جلس هشيما في الظلام دون حرك ، حتى و لو أراد فلم يستطع تحريك أصبع واحد
' اللعنة على هذا العذاب ! لماذا بحق الجحيم انفي يحكني الآن من بين كل الأوقات ؟! ... انسى الأمر ، يبدو أن الحكة قد هدأت قليلاً ، في النهاية لا أستطيع إمساك أنفاسي أطول من هذا ، تنهد ، لكي أحقق رقم قياسي جديد في حبس النفس ، فهذا انجاز جميل حقا '
كانت تلك هي ميزة امتلاك نسبة كبيرة من الروح ، لقد جعلته يحبس نفسه أطول من الشخص العادي
' الان كل ما تبقى هو الألم الذي يصاحب الموت ، يقولون إن الموت اختناقا هي ثالث أسوأ موتة يمكن أن تسبب الألم ، إذا تذكرة جيدا ، فأن الجسم سيكافح في الأول لشفط الهواء لكنه لن يجد شيئا ، ثم ستنكمش الرئتين و تتقلص القصب الهوائية ، بعدها يتخثر الدم تدريجياً و يفقد العقل القدرة على الإدراك ، و اخيرا يتوقف القلب ليختم الأمر '
' كنت اريد ان اتواصل مع شخص قبل ان افقد اتصالي بهذا العالم ، لكن كما يبدو الأمر فحتى ماساموني و موراماسا لا يستطيعون التحدث داخل عقلي إذا كان شيء يحجبهم ، أنه يشبه ما فعلته حينما غرصتهم في التربة ، تنهد ، رغم كونهم مزعجين لكنهم طفلين في النهاية ... على ما اعتقد ؟ اه ؟ ما الذي يقوم يطعني هكذا ؟! هذا مؤلم ! '
كانت جذور تحاول اختراق جلد هشيما حيث يبدو أنها بدأت تحاول أكله وامتصاص دمه
' بحق الشارب الخاص بهتلر ! لماذا لا تدعني أموت دون إزعاج ! حتى انك تحاول شرب دمي ؟! تبا لك ! اتمنى ان يصيبك دمي بالإسهال ! هذا إذا كان لديك جهاز هضمي ... '
برغم من استمرار زحف الجذور الرقيقة داخل جسده و الألم الناجم عنه ، حصل شيء آخر ... فجأة بدأ صوت طرق قوي من الخارج ، عندما سمع هشيما هذا كان اول تفكيره هو
' حتى الموت يطرق قبل اخدي بعيداً ، كم هو مهذب ... اتسائل اذا كان بإمكاني إجراء دردش ودية معه ، أن العمل طوال الوقت يجعله بتأكيد يعاني من الإرهاق ، كم اشعر بالشفقة ، حسنا اتمنى فقط ان يكون طريقي هي الجنة ، امل فقط الا يسوء الامر و اذهب للجحيم ، اني من النوع الأشخاص الذي لا يتحمل الأماكن الساخنة ، و التعذيب و المياه العميقة و الاشياء الحارة و افلام الرعب و ... هناك الكثير من أشياء ، تنهد ، هل ريما سأنتقل الى عالم اخر ؟ امل في فرصة اخرى ايضا مثل ما يحصل في الروايات '
مع كل طرقة كان هناك شق ، مما جعل الضوء يتسلل الى الداخل ، كانت الضربة الأخيرة بمثابة الضربة التي جعل الغشاء الشجرة يزول ، حيث انكشف وجه هشيما و تسلل الهواء النقي الى الداخل ،
مع أخذ جرعة جديدة من الهواء النقي نظر هشيما إلى النور المفاجئ ، بسبب عدم تمكنه عيناه من التكيف رمش عدت مرات وهو يقول بارتباك
" هذا النور ، و هذا الهواء النقي ، هل انا قد وصلت الى السماء ؟ "
عندما قال هذا رأى فجأة فأس ينزل باتجاهه
" فأس ؟ منذ متى الموت يمتلك فاس حطاب ؟ ألم يكن منجل في الأساطير ؟ تسك ، لا يمكن الإعتماد على ما نقرأه في الكتب ، اه ؟ لماذا يمتلك الموت لحية ؟ اليس جمجمة ؟ حتى انه يشبه السيد فرانكو "
" تماسك يا فتى ! سأخرجك من هنا ! فقط تحمل القليل ! " صرخ فرانكو من الخارج وهو يأرجح فأسه الى الأسفل
" اه ؟ حتى صوته يشبه السيد فرانكو ! هل كان السيد فرانكو طوال الوقت يعمل بدوام جزئي كقابض أرواح ؟ " بصوت مشكوك بداء هشيما يستعيد وعيه الذي كان يعاني من نقص الاكسيجين
