47 - السماد الجيد هو السماد العضوي

" كان لدي أحلام عديدة مثل أن تعود أسرتي الى الحياة ، او ان اعود بزمن لكي أوقف عملية السطو تلك التي جعلتني يتيما ... أحيانا أفكر بـ أحلامي المستحيلة و أحينا أتمنى اشياء بسيط جداً ، كأن تفوز بجائزة مجانية داخل علبة معكرونة سريعة التحضير ، او ان اكون الأول في المدرسة ... دقيقة هذا الحلم يبدو صعب جداً حتى ولو حاولت "

" انسى الامر ، مهما فكرة اجد نفسي احلم فقط ، حلمت بالعديد من الأشياء ، لكني لم أخل يوم ان اتمنى شيء سخيف مثل ما يجري اليوم ! كنت أتمنى وبشدة مبيد للأعشاب الضارة ! "

وقف هشيما هناك يتلقى الضربات من جذور التي أصبحت أكثر دراوت ، لقد كان يجتنب فيهم و يحاول تقطيعهم بكل جهده ، كانت ملابسه التي أصبحت كملابس شخص قد تعرض للتنمر دليل على ذلك

" تبا ! الم تنتهي يا فاوست ! اكاد اصل حدي هنا ! " كان هشيما يتنفس بخشونة و هو يصرخ ، في كل كلمة قالها تما قطع أحد الجذور ، و في كل جذر يقطعه يحاول جذر آخر ان يصيبه في مكان حيوي من جسمه

" كدت ان انتهي ، فقط القليل بعد " كان فاوست يحاول أيضاً ، كان يخشى اذا حاول بجهد أكبر فسيأتي هذا بمفعول عكسي على الأحصنة و ستسقط نائمة ليوم كامل ، اذا حصل هذا فسيتحملون الهروب من دون العربة وهذا يعني ترك فرانكو و أوليفيا هنا

حتى و لو استطاعوا أن يحملوهم على أكتافهم ، مع الهجوم الشرس الذي يتلقونه من الغابة لن يتمكنوا من النجاة

" فقط اسرع ! ... " قبل ان يقول الجملة التالية ، قفز هشيما الى الجانب كانت قفزة رشيقة حيث تجنب هجوم قوي من الأمام

مع استعادة توازنه نظر هشيما نحو الشيء الذي هاجمه و هو يبتسم بسخط " وأخيرا لقد أظهرت نفسك ، كان من الجيد أن أدعي انه تم تشتيت انتباهي للحظة ، شيء مثلك يحب حقا أن يهجم بطريقة خسيسة ، حتى الأشجار هذه الأيام أصبحت تهاجم بقذارة "

كان الشيء الذي هاجمه عبار عن شجرة ، كانت الشجرة حية بجسد إنسان ، نظر بوجهه الخالي من العيون نحو هشيما ، كان وجهه يحاكي فقط الشكل البشري و لم يغير من حقيقة كونه مجرد نبات حي

" يبدو أن تلك الجنية قد اقتربت اكثر مما تصورته ، حتى أنها تمكنت من إخراج مثل هذا الشيء ... ربما لديها المزيد من الخدع مثل هذه " نقر هشيما على لسانه و هو يتخيل فارق القوة بينهم

بعد فشل هجوم رجل الشجرة المتسلل ، ارجع يده التي تحولت إلى أغصان و حاول الرجوع الى الغابة لكي يندمج مجدد مع محيطه

رغم أن هجومه السابق كان قوي فقد تميز بحركات بطيئة لهذا اعتمد على الهجمات التسلل ، بمشاهد أن مثل هذا الشيء يحاول التراجع بهدوء دون أن يولي اهتمام به ، صرخ هشيما عليه

" لقد هاجمتني مرتين بالفعل وها أنت تحاول الاختباء من جديد !؟ لا تمزح معي خذ هذا ، كرة النار ! " مع حركة خفيفة أخرج هشيما قلادته و أطلق هجوم ناري

كانت القلادة التي حصل عليها في بداية رحلته تعتمد على يوم كامل لتهدئة لهذا حافظ هشيما على هذه الورقة الرابحة طوال الوقت

و الان قد حان وقت استعمالها ، مع ظهور كرة نارية سريعا ما اتجهت نحو رجل الشجر الذي اعطى ظهره أثناء التراجع بإهمال ، لم يتصور ابدا انه سيطلق هجوم بعيد المدى و خاصة هجوم يعتمد على النار

سقطت الكرة النارية في ظهره تماما ، مما جعل ألسنة اللهب تتطاير من حوله ، بمساعد جسده المكون من الجذور الجافة و لحاء الشجر ، كانت النار تنتشر بسرعة ، لم يستغرق الأمر سوى ثواني حتى أصبح من رجل الأشجار الى رجل النار

