46 - جذر هنا و جذر هناك ، جذر في كل مكان !

بسماع هذا و ما اختبره في هذه المدة الصغيرة ، كان هشيما مقتنع و بشدة أن أي شيء يأتي مجانا في الحياة حتى ولو كان من كيان الحظ نفسه فهو مجرد شيء ناقص و تافه او شيء معيب جدا

' هذه السيوف منتجات معيبة بحق ، الان أعرف لماذا تركت ملقات كل هذه القرون لكي يتجمع عليها الغبار ، هذا بسبب كونها عديمة الفائدة ! سيوف عديمة الفائدة ! سيف يريد قطع الجميع و خاصة مالكه كالأحمق ! و الآخر لا يريد قطع شيء يحسب نفسه بوذي أصلع ! ' لم يخفي هشيما تدمره

[ اممم انت لا تخفي أفكارك ، و بمناصب لدي شعر ] تكلم ماساموني بتردد ، كان صوته خافت

[ من هذا الذي يقطع كل شيء كالأحمق ؟ هل تتكلمي عني ؟ ] كانت موراماسا مرتبكة

' بحق الجحيم فلتصمتوا ! عديمي الفائدة وزيادة عن هذا تسببون لي الصداع !؟ أنتم أسوء من المنتجات الصينية المقلدة ! '

[ ... ] سكت ماساموني الذي لم يعامل هكذا من قبل

أما موراماسا فكانت تريد التزام الصمت لكنها لم تستطيع منع نفسها عن السؤال [ ... هل انت غاضب ؟ ]

' هل تسألين اذا كنت غاضب ؟ انا لست غاضب بل أشعر بخيبة أمل ! اتريدين ان تعلمي حجم خيبة أمل فيكم ؟ ' تكلم هشيما بإحباط

[ ... ] لم ترض موراماسا على هذا السؤال و لم تكن تريد ان تعلم ، لقد أحست بنوع من الذنب

لكن هشيما لم يبالي بل اكمل و اجاب على نفسه ' حجم خيبة أملي فيكم كارتفاع السماء عن الأرض ! بل أشد من ذلك حتى ! انه مثل شخص أحب فتاة منذ المرحلة الحضانة وشاركها نفس القسم حتى مرحلة النهائية ، و عندما اعترف بحبه لها قالت له : اسف ، لكن من انت ؟ … و الاسوء من هذا أن تقول في نفس الوقت : أظنك مخطئ ، أنا… أنا فتى '

[ ... أسفة ] تكلمت موراماسا بصوت مهتز و منخفض ، بنسبة لسيف عاش الآلاف من السنين ولم يعاتبها اي شخص ، لقد امتلكت القوة لجعل أصحابها يقعون في دوامة اللعنة خاصتها ، لهذا لم يتمكن احد من قول ذلك لها

كان إحساس جديد بنسبة لها ، إحساس مؤلم نوع ما ، لم تعرف كيف تتصرف سوى ان تقول إنها أسفة

بسماع هذا الصوت الطفولي ، شعر هشيما انه يربي طفل مدلل لم يعاقب من قبل ، علم هشيما من تجربته السابقة إذا زاد الأمر فربما ستنفجر من البكاء كأخر مرة ، لهذا تنهد وهو يقول

' انسي الأمر ، سنتكلم حينما نتعامل مع هذا الوضع ' رغم المشاحنة التي أجراها كان هشيما يضع حواسه الآخر لأي تغير سيأتي من الغابة

[ حسنا ] بهذه الكلمات توقفت موراماسا عن الكلام حتى ماساموني ألتزم الصمت كأنه يفكر في ما فعل ، رغم أنه لم يجد خطأه فمازال يحاول ، لقد كان كطفل يحاول إصلاح خطأه دون أن يعرف ما يفعل سوى الصمت

بهذا أصبح عقل هشيما هادئ من جديد مما جعله يولي اهتمام اكبر الى المشكلة الحالية

استمر في مراقبة لكن لم يحدث شيء مما جعله يشعر بالغرابة

' لماذا لا يحدث شيء ؟ لماذا لم تهاجم بعض ؟ هل يمكن انها تريد جعلنا نبقى هنا حتى تأتي ؟ اذا كان هذا الامر صحيح فهذا يعني ، أنها تريد اكتساب الوقت حتى يأتي جسدها ! '

