الفصل المائتان والثاني والأربعون: انكشاف الأمر

____________________________________________

بصفته الجثة المتحركة الوحيدة التي وهبت وعيًا خاصًا تحت إمرة غو شانغ، حظي لين فان هو الآخر بفرصه التي سنحت له. في الأصل، كان يعيش أيامه بالكاد، وبعد أن قضى سنواتٍ مديدة في عالم الفناء، شهد صعود كلٍ من شوان هوانغ وشوان مو وليو تشينغ إلى القمة. ورغم أن قلبه قد اعتراه بعض الاضطراب، إلا أنه، وقد اعتاد على السكينة، آثر الاستسلام للكسل، راقدًا في تلك المقبرة لمئات السنين.

لكن الأوقات الطيبة لا تدوم طويلًا أبدًا، فمع ولادة غو شانغ من جديد، فقد لين فان عقله مرة أخرى، واستمر هذا الحال لزمن طويل. لحسن حظه، لم تكن قوته آنذاك تضاهي ما هي عليه الآن، إذ لم يكن قد تجاوز العالمين السادس أو السابع على أبعد تقدير. وبفضل مساعدة باي فنغ والآخرين، لم يتسبب في الكثير من المتاعب، بل تم كبحه وتقييده، ليفقد حريته في سجنٍ دام آلاف السنين.

وفي حادثة غير متوقعة، حصل على أساليب "يو بيري" القتالية. وباعتباره جثة متحركة، فقد وجد نفسه أمام فنونٍ تتصل بطبيعته، فبدأ يتدرب عليها لا شعوريًا، ليتفاجأ باستيقاظ وعيه الحقيقي. ومنذ تلك اللحظة، عاد إلى حالته الطبيعية، وكرّس نفسه بالكامل لإتقان ذلك الفن، ومع الممارسة المستمرة والفهم العميق، توصل إلى استيعابه الخاص لهذا الأسلوب.

الأمر الذي فاق كل توقعاته هو أن بنيته الجسدية بدأت تتغير ببطء، فقوته المادية أخذت تزداد شيئًا فشيئًا، حتى بلغت درجة مكّنته من تحطيم الفضاء بإرادته. لم يعد له ندٌ في عالم الفناء بأسره، ولو أنه لم يمتلك في السابق فرصة ليصبح أقوى، لظل راضيًا بحياته الهانئة، لكن الآن وقد لاح له أملٌ جديد، لم يكن ليرضى لنفسه بالبقاء في الظل.

كان بإمكانه أن يعثر على سيده الشاب قبل شوان هوانغ وشوان مو والآخرين! ومن أجل هذا الهدف، تدرب لآلاف السنين، ثم حطّم الفضاء بلكمة واحدة ووصل إلى عالم الداو. لكن لأنه لم يصعد بالطريقة المعتادة، دخل الفضاء من حوله في حالة من الفوضى، ليجد نفسه في عالمٍ آخر. وهناك، أصبح كائنًا لا يُقهر بسهولة بفضل قوته، وأطلق العنان لطبيعته بالكامل، محوّلًا أعدادًا لا تحصى من البشر إلى جثثٍ متحركة.

بعد ذلك، استغل موارد عالم الداو بأسره ليجمع عددًا هائلاً من أساليب الزراعة ذات الصلة، جاعلًا بنيته الجسدية أكثر كمالًا يومًا بعد يوم. ومن ثم، اعتمد على قدرته في تحطيم الفضاء ليسافر عبر مئاتٍ من عوالم الداو. مرت مئات آلاف السنين على هذا النحو، وصقل أخيرًا بنيته الجسدية إلى حالة النجاح العظيم، كما بلغت أساليب زراعته ذروتها، وعندها فقط، انتقل إلى عالم الخلود.

بصفته جثة متحركة، لم يكن لين فان يمتلك خطوط طاقةٍ أو عظامًا داوية، لكنه امتلك جسدًا قادرًا على التطور باستمرار. الآن، أطلق على بنيته الجسدية اسم "سلف الجثث المتحركة". ورغم أن هذا الاسم يبدو غير واقعي إلى حد ما، إلا أن لين فان، بصفته أوسم جثة متحركة، لم يتردد في استخدامه بوقاحة. لقد امتلك قدراتٍ فريدة، أولها جسده الجبار الذي لم يتميز بقوته فحسب، بل بدفاعه المذهل أيضًا.

وفضلًا عن ذلك، فقد حظي بعمرٍ لا نهاية له، فما لم يقع حادثٌ عارض، لن يموت بسبب نفاذ عمره. وأخيرًا، كان بإمكانه نقل دمه إلى الكائنات الحية الأخرى، محوّلًا إياها إلى جثثٍ متحركة. كانت هذه الجثث المتحركة من نوعٍ خاص، فهي تمتلك تفكيرًا مستقلًا خاصًا بها، لكن أُضيف إلى هذا التفكير مفهومٌ جديد، وهو الولاء المطلق له.

وفقًا لفهمه الخاص، قسّم هذه الجثث إلى أجيالٍ متعاقبة، من الجيل الأول فالثاني والثالث، وصولًا إلى الجيل التاسع. كان الجيل الأول يتحول على يده مباشرة، بينما يتحول الجيل الثاني على يد الجيل الأول، وهكذا دواليك. كلما ارتفع الجيل، ازدادت القوة، وكلما انخفض، زاد الضعف. حتى أن الجيل التاسع من الجثث المتحركة لم يكن قادرًا على ممارسة أنشطته العادية نهارًا، إذ كانت أشعة الشمس تمحوه من الوجود.

