* ما الأمر ، أيها الفارس في درع لامع ، تقف وحيدًا ، تبدو مريضًا إلى حد ما ؟ لقد ذبلت النباتات على ضفاف البحيرة وصوت العصافير غائب ، مرة أخرى أخبرني ما الأمر ؟ تبدو حزينًا ومفجوعاً للغاية ، لقد جمعت السناجب مؤونتها لفصل الشتاء وحصدنا نحن البشر حقولنا
إنّ جبهتك شاحبة مثل الزنبق و مبللة مع عرق حمى مؤلمة و يتلاشى لون خديك الذي كان ساطعًا وحيويًا مثل الوردة ، بسرعة كبيرة ، أخبرني ما الأمر ؟
قد التقيت أنا الفارس بامرأة في المروج ....
-الأبيات الأولى لقصيدة " المرأة الجميلة التي لا ترحم "-
.........
رغم غرابة المرأة التي كان واقفة في وسط الطريقة ، فقد اقتربت العربة نحوها وتوقفت ، سأل فرانكو " يبدو انكي تائهة ، هل تحتاجين لأي مساعدة ؟ "
بسماع هذا نظر هشيما اولا نحو المرأة الجميلة التي لا تشوبها شائبة ، ثم أسقط عينه على فرانكو
' أليس لديك أي شكوك حتى ! أنظر كيف لمثل هذا الجمال أن يتواجد هنا وحيدا في هذه الغابة ! ' كان هشيما حائر لدرجة انه أراد أن يشير نحوها و يصرخ
لكنه سمع صوت فاوست الذي كان يتردد كريح " صديقك قد وقع في شركها بالفعل ، انها تستعمل نوع من الإغراء "
بسماع هذا أخفض هشيما صوته " إغراء ؟ إذن لماذا لم يؤثر هذا بي ؟ "
" لا أعرف ، لكنه نوع من اللعنة الذي يلازم بعض الكائنات التي لها مقدار من الجمال العالي ، أنه نفس أمر بخصوص شياطين الشهوة لدينا ، فقط الطريقة تختلف قليلا " أعرب فاوست عن رأيه
' يبدو أن حصانة اللعنات خاصتي تعمل دون أن يتم تنشيطها ' فكر هشيما و هو يتكلم مع فاوست " دعنى نلعب معها و نرى ما الذي تخطط له اولا ، ربما تكون راغبة في استعمالنا كعربة أجرة ؟ رغم هذا يجب ان اقوم بكل العمل هنا ، تسك "
" ماذا تقصد بهذا ؟ هل تقصد اني ضعيف ؟! " كان فاوست منزعج
" بضبط انت مثير لشفقة " لم ينفي هشيما هذا وهو يجلس بنتباه نحو حركات المرأة
كانت المرأة تبتسم بخفة في وجه فرانكو و هي تقول " نعم ، من فضلك "
صوتها كان عذب لدرجة أنه جعل الشخص يتمنى عدم توقفها عن الكلام ، حتى أن هشيما شعر بشعور جميلة نحوها ، ليس بسبب لعنتها بل بسبب أن المرأة كانت جميلة جدا بطبيعتها
نظرت المرأة بعيونها الزرقاء نحو هشيما الذي كان يحدق فيها وهي تبتسم ، فكر هشيما للحظة ثم جعلها تجلس في مقعده ، حيث نزل و دخل العربة
بمشاهدة هذا ابتسمت المرأة أكثر و هي تصعد بجانب فرانكو ، كان فستانها الأبيض نظيف للغاية لدرجة انه بدا أنها خرجت من قصر و ليس من غابة كثيفة
" إلى أين يمكنني أخذك ؟ " سأل فرانكو بشكل عادي لكن يمكن ملاحظة أنه انجذب بسبب رائحة العطر التي كانت تفوح منها
" فقط تقدم ، اريد ان اتنزه " قالت المرأة بشكل خفيف ، كانت واثق للغاية حيث ضلت هادئة و هي تبتسم
' تتنزه ؟ ' شك هشيما في أذنيه ، هل اوقفتهم فقط لكي تتنزه على العربة
كان هشيما يجلس في الخلف و هو يستمع لحديث الجانبين من صوت فرانكو بدا انه سعيد ام من صوت المرأة فقد بدات معتادة على هذا
حتى ان أوليفيا كانت مرتاحة حيث جلست بهدوء و هي تستنشق العطر الذي كان بالفعل قد وصل إلى الداخل
" رائحة زكية " انغمست أوليفيا أكثر في هذا ، لكن حسب ما يقوله فاوست فهو مجرد تأثير يجعل إنسان يزيل التوتر ، لهذا لم يمانع هشيما في هذا حتى انه اخذ نفحة منه
' إن التأثير العطر يبدو كالشموع المعطر ، انه حقا إحساس جميل ' فكر هشيما و هو يستنشق ببطء
" هل تريد ان تستمع الى بعض من لحني ؟ يمكنك اعتباره كشكر لهذه النزهة " تكلمت المرأة و هي ترمش بخفة لم تقلق بشأن أي شيء فلقد كان تبدو خالية من الهم
