركة ، لم تعلم هبي هبي ما كانت المشكلة ، حيث أصبح من الصعب دفع الفتاة الى الأمام
رفعت هبي هبي رأسها و رأت سبب المشكلة ، وقف شخص جميل مع شعر طويل و معطف أسود تحت ضوء القمر
ابتسم فاوست و هو يقول " عندما كنت جالس داخل الخاتم شعرت بحساس ضعيف عن تموجات سحرية قادمة من الخارج ، لهذا قررت ان اتفقد الوضع ، من كان يعلم أني سأجد في اخير زوج من الجنيات يحاولون خطف اخت موكلي في وسط الليل ، أليست الحياة مدهشة "
تراجعت هبي هبي و إما إما الى الخلف برشاقة و نظروا الى فاوست بأعين حذرة ، تكلمت هبي هبي و هي تطير في السماء " انت ، انت شيطان ! ما الذي أتى بمخلوق من العالم السفلي إلى هنا ! "
" ههههه لا أستطيع أن أخفي شيء عن إحساس القوي الذي تمتلكه الجنيات " ضحك فاوست و هو يمسك بكلة يديه أوليفيا و هو يلغي سحر الرياح لي إما إما
" ابتعد ! ابتعد ! من تلك الطفلة ، لا يمكنك أن تصيبها بمكروه أو إلا استعملت القوة ! " صرخة هبي هبي و هي ترفع يديها لتشكل شعلة من اللهب
" امممم .... كما قالت ! اذا تجرأت على ادائها لن تنجو من هنا ! " صرخت إما إما و هي تشكل شفرات من الهواء حولها
" ههههههه ممتع جدا ، أصبحت أنا الشرير الان ، لا اعلم ما هو سبب محاولتكم أخذ أوليفيا الصغيرة بوقاحة ، لكن بموجب العقد لا يسمح لي بتغادي عن هذا الأمر " تكلم فاوست بصوت عالي حيث بدأ الدخان أسود يخرج من تحت قدميه
غطى الدخان فاوست و أوليفيا مما جعل من الصعب رؤيتهم ، بسبب تحركاته المفاجأة اطلقت هبي هبي على عجل كرتها النارية
اصطدمت الكرات النارية في موقع الذي كان يقف فيه فاوست بدقة ثم صرخت هبي هبي بفرحة " يا ، يا ، لقد أصبته "
" حقا ؟ أظن أني مازلت على ما يرام " جاء صوت فاوست من خلف الستار الدخاني ، مما يدل على تجنبه الهجمات السابقة
" كيف ، كيف ، إما إما أزيل هذا الدخان ! " تكلمت هبي هبي بسرعة
" امممم .... حسنا ! " أرسلت إما إما شفرات الرياح لتجعل الدخان يتشتت لكنه مرى فقط عليه و غرق في السواد " امممم .... ما الذي يجري ؟ شفراتي لا تعمل ! "
" هههههه مجرد سحر منخفض المستوى لا يستطيع إزالة دخاني السام ! " صرخ فاوست بصوت عالي
" سام ، سام ، إنه يستعمل دخان سام ، إما إما دعينا نخرج من هنا قبل ان يحيط بنا هذا الدخان " تكلمت هبي هبي
" امممم .... لكن الفتاة " أعربت إما إما عن قلقها و هي تنظر الى الدخان الأسود الذي يحاول أن يحيط بهم
" لا ، لا تقلقي انها تعد سجينته لهذا لن يؤذيها ، يجب ان نخرج من هنا ونجلب المساعدة " قالت هبي هبي بكل جدية
" امممم .... حسنا ! " أومأت إما إما برأسها و غطت انفها مثل هبي هبي و اخترقت الدخان الأسود الذي كان يحيط بهم شيء فشيء
هربت الجنيتان من الحصار متجهة الى أعماق الغابة ، برؤية هذا خرج فاوست من الدخان و هو ينظر الى رحيلهم
" دخان سام ؟ من أين لي بهذا ؟ من الجيد أن الجنيات يسهل خداعهم أو إلا لعانية الكثير من الوقت الصعب تحت قصفهم " هز فاوست رأسه ببتسامة و هو ينظر إلى الحفرة و الخطوط العميقة التي شكلها الهجوم الموحد لتلك الجنيات
" لا اعرف ما الذي تريده تلك الجنيات منك لكن يجب ان اعتني بك او هذا سيسبب الكثير من سوء الفهم لأخيك .... أخيك حقا يمتلك شخصية مخيف عندما يتعلق الأمر بأشيائه " تنهد فاوست بالقليل من الخوف في قلبه
بنسبة لفاوست الذي رأى بعض المواقف لهشيما و خاصة في أحداث المنجم ، وجد أن هشيما لا يمكن التنبؤ به كحفر ليس لها قاعد ، يطعن الاشخاص بدم بارد و في الثانية التالي يتصرف بشكل عادي كأن شيء لم يحدث
عندما انشئ معه العقد في أول مرة ، كان يعلم فاوست بشيء واحد فقط حينها ، أنه إذا رفض او حاول لعب حيل قذرة لتم قتله دون ان يرمش لهشيما جفن
بعد أن شعر بأنه كان محظوظ و قبل العقد ، وضع فاوست أوليفيا داخل العربة مجددا ، و نظر الى هشيما بالقليل من الحيرة " كيف لم يستيقظ بسبب كل هذه الأصوات العالية ؟ "
لكن قبل أن ينتهي من التفكير سمع صوت هادئ قد تخلل الى مسامعه يقول " أحسنت "
رفع فاوست رأسه ووجد عيون هشيما مفتوحة قليل ، " اذا لقد كنت مستيقظ طوال الوقت " ابتسم فاوست
" لا ، فقط عندما خرجوا من العربة " تكلم هشيما ببطئ و هو يلمس شعر أوليفيا
" هههه امكنك حتى التغلب على تأثير غبار الجنيات ، لا تفكر كثير بخصوص ما حصل غالب تتصرف هذه المخلوقات الصغيرة دون تفكير ، لكنهم سيعودون مجددا أو ربما يشتت انتباههم سنجاب في الطريق وينسون الأمر كله " تكلم فاوست و هو يعود داخل الخاتم
" لم أخل يوم أني سأقابل الجنيات في حياتي " تنهد هشيما و هو ينظر في وجه أوليفيا النائمة " تمتلكين حق نوم عميق "
لكن الشخص الذي يمتلك نوم أعمق من أوليفيا هو فرنكو الذي مازال يشخر بقوة بجانب الاحصنة في الخارج حتى مع حدوث هزة أرضية فهو لن يستيقظ