" تبا ! فاوست حاول إيقاظ الخيول ، بسرعة ! " صاح هشيما

" ماذا ؟ حسنا ! " أدرك فاوست أنه لا يستطيعون الهروب دون أن استعمال العربة ، لهذا ركض نحو الاحصنة

عندما تحرك فاوست بتجاه الاحصنة بدأت الأشجار المحيطة ترتجف ، مع صوت الأوراق التي تهتز خرجت الجذور من التربة متجهة نحو مكان فاوست

كانت تحاول منعه من الهروب ، وصل الجدر الاقرب باتجاه ظهر فاوست لكنه قطع فجأة بسيف هشيما ، وسقط على الأرض دون حركة

لكن رغم هذا فقد تجاوز جذر آخر هشيما و حاول أمسك بكاحل فاوست

" اللعنة " لعنا فاوست و تحول الى ضباب أسود ، لم يمسك الجدر سوا الهواء قبل أن يقطع مجدداً

" أسرع ! سأتعامل معهم ! " استعاد هشيما وضعيته و هو يراقب الجذور التي تخرج من الأرض ، كانت تتلوى كأنها تملك عقل خاص بها

' انها حقا تريد ان تبقينا هنا ! ' عض هشيما على أسنانه و بداء يقطع في كل جدر وجده يخرج من الأرض

كان يشبه الفلاح في موسم الحصاد ، مع سيف أسطوري مثل موراماسا في يده كانت كل ضربة نظيفة للغاية

رغم كونه عديم الخبرة في استعمال السيف كان جانبه الرشيق من كونه ملاكم قد ساعده في تجنب الجذور التي واجهته

مع استمرار هذا لم تستطع الجذور ان تتخطى هشيما لهذا قررت اولا ان تمسك به قبل التعامل مع فاوست

بزيادة الضغط عليه كان هشيما يرتكب بعض الأخطاء ، مما جعله يصاب بضربات شبيهة بسوط ، كل ضربة جعلته يترنح

أمسك هشيما نفسه وتكلم " يبدو انه كلما طال الوقت هنا ، كلما زادت كمية الجذور التي تخرج من الأرض ، يبدو أنها تقترب أكثر فأكثر "

نظر هشيما نحو العربة ليجد فاوست بجانب الأحصنة يصرخ له " أحتاج بعض الوقت ، يبدو أنهم في حلم طويل ! "

بسماع هذا أعاد هشيما عينيه نحو الجذور " وقت ؟ الا يمكنك طلب شيء آخر غير الوقت ! "

كانت ثيابه ممزقة قليلا من الضربات ، حتى أن جلده أصبح أزرق مائل الى البنفسجي ، لكنه مازال يستطيع الوقوف ، لقد قدر أنه يمكنه منعهم أكثر قليلا

' عددها الحالي يصل الى 30 جدر ، كأقصى تقدير يمكنني تحمل 50 دفعة واحدة ، مع أخد أن الجذور التي قد تم تقطيعها ستستغرق مدة أطول لكي تنمو من جديد ، فربما لدي فرصة ... هل هذا بسبب تأتي خبث موراماسا ؟ ليتهم كانوا كائنات حية لكان من السهل التعامل معهم '

كان ذاك ما توقعه هشيما لعشر دقائق القادمة ، لكنه فجأة اصطدم به شيء ثقيل ، وجد نفسه يطير بقوة للخلف حتى انه تدحرج عند السقوط لكن من حسن الحظ فقد تمكن من حماية رأسه من أثر السقوط

رفع هشيما رأسه الذي كان محمي بذراعيه و مع وجه مشوه من الألم لعن " تبا ! ما الذي جرى بحق الجحيم ! "

دون أن يرفع قميصه لكي يتفقد اثر الضرب ، علم هشيما بأن شكله سيكون سيء جدا للعين

مع وقوفه من جديد بحث هشيما عن الشيء الذي هاجمه لكن دون جدوى ، بسبب كون المهاجم جزء من الغابة فقد كان يستحيل عليه معرفة اتجاه الضربة ، كانت الغابة بالفعل حية

" تبا هذا غش ! اخرج و قاتل كرجل ! " صرخ هشيما بستياء

لكنه لم يحدث شيء سوى أن الجذور قد أكمل الهجوم عليه " تبا ! هذا الوضع يزداد سوء "

2021/06/26 · 157 مشاهدة · 1062 كلمة
🍎FATEH-20A
نادي الروايات - 2024