" بطبع ، لما لا " من تكلم لم يكن فرانكو بل كان هشيما
مما جعل المرأة تستدير و هي تنظر من الفتحى الخلفية ، لكي تشاهد هشيما متكئ و بجنبه أوليفيا التي كانت تستنشق الهواء كجرو صغير
مع ضحكة محتشمة وافقت المرأة " حسنا "
السبب الذي جعله يتكلم بدل فرانكو هو أنه كان يريد ان تلاحظه المرأة ، لكي يبدو أنه وقع في شركها
لكنه ندم عندما بدأت المرأة تغني ، كان الكلمات غريبة حيث لم يستطع فهمها حتى انه شعر ان قلبه و عقله ينغمسون أكثر فأكثر
غنت المرأة و هي تغمض عينيها ، جعلت الاحصنة تتباطئ و فرانكو يتنهد بخفة ، في كل كلمة كان فرانكو يتنهد بعمق اكبر ، حتى أوليفيا لم تسلم من هذا
أوليفيا التي اخذت اكبر كمية من رائحة العطر ، كانت تترنح مع اللحن بغرابة ، بمشاهد هذا تحمل هشيما الأمر و هو يمسك ماساموني و هو يسأل
" ما الذي يحصل لا أستطيع فهم أي كلمة مما تقوله ، لكني أشعر كأن قلبي يخفق بقوة " بدا الصوت أكثر فأكثر قوة
" هذه اللغة ، انا اعرفها ! انها لغة الجنيات ! تلك المرأة انها جنية ! " لقد بدا أن فاوست قد استنتج ما كان الشعور الغريب الذي جاءه من هذه المرأة
" جنية ؟ ما الذي تريده جنية منا ؟ لا تقل لي " نظر هشيما نحو أوليفيا ثم أستعد لتحرك
" لا ، يبدو أنها فقط تتصرف بعفوية " كان فاوست يبدو متأكد من هذا الأمر
" لماذا أنت متأكد ؟ " سأل هشيما و هو يحاول الحفاظ على عقله ، لم يهجم بتسرع بل كان يريد أن يعرف ما هي خطت هذه الجنية
" جنيه بخصائص انسان و يمكنها الإغراء ، يمكن أن تكون جنية عاشقة او جنية المروج ، لكنا في غابة ولسنا في السهول اذن احتمال أن تكون جنية مروج منخفض ، وهذا يعني انها جنية عاشقة ، لهذا ليس هناك أي خطر " أعطى فاوست استنتاجه
بمساع تفسير فاوست لم يقلق هشيما كثيرا ، حسب قوله إذا أراد فقد كان ليقطعها باستعمال ماساموني و يرى إذا كانت تستطيع ان تتحمل هجوم من سيف أسطوري
حيث الكلمات التي كانت في عقله جعلته أكثر راحة أيضا [ ذلك الشيطان محق ، لا استشعر بأي خبث منها ، يبدو أنها لا تحمل أي نية سيئة ] لقد كان ماساموني هو من تكلم
لقد استذكر هشيما ما ورد في بطاقة الملاحظة الخاص بـ ماساموني
- بركة ماساموني : عندما تواجه قوة شريرة او روح خبيث فستزداد رشاقتك بمقدار النصف ...
إذن هذا يعني أن ماساموني يمكنه ايضا ان يميز بين ما هو شرير و ما هو طيب ، لهذا لم يتخذ هشيما أي رد فعل آخر فقط بقية يراقب و هو يتحمل غنائها لكي لا يسهو
' اسمع اذا رأيت الأمر يبدأ في السير بطريقة غريبة أكثر من هذا فسأتحرك ، و لا اريد اي تدمر ، فهمت ' تكلم هشيما في عقله
[ حتى و لو ، لن اقطع اي شخص لا يستحق القطع ، أن هذه المرأة ليست شريرة ] بقي ماساموني ثابت جدا
' تبا ، انت لست قديس ، بل سيف ! ' لعن هشيما في عقله و هو يمسك سيفه الثاني موراماسا ' ما رأيك ، هل ما زلتي تتوقين لدم ؟ '
[ دم ؟ هاهاها واخيرا بعض الدم ! ] كانت موراماسا عكس ماساموني ، حيث بدت متحمسة للغاية
[ ... ] اما بنسبة لماساموني فقد كان صامت وهو يشاهد رد فعل أخته ، لقد كان يشعر بالخجل ، حتى ولو تكلم فهذه هي طبيعة أخته
' جيد ، إذا حدث شيء أكثر تعقيداً فسنتخلص منها ' أوضح هشيما الأمر لهم ثم انتظر بصبر ، لا يعرف لماذا لكنه أحس بأن الكلام في رأسه قد جعلت أفكاره واضحة
' على أية حال الم يقل ان الالتقاء بالجنيات شيء صعب ؟ حتى اني التقيت بنوعين تقريبا في نفس اليوم ' ابتسم هشيما و هو يراقب في الجمال الذي كان يغني بلغة الجنيات