صرخ المخلوق السحري و هو يتلوى في النار ، كانت صرخاته شبيه بالوحش غليضة و غامضة ، ربما بسبب عدم امتلاكه لاحبال صوتي او لانه نوع من النبات ، فقد تمكنا فقط من اخراج صراخ غريب

بعد دقيقة سقط جسمه على الأرض دون حركة ، كانت النار تنتشر ببطئ من حوله مما جعل بعض من الجذور تحاول إلقاء التراب عليها للحد من انتشارها

" لقد عمل أفضل مما توقعت ... أو لا " في كلماته هذه توقفت ابتسامة هشيما ، كان هذا بسبب ان الجذور اصبحت مجنونة لقد هاجمت دفع واحدة حتى أنه خرج اثنان آخرين من رجال الأشجار من تحت التربة و هم يصرخون بغضب ، لقد كانوا حقا غاضبين من فقدان رفيقهم

" اللعنة ! من أين تولد هذه الأشياء ! انهم يقلدون حتى مشهد خروج الزومبي ، يا لا العار ! " انتشرت الجذور في كل مكان و أحاطت بهشيما الذي كان يقطع فيهم مثل البستاني المخضرم

لكن للأسف كانت كثافة الهجوم شديدة عليه ، حتى إن الهجمات لرجال الأشجار رغم قلتها فقد جعلته يصدها بشق الأنفس

هجوم وراء هجوم حتى فشل هشيما في الأخير من منعها ، مع ضربة قوية مكونة من الأغصان ظهرت على الجانب ، طار جسده بسرعة نحو الغابة ، لكي يتوقف باصطدامه في احدا الأشجار

بسبب قوة الاصطدام بزق هشيما الدم ، حتى أن يده أفلتت بمورساما ، جعلته قوة هذا الهجوم يتخدر تقريباً

" هذا سيء ... لقد دخلت الغابة بالفعل " كان الأمر سيء بنسبة لهشيما ، السبب الذي جعله يضمن انه في مأزق حقيقي هو انه سقط في أرض العدو

" يجب أن آخر من هنا ... ما الذي يحدث ؟ " حاول هشيما الوقف لكنه وجد يديه و رجليه مقيدتين بالجذور ، كانت الجذور تلتف حوله و بقوة مثل الأفعى

" سيء جدا ! سيء للغاية ! أتركني ! انتي اسوء من صديقة مجنونة " مهما حاول هشيما النضال فقد باءت محاولاته بالفشل ، غطت الجذور كامل جسده بالفعل حتى أن الشجرة التي استند عليها قد تشققت و فتحت فجوة محاولة ابتلاعه

مع الجذور التي زحفت نحو وجه صرخ هشيما بأعلى صوته طلب المساعد " فاوست ! بسر.. " لكن الجذور قد منعته من الصراخ أكثر ، لقد تعدت فمه بالفعل

منذ أن أحس هشيما بهذا خطورة هذا الوضع ، فقد أخذ نفس عميق من أنفه قبل أن ينقطع الهواء ، كل ما تبقى هو عينيه التي تشاهد أشعة الشمس الذهبية التي تساقطت على أوراق الأشجار

كان المنظر اخضر ، كان كل شيء بلون أخضر قبل أن يصبح أسود بالكامل ، لقد غمرت الجذور وجهه و سحبته داخل الشجر في هذه الحال كان هشيما يلعن في قلبه

' لكي اكون جزء واحد من الطبيعة في آخر لحظة من حياتي ، فهذا الأمر مزعج للغاية ، من المزعج أن تكون سماد ، هل هذه الطريقة التي يستعملها النبات لأكل طعامه ؟ ... '

عندما كان يفكر بهذه الكلمات فلقد تم استيعاب جسده العلوي من قبل الشجرة تماما

' الامر مؤلم ، لن يستغرق الأمر طويلا حتى أموت من الاختناق ' لقد توقف عن الكفاح بالفعل محاولا الحفاظ على نسبة الهواء في رئتيه ، انه يدرك انه لا يمكنه الخروج بالكفاح العديم الفائدة

' دقيقة ؟ دقيقتين ؟ اظن ان الرقم القياسي في الحفاظ على النفس تحت الماء كان خمسة دقائق ، اتسال اذا كان بإمكاني تحطيم هذا الرقم ؟ ، هذا سيجعلني احقق انجاز جميل قبل موتي '

2021/06/27 · 142 مشاهدة · 1125 كلمة
🍎FATEH-20A
نادي الروايات - 2024