إضافة إلى ذلك، كانت هذه الأجيال الدنيا تخشى دماء الكلب الأسود والأرز الدبق وغيرها من الأدوات الدنيوية. بعد أن يحوّلهم لين فان، تزداد قوة الجثث المتحركة بشكل كبير. وبحسب تقديراته، فإن قوته الحالية تضعه في قمة العالم العشرين، وبالتالي، فإن الجيل الأول من الجثث المتحركة التي يحوّلها يكون في المستوى الأدنى من العالم العشرين، والجيل الثاني في المستوى الأدنى من العالم التاسع عشر، والثالث في المستوى الأدنى من الثامن عشر، وهكذا حتى الجيل التاسع الذي لا يتجاوز مستوى زراعته مستوى البشر العاديين.

بالطبع، كان لتحويله حدودٌ أيضًا، فحتى الآن، لم يكن بمقدوره تحويل أكثر من مئة فرد من الجيل الأول، ويمكن لكل فرد من الجيل الأول بدوره أن يحوّل مئة فرد من الجيل الثاني. وصولًا إلى الجيل السادس، لم تكن هناك أي قيود، إذ يمكن للجثث المتحركة من الجيل السادس أن تحوّل أعدادًا لا حصر لها من الجيل السابع. وإذا أراد رفع مستوى سلالة إحدى الجثث المتحركة في ظل محدودية الأماكن، فكل ما عليه فعله هو غرس دم جثة متقدمة مختارة لإتمام التحول.

'ما إن أحوّل أكثر من نصف سكان هذا العالم إلى جثثٍ متحركة، وبهذا التراكم المرعب، لن يجرؤ أحد على الوقوف في وجهي. وحتى لو انتبه الخالدون في السماء لما يجري حينها، فكل ما عليّ فعله هو الهرب...' كان استخدام قوة الفضاء للفرار هو أبرع ما أتقنه على مر السنين. ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه لين فان وهو يفكر ببطء في المستقبل.

'أي شوان هوانغ أو شوان مو ذاك الذي يضاهيني قوة؟ لن يمر وقت طويل حتى أعثر على سيدي الشاب وأنتشله من بحر المعاناة، ثم أقدم له موارد عالم الخلود بأسره!' ثم أغمض عينيه قائلًا في نفسه: 'سيدي، ماذا عساي أن أفعل وأنا أحبك كل هذا الحب؟'

ضاقت عيناه وهو يلقي نظرة على كلب الجثة المتحركة من الجيل الأول الذي يقف خلفه، ثم قال: "أسرع، وابتسم، وحوّل أكبر عدد ممكن من الجثث المتحركة." نبح الكلب مرتين، ثم وقف فجأة على قائمتيه الخلفيتين، متحولًا إلى رجلٍ ملتحٍ، وسار بخطى واسعة نحو المنازل المجاورة. وفي عتمة الليل، علت صيحات الدهشة ونداءات الاستغاثة، بينما كان لين فان غارقًا في نشوته، لا يستطيع الخروج منها. الآن وقد تحسنت بنيته الجسدية، كانت أماكن الجيل الأول المئة لا تزال شاغرة، وهذا هو الوقت المثالي لاستعراض مهاراته!

مرّ الزمن سريعًا، وبعد شهرين، بلغ عدد الجثث المتحركة تحت إمرة لين فان عشرات الملايين، جميعهم ضمن الأجيال الأربعة الأولى، وكان مستوى زراعة كل منهم يفوق العالم السابع عشر. وبما أنهم امتلكوا جوهر دمٍ نقيٍ نسبيًا، لم تظهر عليهم أي آثار جانبية، فكانوا يتحركون بحرية نهارًا، غير خائفين من مختلف الأدوات المستخدمة لقتل الشياطين، وبلغت قوتهم القتالية حدًا لا يُقهر في مستواهم.

في ذلك اليوم، كان لين فان يستلقي مستمتعًا بأشعة الشمس، وبجانبه، كانت صبية صغيرة رقيقة وقصيرة القامة تطعمه عصير البطيخ، ملعقة تلو الأخرى. وضع لين فان يديه خلف رأسه، ومن وقتٍ لآخر، كان يصدر صوتًا منعشًا يعبر عن راحته. ثم تمدد بجسده وقال بنظرةٍ ملؤها الارتياح: "أعشق هذا النوع من الأيام، استمتاعٌ وتطورٌ في آنٍ واحد، كم هذا رائع!"

في تلك اللحظة، ظهر ضوء أسود فجأة فوق رأسه. ضاقت عينا لين فان وهو يرفع بصره إلى الأعلى. 'لقد كنت أتطور بحذرٍ شديد طوال الشهرين الماضيين، ولم أكن لأتحرك بسهولة ما لم أكن متأكدًا تمامًا، فكيف انكشف أمري؟' لقد أدرك قوة ذلك الشخص بنظرة واحدة، فقد كان مثله في العالم العشرين، وكان هدفه واضحًا جدًا، لقد أتى من أجله

2025/10/16 · 56 مشاهدة · 1115 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025