" أنا أسمعك ! تحمل هديانك قليلا يا فتى ، سأخرجك حالا ! " كانت ضربات فرانكو تابث حيث شقى الشجرة جيداً و نزع الجذور بمهارة ، في كل ضربة تحررت أطراف هشيما
" السيد فرانكو ؟ انه انت حقا ! وأنا الذي كنت أعتقد اني سأصبح سماد عضوي ، شكرا على انقادي لكن كيف استيقظت من حالتك ؟ "
كان هشيما ينزع الجذور المتبقية التي مازالت تلفه ، لم يستغرق الأمر طويلا قبل نزعها كلها ، حيث تشوه وجهه و هو يرمي بعيدا الجذور التي اخترقت جلده
" لا أدري بالوضع الآن ، ما أعلمه هو أن ذلك الشخص أخبرني باخراجك " أشار السيد فرانكو نحو الشخص الذي كان يتهرب فقط من رجال الأشجار و الجذور
كان فاوست يتلاشى الى ضباب اسود كل مرة حاول الجذر إمساكه ، لم يفعل شيء سوى التفادي ، في نظر هشيما كان يشبه المهرج الذي يرقص بغرابة
" انه يجيد المراوغة ، ليته يعطي بعض الضربات بدل التهرب فقط ، تسك " نقر هشيما على لسانه وهو يلتقط موراماسا من الأرض
" انتظر دقيقة ، الا يبدو ان عددهم زاد كثيرا ؟ واحد ، اثنان ، ثلاث ... سبعة !؟ تبا هذا الفاوست يراوغ سبعة دفعة واحدة ! لا ! هذا يعني أن تلك الجنية قريبة ! السيد فرانكو دعنا نذهب ! "
مع اشارته ركض الاثنان و هم يشقون عبر الجذور الحية ، حتى مرى هشيما وقطع احد رجال الأشجار الى نصفين ، نظر فاوست المتعرق نحوى الجثة ثم نحو هشيما و هو يتنفس بصعوبة
" اخيرا خرجت ! لقد استهلكت كل مخزوني السحري من اجل ان انجو هنا ! يجب أن تدفع لي نبيذ لائق حينما نخرج "
" نعم ، نعم ، سأشتري لك أثمن النبيذ عندما نجد حانة على الطريق ، الان حرك رجليك و ركض " مع هذه الكلمات انتلق الثلاثي نحو العربة
في منتصف الطريق بدأ يخرج الكثير و الكثير من رجال الأشجار ، كان هشيما يقطعهم و هو يركض قبل أن يخرجوا حتى
لتجنب أن يمسك به و بسبب عدم رغبته في الركض ، تحول فاوست الى دخان اسود وعاد إلى الخاتم
" تبا ، ها انت تختبئ من جديد كسلحفات " اشتك هشيما و هو يتجواز العقبات
" لا تلمني سحري يكاد ينفذ ، اعتني بالأمر جيدا الان بعد إذنك سأرتاح ، اه كدت انسى يجب ان تخبرني بشعور ان تكون سماد ههههههه " مع ضحك تلاش صوت فاوست
" هذا اللعين ... دعنا فقط نلقي نظرة على سيد فرانكو ، واو انه جيد جدا " مع نظرة اعجب هشيما بسيد فرانكو ، رغم جده الضخم فقد تجنب بعض الضربات المفاجئة حتى أنه أسقط واحد منه بوزنه
" اخيرا تمكنا من الوصول ! السيد فرانكو خد المقعد ، و أنا سأعتني بالباقي ! " عندما وصلو الى العربة ، أومأ فرانكو وأمسك بلجام ثم حاول تهدأت الاحصنة المرتبكة ، كان حركاته القليلة كافية لجعل الاحصنة تهدأ ، ربما بسبب كونه ينام معهم طوال الوقت فقد أسس نوع من العلاقة المتينة
' إذن فنوم بجانب الأحصنة له بعض الفوائدة جيدة في الأوقات السيئة مثل هذه ' فكر هشيما و هو يقطع الجذور التي تريد إمساك عجلات العربة ، أما بخصوص رجال الأشجار فكانوا بطئين لعرقلت تقدمهم
مع بضع ثوان أخرى انطلقت العربة بسرعة ، برؤية الجذور التي كان بعيدة عليهم و رجال الشجار الذين يصرخون ، تنهد هشيما برتياح أثناء الإشارة بإصبعه الأوسط
" لقد نجونا " حاول هشيما ان يرتاح لكنه شعر بشيء مزعج لهذا تفقد نفسه ، عدا الضربات التى ملئة جسده و ثيابه الممزقة فلم يجد اي إصابة حرجة سوى الكدمات
" لكن ما هو هذا الشعور " زاد قلق هشيما و لم يرتح ، لهذا تفقد العربة من الداخل حيث رآها فارغة ، لم يكن هناك أحد
" أوليفيا ... "